أحكام شرعية سورة يوسف: الجانب التطبيقى

الكاتب : أميرة ياسر
27 أبريل 2025
عدد المشاهدات : 20
منذ 11 ساعة
أحكام شرعية سورة يوسف: الجانب التطبيقى
عناصر الموضوع
1- استخلاص أحكام شرعية سورة يوسف من أحداث القصة
2- إبراز بعض آيات فيها أحكام شرعية تخص العلاقات الإنسانية
3- توضيح صلة الموضوع بأحكام شرعية سؤال وجواب يطرحها الدارسون
4- الحكم التربوية والاجتماعية المستفادة من مواقف يوسف مع إخوته

عناصر الموضوع

1- استخلاص أحكام شرعية سورة يوسف من أحداث القصة

2- إبراز بعض آيات فيها أحكام شرعية تخص العلاقات الإنسانية

3- توضيح صلة الموضوع بأحكام شرعية سؤال وجواب يطرحها الدارسون

4- الحكم التربوية والاجتماعية المستفادة من مواقف يوسف مع إخوته

سورة يوسف تعد من السور العظيمة التي تحتوي على العديد من الأحكام الشرعية سورة يوسف، بالإضافة إلى أحكام التجويد سورة يوسف التي يتعلم منها القارئ قواعد النطق الصحيح. يبحث الكثيرون عن أحكام سوره يوسف لفهم الدروس الفقهية المستفادة، كما يتم إعداد بحوث في سورة يوسف لدراسة معانيها العميقة واستنباط الأحكام الشرعية منها.

1- استخلاص أحكام شرعية سورة يوسف من أحداث القصة

قال تعالى:

﴿وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: ٢١].

المسألة الأولى:

قوله: ﴿أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾ [يوسف: ٢١] يدل على أن التبني كان أمرًا معتادًا عند الأمم في ذلك الوقت.

المسألة الثانية:

عزيز مصر حين قال لامرأته: ﴿أَكْرِمِي مَثْوَاهُ﴾ [يوسف: ٢١]، فهذا قد يُجعل من باب الفراسة؛ لأنه لم يكن معه علامة ظاهرة تدل على ذلك.

قال تعالى:

﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: ٢٢].

المسألة الأولى:

في تقدير بلوغ الأشد أقوال كثيرة، قيل: من الحلم إلى أربعين سنة، والصحيح أن الحلم يمتد إلى خمسين سنة ثم يأخذ الإنسان في القهقرى.

المسألة الثانية:

قوله تعالى: ﴿آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا﴾ [يوسف: ٢٢]، أي أن الحكم هو العمل بالعلم، فقد عمل يوسف بما علمه الله من تحريم الزنا وخيانة السيد أو الجار أو الأجنبي في أهله.
فما تعرض لامرأة العزيز، ولا استجاب لمراودتها، بل أدبر عنها بحكمة خصه الله بها، وعملًا بما علمه الله. وهذا يرد على الجهلة والغافلين الذين نسبوا إليه ما لا يليق.
بل أبرئه مما برأه الله منه، فقد قال تعالى: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا﴾ [يوسف: ٢٢]، وذلك لينصرف عنه السوء والفحشاء، إنه من عباد الله الذين اصطفاهم.
والفحشاء هي الزنا، والسوء هو المراودة، فلم يقع منه شيء من ذلك.

قال تعالى:
﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ [يوسف: ٢٦]
﴿وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ [يوسف: ٢٧].

المسألة الأولى:

قال علماؤنا: هذه الشهادة ليست من شهادات الأحكام التي تفيد الإعلام عند الحكام ويتفرد بها الشاهد، وإنما هي بمعنى الإخبار عن أمر غفل عنه القوم.
>وذلك لأن العادة جرت أنه إذا جُذب القميص من الخلف تمزق من تلك الجهة، وإذا جُذب من الأمام تمزق من الجهة الأمامية، ولا يجذب القميص من خلف إلا إذا كان الإنسان مدبرًا.

المسألة الثانية:

قال بعض المفسرين: لو كان هذا الشاهد طفلًا يتكلم في المهد، لكانت كلمته آية ليوسف، ولما احتاجوا إلى الاستدلال بالقميص.
>ولكن هذا القول ضعيف، إذ يُحتمل أن الطفل نطق لينبههم إلى الدليل الذي غفلوا عنه، فكان كلامه مع ذكر الدليل آيتين لبراءة يوسف.

المسألة الثالثة:

قال العلماء: في ذلك دليل على العمل بالعرف والعادة، بناءً على ما ذُكر من حال القميص مقبلًا ومدبرًا، وهو أمر تفرد به المالكية.

فإن قيل: هذا شرع من قبلنا.
قلنا:

  • أولًا: شرع من قبلنا شرع لنا، وقد بيناه في غير موضع.

  • ثانيًا: إن المصالح والعادات لا تختلف فيها الشرائع، وإنما يجوز اختلاف وجود المصالح بحسب الأزمنة، فإذا وجدت المصالح وجب اعتبارها.

وقد استدل يعقوب بعلامة القميص لما ادعى الإخوة أن الذئب أكل يوسف، فقال: أروني القميص.
فلما رآه قال: لقد كان هذا الذئب حليمًا.
وهكذا جرت العادة والعلامة، وليس هذا مخالفًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «البينة على المدعي واليمين على من أنكر»، إذ إن البينة تعني البيان، ودرجات البيان تختلف؛ فتارة تكون بعلامة، وتارة بأمارة، وأخرى بشاهد أو شاهدين، وأحيانًا بأربعة شهود. [1]

2- إبراز بعض آيات فيها أحكام شرعية تخص العلاقات الإنسانية

قوله تعالى:
{قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا إن الشيطان للإنسان عدو مبين} [يوسف: ٥].

المسألة الأولى: في حقيقة الرؤيا
الرؤيا حالة شريفة جعلها الله للخلق بشرى كما تقدم. وقال ﷺ: «لم يبق بعدي من المبشّرات إلا الرؤيا». وحكم بأنها جزء من سبعين جزءًا من النبوة.

المسألة الثانية: قوله: {لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا} [يوسف: ٥]
هذا حكم بالعادة من جهة الحسد بين الإخوة والقرابة. وقيل إن يعقوب عليه السلام قد فهم من إخوة يوسف حسدًا له. لما رأوا من شغف أبيهم به، ولذلك حذّره.

المسألة الثالثة:
قال علماؤنا: هذا يدل على معرفة يعقوب بتأويل الرؤيا؛ لأنه نهاه عن ذكرها وخاف عليه من إخوته أن يكيدوا له. فعلم أن هذه الرؤيا تقتضي ظهور يوسف عليهم وتقدّمه فيهم.

الآية الثالثة:
{وجاؤوا على قميصه بدم كذب} ثم قال:
{بل سوّلت لكم أنفسكم أمرًا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون} [يوسف: ١٨].

التعليق:
أراد الإخوة أن يجعلوا الدم علامةً على صدقهم. وقد روي في الإسرائيليات أن الله تعالى قرن بهذه العلامة علامة أخرى تعارضها. وهي سلامة القميص من التلبيب (أي التمزيق).
والعلامات إذا تعارضت تعيّن الترجيح، فيُقضى بجانب الرجحان. وهنا ظهرت قوة التهمة لأسباب تضمّنها القرآن، منها:

  • طلبهم أخاهم بشفقة، ولكن تصرفاتهم دلّت على ضد ذلك، فشهد ذلك عليهم.

  • أن الدم كان محتمل الوضع في القميص عمدًا. إذ لا يُتصوّر أن يفترس الذئب إنسانًا وهو لابس قميصه ويبقى القميص سليمًا غير ممزق.

مسألة: القضاء بالتهمة إذا ظهرت

إذا ظهرت أمارات التهمة القوية، فإنه يجوز للقاضي أن يحكم بها، لا بمجرد الدعوى المجردة. بل بظهور القرائن البيّنة، كما وقع في قصة يوسف عليه السلام.[2]

3- توضيح صلة الموضوع بأحكام شرعية سؤال وجواب يطرحها الدارسون

  • س: يسأل عن السجود المذكور في سورة يوسف، حيث أمر يوسف من كان حاضرًا بالسجود لأبويه. هل صحيح ذلكم السجود؟
  • ج: هو السجود الذي رآه في المنام أنه رأى أحد عشر كوكبًا، والشمس والقمر رآهم له ساجدين. ثم وقع تفسير ذلك بسجود أبويه وإخوته لما دخلوا عليه بعدما ولاه الله حكم مصر. وكان هذا السجود من خصائص شريعة يوسف -عليه الصلاة والسلام- كما سجد الملائكة لآدم، فهذا سجود خاص.

أما في شريعة محمد ﷺ فلا يجوز هذا السجود إلا لله وحده. لا يسجد أحد لأحد، لا للأب ولا للزوج ولا لغير ذلك أما في شريعة يوسف -عليه الصلاة والسلام- فكان ذلك سجود تحية وإكرام، وليس سجود عبادة. وكان جائزًا في شريعة يوسف -عليه الصلاة والسلام- ممنوعًا في شريعة محمد -عليه الصلاة والسلام-. وهكذا سجود الملائكة لآدم سجود إكرام وتحية، وليس سجود عبادة.[3]

4- الحكم التربوية والاجتماعية المستفادة من مواقف يوسف مع إخوته

حافظ سيدنا يوسف على مشاعر إخوته، ويأبى تذكيرهم بما ارتكبوه في حقه. إنه لم يقل وهو يتحدث بنعمة الله عليه (أخرجني من الجب)؛ بل قال: وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ متحاشيًا ذكر الجب مراعاة لمشاعر إخوته؛ الذين ألقوه في الجب، وَعَرّضوه للموت… وهذا درس لنا. حتى لا نذكر الذين أساؤوا إلينا بإساءاتهم فنخدش حياءهم، وكرامتهم.[4]

من خلال التأمل في الأحكام الشرعية سورة يوسف نستخلص الكثير من الدروس والعبر، ومع تطبيق احكام التجويد سورة يوسف نتقن تلاوة السورة بإحكام. تظل دراسة احكام سوره يوسف والبحث الأكاديمي عبر بحوث في سورة يوسف من أهم الوسائل لفهم معاني القرآن الكريم وتطبيق تعاليمه في الحياة.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة