كيف يمكن تطبيق أساليب إدارة الجودة الشاملة؟

أساليب إدارة الجودة الشاملة لم تعد مجرد أدوات نظرية تدرّس في كليات الإدارة، بل أصبحت ضرورة حيوية في بيئات العمل التي تسعى نحو التميز والاستدامة. فإدارة الجودة الشاملة ليست فقط عن تحسين المنتجات أو الخدمات. بل هي فلسفة إدارية متكاملة تشرك الجميع، من أعلى هرم القيادة إلى أصغر موظف في المؤسسة. علاوة على ذلك تقوم هذه الأساليب على مبدأ التحسين المستمر، والوقاية من الأخطاء بدلًا من تصحيحها، والاستماع إلى صوت العميل في كل مرحلة. ومن خلال تطبيق أساليب واضحة مثل التحليل الإحصائي، وضبط العمليات، والعمل الجماعي، والتحسين المستمر (Kaizen)، يمكن للمؤسسات تحقيق الكفاءة، وتقليل التكاليف، وزيادة رضا العملاء.

ما هي أسلوب إدارة الجودة الشاملة؟

فيما يلي بعض أساليب إدارة الجودة الشاملة، وأدوات إدارة الجودة الشاملة التي تساعد على فهم أفضل لما هي أساليب إدارة الجودة الشاملة، أدوات وتقنيات إدارة الجودة الشاملة هي:

• التحكم الإحصائي في العمليات (SPC): استخدام الأساليب الإحصائية لمراقبة العمليات والتحكم فيها.
• مخططات التحكم: أدوات رسومية لتتبع التغيرات في العملية بمرور الوقت.
• مخططات السبب والنتيجة (مخططات هيكل السمكة): تستخدم لتحديد الأسباب المحتملة لمشكلة ما.
• مخططات باريتو: مخطط شريطي يصنف أسباب المشكلة حسب التكرار.
• ستة سيجما: منهجية تعتمد على البيانات لتحسين جودة العملية وتقليل العيوب.
• تحليل السبب الجذري (RCA): نهج منهجي لتحديد الأسباب الكامنة وراء المشكلة.
• تحليل أوضاع الفشل وتأثيراتها (FMEA): تِقْنيَّة استباقية لتحديد حالات الفشل المحتملة وعواقبها.
• نشر وظيفة الجودة (QFD): نهج منظم لترجمة احتياجات العملاء إلى متطلبات المنتج أو الخدمة.
• المقارنة المعيارية: مقارنة أداء المنظمة بأداء قادة الصناعة لتحديد مجالات التحسين.
• تحليل SWOT: أداة لتقييم نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات للمنظمة.
• استطلاعات رضا العملاء: جمع ردود الفعل من العملاء لفهم احتياجاتهم وتوقعاتهم.
• أنظمة إدارة الشكاوى: التعامل بكفاءة مع شكاوى العملاء واستخدامها لتحسين العمليات.
• تمكين الموظفين: منح الموظفون السلطة والمسؤولية لاتخاذ القرارات.
• تدريب وتطوير الموظفين: تزويد الموظفين بالمهارات والمعرفة التي يحتاجون إليها للنجاح.
• تقدير الموظفين ومكافأتهم: تقدير الموظفين ومكافأتهم على مساهماتهم.

من خلال الاستخدام الفعال لـ أساليب إدارة الجودة الشاملة، والأدوات، يمكن للمؤسسات بناء ثقافة الجودة، وتحسين رضا العملاء، وتحقيق نجاح طويل الأمد. علاوة على ذلك إدارة الجودة الشاملة ليست مجرد مجموعة من الأدوات والتقنيات؛ بل هي فلسفة تتطلب الالتزام بالتحسين المستمر والتركيز على رضا العملاء. [1]

تعرف أيضًا على: الإدارة فن أم علم؟ تحليل شامل للمفهومين ودورهما في تطوير المؤسسات

ما هي وظيفة إدارة الجودة؟

تعد أساليب إدارة الجودة الشاملة، ذات أهمية بالغة للشركات، لما تقدمه فوائد إدارة الجودة الشاملة. بالإضافة إلى ذلك عونا نلقي نظرة فاحصة على أهداف إدارة الجودة الشاملة، ووظيفة إدارة الجودة:

رضا العملاء

• في ظلّ سوق اليوم التنافسي، يعدّ رضا العملاء أولوية قصوى للشركات. تضمن أساليب إدارة الجودة الشاملة، أن تلبّي المنتجات والخدمات توقعات العملاء أو تتجاوزها. بالتالي يؤدي إلى زيادة رضاهم وولائهم.
• فالعملاء الراضون لا يصبحون عملاء دائمين فحسب. بل يمثّلون أيضًا دعاةً للعلامة التجارية، ويجذبون عملاء جددًا من خلال السمعة الطيبة.

خفض التكاليف

• يمكن أن يؤدي تطبيق ممارسات إدارة الجودة إلى خفض تكاليف الشركات.
• فمن خلال تحديد أوجه القصور والعيوب والأنشطة غير المضافة والقضاء عليها، يمكن للمؤسسات تبسيط عملياتها وتحسين الإنتاجية الإجمالية. علاوة على ذلك هذا بدوره يؤدي إلى خفض تكاليف الإنتاج، وتقليل الهدر، وزيادة الربحية.

تعرف أيضًا على: ماهي الإدارة المالية؟

سمعة العلامة التجارية

• يعدّ الحفاظ على سمعة قوية للعلامة التجارية أمرًا بالغ الأهمية لازدهار الشركات في ظلّ المنافسة الشديدة اليوم.
• تساعد إدارة الجودة المؤسسات على تقديم منتجات وخدمات عالية الجودة باستمرار. بالتالي يكسبها سمعة طيبة لدى العملاء والشركاء وأصحاب المصلحة.
• كما تعزّز الصورة الإيجابية للعلامة التجارية الثقة والمصداقية والنجاح على المدى الطويل.

الامتثال وتخفيف الأخطار

• يعدّ الامتثال لمعايير الصناعة واللوائح ومتطلبات الجودة أمرًا بالغ الأهمية للشركات لتجنب المسؤوليات القانونية والعقوبات.
• تضمن إدارة الجودة الالتزام بهذه المعايير، مما يقلل من خطر عدم الامتثال والأخطار المرتبطة به.

ومن خلال تحديد الأخطار المحتملة والحد منها، يمكن للمؤسسات حماية مصالحها وسمعتها بصورة استباقية.

تعرف أيضًا على: أهمية الإدارة الاستراتيجية

ما هي معايير الجودة الخمسة؟

تعتمد كثير من أساليب إدارة الجودة الشاملة، وأنظمة إدارة الجودة عالميًا، وتطبّق في مختلف القطاعات. بالإضافة إلى ذلك تضمن هذه الأنظمة استيفاء المؤسسات لمعايير ولوائح الجودة المحددة، مما يساعدها على ضمان الجودة والامتثال لمتطلبات القطاع.

• ايزو 9001: ISO 9001 هو نظام إدارة الجودة الأكثر شيوعًا عالميًا. فهو يضمن التزام الشركات بالإجراءات الموثقة وأساليب التحسين المستمر، مما يعزز الاتساق ومراقبة الجودة في مختلف القطاعات.
• ايزو 13485: تضمن شهادة ISO 13485 التزام قطاع الأجهزة الطبية بمعايير صارمة للسلامة والجودة. وتغطي هذه الشهادة دورة حياة المنتج كلها، مما يضمن سلامة الأجهزة الطبية وفعاليتها وامتثالها للمتطلبات التنظيمية.
• ايزو 22000: صممت شهادة ISO 22000 لأنظمة إدارة سلامة الأغذية. فهي تساعد الشركات على الحفاظ على السلامة والجودة طوال عملية إنتاج الأغذية، مما يضمن استيفاء المنتجات الغذائية لمعايير السلامة الدولية من الإنتاج إلى التسليم.
• ايزو 20000: تركز ISO 20000 على إدارة خِدْمات تكنولوجيا المعلومات. فهي تضمن توافق خِدْمات تكنولوجيا المعلومات مع المعايير العالمية. بالتالي يساعد الشركات على إدارة متطلبات الخدمة بكفاءة مع تقديم خدمة عالية الجودة تلبي توقعات العملاء، وتلبي معايير القطاع.
• ايزو 27001: توافر ISO 27001 إرشاداتٍ لإدارة أمن المعلومات. فهي تساعد المؤسسات على حماية أصول بياناتها من خلال التحكم في الإصدارات، وعمليات الأمان، والامتثال للمعايير الدولية، مما يضمن سلامة المعلومات، ويمنع اختراقها.

تعرف أيضًا على: دور الإدارة الاستراتيجية في المؤسسة لتحقيق رؤية واضحة وأهداف دقيقة

ما هي العناصر الأربعة لنظام إدارة الجودة؟

قد يختلف شكل نظام إدارة الجودة من شركة لأخرى، وذلك لأنه يجب تصميمه مع مراعاة احتياجات المؤسسة وأهدافها. لذا، قد تختلف عناصر نظام إدارة الجودة لديك تبعًا لأهداف مؤسستك، ومتطلبات قطاعك، واللوائح المحلية التي قد تتطلب مستوى معينًا من الجودة. مع ذلك، يتضمن كل أساليب إدارة الجودة الشاملة، متطلبات تطبيق إدارة الجودة الشاملة، ونظام إدارة جودة تقريبًا عناصر محددة.

• تخطيط الجودة: أمثلة على تطبيق إدارة الجودة الشاملة، يتضمن تخطيط الجودة مجموعة من الأمور المهمة لكل مؤسسة لتحقيق الربح الذي تسعى إليه، وهي: تحديد أهداف الجودة، وتحديد متطلبات العملاء، وتطوير العمليات والإجراءات اللازمة لتلبية تلك المتطلبات. ويشمل ذلك وضع معايير الجودة، وتحديد مقاييس القياس، ووضع خارطة طريق لتحسين الجودة.
• ضبط الجودة: تركّز مراقبة الجودة على مراقبة وفحص المنتجات والخدمات والعمليات لضمان امتثالها لمعايير الجودة. بالإضافة إلى ذلك تشمل إجراء عمليات تفتيش واختبارات وتدقيق لتحديد العيوب وعدم المطابقة ومجالات التحسين.
• ضمان الجودة: يتضمن ضمان الجودة وضع أنظمة وعمليات وإجراءات لضمان استيفاء متطلبات الجودة في كل أنحاء المؤسسة. ولضمان تطبيق كل الإدارات الصغيرة في المؤسسة لمعايير الجودة الكاملة، يشمل ذلك تحديد سياسات الجودة، وإجراء عمليات تدقيق داخلي، وتطبيق إجراءات تصحيحية ووقائية.
• تحسين الجودة: تحسين الجودة عملية مستمرة تهدف إلى تحسين المنتجات والخدمات والعمليات. أينما وجد الإنتاج والعملاء، يجب متابعة آرائهم حول المنتجات. لذا، فهي عملية مستمرة تتضمن تحليل البيانات، وتحديد مجالات التحسين، وتطبيق التغييرات، ومراقبة النتائج. [2]

تعرف أيضًا على: الإدارة المرئية وأثرها في تعزيز الشفافية والتواصل داخل المؤسسات

ختامًا، بما أن كل المؤسسات بحاجة إلى النمو والتطور لتلبية احتياجات عملائها، فإن أساليب إدارة الجودة الشاملة، يعتمد على منظور شامل للشركة، ويتناول كل مستويات العمل. من خلال تقييم السياسات والإجراءات والتفاعلات، وحتى المنتجات، تحسّن أساليب إدارة الجودة الشاملة، كل مستويات المؤسسة. علاوة على ذلك يلعب الموظفون والعملاء، وكل أصحاب المصلحة دورًا في تطور الشركة بالتزام كامل، ويعاملون كشركاء في هدف مشترك.

• Onlineamrita Total Quality Management Tools and Techniques: A Comprehensive Guide _بتصرف
• Clslearn Components of Quality Management and Her Principles _بتصرف

مشاركة المقال

وسوم