أضرار الحميات القاسية: متى يكون الرجيم خطيرًا؟

الكاتب : بسمة وليد

الأسرة والمنزل

29 أبريل 2025

عدد المشاهدات : 14

منذ 8 ساعات

عناصر الموضوع

1-مخاطر نقص التغذية

2- تأثيرات على الهرمونات

3-كيف تعرف أن الحمية خطرة؟

4- بدائل صحية

عناصر الموضوع

1-مخاطر نقص التغذية

2- تأثيرات على الهرمونات

3- كيف تعرف أن الحمية خطرة؟

4- بدائل صحية

يلجأ الكثير من الأشخاص إلى أنظمة غذائية صارمة بهدف خسارة الوزن بسرعة، دون إدراك حجم أضرار الحميات القاسية على الصحة العامة. وعلى الرغم من أن فقدان الوزن السريع يبدو مغريًا في بدايته، إلا أن نتائجه على الجسم قد تكون سلبية ومؤقتة. فاتباع دايت غير صحي يفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية قد يؤدي إلى مشاكل خطيرة مثل فقدان الكتلة العضلية، واضطراب الأيض، ونقص الفيتامينات. ومن المهم التوعية بـ خطر الرجيم السريع وتأثيره على القلب، الجهاز الهضمي، والصحة النفسية.

1-مخاطر نقص التغذية

يُعرف الرجيم القاسي بأنه أنظمة غذائية تُروّج على أنها أسرع وأفضل وسيلة لفقدان الوزن. تعتمد بعض هذه الأنظمة على حرمان الجسم من تناول أطعمة تحتوي على عناصر غذائية أساسية وضرورية للحفاظ على صحة جيدة.

من بين الأمثلة على الحميات القاسية:

أولًا حميات غنية بالدهون.

ثانيًا حميات غنية بالبروتين.

ثالثًا حميات منخفضة الكربوهيدرات.

من المهم أن نلاحظ أن الحميات القاسية قد تسبب العديد من الأضرار الصحية الخطيرة.

من أبرز المخاطر المرتبطة بالرجيم القاسي هو نقص العناصر الغذائية. فعند اتباع حميات غذائية صارمة تمنع تناول مكونات أساسية مثل البروتينات أو الكربوهيدرات، يصبح من الطبيعي أن يحدث نقص في هذه العناصر، مما يعرض صحة الجسم للخطر.
عند اتباع هذا النوع من الحميات، تتأثر عمليات الأيض بشكل ملحوظ. يعود ذلك إلى الاعتماد على التجويع لفترات معينة، ثم العودة إلى نظام غذائي طبيعي، مما يربك استجابة الجسم الطبيعية للشبع والجوع. هذا الاضطراب يؤدي إلى إبطاء عمليات الأيض.
عندما تصبح عمليات الأيض أبطأ، يصبح فقدان الوزن أكثر صعوبة، حيث يقل حرق السعرات الحرارية سواء أثناء الراحة أو الحركة. وبالتالي، يصبح من الضروري تقليل كمية الطعام لتفادي زيادة الوزن.
قد يحدث فقدان لبعض الوزن في الأيام الأولى من اتباع نظام غذائي صارم، لكن المفاجأة تكمن في أن هذا الوزن المفقود يكون غالبًا نتيجة لفقدان الماء. ورغم إمكانية فقدان بعض الوزن على المدى القصير من خلال الحميات القاسية، إلا أن هذا الفقدان لا يدوم طويلًا، وعند العودة إلى النظام الغذائي الطبيعي، قد يتم استعادة الوزن المفقود.

علاوة على ذلك، فإن انخفاض معدل الحرق بسبب بطء عمليات الأيض يزيد من احتمالية زيادة الوزن.[1]

2- تأثيرات على الهرمونات

يمكن أن يؤثر تقليل السعرات الحرارية بشكل كبير على الخصوبة، خاصة لدى النساء، حيث تلعب كمية السعرات المستهلكة دورًا في مستويات الهرمونات الأنثوية، مما يؤثر بدوره على القدرة على الإباضة. لذا، من المهم تجنب اتباع حميات غذائية صارمة قد تستنفد العناصر الغذائية الضرورية لعمل الجسم بشكل سليم. يُفضل استشارة اختصاصي تغذية لوضع خطة غذائية صحية تناسب النساء الحوامل وغير الحوامل.
أما بالنسبة للاكتئاب، فهو حالة صحية عقلية معقدة قد تنجم عن مجموعة من الأسباب المتداخلة، ولا يمكن تحديد سبب واحد له. من المهم الإشارة إلى أن الاكتئاب لا يُعتبر بالضرورة نتيجة لسوء التغذية، لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى وجود علاقة محتملة بين سوء التغذية والاكتئاب.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الحميات القاسية إلى زيادة خطر الإصابة بالجفاف، والوهن، والإعياء، والغثيان، والصداع، والإمساك، ونقص الفيتامينات والمعادن. كما أن تناول كميات أقل من احتياجات الجسم قد يؤدي إلى تساقط الشعر، وفقًا لمراجعة نُشرت مؤخرًا.[2]

3-كيف تعرف أن الحمية خطرة؟

تدّعي بعض الأنظمة الغذائية أن هرمونات معينة في الجسم تلعب دورًا في زيادة الوزن، مما يوحي بأن الطعام يمكن أن يؤثر على كيمياء الجسم. ومع ذلك، فإن هذه الأنظمة غالبًا ما تفتقر إلى دراسات علمية موثوقة، أو قد تكون الأبحاث المتعلقة بها غير دقيقة. وغالبًا ما تكون هذه الحميات مدعومة من قبل المشاهير أو تُروّج عبر وسائل الإعلام، وقد تتضمن وجبات غنية بالدهون. أو منخفضة الكربوهيدرات، أو عالية البروتين. لكن هذا لا يعني أن هذه الأنواع من الحميات خاطئة دائمًا، بل يمكن أن يتم اتباعها بشكل غير صحيح.

من المهم الإشارة إلى أن الحميات القاسية تعتمد بشكل كبير على أطعمة معينة، مثل الملفوف، والأطعمة النيئة، والأطعمة الغنية بالبروبيوتيك. أو قد تستبعد مصادر غذائية هامة مثل الحبوب. كما أن بعض الحميات الأخرى تعتمد على حذف بعض الأطعمة في أوقات معينة من اليوم، بينما تسمح أخرى بتناول أطعمة معينة بشرط تناولها مع أطعمة أخرى. لذا، لا يوجد نهج موحد لتعريف الحمية الغذائية القاسية.

وفيما يلي بعض التوصيات التي تميل الحميات القاسية إلى الترويج لها:

التوصيات التي تعد بنتائج سريعة وكبيرة غالبًا ما تكون مضللة
إذ يجب أن تتم عملية فقدان الوزن بشكل تدريجي وصحي.
تشمل هذه الادعاءات نتائج تبدو مذهلة لدرجة يصعب تصديقها، مثل التخلص من مجموعة أو أكثر من المجموعات الغذائية الأساسية، بما في ذلك الفواكه والخضروات والحبوب ومصادر البروتين ومنتجات الألبان.
كما تعتمد بعض الأنظمة الغذائية على قوائم للأطعمة الجيدة والسيئة أو قوائم للممنوعات والمسموحات،
بالإضافة إلى استنتاجات مبسطة مستمدة من دراسات معقدة.
تستند بعض التوصيات إلى دراسة واحدة فقط، أو تهدف إلى الترويج لكتاب أو منتج معين.
كما تتجاهل دراسات أخرى الفروق الفردية بين الأشخاص أو المجموعات.
هناك أيضًا اعتماد على مكملات غذائية تُعتبر مساعدة في حرق الدهون وفقدان الوزن وتعزيز التمثيل الغذائي.
تروج بعض النصائح لأهمية الجمع بين الأطعمة بشكل صحيح لضمان الهضم السليم، بينما تدعي أخرى أنه لا حاجة لممارسة الرياضة.
كما يتم تسليط الضوء على أطعمة معينة مثل الجريب فروت وشراب القيقب وعصير الليمون، أو التركيز على حساء خاص بالحمية.[3]

4- بدائل صحية

يُعتبر اتباع نمط حياة صحي ومتوازن أسهل بكثير مما يعتقده الكثيرون. صحيح أن تغيير العادات الغذائية وزيادة النشاط البدني قد تبدو تحديًا في البداية، لكن بمجرد البدء في هذه التغييرات، يصبح من السهل الاستمرار عليها، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من الروتين اليومي ونمط الحياة.

إن الحميات القاسية وغير الصحية، المعروفة باسم crash diet، تستبعد فئة النشويات من النظام الغذائي، وهي ضرورية لتعزيز طاقة الجسم. هذا الاستبعاد قد يؤدي إلى دخول الجسم في حالة صدمة نتيجة الشعور الشديد بالجوع، مما يسبب فقدانًا كبيرًا في الدهون والكتل العضلية خلال فترة زمنية قصيرة، مما يترتب عليه العديد من المشاكل الصحية. وتوصي مخلوف بعدم اتباع هذه الحميات القاسية للحفاظ على صحة الجسم وسلامته، مشددة على أن فقدان الوزن يجب أن لا يتجاوز كيلوغرامًا واحدًا أو نصف كيلوغرام في الأسبوع.[4]

في النهاية اتباع حمية غذائية يجب أن يكون خيارًا مدروسًا لا اندفاعًا مؤقتًا. فالنتائج السريعة غالبًا ما تكون غير مستدامة، وتكلفة أضرار الحميات القاسية قد تكون باهظة على الصحة. لذلك، يجب تجنب خطر الرجيم السريع لأنه يمثل خطرًا حقيقيًا على توازن الجسم ووظائفه. ومن الأفضل دومًا استشارة مختصين في التغذية لاختيار خطة غذائية صحية بديلة عن دايت غير صحي قد يؤدي إلى مشاكل يصعب علاجها لاحقًا. الهدف ليس فقط فقدان الوزن السريع، بل الوصول إلى نمط حياة صحي يدوم.