أعمال ليلة القدر وسبل الفوز بأجرها

عناصر الموضوع

1- إحياء ليلة القدر بالذكر والقرآن وأهم السنن

2- فضل الدعاء في العشر الأواخر وثمرته

3- تحرى ليلة القدر وأمارتها في الأيام الوترية

4- الاعتكاف وقيام الليل والبركة في الأجر

 في البداية وقبل الحديث عن أعمال ليلة القدر وسبل الفوز بأجرها، ليلة القدر هي ليلة فريدة تتكرر سنويًا في شهر رمضان المبارك. وتعتبر واحدة من ليالي العشر الأواخر من هذا الشهر. وقد ذُكرت في القرآن الكريم وسيرة النبي محمد، مما يجعلها ذات أهمية خاصة لدى المسلمين. فقد نزل القرآن في هذه الليلة، ولها فضل عظيم، كما ورد في سورة القدر: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ١ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ٢ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ٣﴾ [القدر:1–3]. وفي هذه الليلة، تتنزل الملائكة، وتكون الأجواء مليئة بالسلام حتى بزوغ الفجر، كما جاء في قوله تعالى: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ٤ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ٥﴾ [القدر:4–5]. وقد ورد في السنة النبوية التأكيد على أهمية السعي لتحري هذه الليلة في العشر الأواخر. وخاصة في الليالي الفردية منها.

1- إحياء ليلة القدر بالذكر والقرآن وأهم السنن

ليلة القدر هي من أعظم الليالي في شهر رمضان المبارك، حيث أنزل فيها القرآن الكريم. تعد هذه الليلة فرصة ثمينة للمسلمين لإحياء ليلتها بالتضرع والعبادة، مثل الذكر وتلاوة القرآن الكريم. وفي هذه الليلة المباركة، يتحقق التغيير الروحي والاقتراب من الله، كما أنها تمثل فرصة عظيمة للاستغفار والتوبة. وأيضًا الحديث عن أعمال ليلة القدر وسبل الفوز بأجرها.

يستحب للمسلم في ليلة القدر القيام بالأمور التالية:

• إحياء الليلة بالقيام، حيث ورد في الصحيحين. واللفظ للبخاري، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
• الدعاء، وخاصةً ما ورد فيه دليل، فقد روت عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله: “يا رسول الله، إذا علمت ليلة القدر، ماذا أقول فيها؟” فقال: “قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”، رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وصححه.
• الإكثار من تلاوة القرآن وذكر الله تعالى وغيرها من الطاعات. ليس من الضروري أن يختم المرء القرآن في هذه الليلة، ولكن إذا استطاع ذلك، فقد نال أجراً عظيماً إن شاء الله. أما صلاة الليل، فتؤدى مثنى مثنى، كما ورد في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى”.
• كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إحدى عشرة ركعة، كما ورد في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها. وهذا ليس تحديدًا لا يجوز الزيادة عليه، بل هو مجرد فعل من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمن اقتصر على هذا العدد فهو الأفضل، ومن أراد الزيادة فلا حرج عليه. فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصلون عشرين ركعة في زمن عمر وعثمان وعلي. وقد ذكر الترمذي أن أكثر أهل العلم، بناءً على ما روي عن عمر وعلي وغيرهما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، يفضلون عشرين ركعة، وهو ما قال به الثوري وابن المبارك والشافعي. كما أشار إلى أنه شهد الناس في مكة يصلون عشرين ركعة. والله أعلم. [1]

2- فضل الدعاء في العشر الأواخر وثمرته

تتميز العشر الأواخر من رمضان بفضائل عظيمة، منها زيادة الأجر وجمع الثواب والحسنات. وقد وصفت السيدة عائشة -رضي الله عنها- حال النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام. حيث قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله”.

كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحيي هذه الليالي بالصلاة. بالإضافة إلى عبادات أخرى مثل الذكر والدعاء والصدقة وغيرها من الأعمال الصالحة.

وتقع ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان. وهي ليلة تحمل فضائل كثيرة، ويسعى المسلمون لتحريها من أجل الإكثار من العبادات لما لها من فضل عظيم في مضاعفة الأجر.

الدعاء هو عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، وخصوصًا في الليالي العشر الأخيرة من رمضان. لما تحمله من فضل وبركة. وكذلك أعمال ليلة القدر وسبل الفوز بأجرها.

يتوجه المسلم إلى ربه بما يشاء من الدعاء وما يختلج في قلبه من احتياجات. وهناك بعض الأدعية المستحبة التي تتضمن الطلب من خيري الدنيا والآخرة. وينبغي على المسلم أن يكثر من الدعاء بها في هذه الليالي المباركة. [2]

3– تحرى ليلة القدر وأمارتها في الأيام الوترية

النبي -صلى الله عليه وسلم- قد علم ليلة القدر بشكل محدد. لكنه نُسيَت لأسباب يعلمها الله -سبحانه وتعالى-، ومن هذه الأسباب أن يشجع الناس على العبادة والدعاء في جميع ليالي العشر. وعدم تخصيص ليلة معينة. والدليل على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- حيث قال: “خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- ليخبرنا بليلة القدر لكن حدثت مشادة بين رجلين من المسلمين. فقال: خرجت لأخبركم بليلة القدر، لكن بسبب تلك المشادة رفعت، ولعل ذلك يكون خيرًا لكم.، فالتمسوها في الليالي التاسعة والسابعة والخامسة”.

كما رواى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “أريت ليلة القدر، ثم أيقظني بعض أهلي فنُسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر”.

يتضح من الحديثين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد علمها، كما يوضحان نسيانه لها بشكل محدد. وقد روى البخاري في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان”.

وعند فهم هذا، يجب أن نعلم أيضًا أن المقصود بالإنزال في الآية هو إنزال القرآن إلى السماء الدنيا دفعة واحدة. ثم تم إنزاله بعد ذلك على النبي -صلى الله عليه وسلم- بشكل متدرج. فعملية إنزاله إلى السماء الدنيا تتم في ليلة، وليس من الضروري أن يعرف النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الليلة بشكل محدد. لأن القرآن نزل إليه مجزءًا ولم ينزل دفعة واحدة. وهذا هو رأي جمهور أهل العلم في تفسير الإنزال في ليلة القدر، وقد ذكر بعضهم أن هناك إجماعًا على ذلك، رغم عدم تأكيده. والله أعلم. [3]

4- الاعتكاف وقيام الليل والبركة في الأجر

الاعتكاف هو سنة مستحبة، ويعني التواجد في المسجد للعبادة وطاعة الله تعالى. سواء كان ذلك في الليل أو النهار. لفترة قصيرة أو طويلة، مثل ساعة أو يوم أو عدة ليال. وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: “وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ” [البقرة: 187].

وقد ثبت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يعتكف في العشر الأواخر من شهر رمضان، وفي بعض السنوات كان يترك ذلك لأسباب معينة، ويعتكف في العشر الأوائل من شهر شوال. لذا. يعتبر الاعتكاف سنة، وأفضل أوقاته هو في رمضان. وخاصة في العشر الأواخر منه. وأيضًا أعمال ليلة القدر وسبل الفوز بأجرها.

الاعتكاف: فضله وأحكامه في مختلف الأوقات

يمكن أيضًا الاعتكاف في أشهر أخرى مثل شوال أو ذي القعدة أو ذي الحجة أو المحرم، فهو سنة مستحبة في جميع الأوقات، ولكن يُفضل أن يكون في المساجد التي تُقام فيها صلاة الجماعة. وإذا كانت مدة الاعتكاف تتجاوز الأسبوع، فمن الأفضل أن يكون في مسجد يقام فيه صلاة الجمعة، حتى لا يحتاج المعتكف للخروج. وإذا اعتكف في مسجد آخر لا تقام فيه الجمعة، فلا حرج عليه، وعليه أن يخرج لأداء صلاة الجمعة. الهدف من الاعتكاف هو التوجه إلى الله تعالى، والتفرغ للعبادة، والاستمتاع بالقرب منه.

ليس للاعتكاف وقت محدد، حتى لو كان ساعة واحدة، ولا يشترط فيه الصوم. فإذا اعتكف الشخص وهو مفطر فلا حرج في ذلك، وهذا هو الرأي الصحيح. وقد قال بعض العلماء إنه يجب أن يكون صائمًا. لكن هذا الرأي ليس راجحًا. فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “لا اعتكاف إلا بصوم”، بينما قال ابن عباس رضي الله عنه: “ليس على المعتكف صوم إلا أن ينذره لنفسه”. المقصود هنا هو أن الصوم ليس شرطًا أساسيًا للاعتكاف. لأن العبادات توقيفية، فلا يشترط فيها إلا ما نص عليه الشرع. ولم يرد دليل يوجب الصوم للاعتكاف. [4]

وفي نهاية المقال  وبعد الحديث عن أعمال ليلة القدر وسبل الفوز بأجرها، أرجو أن أكون قد ساهمت في إيضاح معلوماته وشرحها بالشكل المطلوب لمن يريد الاستعانة به وبمعلوماتة المدونة فيما سبق.

• إسلام ويب.كومإحياء ليلة القدر بالذكر والقرآن وأهم السنن-بتصرف
• الإغاثة الإسلامية عبر العالمفضل الدعاء في العشر الأواخر وثمرتة-بتصرف
• Aluka.netتحرى ليلة القدر وأمارتها في الأيام الوترية-بتصرف
• ويكيبيديا الاعتكاف-بتصرف

مشاركة المقال

وسوم