أثر تطور البحث العلمي
عناصر الموضوع:
1. ماهو البحث العلمي؟
2. بداية البحث العلمي وأثره
3. الحضارات والبحث العلمي
أثر تطور البحث العلمي. وجد البحث العلمي منذ بداية الخليقة. ولكن تطور إلى أن أصبح على النحو الحالي، ويهدف البحث العلمي منذ البداية إلى تطور العالم والعلوم المختلفة على وجه الأرض، وبالفعل تطور البحث العلمي وطور العلوم وتخصصاتها المختلفة. وفي هذا المقال سوف نتحدث عن البحث العلمي، وما المقصود به؟ وأثره في العالم على مر التاريخ.
1. ماهو البحث العلمي؟
البحث العلمي سلوك إنساني منظم. يهدف إلى الوصول لصـحة ظاهرة أو فرضـية، أو يفسر موقـف أو مشكلة أو ظاهرة ما ويفهـم أسـبابها ويتوصل إلى طرق ونتائج من أجل معالجتها. أو حتى الوصول إلى حل مشكلة معينة أو سلوكية اجتماعية يهتم بها الفرد أو المجتمـع. أو يدرس نجاح تقنيات جديدة وأساليب جديدة ومتطورة من أجل التطوير في مختلف المجالات. [1]
2. بداية البحث العلمي وأثره
منذ قديم الأزل كانت البشرية فضولية وشغوفه لما يدور ويجري حولهم.علوة على ذلك كانت تدور في عقول البشر الكثير من الأسئلة؛ نتيجة لفضولهم. كانوا يجربون كثيرًا ويفترضون فرضيات وإستراتيجيات عديدة فقط للوصول إلى إجابات لأسئلتهم. ومنذ العصر الحجري كان البشر شغوفين بالتجريب والتعلم. فتطور الأمر حتى سمي بالأُسلوب العلمي. اختلف تعريف الأُسلوب العلمي على مر العصور وصولا إلى عصرنا الحالي. فعرف بأنه مجموعة من السلوكيات والأخلاقيات والقوانين الثابتة التي يتوجب على كل باحث وطالب علم التعرف عليها.
وتَولد من البحث العلمي مجموعة من الأثار والنتائج، ونقدم ملخصا لها:
ساعد البحث العلمي في بناء مجتمعات وأمم قوية فكريا واقتصاديا، وساعد كذلك على حفظها واستقلاليتها عن التبعية. فأدى ذلك إلى بناء الأرض وإعمارها، وكما تطورت الأرض تطور البشر كذلك. وساعدهم على زيادة وعيهم ونيل حياة أفضل. علاوة على ذلك أدى تطور البشرية الناتج من البحوث العلمية إلى إمكانية توقع المستقبل والتنبؤ به. وأخيرًا .ساعد البحث العلمي على الإبداع والابتكار في مختلف المجالات. [2]
3. الحضارات والبحث العلمي
ساهمت العلوم ودراستها في فهم كيف تطورت الأشياء من حولنا. فكيف تطور البحث العلمي؟ وكيف ساهم في تطور البشرية؟
و كيـف ساعد الباحثـون في هذا التطور؟ هذا ما سيتم الإجابة عليه من خلال تناول حضارات العالم.
-
الحضارة الفرعونية:
تُعرف كأول حضارة عرفها التاريخ، حضارة امتدت على ضفاف نهر النيل.
ساهمت في تطور علوم أغلب حضارات العالم، خاصة في الكتابة؛ فاستخدمت واكتشفت ورق البردي للكتابة عليه.
وتدوين التاريخ وتوثيق حياتهم، وفي عصرنا الحديث تم فك رموز وشفرة هذه الكتابات وعرفنا ما أراد قدماء المصرين أن يخبرونا.
عُرف المصري القديم بدراساته للعلوم المختلفة وتطوره فيها.
فبرع المصريون القدماء فعلوم الرياضيات؛ لإيجاد حلول للمشاكل التي واجهتهم كمشكلة فيضان نهر النيل. علاوة على ذلك أدى ذلك إلى دراسة علوم الفلك لفهم العلاقة التي تربط بين منسوب المياه والزمن. بالإضافة إلى ذلك تفوقت وبرعت الحضارة الفرعونية؛ بسبب سعي القدماء المصريون وإصرارهم وإيجابيتهم على إيجاد حلول للمشاكل التي واجهتهم في حياتهم اليومية، فيجب على الباحث أن يتحلى بمثل هذه القيم لتحقيق أهدافه.
-
الحضارة اليونانية:
توالت الحضارات بعد الحضارة الفرعونية فوجدت في العراق والهند واليونان.بالإضافة الى ذلك الحضارة اليونانية أو كما سميت الإغريقية، طور المصريون القدماء حلولا لمشاكلهم فأضافت إليهم الحضارة اليونانية علوم النفس والمنطق والإجماع. علاوة على ذلك تميزت الحضارة اليونانية باستخدام التفكير العلمي والملاحظات والقياس في التحليل العلمي، ومن أشهر فلاسفة الحضارة اليونانية: الفيلسوف أفلاطون وأرسطو، كان الفيلسوف أفلاطون معلم أرسطو، أُسست أول أكاديمية علمية في الحضارة اليونانية على يد أرسطو، أختلف أرسطو وأفلاطون في أن أفلاطون أعتمد على التفسير الفلسفي. علاوة على ذلك أعتمد أرسطو على التفسير المنطقي من أجل الوصول إلى الحقيقة، ومن أقوال أرسطو: ((أفلاطون عزيز علي، لكن الحقيقة أهم)).
-
الحضارة الإسلامية:
اعتمد علماء الحضارة الإسلامية أولاً على التطبيق والتجربة بدلاً من النظريات والمسلمات.
يعد الحسن بن الهيثم من العلماء الذين استخدموا منهجية البحث العلمي. التي تعتمد على التطبيق والنقد لكتابات القدماء بالحجج والبراهين للوصول إلى الحقيقة. قال: “ليـس الباحـث عن الحقيقـة مـن يدرس كتابات القدماء على حالتها ويضع ثقته فيها. بل هو من يعلق إيمانه بهم ويتساءل ما الذي جناه منهم. هو الذي يبحث عن الحجة ولا يعتمد على قول إنسان طبيعتـه يملؤهـا كل أنواع النقص والقصور. علاوة على ذلك يجب على من يحقق في كتابات العلماء.
بالتالي إذا كان البحث عن الحقيقة هدفه، أن يستنكر جميع ما يقرؤه. ويستخدم عقله حتى النخاع لبحث تلك الأفكار من كل جانب. وعليه أن يتشكك في نتائج دراسته أيضًا. بالتالي حتى يتجنب الوقوع في أي تحيز أو تساهل.” لا يجب على الباحث أو طالب العلم أن يستسلم ويصدق المسلمات والأمور المتعارف عليها فحسب. علاوة على ذلك عليه أن يفكر ويتساءل لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ فأي ورقة بحثية أو تقرير علمي معرضين لتواجد أخطاء فيها. ويوجد نتيجتين لهذا إما أن يتم تجاهله أو أن يتم البحث والتطوير فيه. ولهذا يجب على الباحث وطالب العلم أن يتسائل حول كل ما يقرأه من جميع النواحي لكي لا يقع في خطأ انحياز التجربة. ولتجنب الوقوع في هذا الخطأ يجب أن تكرر التجربة أكثر من مرة.
-
الحضارة الأوروبية:
من خلال ترجمة ما قامت به الحضارات الأخرى كاليونانية والفرعونية استمدوا معرفتهم وعلومهم، وأضافوا لها من خلال إسهامات بعض العلماء، مثل: فرانسيس باكون وجاليليو والعالم إسحاق نيوتن، كان العالم فرانسيس باكون من أشهر علماء الحضارة الأوروبية.فطور منهجية البحث العلمي. وبين أن الباحث إذا بدأ باليقين فسينتهي إلى الشك، وإذا بدأ بالشك فسينتهي بالوصول إلى الحقيقة. بالإضافة إلى ذلك أضاف العالم جاليليو إلى علوم الفلك والملاحظات الكونية. ولم يتوفق هنا بل أضاف أيضا إلى منهجية البحث العلمي فقال: ((كل الحقائق من السهل معرفتها بمجرد اكتشافها فالهدف هو اكتشافها))، مرت المنهجية العلمية في هذه المرحلة بالكثير من التشكيك والنقد. فطورها العالم إسحاق نيوتن وجعلها تعتمد على أربع قواعد لتفسير الظواهر والوصول إلى الحقيقة.ثم تطور المنهجية العلمة وصولا إلى العصر الحديث بفضل العالم ألبرت أينشتاين.
-
العصر الحديث:
تطور البحث العلمي كثيرا ومر بالعديد من التطور منذ قديم الأزل. بداية بزمن الحضارة الرعونية أقدم الحضارات وصولا إلى العصر الحديث. فأختلف البحث العلمي وتتطور شكله والأدوات المستخدمة فيه عن الماضي. فكانت الأدوات المستخدمة قديما أدوات بسيطة خشبية وبعضها من الحجارة. أما الآن فنجد الآلات الإلكترونية. وبعض المعدات المصنوعة من المعادن. علاوة على ذلك تطور العلم أكثر مع تطور البحث العلمي وتشعب إلى فروع جديدة لم تكن موجودة سابقًا. وأتيحت فرصا في العصر الحديث لتبادل الأفكار والأبحاث العلمية فنقدها وجعلها خالية من الأخطاء بواسطة متخصصين في المجال. وهذا ما عُرف بالنشر العلمي ومراجعة الأقران. بالإضافة إلى ذلك أصبح البحث العلمي ومنظومته كاملة تخضع لمجموعة من القواعد وإشراف من المنظمات الدولية. فوضعت أخلاقيات وسلوكيات وقوانين يجب أن يلتزم بها الباحثون. [3]
وفي الختام، نستطيع أن نقول أنه لولا فضول البشر والبحث العلمي لظل العالم عل صورته البدائية غير المتطورة. علاوة على ذلك أنه يجب أن نطور ونكتشف المزيد عن الأمور من حولنا، وذلك للحصول على المعرفة والخبرات التي تساعد على المعيشة الجيدة والحياة المزدهرة.
المراجع
- منهجية البحث العلمي، د. كمال دشليما هو البحث العلمي؟-بتصرف
- أساسيات البحث العلمي، أحمد حسن وأخرون، الإصدار الأولبداية البحث العلمي وأثره-بتصرف
- أساسيات البحث العلمي، أحمد حسن وأخرون، الإصدار الأولالحضارات والبحث العلمي-بتصرف