أذكار للأطفال قبل النوم لطمأنينة القلوب

أذكار للأطفال قبل النوم هي مفتاح الطمأنينة في قلوب الصغار إذ تمنحهم شعور بالأمان والسكينة قبل أن يغمضوا أعينهم. هذه اللحظات الروحانية الصغيرة تساعد الطفل على النوم براحة وتربط قلبه بالله منذ نعومة أظفاره، ليشبّ وهو يشعر بأن الله يحميه ويرعاه دائمًا فعندما يشارك الوالدان أبناءهم الأذكار فإن ذلك لا يقتصر على تعزيز الجانب الديني لديهم. بينما يمدهم أيضًا بالحب والدفء النفسي. فالذكر قبل النوم ليس مجرد عادة يومية بل هو أسلوب تربية يزرع الثقة في قلوب الأطفال ويجعلهم أكثر هدوء وسلام.

ما هي أذكار ما قبل النوم للأطفال؟

تعد أذكار للأطفال قبل النوم من العادات التربوية الهامة التي تعكس مدى اهتمام الوالدين بتنشئة أطفالهم روحي ونفسي. عندما يردد الطفل هذه الأذكار كل ليلة فإن ذلك يمنحه شعور بالأمان الداخلي. بالإضافة إلى ذلك يجعله ينام مطمئن بعيد عن الخوف والقلق. الأذكار بمثابة حصن يحمي الطفل من الأحلام المزعجة والكوابيس فهي ليست مجرد كلمات تقال. بينما هي وسيلة للتواصل مع الله عز وجل وتذكير الطفل بأن هناك قوة عليا تحميه دائمًا.

يمكن للوالدين أن يبدأوا تعليم أطفالهم هذه الأذكار بطريقة لطيفة ومحببة تناسب أعمارهم. على سبيل المثال يمكن تحفيظ الطفل سور قصيرة من القرآن الكريم مثل الإخلاص والفلق والناس وتشجيعه على تكرارها قبل النوم. كما أن قراءة آية الكرسي والدعاء المأثور: باسمك اللهم أموت وأحيا تساعد الطفل على الاسترخاء والشعور بالسكينة. علاوة على ذلك إن هذه اللحظات التي يجلس فيها الأهل بجانب طفلهم وهو على سريره. ويتلون الأذكار بصوت هادئ فتجعل النوم وقتً للراحة الجسدية والنفسية وفرصة لتقوية العلاقة العاطفية بين أفراد الأسرة.

تعرف أيضًا على: دور الأسرة في تربية الأبناء وتنشئتهم

ولتعزيز التزام الطفل بالأذكار ويمكن للأهل ابتكار طرق ممتعة مثل تخصيص بطاقات ملونة مكتوب عليها الأدعية، أو وضع جدول يومي لتعليم الطفل خطوة بخطوة. الأطفال بطبيعتهم يحبون الروتين فإذا ارتبط وقت النوم بهذه الأذكار، فستصبح عادة ثابتة في حياتهم كما أن الطفل سيكبر وهو يحمل في قلبه قيمًا إيمانية راسخة، ويشعر بالحب والدعم من أسرته  فذلك يساعده على أن يكون متوازنًا نفسيًا وعاطفيًا. [1]

ماذا أقرأ لطفلك قبل النوم؟

يعد وقت ما قبل النوم فرصة ذهبية لتقوية العلاقة الروحية والعاطفية بين الوالدين وأطفالهم فالطفل ينتظر دائمًا هذه اللحظات التي يشاركه فيها والداه الحكايات أو الأدعية أو الأذكار ليشعر بالأمان والطمأنينة. قراءة الأذكار والأدعية للأطفال قبل النوم من أجمل العادات التي تمنحهم إحساس بالحماية الإلهية، كما تغرس في نفوسهم معاني الثقة بالله والاعتماد عليه منذ نعومة أظفارهم فيمكن للوالدين أن يجعلوا من هذا الوقت عادة يومية لأنهم  يجلسان بجانب الطفل ويقرآن معه ما تيسر من الأدعية القرآنية والنبوية بأسلوب حنون وهادئ فهذه الطريقة لا تريح الطفل نفسيًا فحسب، بل تجعله أيضًا أكثر ارتباط بكتاب الله وسنة نبيه ﷺ.

تتعدد الخيارات التي يمكن للأهل الاعتماد عليها في تعليم الأطفال ما يقرؤونه قبل النوم. يمكن أن تبدأ الأم أو الأب بقراءة سور قصيرة مثل سورة الإخلاص والفلق والناس  وهي سور سهلة الحفظ وفوائدها عظيمة في التحصين من الشرور. بعد ذلك يمكن الانتقال إلى قراءة آية الكرسي وهي من الآيات التي لها فضل كبير في حماية المسلم من الشيطان حتى يصبح. كما يمكن إضافة الدعاء المأثور: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه  وهو دعاء سهل الحفظ للأطفال. إن قراءة هذه الأذكار والأدعية تعد وسيلة عملية لتربية الطفل على الذكر واللجوء إلى الله قبل النوم. بالتالي يساعده على بناء علاقة قوية بخالقه.

تعرف أيضًا على: دور الأسرة في التعليم وبناء المستقبل

تحويل الأذكار إلى عادة يومية ممتعة للأطفال

إن أذكار للأطفال قبل النوم ليست مجرد روتين يومي بل هي فرصة لتربية الأبناء على القيم الدينية بطريقة ممتعة ومريحة. يمكن للأهل أن يجعلوا هذا الوقت لحظة خاصة بين الأسرة. يشارك فيها كل فرد بدور بسيط مثل أن يردد الطفل ذكر واحد. ثم تردد الأم ذكر آخر فيتحول الأمر إلى نشاط عائلي لطيف. هذا الأسلوب يشجع الطفل على التفاعل. ويجعل الأذكار جزءًا من حياته اليومية. بدل أن يشعر بأنها واجب ثقيل. علاوة على ذلك أن القراءة بصوت هادئ وإطفاء الأنوار تدريجيًا يساعد الطفل على الاسترخاء والنوم بسهولة.

ولكي تصبح قراءة الأذكار عادة محببة ويمكن إضافة بعض اللمسات الإبداعية. مثلًا يمكن للأهل استخدام كتاب مصور يحتوي على الأدعية والآيات أو تسجيل صوت أحد الأبوين وهو يقرأ الأذكار ليتمكن الطفل من الاستماع إليها حتى لو كان الوالدان مشغولين. هذه الوسائل البسيطة تجعل الذكر رفيق الطفل في كل الأوقات وتشعره أن الأمان ليس فقط بوجود والديه، بل بوجود الله الذي يحفظه دائمًا.

في النهاية فإن تخصيص دقائق قليلة قبل النوم لقراءة الأذكار يمنح الطفل راحة نفسية عميقة، ويجعله أكثر قوة في مواجهة تحديات الحياة.

تعرف أيضًا على: ميزانية الأسرة الذكية وإدارة المصروف بوعي

كيف أحصن أطفالي عند النوم؟

يعد تحصين الأطفال قبل النوم من أعظم الهدايا التي يمكن أن يقدمها الوالدان لأبنائهم، لأنه يمنحهم الحماية الروحية والنفسية في وقت يكونون فيه أكثر حاجة للشعور بالأمان فإن تعليم الأطفال الأذكار والأدعية اليومية منذ الصغر يساعدهم على بناء علاقة وثيقة بالله، ويجعلهم ينشؤون وهم يدركون أن الله هو الحافظ والراعي لهم في كل حين. لحظة ما قبل النوم ليست مجرد وقت للراحة الجسدية بل هي فرصة ذهبية لتربية القلوب والعقول على الذكر والطمأنينة، وهذا ما يجعل تحصين الأطفال جزء مهم من التربية الأسرية.

يبدأ التحصين بقراءة سور قصيرة من القرآن الكريم مثل سورة الفاتحة والمعوذتين وآية الكرسي مع النفث في اليدين ومسح جسد الطفل بهما كما ورد عن النبي ﷺ. يمكن أيضًا ترديد الأدعية النبوية التي تحفظ الإنسان من الشرور، مثل: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك، أو دعاء النوم: باسمك اللهم أموت وأحيا. هذه الكلمات البسيطة تزرع في قلب الطفل الطمأنينة، وتشعره بأن الله يحيط به برعايته، مما يجعله يخلد للنوم وهو يشعر بالسكينة. ولا يقتصر الأمر على الجانب الروحي فحسب، بل إن هذه اللحظات تمنح الطفل شعورًا بالدفء الأسري، لأنه يرى والديه يحرصان على حمايته ورعايته دائمًا.

أذكار قبل النوم: حصن منيع لبناء نفسية الطفل وروحه

ولتحويل التحصين إلى عادة ممتعة ويمكن أن يكون بأسلوب تفاعلي يشجع الطفل على المشاركة. فمثلًا يمكن تخصيص وقت قصير يوميًا يردد فيه الطفل ذكرًا معينًا بصوت عالٍ، أو يختار بنفسه دعاء يحبه. كما يمكن استخدام وسائل مرئية مثل الملصقات والبطاقات التي تحتوي على الأذكار، ووضعها بجانب سرير الطفل ليتذكرها دائمًا فالأطفال بطبيعتهم يحبون الأشياء الملموسة والمصورة لذلك فإن هذه الطرق تجعلهم أكثر ارتباط بالأذكار، وتساعدهم على الالتزام بها.

من المهم أن يكون الجو المحيط بالطفل قبل النوم مهيأ للتحصين. لأنه يفضل أن تكون الغرفة هادئة والإضاءة خافتة والروتين اليومي للنوم منظمًا. هذا يساعد الطفل على الاستعداد النفسي لتلقي الأذكار بتركيز واستمتاع. ويمكن أيضًا أن يحوّل الوالدان هذه اللحظات إلى وقت للحديث عن نعم الله. وتشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره أو مخاوفه. بالتالي يعزز العلاقة العاطفية بين أفراد الأسرة.

إن أذكار للأطفال قبل النوم لا تحمي الطفل من الناحية الروحية فحسب  بل تمنحه شعور بالحب والرعاية، وتغرس في قلبه قيمًا عظيمة مثل الاعتماد على الله والرضا والطمأنينة. فهي ليست مجرد كلمات تردد، بل هي مفتاح لتربية الطفل تربية متوازنة تجمع بين الإيمان والجانب النفسي فعندما يتعود الطفل على هذه العادة، يكبر وهو يحمل في قلبه حصن منيع يحميه من الخوف، ويمنحه القوة لمواجهة تحديات الحياة. [2]

تعرف أيضًا على: تعزيز الثقة بين أفراد الأسرة لتحقيق الانسجام

ماذا نقول للطفل قبل النوم؟

يعتبر الوقت الذي يقضيه الوالدان مع أطفالهم قبل النوم فرصة ذهبية لتقوية الروابط العاطفية والنفسية معهم. فالكلمات التي يسمعها الطفل قبل أن يغفو تترك أثر عميقًا في قلبه وتشكل شخصيته على المدى الطويل. الكلمات الحانية واللطيفة قبل النوم تمنحه شعور بالأمان والحب. وتساعده على الاسترخاء بعد يوم طويل. لذلك يجب أن يحرص الوالدان على أن تكون هذه اللحظات مليئة بالطمأنينة والدعم النفسي. وأن يدخلوا فيها لمسة روحانية تجعل النوم تجربة ممتعة ومريحة.

يمكن للأهل استخدام عبارات طمأنة بسيطة مثل: أنا أحبك، الله يحفظك، أنت بطل اليوم، أنا فخور بك. هذه الكلمات الصغيرة لكنها قوية التأثير وتمنح الطفل ثقة في نفسه، وتجعله يشعر أنه محبوب دائمًا. كما أن دمج الأذكار مع هذه العبارات يزيد من إحساسه بالسكينة، ويجعله ينشأ وهو مرتبط بالله في كل تفاصيل حياته. على سبيل المثال يمكن أن يجلس الأب بجانب الطفل ويردد دعاء النوم بصوت هادئ. بينما تمسك الأم بيد الطفل وتخبره أنها تحبه كثيرًا فهذه التفاصيل البسيطة تجعل الطفل ينام وهو يشعر أنه في عالم آمن مليء بالحب والرعاية.

إلى جانب الأذكار والكلمات الحانية، يمكن إدخال بعض الأنشطة الممتعة في هذا الوقت مثلًا، يمكن أن يروي الوالدان للطفل قصة قصيرة هادفة، أو يحكوا له عن شيء جميل حدث في يومه، ليختم يومه بابتسامة. كما يمكن أن يكون وقت النوم فرصة للتحدث عن أحلامه وأهدافه بطريقة إيجابية فذلك ا يعزز ثقته بنفسه. إن هذه اللحظات الصغيرة تكوّن لدى الطفل ذكريات جميلة تدوم لسنوات، وتجعله يشعر بالراحة النفسية حتى في أصعب المراحل.

روتين ما قبل النوم: لحظات حب وأمان تبني شخصية الطفل

يمكن كذلك أن يحول الوالدان وقت ما قبل النوم إلى لحظة شكر لله على نعمه. فيتعلم الطفل الامتنان منذ صغره. يمكنهما سؤاله عن شيء جميل حدث خلال يومه ثم يدعوان معًا بالشكر لله. هذه العادة البسيطة تنشئ الطفل على حب الخير والرضا. وتمنحه قدرة على مواجهة الضغوط اليومية بروح إيجابية. ومن المهم أيضًا أن يحرص الوالدان على الاستماع جيدًا لما يقوله الطفل في هذا الوقت لأنه غالبًا يعبر عن مشاعره ومخاوفه قبل النوم. وهذا يمنحه شعور بالأمان والدعم.

تعرف أيضًا على: الأسرة السعيدة وأسرارها اليومية

ولجعل لحظات ما قبل النوم ممتعة ومنظمة، يمكن إعداد روتين ثابت يتضمن غسل الوجه، وارتداء ملابس النوم، ثم قراءة أذكار للأطفال قبل النوم يليها كلمات الطمأنة والاحتضان. الروتين يخلق شعورًا بالأمان عند الأطفال، ويجعلهم ينامون بسهولة أكبر لأنهم يعرفون أن هناك خطوات واضحة ومتكررة تنتهي دوم بالراحة والسكينة. عندما يكبر الطفل وهو يتلقى هذا الحب والرعاية قبل النوم ويصبح أكثر ثقة بنفسه، وأكثر قدرة على التعبير عن مشاعره، ويشبّ وهو يشعر أن بيته هو مكان الأمان الأول له.

خطوات بسيطة تساعد على ترسيخها في وجدان الطفل

لجعل أذكار للأطفال قبل النوم عادة يومية محببة، يمكن للوالدين اتباع خطوات بسيطة تساعد على ترسيخها في وجدان الطفل:

• القدوة الحسنة: أن يحرص الوالدان على قراءة الأذكار بصوت هادئ أمام الطفل يوميًا. ليشعر بأهمية هذه العادة.
• استخدام أسلوب القصص: ربط الأذكار بحكايات قصيرة عن فضلها وأثرها في حياة الأطفال. بالتالي يزيد من حماسه لترديدها.
• التكرار بطريقة مرحة: تكرار الأذكار مع الطفل بطريقة إيقاعية أو لحنية لتسهيل الحفظ.
• تهيئة جو مناسب: جعل غرفة النوم هادئة ومريحة مع إضاءة خافتة، ليرتبط وقت الأذكار بالسكينة.
• المكافآت التحفيزية: تشجيع الطفل بمكافآت بسيطة عند التزامه بقراءة الأذكار لفترة منتظمة.
• التدرج في الحفظ: البدء بأذكار قصيرة وسهلة، ثم الانتقال إلى أذكار أطول مع تقدمه في العمر.
• استخدام وسائل بصرية: وضع بطاقات أو ملصقات عليها الأذكار في غرفة الطفل لتذكيره بها كل ليلة.

إن تعليم أذكار للأطفال قبل النوم من أفضل الوسائل التي تساعد على تهذيب النفوس الصغيرة  وغرس حب الله تعالى في قلوبهم منذ نعومة أظفارهم فالطفل الذي ينشأ وهو يحفظ الأذكار ويطبقها يوميًا فيكتسب شعور بالأمان النفسي، ويعتاد اللجوء إلى الله في كل حين كما أن ترديد الأذكار قبل النوم يشعر الطفل بالراحة والسكينة ويغرس فيه قيم الشكر والحمد، مما يبني شخصية متوازنة وواعية. لذا احرصوا على جعل الأذكار عادة ثابتة في حياة أطفالكم وستحصدون ثمارها في مستقبلهم وسلوكهم.

• Riwaq al quran Top 9 Dua Before Sleeping for a Child - بتصرف
• Motherly 25 positive phrases to say to your kids at bedtime_بتصرف

مشاركة المقال

وسوم