أعراض التسنين عند الرضع وكيفية التعامل معها

أعراض التسنين من أكثر المراحل التي تثير قلق الأمهات، لأنها فترة مليئة بالتغيّرات الجسدية والسلوكية عند الرضع. تبدأ هذه المرحلة عادةً في عمر الستة أشهر تقريبًا، حيث تبدأ الأسنان الأولى بالبروز من لثة الطفل، مسببة بعض الألم والانزعاج. من المهم أن تدرك الأم طبيعة هذه المرحلة وكيفية التعامل معها؛ فهي مرحلة طبيعية من نمو الطفل، لكنها تحتاج إلى وعي وصبر ودعم كبير. معرفة علامات التسنين بدقة تساعد الأهل في التفريق بينها وبين أي أعراض مرضية أخرى قد تتشابه معها، وبالتالي يتم تقديم الرعاية المناسبة في الوقت المناسب.
كيف أعرف أن طفلي يعاني من ألم التسنين؟
يعتبر التسنين مرحلة طبيعية وأساسية في نمو الطفل، إذ تبدأ الأسنان اللبنية بالظهور تدريجيًا في عمر يتراوح غالبًا بين 4 و7 أشهر. من الطبيعي أن تتساءل الأم كيف تميز أن ما يشعر به طفلها هو التسنين وليس مرضًا آخر، فالكثير من الأعراض قد تتشابه، مثل الحمى الخفيفة أو البكاء المستمر. معرفة أعراض التسنين بدقة يساعد الأهل على تقديم الدعم المناسب للطفل، وتجنب القلق الزائد الذي قد يدفعهم لزيارة الطبيب بشكل متكرر دون حاجة.
أول علامة واضحة للتسنين هي زيادة إفراز اللعاب بشكل ملحوظ، إذ يصبح الطفل في هذه المرحلة كثير الترويل. قد تجد الأم ملابس طفلها مبللة باستمرار، وهو أمر طبيعي يدل على نشاط الغدد اللعابية استعدادًا لظهور الأسنان. من العلامات الشائعة أيضًا رغبة الطفل المتزايدة في وضع يديه أو أي شيء في فمه، فهو يحاول بذلك تخفيف الضغط والألم الناتج عن بروز الأسنان من اللثة. يمكن أن يصاحب ذلك تورم واحمرار في اللثة، وأحيانًا يمكن رؤية نقطة بيضاء صغيرة تحت اللثة تدل على السن الذي يوشك على الظهور.
إضافةً لذلك، يصبح الطفل في هذه الفترة أكثر عصبية وتقلبًا في المزاج. قد يبكي لفترات أطول من المعتاد أو يرفض الرضاعة أو الطعام الصلب الذي كان يتقبله سابقًا. النوم كذلك قد يتأثر بشكل كبير؛ فالانزعاج يزيد عند الاستلقاء، مما يجعل الطفل يستيقظ عدة مرات في الليل. لهذا السبب، قد تلاحظ الأم أن طفلها يطلب حمله أكثر من المعتاد ويبحث عن الراحة في حضنها، فالقرب الجسدي من الأم يهدئه.
تعرف أيضًا على: أسباب القيء عند الطفل ومتى يجب القلق

نصائح للتعامل مع أعراض التسنين المزعجة عند الرضع
بعض الأطفال قد يعانون أيضًا من فرك الوجه أو شد الأذن في الجانب الذي ينمو فيه السن الجديد، وهو سلوك شائع للتخفيف من الألم. من المهم أن تعرف الأم أن هذه الحركات لا تعني بالضرورة وجود التهاب في الأذن، بل قد تكون مجرد إشارة من الطفل إلى شعوره بالانزعاج. كما يمكن أن يؤدي التسنين إلى طفح جلدي خفيف حول الفم أو الذقن نتيجة زيادة إفراز اللعاب، وهنا يمكن للأم مسح وجه الطفل بلطف وتجفيفه باستمرار لتجنب تهيج الجلد.
من النصائح المفيدة للأمهات في هذه المرحلة، تقديم عضاضات التسنين المبردة للطفل. فهي تساعده على تدليك لثته وتخفيف الألم. كما يمكن تدليك لثة الطفل بلطف باستخدام إصبع نظيف أو قطعة قماش مبللة بماء بارد. بعض الأمهات يجدن أن تقديم وجبات باردة مثل مهروس الفاكهة المبردة (إذا كان عمر الطفل يسمح بتناول الأطعمة الصلبة) يساعد في تهدئته. في المقابل، يجب تجنب استخدام أي مواد تحتوي على مسكنات أو جل للتسنين دون استشارة الطبيب. خاصة المنتجات التي تحتوي على مخدر موضعي، لأنها قد تكون غير آمنة للرضع.
من العلامات الإيجابية خلال مرحلة التسنين أن الطفل يظل نشيطًا وحيويًا رغم الألم. ولا تظهر عليه أعراض خطيرة مثل ارتفاع الحرارة الشديد أو القيء أو الإسهال المستمر. إذا لاحظت الأم أي علامات غير طبيعية، فيجب مراجعة الطبيب فورًا لاستبعاد وجود التهابات أو أمراض أخرى. إدراك أن هذه المرحلة طبيعية وأنها مؤقتة يساعد الأم على التعامل مع الموقف بثقة وصبر. كما أن تهيئة البيئة المحيطة بالطفل، مثل ارتداء ملابس مريحة والحفاظ على درجة حرارة الغرفة معتدلة، يقلل من انزعاجه بشكل كبير. [1]
تعرف أيضًا على: التعامل مع الطفل كثير الحركة
ما هي أعراض التسنين القوية؟
هناك أطفال يمرون بمرحلة التسنين بشكل سلس مع أعراض بسيطة تكاد لا تلاحظ. بينما يعاني آخرون من أعراض التسنين القوية التي تجعل هذه المرحلة أكثر صعوبة على الطفل والأهل معًا. في هذه الحالة، يصبح الألم شديدًا لدرجة قد تؤثر على نوم الطفل، شهيته، وحتى حالته النفسية. من أبرز العلامات القوية للتسنين ارتفاع حدة البكاء وصعوبة تهدئة الطفل، إذ قد يبكي لساعات طويلة ويظهر عليه انزعاج مستمر. هذا البكاء يكون عادةً مصحوبًا بتورم شديد في اللثة، وأحيانًا يلاحظ الأهل وجود بقع حمراء أو زرقاء صغيرة على اللثة تدل على أن السن يقترب من الخروج.
من العلامات الأخرى شيوعًا في هذه المرحلة ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم، لكنه لا يصل إلى الحمى الشديدة. هذه الزيادة البسيطة في الحرارة ناتجة عن التغيرات الجسدية التي تصاحب بروز الأسنان، وهي غالبًا لا تشكل خطرًا، لكن إذا تجاوزت الحرارة 38 درجة مئوية، فيجب مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود عدوى. بعض الأطفال قد يصابون بالإسهال الخفيف أو فقدان الشهية، وهذا طبيعي طالما لم يصاحبه جفاف أو فقدان وزن ملحوظ. كما قد تلاحظ الأم زيادة واضحة في إفراز اللعاب، ما يؤدي إلى تهيج الجلد حول الفم والرقبة، وهنا يجب تجفيف المنطقة باستمرار واستخدام كريمات مرطبة آمنة للأطفال لتجنب الالتهابات الجلدية.
تصحيح المفاهيم الخاطئة وطرق طبيعية لتهدئة ألم التسنين
من المفاهيم الخاطئة التي يجب تصحيحها أن التسنين سبب رئيسي للأمراض مثل النزلات المعوية أو الالتهابات الشديدة. بينما في الواقع، التسنين قد يجعل الطفل أكثر عرضة لالتقاط الجراثيم لأنه يضع كل شيء في فمه لتخفيف الألم، ما يزيد احتمالية الإصابة بالعدوى. لذلك يجب الحرص على نظافة الألعاب والعضاضات والأدوات التي يستخدمها الطفل.
تعرف أيضًا على: نمو الطفل الطبيعي ومراحله المختلفة
لمواجهة أعراض التسنين القوية، ينصح باستخدام استراتيجيات طبيعية وآمنة. من بينها توفير ألعاب التسنين المصنوعة من مواد آمنة ووضعها في الثلاجة لبضع دقائق قبل إعطائها للطفل، إذ يساعد البرودة على تهدئة اللثة. كما يمكن تدليك لثة الطفل برفق باستخدام إصبع نظيف أو قطعة قماش مبللة بماء بارد. في بعض الحالات، قد يقترح الطبيب استخدام مسكنات ألم مخصصة للأطفال بجرعات دقيقة، لكن يجب تجنب إعطاء الطفل أي دواء دون استشارة مختصة.
إضافة إلى العلاجات المنزلية، يحتاج الطفل إلى دعم عاطفي كبير من والديه. فمرحلة التسنين مرهقة نفسيًا للرضيع الذي لا يعرف كيف يعبّر عن ألمه سوى بالبكاء. لذا، فإن حمل الطفل واحتضانه، وتوفير بيئة هادئة، يقللان من حدة التوتر لديه. بعض الأمهات يجدن أن الغناء للطفل أو تشغيل موسيقى هادئة يساهم في تهدئته.
كم يوم تستمر أعراض التسنين؟
يتساءل الكثير من الأهل عن المدة التي تستمر فيها أعراض التسنين، خاصةً أن هذه المرحلة قد تكون مرهقة للطفل ولهم على حد سواء. بشكل عام، تبدأ الأعراض بالظهور قبل بروز السن بحوالي 3 إلى 5 أيام، وتخف تدريجيًا بعد أن يشق السن طريقه من اللثة. هذا يعني أن فترة الأعراض الحادة عادةً لا تتجاوز أسبوعًا واحدًا لكل سن، لكن بعض الأطفال قد يعانون من أعراض خفيفة لفترات أطول بسبب استمرار بروز الأسنان التالية بشكل متتابع.
الرضع يختلفون بشكل كبير في استجابتهم للتسنين؛ فبعضهم قد يمر بمرحلة التسنين دون أعراض تذكر، بينما يظهر على آخرين انزعاج شديد يستمر أيامًا. تبدأ الأسنان اللبنية بالظهور غالبًا بترتيب معين، حيث تظهر الأسنان الأمامية السفلية أولاً، يليها الأسنان الأمامية العلوية، ثم الضروس والأنياب. في هذه المرحلة قد تلاحظ الأم تغيرات مختلفة في سلوك الطفل، مثل فقدان الشهية أو زيادة الترويل، وهذه العلامات تستمر غالبًا عدة أيام قبل بروز السن ثم تختفي تدريجيًا.
من المهم أن ندرك أن أعراض ظهور الناب عند الرضع قد تكون أكثر وضوحًا مقارنة بغيرها من الأسنان. إذ أن الأنياب غالبًا ما تسبب ألمًا شديدًا للطفل، نظرًا لشكلها المدبب وصعوبة اختراقها للثة. لذلك، قد تطول فترة الانزعاج عند بروز الأنياب مقارنة ببقية الأسنان. من الطبيعي أن يشعر الطفل بعدم الراحة لفترات أطول قليلًا في هذه المرحلة، لكن هذا لا يعني وجود مشكلة صحية خطيرة.
التسنين المستمر: تحدياته وكيفية تخفيف معاناة الطفل
بعض الأطفال قد يدخلون في مرحلة “التسنين المستمر” بسبب تتابع ظهور الأسنان، إذ إن بروز كل سن يتبعه مباشرةً بداية نمو السن التالي. مما يجعل الأعراض متواصلة على مدار أشهر. ورغم أن هذا مرهق للأم والطفل، إلا أنه أمر طبيعي ولا يستدعي القلق. هنا يصبح دور الأهل توفير الراحة والدعم النفسي للطفل، من خلال العناق، واللعب الهادئ، واستخدام وسائل تهدئة اللثة الطبيعية مثل العضاضات أو تدليك اللثة بلطف.
تعرف أيضًا على: نصائح للعناية بالطفل
للتعامل مع طول فترة التسنين، ينصح باتباع روتين يومي يساعد على تهدئة الطفل. من ذلك تقديم وجبات باردة للطفل إذا كان قد بدأ تناول الأطعمة الصلبة، إذ تساعد الأطعمة الباردة مثل مهروس الفاكهة المبردة أو الزبادي على تقليل الألم. كما أن توفير بيئة هادئة وخالية من المثيرات الزائدة يمنح الطفل راحة أكبر، ويساعده على تجاوز الألم بسرعة.
من الجدير بالذكر أن التسنين ليس مجرد حدث جسدي، بل مرحلة نفسية مهمة للطفل والأهل. فهي تعلّم الوالدين الصبر وفهم لغة طفلهم غير اللفظية، كما تمنح الطفل فرصة للنمو والتكيف مع الألم بشكل طبيعي. لذا، حتى مع طول فترة الأعراض، يجب النظر إلى هذه المرحلة كجزء أساسي من رحلة النمو وليست مجرد فترة انزعاج مؤقت. [2]
كيف يكون لون براز الرضيع عند التسنين؟
تلاحظ الكثير من الأمهات تغير لون براز الطفل أو قوامه خلال مرحلة التسنين، وهذا أمر طبيعي في معظم الحالات. ترتبط هذه التغيرات بعوامل متعددة، منها زيادة إفراز اللعاب، تغيّر شهية الطفل، أو إدخال أطعمة جديدة إلى نظامه الغذائي. فهم هذه التغيرات يساعد الأم على التمييز بين الأعراض الطبيعية والأعراض التي قد تستدعي زيارة الطبيب. وفيما يلي أبرز الملاحظات المتعلقة ببراز الطفل أثناء التسنين:
زيادة سيولة البراز
يلاحظ الأهل أن براز الطفل يصبح أكثر سيولة خلال فترة التسنين. السبب وراء ذلك هو ابتلاع الطفل كميات أكبر من اللعاب نتيجة زيادة إفرازاته. ما يؤدي إلى زيادة حركة الأمعاء وخروج البراز بشكل لين أكثر من المعتاد. هذا لا يعني بالضرورة إصابة الطفل بالإسهال المرضي، لكن إذا كان البراز مصحوبًا بارتفاع شديد في الحرارة أو جفاف، فيجب مراجعة الطبيب.
اختلاف لون البراز
من الأمور الشائعة أن يتغير لون براز الطفل خلال فترة التسنين ليصبح أغمق قليلًا أو مائلًا إلى الأخضر الفاتح، وذلك نتيجة تغير نظامه الغذائي أو زيادة حركة الأمعاء. طالما لم يظهر دم أو مخاط بكميات كبيرة، فإن هذا التغير طبيعي.
زيادة عدد مرات التبرز
خلال مرحلة أعراض التسنين، قد تلاحظ الأم أن طفلها يتبرز عدد مرات أكثر من المعتاد يوميًا. هذا يرجع غالبًا إلى ابتلاع كميات كبيرة من اللعاب، وليس بالضرورة علامة مرضية. إذا لاحظت الأم أن الطفل نشيط ولا يعاني من الجفاف، فلا داعي للقلق.
الفرق بين التسنين والأمراض
من الأخطاء الشائعة أن تظن الأمهات أن كل إسهال سببه التسنين. بينما هناك حالات مرضية تتشابه أعراضها مع التسنين، مثل العدوى الفيروسية أو البكتيرية. إذا كان الإسهال مصحوبًا بارتفاع حرارة شديد أو فقدان شهية كامل أو قيء متكرر، فهذا يستدعي زيارة الطبيب فورًا.
تعرف أيضًا على: تطور الطفل الحركي في السنة الأولى
هل سيلان الأنف من أعراض التسنين؟
قد يترافق التسنين مع أعراض تشبه الزكام، مثل سيلان الأنف، لكنه في العادة يكون خفيفًا وشفافًا. هذه الإفرازات غالبًا سببها زيادة إفراز اللعاب، الذي قد يتسرب إلى الأنف أحيانًا. أما إذا كان سيلان الأنف كثيفًا أو مصحوبًا بارتفاع حرارة شديد، فهذا قد يكون دليلًا على إصابة الطفل بعدوى وليس مجرد تسنين.
العلاقة بين نوع الطعام والبراز
إذا بدأ الطفل بتناول الأطعمة الصلبة، فقد تلاحظ الأم أن براز الطفل يتغير في اللون والرائحة. الأطعمة مثل الجزر أو السبانخ أو التفاح يمكن أن تؤثر على لون البراز. هذه التغيرات طبيعية، لكنها قد تزيد خلال فترة التسنين لأن الطفل يختبر أطعمة جديدة بجانب أعراض اللثة.
التعامل النفسي مع فترة التسنين:
من المهم أن تكون الأم مطمئنة بأن معظم التغيرات في براز الطفل خلال التسنين طبيعية. كل طفل يختلف عن الآخر في استجابته لهذه المرحلة، فلا داعي للقلق الزائد. الصبر وملاحظة الأعراض بهدوء يساعدان الأهل على تقديم الرعاية اللازمة بدون توتر.
الخلاصة أن التغيرات في براز الرضيع خلال فترة التسنين أمر شائع وطبيعي طالما لم تصاحبها أعراض مقلقة. معرفة الفارق بين التغيرات الطبيعية والعلامات المرضية تمنح الأهل راحة نفسية وتجنبهم القلق المستمر.
وفي الختام إن مرحلة أعراض التسنين تعد تجربة مليئة بالتحديات للطفل والأهل، لكنها جزء طبيعي وأساسي من نمو الطفل الصحي. معرفة الأمهات بالعلامات المختلفة لهذه المرحلة، وكيفية التعامل معها بوسائل بسيطة، تسهم بشكل كبير في تخفيف الألم عن الرضيع وتجنب القلق الزائد.
المراجع
- Nhs Baby teething symptoms - بتصرف
- Good rx Teething_ بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

تنظيم نوم الرضيع لراحة الأم والطفل

ألعاب عائلية ممتعة في ليالي الشتاء

خلطة للتعقيم بالليمون والخل

أفكار لتجديد غرف النوم بلمسات عصرية

أفكار إعادة تدوير الخشب

أسباب القيء عند الطفل ومتى يجب القلق

تأثير الجوال على الأسرة وعلاقتها اليومية

أسرع طريقة لترتيب البيت

أثاث متعدد الاستخدام يوفر المساحات

تجارب رجيم ناجحة ملهمة للجميع

أفضل رجيم للرجال: نظام مثالي لخسارة الوزن بدون...

أفضل روتين صباحي للأسرة للعائلات السعودية

أسرار نجاح مشروبات لحرق الدهون

أفكار للترفيه العائلي داخل البيت
