أركان الإيمان: تعريفها وأدلتها

الكاتب : سماح محمد
09 ديسمبر 2024
عدد المشاهدات : 59
منذ أسبوعين
أركان الإيمان: تعريفها وأدلتها
عناصر الموضوع
1- تعريف الإيمان في الإسلام
2- أركان الإيمان
أولًا: الإيمان بالله عز وجل 
ثانيًا: الإيمان بالملائكة 
ثالثًا: الإيمان بالكتب السماوية
رابعًا :الإيمان بالرسل والأنبياء 
خامسًا: الإيمان باليوم الآخر
سادسًا: الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره 
3- تدبّر آيات القرآن الكريم

عناصر الموضوع

1- تعريف الإيمان في الإسلام

2- أركان الإيمان

3- تدبّر آيات القرآن الكريم

قد أتفق بعض العلماء على أن الإسلام هو مسمى أو كلمة. لكن الإيمان هو العمل والواجبات على المسلم. وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم الدين ثلاث مراحل الإسلام لوجه الله تعالى يليه الإيمان و أعلى منزلة هي الإحسان. علاوة على ذلك قال ابن كثير أن الإسلام بعده مرتبة يرتقي إليها المؤمن، وهي الإيمان.

1- تعريف الإيمان في الإسلام

الإيمان هو جزء من العقيدة الإسلامية وجانب من جوانب أصول الدين الإسلامي. حيث يأتي بعد الإسلام لوجه الله تعالى الإيمان والتصديق والاطمئنان بوجود الله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر والقدر خيره وشره. حيث إن أركان الإيمان ستة أركان ومن آمن بهذه الأمور له منزلة رفيعة ولكي يكون المسلم مسلم حق يجب عليه أن يؤمن بالأركان الستة للإيمان التي ذكرت في سورة البقرة “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ” [البقرة: الأية 285] [1]

ولم تُذكر فقط في سورة البقرة والقرآن الكريم لكن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الأركان الستة للإيمان في صحيح البخاري ومسلم حيث سئل عن الإيمان فقال:” الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وحج البيت إن استطعت إليه سبيلا… الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره.” [2]

2- أركان الإيمان

أركان الإيمان هي الأفعال، والممارسات الأساسية التي يقوم بها المؤمن وتقوم بتشكيل المعتقد الديني له. بالإضافة إلى ذلك وهي تعد المبادئ الأساسية ليكون الفرد مسلمًا موحدًا بالله. وهي ستة أركان هم:

أركان الإيمان: تعريفها وأدلتها

أولًا: الإيمان بالله عز وجل 

هو التصديق والإيمان القاطع بوجود الله عز وجل وحده لا شريك له بأسمائه وصفاته. كما وردت على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وفي القرآن الكريم، ويوجد الكثير من الآيات في القرآن تبرهن. بالإضافة إلى ذلك وترشد المسلم إلى وحدانية الله تعالى مثل قول الله تعالى :” سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ” [فصلت:الأية53]

ويعطي الإيمان المطلق بالله عز وجل الراحة النفسية والطمأنينة في نفوس العباد ويمحي من قلوبهم القلق والخوف. حيث إن الرقيب العليم يسمع ويرى وهو على كل شيء قدير. حيث إن الإيمان هو الصلة بين المسلم وخالقه والشعور بالوجود الدائم لله عز وجل في حياته ثم أن الإيمان يجب أن يقترن بالأفعال الأساسية للمسلم مثل الصلاة والزكا والصوم.

ثانيًا: الإيمان بالملائكة 

هو التصديق المطلق بوجود الملائكة التي خلقهم الله سبحانه وتعالى من النور، ويعبدون الله ويطيعون كل أوامره ويقومون بوظائفهم على أكمل وجه وهو الركن الثاني من أركان الإيمان حيث قال الله عز وجل:” لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ “[البقرة: الأية 177]. إن الإيمان بالملائكة يحفز المسلمين والمؤمنين لإتباع صفات الملائكة الحميدة مثل طاعة الله تعالى في كل أمر وعبادته الخالصة. وأيضًا الإيمان بالملائكة يذكر المؤمنين بالرقابة الدائمة وعدم ارتكاب المعاصي، ويعزز الإيمان بالملائكة فهم نقل الوحي للرسل والأنبياء وأهميتهم في الرسالة النبوية.

ثالثًا: الإيمان بالكتب السماوية

المقصود بها هو التصديق والإيمان بأن الله عز وجل أنزل كتب سماوية على بعض رسله من هذه الكتب التوراة التي نزلت على موسى عليه السلام والإنجيل الذي نزل على عيسى عليه السلام والقرآن الكريم الذي نزل على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم:”إنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى. صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى”[الأعلى:الأيات 18-19]. ولا يعد الإيمان إيمانًا صادقًا صحيحًا إلا بالإيمان بالكتب السماوية التي أنزلها الله على رسله. حيث إن الكتب السماوية والقرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع في الإسلام ويحتوي على جميع القوانين والأحكام التي تنظم حياة المسلمين. وتقدم الهداية والرشد وتحدد ما أحله الله وما حرمه على المسلمين. علاوة على ذلك لا تنحصر في ذلك فقط لكن تستخدم للصلاة وأداء الشعائر المختلفة وأيضًا تقدم لنا معلومات وقصص عن الأقوام السابقة.

رابعًا :الإيمان بالرسل والأنبياء 

تعني التصديق والإيمان بأن هناك أنبياء أرسلهم الله لهداية البشر وتوصيل الرسالة. ومنهم أخر الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والنبي إبراهيم والنبي عيسى والنبي موسى والنبي إسحاق والنبي يعقوب عليهم السلام أجمعين. ومن أدلة وجوب الإيمان بالرسل من القرآن حيث قال الله تعالى:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا “[النساء: أية 136]، وقوله عز وجل:” يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا”[النساء: الأية 171].

خامسًا: الإيمان باليوم الآخر

المقصود باليوم الآخر هو كل ما أخبرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم من حساب بعد الموت وفتنة القبر والعذاب والنعيم والبعث والصحف والميزان والصراط المستقيم وشفاعة الرسول للمؤمنين. وبالطبع الجنة للمؤمنين والنار للكافرين. بالإضافة إلى ذلك أن الإيمان باليوم الآخر يبعث في نفس المؤمن الخوف من العقاب وعدم ارتكاب المعاصي للفوز بالجنة كما يبعث الراحة النفسية لأنه يدرك حقيقة أن الدنيا فانية. علاوة على ذلك كل إنسان يحاسب على ما فعل من خير وشر وإن الله لا يضيع أجر المؤمنين.

سادسًا: الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره 

ويقصد به الإيمان التام بقدر الله في الخير، والشر وإن أي شيء يحدث للإنسان يكون بتقدير من الله وكل أعمال العباد من خير أو شر بتقديره. ويوجد أدله على هذا من القرآن الكريم مثل قول الله تعالى:” إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ “[القمر: الأية 49]. ويمنح الإيمان بالقدر راحة وسكون حيث إنه لا داعي للقلق كل شيء بيد الله. وكل شيء قدره الله تقديرًا دقيقًا ولا يوجد خوف من المستقبل أو المجهول. حيث إن كل شيء بقدرة الله، ويدفع المؤمن إلى التوكل على الله والاعتماد عليه في أمره وعدم الخوف من أي شيء أخر. [3] 

3- تدبّر آيات القرآن الكريم

إن المتدبر لا يزال يستفيد من علوم القرآن ومعارفه ما يزداد به إيمانًا. كما قال تعالى: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ*} [الأنفال: 2]. وهل هناك أبلغ من الموعظة الربانية، فهي الشفاء لأمراض الشبهات والشهوات. وأمراض الهوى والانحراف، وأمراض الشك والشرك، وأمراض القلوب والنفوس، والجوارح، والحواس، وأمراض السياسة والاقتصاد والأخلاق والاجتماع والحياة والحضارة. قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ القرآن مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82]. فهو غذاء للروح، وعلاج يشفي النفوس من عللها، ويكسبها المناعة القوية. بالإضافة إلى ذلك ومن ثمرات تدبر القرآن الكريم أنه وسيلة لمعرفة ما يريد الله عز وجل منا. علاوة على ذلك كيفية عبادته سبحانه وتعالى، ومعرفة ما أنزل الله إلينا. لأن القرآن الكريم منهج حياة أنزله الله عز وجل. وهو أساس التشريع الذي يجب على العباد أن يتدبروه، ويلتزموا بأوامره، ويجتنبوا نواهيه. [4]

وفي الختام تعد أركان الإيمان أساس في العقيدة الإسلامية وطريقك للدخول إلى الجنة والنجاة من النار. بالإضافة إلى ذلك لا تقتصر أهميتها في الآخرة فقط، بل تجعلك تعيش حياة هادئة مطمئنة ومريحة في الدنيا. ويمكنك زيادة إيمانك عن طريق قراءة القرآن الكريم وسماع أحد يتلو آيات القرآن الكريم. وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الله تعالى في كل حين.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة