أحكام شرعية لسورة الكهف

عناصر الموضوع
1- استنباط أحكام شرعية لسورة الكهف وتأثيرها على العقيدة والأخلاق
2- التركيز على أحكام شرعية من سورة الكهف المتعلقة بالمعاملات
3- حصر بعض آيات فيها أحكام شرعية وردت في السورة
4- الدروس والعبر التطبيقية في الحياة اليومية من تلك الآيات
قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وردت فيها أحاديث ضعيفة. ولكن بعضها يعزز الآخر. وقد ثبت عن ابن عمر أنه كان يقرأها كل يوم جمعة. لذا، إذا قرأها الإنسان في هذا اليوم، فإن ذلك يعتبر حسنًا، ويُرجى له الثواب المذكور في الأحاديث. ومع ذلك، لا يمكن الجزم بذلك بشكل قاطع، لأن الأحاديث ضعيفة. ولكن يعتبر الأمر مستحبًا.
1-استنباط أحكام شرعية لسورة الكهف وتأثيرها على العقيدة والأخلاق
القيم المستفادة من سورة الكهف
تحتوي سورة الكهف على العديد من القيم والدروس والعبر. ومن أبرز هذه القيم، وفقًا لمحتويات السورة، ما يلي:
- توضح الآيات الأولى من السورة أن أعظم نعمة منحها الله -سبحانه وتعالى- لعباده هي إنزال القرآن الكريم، الذي يحتوي على حلول شاملة لمشكلات البشرية كافة. ويقودهم من الظلمات إلى النور.
- ومن وظائفه أيضًا تحذير الكافرين من العذاب، بينما يبشر المؤمنين بالنعيم الدائم.
- تشير قصة أصحاب الكهف إلى أن لله -عز وجل- آيات مدهشة في خلق السموات والأرض والمخلوقات، بالإضافة إلى العبر المستفادة من تلك الحادثة.
- فرار الفتية الذين تمسكوا بدينهم من الفتنة وتركهم لأهلهم وأموالهم وأصدقائهم يعد دليلًا على جواز هذا الفعل لكل من يتعرض للأذى في دينه.
- كما أن الدعاء له مكانة عظيمة عند الله -سبحانه وتعالى-. حيث لجأ الفتية إلى الكهف وبدؤوا بالدعاء إلى ربهم -سبحانه وتعالى- أن يهيئ لهم من أمرهم رشدًا. وقد استجاب الله لدعائهم.
- الدين الإسلامي هو دين المساواة. حيث لا يفرق بين غني وفقير أو بين رئيس ومرؤوس. وهذا يتجلى في أوامر الله -سبحانه وتعالى-.
فضل سورة الكهف
توجد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن فضل سورة الكهف. ومن أبرزها ما يلي:
روى مسلم في صحيحه عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ من أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ”.
كما ورد عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ”.[1]
2-التركيز على أحكام شرعية سورة الكهف المتعلقة بالمعاملات
يعتبر من المعروف بين العلماء أن سورة الكهف هي سورة مكية بالكامل، وأنها من السور التي نزلت دفعة واحدة. وقد ورد ذلك أيضًا عن بعض الصحابة رضي الله عنهم جميعًا.
تتكون السورة من 110 آيات. وسميت بسورة الكهف لأنها تتناول قصة أصحاب الكهف الذين هربوا بدينهم من ظلم ملكهم.
فضل سورة الكهف
وردت العديد من الأحاديث التي تتحدث عن فضل سورة الكهف، ومن بينها ما رواه الشيخان عن البراء بن عازب رضي الله عنه، حيث قال: كان هناك رجل يقرأ سورة الكهف، وكان بجانبه حصان مربوط بحبلين، وفجأة غشيته سحابة، فبدأت تقترب منه، مما جعل الحصان ينفر. وعندما أصبح، ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره بما حدث، فقال له: “تلك السكينة نزلت بالقرآن”.
ما رواه مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من حفظ عشر آيات من بداية سورة الكهف، عُصم من الدجال”. وفي رواية أبي داود: “عُصم من فتنة الدجال”. بينما في رواية الترمذي، جاء أن “من قرأ ثلاث آيات من بداية الكهف، عُصم من فتنة الدجال”. كما ورد في رواية النسائي في “المنتقى من عمل اليوم والليلة” أن “من قرأ عشر آيات من الكهف، عُصم من فتنة الدجال”.
وعند مسلم، من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه، ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال، ثم قال: “فمن أدركه منكم، فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف”. وفي رواية أبي داود: “فإنها جواركم من فتنته”.[2]
3-حصر بعض آيات فيها أحكام شرعية وردت في السورة
بدأت السورة بوصف الكتاب بأنه قيم، لأنه يثبت الحق ويبطل الباطل، كما جاء في الآيات: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسًا شديدًا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا} (الكهف:1-2)
أما العنصر الثاني، فهي القصص التي تهيمن على هذه السورة؛ حيث تبدأ بقصة أصحاب الكهف، التي تعرض صدق الإيمان وقوة العقيدة، وتبرز الإعراض عن كل ما يتعارض معها بشكل عملي صارم، دون تردد أو تهاون. فقد كان هناك فتية رأوا قومهم في ضلال عميق، وفي ظلمات الشرك يتخبطون، بلا حجة أو سلطان على ما يدّعون. وقد شعروا في قلوبهم بغيرة على الحق، مما دفعهم إلى عدم البقاء في تلك البيئة الضالة، فتركوا أوطانهم واعتزلوا قومهم، مفضلين آخرتهم على دنياهم.
بدأت السورة بقوله تعالى: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما لينذر بأسًا شديدًا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا * ماكثين فيه أبدا} (الكهف:1-3)، وانتهت بقوله سبحانه: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} (الكهف:110). تتناول السورة موضوع الآخرة، وتتناول أيضًا من يرجو لقاء ربه، وما ينبغي عليه من أعمال صالحة نتيجة لهذا الرجاء والإيمان، بالإضافة إلى توحيد الله دون أي شرك.[3]
وبذلك، يتناغم بداية السورة مع نهايتها: حيث تركز البداية على الآخرة من خلال تأكيدها وبيان دور القرآن في إثبات ما يحدث فيها من جزاء، سواء كان إنذارًا أو تبشيرًا. بينما تركز النهاية على هذه الحقيقة التي تم التأكيد عليها، وهي الإيمان بالله المقرون بالأعمال الصالحة.
4-الدروس والعبر التطبيقية في الحياة اليومية من تلك الآيات
سورة الكهف هي السورة رقم 18 في القرآن الكريم، وهي سورة مكية بالكامل. سمّيت بهذا الاسم لاحتوائها على قصة أصحاب الكهف، وتتناول السورة كيفية التعامل مع الفتن، حيث تقدم نماذج متنوعة من الفتن مثل: فتنة الدين، وفتنة المال، وفتنة الأهل والعشيرة، وفتنة العلم، وفتنة الولد، وفتنة الانغماس في الدنيا الزائلة، وفتنة إبليس، وفتنة يأجوج ومأجوج، وفتنة الأهواء. كما ترسم آياتها طريق العصمة والنجاة من خلال اتباع المنهج الرباني.
ومن أبرز خصائص سورة الكهف:
- يستحب قراءتها يوم الجمعة.
- الآيات العشر الأولى منها تحمي من فتنة المسيح الدجال.
- تحتوي على نصف عدد حروف القرآن الكريم.
- تتميز بذكر قصة أصحاب الكهف، والخضر، وذي القرنين.
- تعتبر نورًا بين الجمعتين.
- تعد من أكثر السور التي تتحدث عن الفتن.
تناولت الآيات كيف أن الله رحم الفتيه عندما ناموا لسنوات طويلة من ثلاث جوانب:
أن الشمس كانت تميل عنهم جهة اليمين وتبتعد عنهم جهة الشمال، مما يعني أن شعاعها كان يتقلص عنهم عند ارتفاعها، ويتركهم عند غروبها.
أنهم كانوا يقلبون يمنة ويسرة، حتى لا تتحلل أجسادهم أو تأكلهم الأرض.
أن المارة عليهم كانوا يظنونهم مستيقظين، بينما كان كلبهم نائمًا وكأنه يحرسهم، فإذا اقترب منهم أحد خاف وهرب.[4]
وفي الختام, كما أشارت الآيات إلى الاختلاف والجدل الذي دار بين الناس حول عدد أصحاب الكهف، حيث كانت هناك ثلاثة آراء: أن عددهم ثلاثة ورابعهم كلبهم، أو أنهم خمسة وسادسهم كلبهم، وقد وُصف هذا الرأي بأنه رجم بالغيب، أو أنهم سبعة وثامنهم كلبهم وهو الرأي الأرجح. ودعت الآيات إلى أنه إذا اختلف الناس في أمر ما، يجب عليهم أن يرجعوا العلم إلى الله.
تتضمن هذه الآيات أيضًا توجيهًا للنبي محمد، حيث أنه عندما سُئل عن القصص المذكورة في السورة قال: «أخبركم غدًا عما سألتم عنه» دون أن يذكر «إن شاء الله»، لذا أنزل الله: ﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا ٢٣ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا﴾.
المراجع
- saaidاستنباط أحكام شرعية لسورة الكهف وتأثيرها على العقيدة والأخلاق -بتصرف
- الموسوعة الشاملة للتفسيرالتركيز على أحكام شرعية سورة الكهف المتعلقة بالمعاملات -بتصرف
- مجلة الدراسات الإسلامية والفكر للبحوث التخصصيةحصر بعض آيات فيها أحكام شرعية وردت في السورة -بتصرف
- afaq mostaqbalالدروس والعبر التطبيقية في الحياة اليومية من تلك الآيات -بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

أكثر سورة فيها أحكام شرعية: سورة البقرة نموذجًا

ألقاب الصحابة: أسرار وقصص وراء أسمائهم الخالدة

أفضل أدعية السفر للمسافرين: دليل شامل

بطولات الصحابة: وقائع فدائية غيّرت مسار التاريخ

بالترتيب: قصص ونهايات مؤثرة لآخر الصحابة في التاريخ

التوافق بين السنة النبوية والعلم الحديث

أحكام شرعية من سورة يوسف: معاني وحِكم

الأحكام الشرعية في أصول الفقه

أسرار صيام ستة من شوال وأجرها

أحكام شرعية سؤال وجواب: مسائل تهم المسلم

ماهي الأحكام الشرعية الخمسة ؟

ماهو مد العوض؟

أحكام الزواج الشرعة: عقد النكاح وشروطه

أحكام الميم الساكنة والتنوين
