ماهي أحكام الصدقة

أحكام الصدقة تعد الصدقة من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، ولها فضل عظيم في الإسلام. وقد وضع الشرع لها أحكامًا وآدابًا يجب على المسلم معرفتها ليحسن أداءها. فالصدقة ليست مجرد إعطاء المال، بل هي عطاء خالص لوجه الله، وتعد بابًا من أبواب الخير والبركة.
ما هي أحكام الصدقة في الإسلام؟

تعد الصدقة من العبادات العظيمة التي يتقرب بها العبد إلى الله. ولكن لا بد من التعرف على أحكام الصدقة حتى يكون العمل صحيحًا ومقبولًا وفي هذا السياق شرع الإسلام مجموعة من الضوابط والآداب التي يجب مراعاتها عند إخراج الصدقة سواء كانت صدقة واجبة كالزكاة أو مستحبة كصدقة التطوع.
وفي عصرنا الحالي ظهرت وسائل جديدة للتصدق من أبرزها التصدق عبر تطبيق إحسان وهي طريقة حديثة تسهل إيصال المال للمحتاجين بطرق منظمة وآمنة ومن هنا يمكن القول إن الوسائل تطورت. لكن الأسس الشرعية بقيت ثابتة. إذ يجب التأكد من مصداقية الجهة التي يتم التبرع من خلالها. والحرص على أن تصل الصدقة إلى مستحقيها.
وأخيرًا. يجدر بالمسلم أن يدرك أن الصدقة ليست فقط في المال. بل تشمل الكلمة الطيبة. والابتسامة. والمساعدة. وكل ما فيه نفع للغير. فالثواب لا يقتصر على حجم العطاء. بل يشمل النية والرحمة والنية الخالصة.
تعرف أيضًا على: حكم من زاد ركعة في الصلاة
ما أنواع الصدقات؟
عندما نتأمل في تعاليم الإسلام. نجد أن الصدقة ليست محصورة في نوع واحد. بل لها أشكال متعددة تناسب قدرات الناس وظروفهم المختلفة. ومن هنا. تنقسم الصدقات إلى أنواع مختلفة. ولكل نوع فضله وأثره في حياة الفرد والمجتمع.
من الأنواع المهمة أيضًا. الصدقة الجارية. وهي التي يستمر نفعها بعد وفاة صاحبها. مثل بناء مسجد. أو حفر بئر. أو توفير كتب علمية ينتفع بها الآخرون. ويعتبر هذا النوع من أفضل أنواع الصدقات؛ لأنه يضمن استمرار الأجر والثواب بإذن الله.
ولكي يكون المسلم على بصيرة عند ممارسة هذه الأنواع المختلفة من المهم أن يتعرف على أحكام الصدقة التي تحدد شروط قبولها وتساعد في توجيهها إلى من يستحقها وبذلك تتحقق الغاية من الصدقة. سواء كانت مادية أو معنوية أو جارية.
تعرف أيضًا على: هل يجوز السفر بدون محرم؟
هل يجب إخراج الصدقة مالكاً للفقراء؟
من الأسئلة المهمة التي قد تدور في ذهن المسلم: هل يشترط أن يصبح الفقير مالكًا للصدقة حتى تعتبر صحيحة؟ وللإجابة على هذا السؤال. لا بد أن نرجع إلى الفقه الإسلامي ونتأمل في أحكام الصدقة التي تحدد صحة العمل وشروطه.
ومن جهة أخرى. يجب التنبه إلى أن الغرض من الصدقة ليس فقط إعانة الفقير ماديًا. بل الأهم هو تحصيل الثواب من الله تعالى. أي الصدقة مقابل الأجر في الآخرة. ولهذا شدّد الإسلام على الإخلاص والنية الصادقة. إلى جانب التمليك الصحيح للمال.
لذلك. فإن من أراد أن يرضي الله ويتقرب إليه بعمل مقبول. فعليه أن يحرص على توافر شرط التمليك. حتى يكتب له الأجر كاملًا. ويكون قد أدّى الصدقة كما أمر الله ورسوله.
تعرف أيضًا على: حكم الصلاة بالحذاء
ما أجرها؟
عندما يتساءل المسلم: ما أجر الصدقة؟ فإن الإجابة تتجاوز حدود الدنيا لتصل إلى وعدٍ ربّاني بعطاء لا ينفد. الصدقة ليست مجرد عمل خيري. بل هي عبادة عظيمة لها مكانة كبيرة في الإسلام. وأجرها مضاعف بفضل الله ورحمته.
في هذا الإطار. بيّن القرآن الكريم فضل الصدقة في أكثر من موضع. حيث قال الله تعالى:
“مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبّة أنبتت سبع سنابل. في كل سنبلة مائة حبّة. والله يضاعف لمن يشاء”
وهذا يعني أن أجر الصدقة قد يصل إلى سبعمائة ضعف. بل وأكثر. بحسب النية والإخلاص.
ومن جهة أخرى الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع البلاء وتشفي المرضى وتمحو الذنوب كما جاء في الحديث الشريف: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.”
وهذا يؤكد أن الصدقة ليست فقط بابًا للثواب. بل وسيلة لحماية النفس والأهل والمال من الشرور والمصائب.
ولا يجب أن نغفل أيضًا أن أجر الصدقة لا يقتصر على المال فقط. بل يمتد لكل عمل يدخل في معناها؛ مثل الابتسامة. والمساعدة. والكلمة الطيبة. فكلها تكتب صدقة ويرجى بها الثواب.
لكن حتى يحتسب الأجر كاملًا. يجب على المسلم أن يراعي أحكام الصدقة. مثل الإخلاص. وعدم المنّ. وتقديمها للمستحقين. والحرص على أن تكون من مال طيب. فبهذا تتحقق البركة. ويتضاعف الأجر بإذن الله.
تعرف أيضًا على: هل الغناء حرام
الفرق بين الصدقة والزكاة في الإسلام
عند الحديث عن الإنفاق في الإسلام. يختلط على البعض الفرق بين الزكاة والصدقة. رغم أن كليهما يعتبر من أعمال البر والخير. لكن هناك فروقات جوهرية بينهما من حيث الحكم. والمقدار. والمستحقين. والنية. وغيرها من الجوانب.
أولًا. الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة. وهي فريضة واجبة على كل مسلم يملك النصاب ومرّ عليه الحول. أما الصدقة فهي تطوع. وليست إلزامية. ويؤجر عليها من باب التقرّب إلى الله ومساعدة الغير دون إلزام شرعي.
ثانيًا. تحدد الزكاة بنسبة معينة من المال (غالبًا 2.5% من المال النقدي مثلًا). وتصرف لأصناف معينة حددها القرآن الكريم في قوله تعالى:
“إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها”
أما الصدقة فليست مرتبطة بنسبة محددة ويمكن تقديمها في أي وقت وبأي قدر. ويجوز إعطاؤها لأي محتاج أو مشروع خيري.
ثالثًا. تشترط في الزكاة نية التعبّد وإخراج المال من صاحبه إلى مستحقه وفقًا لأحكام محددة. بينما الصدقة أكثر مرونة. وتقبل من المسلم في أي وقت ومن غير شروط تفصيلية.
ومع ذلك. لا يمكن الاستهانة بالصدقة؛ فقد جعلها الإسلام بابًا عظيمًا للأجر والثواب. وهي تتكامل مع الزكاة في تحقيق التراحم والتكافل الاجتماعي ولهذا السبب من المهم أن يطّلع المسلم على أحكام الصدقة ليدرك متى يكون الإنفاق تطوعًا ومتى يكون فرضًا ولضمان أن يكون عمله صحيحًا ومقبولًا عند الله.
تعرف أيضًا على: ما حكم تكرار غسل القدمين ثلاث مرات عند الوضوء؟
شروط قبول الصدقة
عند تقديم الصدقة. لا يكفي مجرد إخراج المال أو العطاء. بل هناك شروط لا بد من تحققها حتى تقبل الصدقة عند الله تعالى. ولذلك. من المهم أن يكون المسلم على وعي بـ شروط قبول الصدقة حتى ينال الأجر والثواب المرجو.
أول هذه الشروط. الإخلاص لله تعالى. فلا تقبل الصدقة إن كان المقصود بها الرياء أو التفاخر أمام الناس. قال الله تعالى:
“ولا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس”.
فبالتالي. لا بد أن تكون النية خالصة لوجه الله.
ثانيًا أن يكون المال المتصدق به من كسب حلال إذ لا يقبل من المسلم أن يخرج من مالٍ محرّم أو مشبوه فالله طيب لا يقبل إلا طيبًا والصدقة لا تزكّي المال إلا إذا كان مصدره مشروعًا.
ثالثًا. أن تعطى الصدقة لمن يستحقها فعلًا. كالفقراء والمساكين وأصحاب الحاجة. وهنا تأتي أهمية معرفة مصارف الصدقة بدقة. حتى لا تمنح لمن لا يستحق. فيضيع الأجر.
ومن الشروط المهمة أيضًا. أن تعطى الصدقة دون منٍّ أو أذى. أي دون تذكير المتصدق عليه أو إهانته. لأن ذلك يذهب أجر العمل ويفسده. قال النبي ﷺ: “ثلاثة لا تقبل منهم صدقة: منّن. ومعير. ومكافئ.”
وعند الحديث عن كل هذه الضوابط. نجد أنها تدخل ضمن أحكام الصدقة التي وضعتها الشريعة الإسلامية لضبط هذه العبادة وضمان أثرها الإيماني والاجتماعي.
تعرف أيضًا على: ما حكم تأجيل دفع المهر في الإسلام؟
هل تجوز الصدقة على غير المسلم؟
من الأسئلة التي تطرح كثيرًا في الواقع المعاصر: هل يجوز للمسلم أن يعطي الصدقة لغير المسلم؟ وللإجابة عن هذا السؤال لا بد من التفريق بين نوع الصدقة وطبيعة العلاقة التي تربط المسلم بغير المسلم. مع الرجوع إلى أحكام خروج الصدقة في الشريعة الإسلامية.
أولًا. إذا كانت الصدقة من النوع التطوعي (أي ليست زكاة مفروضة). فإن جمهور العلماء أجازوا إعطاءها لغير المسلم. خاصةً إذا كان من أهل الذمة أو من غير المحاربين. أو جارًا. فقيرًا. في حاجة ماسة. ويستند هذا الرأي إلى قول الله تعالى:
“ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا“
والأسير في هذا السياق قد يكون غير مسلم. ومع ذلك شجعت الآية على إطعامه.
أما بالنسبة للزكاة المفروضة. فقد اتفقت أغلب المذاهب الفقهية على أنها لا تعطى لغير المسلم. لأن الله سبحانه وتعالى حدد مصارفها الثمانية في القرآن. وجعلها خاصة بالمؤمنين. باستثناء فئة “المؤلفة قلوبهم”. الذين قد يكون بعضهم من غير المسلمين بهدف تأليف قلوبهم ودعوتهم للإسلام.
من جهة أخرى يعتبر التصدق على غير المسلم وسيلة من وسائل الدعوة بالحسنى وإظهار خلق الإسلام ورحمته خصوصًا إذا كان هذا الشخص جارًا أو زميلًا في العمل أو يمر بظروف إنسانية صعبة فهذا النوع من الصدقة يظهر الوجه الإنساني للدين ويقوي جسور التعايش والاحترام المتبادل.
ومع ذلك. ينبغي أن تكون النية خالصة لوجه الله. وألا يقصَد من الصدقة التودد لمصلحة دنيوية. أو مجاملة لا ترضي الله. وهنا تأتي أهمية الاطلاع على أحكام الصدقة حتى يميز المسلم بين ما هو جائز. وما هو مفضول. وما هو ممنوع.[1]
تعرف أيضًا على: ما حكم زواج العبد من الحرة
الصدقة عن المتوفى: الحكم والفضل
كثيرًا ما يتساءل الناس بعد وفاة أحبّائهم: هل يجوز أن نتصدّق عنهم؟ وهل يصلهم الأجر؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة. يجب أن نتأمل ما ورد في السنة النبوية والفقه الإسلامي من توجيهات حول الصدقة عن المتوفى. من حيث الحكم والفضل.
- حكم الصدقة عن المتوفى: اتفق العلماء على جواز الصدقة عن المتوفى وأنها عمل مشروع ينتفع به الميت.
- الدليل من السنة: يستند هذا الحكم إلى حديث النبي ﷺ الذي سئل فيه عن امرأة توفيت فجأة ولم تتصدق، فأجاب: “نعم” لمن تصدق عنها.
- أمثلة للصدقة: يمكن أن تكون الصدقة عن الميت مالًا، أو طعامًا، أو بناء مسجد، أو حفر بئر، أو طباعة مصاحف، وغيرها من الأعمال الصالحة.
- فضل الصدقة: تعد الصدقة عن المتوفى من أعمال البر العظيم، ووسيلة لاستمرار عمله الصالح بعد وفاته، كما جاء في حديث: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث…”
وهنا يجدر بالمسلم أن يلتفت إلى أحكام الصدقة. ليتأكد من صحة نيته. ووضوح مقصده. وصرف المال في وجهه الصحيح. ليكون العمل مقبولًا ويصل نفعه للميت كما يرجو.[2]
تعرف أيضًا على: ما حكم قص الشعر لمن يعتزم الأضحية؟
وفي الختام تبقى الصدقة من أعظم أبواب الخير التي تقرّب العبد من ربه وتزرع الرحمة في قلبه وتسهم في بناء مجتمع متماسك ومتعاطف ولذلك فإن معرفة أحكام الصدقة أمر في غاية الأهمية حتى يؤديها المسلم بالشكل الصحيح الذي يرضي الله تعالى ويحقق النفع الحقيقي للناس ومن هنا فإن الالتزام بهذه الأحكام يعكس وعي المسلم وفهمه العميق لدينه ويجعله ممن ينفقون أموالهم في سبيل الله عن علم وبصيرة.
المراجع
- The islamic information Can Muslims Give Charity to Non-Muslims?_بتصرف .
- seekersguidance Can We Give Charity on Behalf of the Deceased?_بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

ماهي مواقف أبي أيوب الأنصاري مع الرسول الكريم

ما علاقة العبادة بالإيمان

من هو الصحابي الذي كانت الملائكة تسلم عليه

معنى اسم الله الوهاب

أيام الصيام في هذا الشهر

كم مدة خلافة معاوية بن أبي سفيان

مظاهر الشرك بالله

ما حكم قص الشعر لمن يعتزم الأضحية؟

ما حكم زواج العبد من الحرة

ما حكم تأجيل دفع المهر في الإسلام؟

ما حكم تكرار غسل القدمين ثلاث مرات عند...

آية الحجاب في سورة النور

آيات وأحاديث عن المولد النبوي

آيات شكر الله على النجاح
