أسهل طريقة لفهم مناسك الحج خطوة بخطوة

الكاتب : هبه وليد
23 مارس 2025
عدد المشاهدات : 26
منذ يومين
أسهل طريقة لفهم مناسك الحج خطوة بخطوة
عناصر الموضوع
1- الإحرام وشروطه
سنستعرض هذه الشروط فيما يلي:
2- الطواف وأنواعه
3- السعي بين الصفا والمروة
4- الوقوف بعرفة
الوقوف بعرفة: أعظم مناسك الحج
5- طواف الوداع

عناصر الموضوع

1- الإحرام وشروطه

2- الطواف وأنواعه

3- السعي بين الصفا والمروة

4- الوقوف بعرفة

5- طواف الوداع

الحج في الإسلام هو رحلة المسلمين إلى مدينة مكة في وقت محدد من كل عام، ويتضمن شعائر خاصة تعرف بمناسك الحج. يعتبر الحج فرضًا على كل مسلم بالغ قادر، ويجب أداؤه مرة واحدة في العمر.

1- الإحرام وشروطه

يجب توافر شروط الإحرام في مناسك الحج والعمرة.

سنستعرض هذه الشروط فيما يلي:

الإسلام هو أحد الشروط الأساسية للإحرام، وقد اتفق جميع العلماء على أنه لا يصح الإحرام إلا به. كما اتفق العلماء على ضرورة وجود النيّة لصحة الإحرام. وقد أشاروا إلى أن الحج يقع إذا أطلق الحاج النيّة، بشرط ألا يكون قد أدى الحج سابقاً.

وتوافق العلماء على أن النية الخاصة بنسك الفرض لا تتطلب تحديد كونها فرضاً، بينما إذا كانت النية خاصة بنسك النفل، فإنها تعتبر وفق ما نواه صاحبها.

وقد أيد هذا الرأي الحنفية في المعتمد لديهم، والمالكية، ورواية عند أحمد، كما قال به ابن المنذر وسفيان الثوري.

أما الشافعية والحنابلة، فقد رأوا أن من أحرم بالنذر أو النافلة ولم يكن قد حج، فإن حجه يعتبر عن فرض الحج. وقد أيد هذا الرأي أيضاً ابن عمر وأنس. كما اعتبروا أن من أحرم حاجاً عن غيره ولم يكن قد حج عن نفسه، فإن حجه سيكون عن نفسه، وعليه أن يعيد ما أخذه من غيره. وقد أشار إلى هذا أيضاً الأوزاعي. ومن المهم أن نلاحظ أن النية محلها القلب، ولا يصح الحج ولا العمرة إلا بها.

ذهب الحنفية إلى أن التلبية، أو ما يقوم مقامها مثل التسبيح والتهليل، تعتبر شرطاً لصحة الإحرام، وهي واجبة أيضاً عند المالكية. وإذا تركت، فلا بد من تقديم الهدي، إلا إذا تم الإحرام بدونها من خلال قول أو فعل مرتبط بها. بينما يرى الشافعية وأحمد بن حنبل أنها سنة مرتبطة بالإحرام. وقد وردت التلبية كما نقلها ابن عباس -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “كانت تلبية النبي -صلى الله عليه وسلم-: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك لا شريك لك”. [1]

2- الطواف وأنواعه

الطواف وأنواعه

لا يوجد ما يعرف بـ “طواف النساء” في مناسك الحج، بل يتضمن الطواف نوعين:

الأول: ركن أساسي، وهو طواف الإفاضة، المعروف أيضًا بطواف الزيارة، ويعتبر ركنًا من أركان الحج استنادًا إلى قوله تعالى: “وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ”

الثاني: واجب، وهو طواف الوداع، حيث يجب على من يرغب في مغادرة مكة أن يؤدي هذا الطواف قبل مغادرته، كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت”، مع استثناء الحائض.

هذا الطواف واجب، ومن يتركه يجب عليه دفع دم، باستثناء الحائض والنفساء، حيث يمكنهما مغادرة مكة دون أداء طواف الوداع ولا يلزما بشيء.

أما بالنسبة للطواف في العمرة، فهو ركن أساسي لا تصح العمرة بدونه.

تبدأ صفة الطواف من الحجر الأسود، حيث يجب على الطائف أن يحاذي الحجر بكل بدنه، ليكون الحجر هو نقطة انطلاق الطواف.

يستحب أن يستلم الحجر ويقبله، وإذا كان ذلك صعبًا، يمكنه استلامه وقبض يده، وإن كان الأمر صعبًا أيضًا، يمكنه الإشارة إليه مع قول “بسم الله والله أكبر”.

بعد ذلك، يجب أن يجعل البيت عن يساره ويطوف حوله سبعة أشواط، مع استلام الحجر الأسود في كل مرة كما ذُكر سابقًا.

كما يستحب استلام الركن اليماني بيده، وإذا كان ذلك صعبًا، فلا داعي للإشارة إليه. في كل شوط بين الركن والحجر، يُستحب أن يقول: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”.

وعند الانتهاء من الأشواط السبعة، يصلي ركعتين نافلة، يفضل أن يقرأ فيهما سورتي “قل يا أيها الكافرون” و”الإخلاص”، والأفضل أن يؤديهما خلف مقام إبراهيم، وفقًا لقوله تعالى: “واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى” (البقرة: 125). وإذا صلاهما في مكان آخر، فإن ذلك يُعتبر جائزًا. [1]

3- السعي بين الصفا والمروة

تبدأ طريقة السعي بين الصفا والمروة بعد أداء ركعتين خلف المقام الإبراهيمي. ثم يتوجه الساعي إلى الحجر الأسود ليستلمه، وبعد ذلك يتجه نحو الصفا. وعند اقترابه منها، يتلو قوله تعالى: “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ”. يبدأ السعي من الصفا استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “أَبْدَأُ بما بَدَأَ اللَّهُ به”. ثم يصعد إلى الصفا حتى يرى الكعبة ويستقبل القبلة، حيث يقوم بتوحيد الله تعالى وتكبيره، ويشكره. يردد الدعاء التالي ثلاث مرات: “الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده”. ثم يرفع يديه ويدعو بما يتيسر له، سائلاً الله من خيرات الدنيا والآخرة.

بعد ذلك، يتوجه الحاج إلى المروة، حيث يمشي حتى يصل إلى أول علم أخضر. يسعى الرجل بسرعة، ويميل إلى الركض إذا كان ذلك ممكنًا دون إلحاق الأذى بأحد. وقد روى جابر -رضي الله عنه- عن كيفية سعي النبي -عليه السلام-، حيث قال: “ثم نزل إلى المروة، حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى، حتى إذا صعدتا مشى”.

يتم السعي بين الصفا والمروة على سبعة أشواط، حيث يُحتسب الذهاب من الصفا إلى المروة أو العكس كشوط واحد.

يبدأ الحاج من الصفا وينهي به أيضًا، مما يعني أنه يقف على الصفا أربع مرات وعلى المروة أربع مرات. وقد ثبت عن عبد الله بن عمر أنه قال: “إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا طاف بالبيت في الطواف الأول، يهرول ثلاثًا ويمشي أربعًا، وكان يسعى في بطن المسيل عندما يطوف بين الصفا والمروة، وكان ابن عمر يفعل ذلك أيضًا”. [2]

4- الوقوف بعرفة

يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويعتبر من أفضل الأيام لدى المسلمين، حيث يعد أحد أيام العشر الأوائل من هذا الشهر.

في هذا اليوم، يقف الحجاج على جبل عرفة، الذي يعتبر الوقوف فيه من أهم أركان الحج. يقع جبل عرفة شرق مكة، على بعد حوالي 22 كيلومترًا من الطائف، و10 كيلومترات من مشعر منى، و6 كيلومترات من مزدلفة. ويعتبر هذا المشعر هو الوحيد الذي يقع خارج حدود الحرم.

مع بزوغ شمس يوم التاسع من ذي الحجة، يبدأ الحاج رحلته من منى متوجهًا إلى عرفة للوقوف بها. يعتبر الوقوف بعرفة ركنًا أساسيًا من أركان الحج، حيث يتحقق بمجرد وجود الحاج في أي جزء من عرفة، سواء كان واقفًا أو راكبًا أو مضطجعًا.

ومع ذلك، إذا لم يقف الحاج داخل الحدود المحددة لعرفة في هذا اليوم، فإن حجه يعتبر باطلًا. وقد أكد النبي محمد على أهمية هذا الركن بقوله: «الحج عرفة، فمن جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه».

الوقوف بعرفة: أعظم مناسك الحج

وردت عدة أحاديث نبوية تبرز فضل هذا اليوم، منها ما رواه أبو هريرة عن النبي محمد، حيث قال: «إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شُعْثًا غُبْرًا».

وكذلك ما روته عائشة عن النبي محمد، حيث قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو يتجلى، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم».

وقت الوقوف في عرفة يمتد من زوال شمس يوم عرفة حتى فجر اليوم التالي، الذي يمثل أول أيام عيد الأضحى. يؤدي الحاج في عرفة صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم. وذلك بأذان واحد وإقامتين.

يستحب للحاج في هذا اليوم أن يكثر من الدعاء والتلبية، استنادًا إلى قول النبي محمد: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد. وهو على كل شيء قدير».

يبقى الحجاج في عرفة حتى غروب الشمس، وعند الغروب ينفرون إلى مزدلفة للمبيت هناك. في مزدلفة، يؤدي الحاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، أي أنه يؤخر صلاة المغرب حتى دخول وقت العشاء.

يستحب أيضًا الإكثار من الدعاء والأذكار، كما يجمع الحاج الحصى. ثم يقضي ليلته في مزدلفة حتى يؤدي صلاة الفجر. بعد ذلك، يتوجه الحاج إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى. [3]

5- طواف الوداع

يجب على الحاج أن يؤدي طواف الوداع حول الكعبة سبعة أشواط، دون الحاجة إلى السعي. ثم يصلي ركعتين قبل أن يعود إلى أهله.

وقد فعل الرسول ﷺ ذلك بعد انتهاء حجه، حيث دخل مكة في آخر الليل وطاف طواف الوداع. ثم صلى الفجر في اليوم الرابع عشر قبل أن يتوجه إلى المدينة بعد الصلاة. وقد قال عليه الصلاة والسلام: “خذوا عني مناسككم”، اللهم صل عليه.

كل من يزور مكة إما أن يرغب في مغادرتها أو أن يختار الإقامة فيها. فإذا قرر الإقامة، فلا يلزمه طواف الوداع، لأن هذا الطواف خاص بالمغادرين وليس بالمقيمين، سواء نوى الإقامة قبل مغادرته منى أو بعدها. وهذا ما ذهب إليه الشافعي وأحمد.

بينما قال أبو حنيفة: إذا نوى الإقامة بعد أن أتيح له مغادرة منى، فإن الطواف يسقط عنه، ولكن الرأي الصحيح هو الرأي الأول.

ومن كان عليه طواف الوداع ولم يقم به، فعليه دم؛ لأنه واجب عند الأكثر. ولا يلزم الحائض والنفساء طواف الوداع، وإذا طهرت قبل مغادرة مكة، يمكنها العودة لأداء الطواف. أما المكي، فلا يلزمه طواف الوداع لأنه مقيم. وكذلك من يسكن في الحرم.

وفيما يتعلق بمن يسكن قريبًا من الحرم. هناك قولان: أحدهما بوجوب الطواف والآخر بعدم وجوبه، لأن القريب من الشيء يعتبر كأنه في حكمه. [4]

وفي الختام الحج هو أحد أركان الإسلام الأساسية. وقد جاءت السنة النبوية لتبيان فضل الحج والعمرة. يؤثر الحج على حياة المسلمين بطرق شخصية واجتماعية. حيث يمثل فرصة للتقرب إلى الله ونيل المغفرة والثواب. كما يتيح الحج فرصة للتواصل بين المسلمين من مختلف أنحاء العالم وتبادل التجارب والخبرات.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة