تعرف على أكثر الدول تعرضًا للزلازل وأسباب نشاطها الزلزالي

أكثر الدول تعرضًا للزلازل هي تلك التي تقع على طول حدود الصفائح التكتونية النشطة. حيث تلتقي قوى الطبيعة الجيولوجية لتطلق العنان لاهتزازات عنيفة. هذه الدول تعيش واقعا جيولوجيا فريدا يتطلب استعدادا دائما. وتكيفا مستمرا مع مخاطر الزلازل المدمرة. يستكشف هذا المقال الخصائص التي تجعل هذه الدول بؤرا للنشاط الزلزالي وكيف تتعامل مع هذه التحديات.

ما هي الدولة التي يوجد بها أعلى زلزال في العالم؟

أكثر الدول تعرضًا للزلازل

تعد اليابان الدولة التي شهدت أعلى وأقوى الزلازل في التاريخ من حيث الطاقة المنبعثة، حيث ضربها زلزال توهوكو عام 2011، والذي وصلت قوته إلى 9.1 درجة على مقياس ريختر. وقد أدى إلى موجات تسونامي كارثية أسفرت عن مقتل الآلاف وخسائر اقتصادية تجاوزت مئات المليارات من الدولارات. يتميز هذا الزلزال بكونه ليس فقط قويا في شدته، بل أيضًا في تأثيره المستمر على الحياة في اليابان، حيث غير ملامح البنية التحتية، وأثر على سياسات الطاقة النووية في البلاد.

إن الحديث عن هذا الزلزال لا يكتمل دون الإشارة إلى أن اليابان تعد كذلك أكثر دولة أوروبية تعرضا للزلازل من حيث المقارنة بين نظم الاستعداد والتصدي، فهي من أكثر الدول تجهيزا تقنيا وتوعويا لمواجهة هذه الكوارث. هذه الدولة الواقعة على الحزام الزلزالي حول المحيط الهادئ تتعامل مع الهزات بشكل شبه يومي، ومع ذلك تحتفظ بمكانتها الاقتصادية والعلمية في العالم، ما يجعلها النموذج الأهم عند الحديث عن أكثر الدول تعرضًا للزلازل.[1]

تعرف أيضًا على: كيف يحدث إنفجار البركان وماهي الأسباب الرئيسية؟

أين تحدث أكبر عدد من الزلازل؟

تحدث أكبر نسبة من الزلازل في منطقة تعرف بـ”حلقة النار” أو Ring of Fire، وهي حزام دائري حول المحيط الهادئ يضم عدة دول آسيوية وأمريكية. وتشمل هذه الدول: اليابان، إندونيسيا، الفلبين، نيوزيلندا، والولايات المتحدة (خاصة كاليفورنيا وألاسكا). هذا الحزام يشهد حوالي 90% من إجمالي الزلازل على وجه الأرض، ما يجعله مصدرا أساسيا لدراسة أسباب الزلازل وتوقعاتها.

في العالم العربي، لم تكن المنطقة بعيدة عن الهزات، بل إن أقوى زلزال في العالم العربي سجل في المغرب عام 1960 بمدينة أكادير، وبلغت قوته 5.7 درجات فقط، لكنه كان مميتا بسبب ضعف البنية التحتية حينها، حيث راح ضحيته نحو 15 ألف شخص. ويؤكد هذا أن شدة الزلزال ليست وحدها العامل الخطير، بل مدى الاستعداد له والتخطيط الحضري.

ومن هنا تبرز أهمية تصنيف أكثر الدول تعرضًا للزلازل، فالمعيار لا يقتصر فقط على عدد الزلازل، بل يشمل قوتها ومدى تأثيرها على المجتمعات.

تعرف أيضًا على: تأثير البراكين على سطح الأرض من حيث التغيرات الجغرافية والبيئية؟

هل السعودية مهددة بالزلازل؟

رغم أن المملكة العربية السعودية لا تقع في قلب الحزام الزلزالي العالمي، إلا أنها ليست بمنأى عن الزلازل. تقع السعودية على مقربة من صدع البحر الأحمر، وتحديدا بالقرب من منطقة الأخدود الإفريقي الذي يعد من المناطق النشطة تكتونيا. وقد شهدت بعض المناطق الغربية، مثل العيص والمدينة المنورة، هزات أرضية خفيفة إلى متوسطة خلال العقود الماضية.

واحدة من أهم المعلومات الجغرافية التي يجب أن نضعها في الاعتبار هي خريطة خط الزلازل في العالم. والتي تظهر أن الحدود الغربية للمملكة هي الأكثر عرضة للنشاط الزلزالي. ولذلك، فإن المملكة اتخذت إجراءات صارمة من حيث الأكواد الهندسية في البناء، وتعزيز البنية التحتية للمدن القريبة من البحر الأحمر.

إذا تحدثنا عن أكثر الدول تعرضًا للزلازل، فقد لا تحتل السعودية مركزا متقدما، لكنها بالتأكيد على الخارطة الزلزالية العالمية، ويجب النظر إلى هذا العامل عند تخطيط المشاريع الكبرى مثل نيوم ومشاريع البحر الأحمر المستقبلية.

تعرف أيضًا على: ما هي أسباب حدوث البراكين والزلازل؟ شرح مبسط للعوامل الجيولوجية

ما هي المنطقة التي تكثر فيها الزلازل؟

المنطقة التي تكثر فيها الزلازل عالميًا هي تلك الممتدة على طول حواف الصفائح التكتونية> وخصوصا في المناطق التي تحدث فيها اصطدامات أو انزلاقات. وتشمل هذه المناطق: حزام الأنديز في أمريكا الجنوبية، وحوض الفلبين، وشرق آسيا، ومنطقة ألاسكا.

ومن أبرز الزلازل التي عرفها العالم زلزال تشيلي عام 1960، والذي يعد أقوى زلزال في العالم على الإطلاق، حيث بلغت قوته 9.5 درجات على مقياس ريختر. هذا الزلزال أدى إلى تسونامي ضرب سواحل هاواي واليابان، ما يعكس مدى التداخل الجغرافي لنتائج هذه الكوارث.

رغم تكرار الزلازل في بعض الدول أكثر من غيرها، فإن التصنيف العالمي لـأكثر الدول تعرضًا للزلازل يعتمد على عوامل شتى، منها النشاط الزلزالي، حجم الأضرار، وعدد الضحايا، ما يجعل المتابعة الدقيقة للخرائط الزلزالية أمرًا حيويًا.

تعرف أيضًا على: ما هي مكونات البراكين المركبة وتركيبها الجيولوجي والبركاني؟

هل يمكن التنبؤ بوقوع الزلازل؟

حتى يومنا هذا، لا يمكن التنبؤ بالزلازل بشكل دقيق. فالعلم لم يصل بعد إلى مرحلة يستطيع فيها تحديد وقت ومكان حدوث الزلزال بدقة مسبقًا. هناك بعض المؤشرات الجيولوجية التي قد تنذر باقتراب هزة، مثل النشاطات التكتونية تحت الأرض أو انبعاثات غازية، لكن لا تزال هذه المؤشرات غير كافية لاتخاذ قرارات إخلاء أو طوارئ.

ومع ذلك، فإن دراسة الزلازل العنيفة مثل تلك التي تعد أقوى زلزال في العالم على مقياس ريختر تتيح للعلماء تطوير نماذج حسابية وسيناريوهات> يمكن أن تستخدم لاحقا في تقليل الأضرار. وقد ساهم هذا في تطور أجهزة الإنذار المبكر، خصوصًا في اليابان وتايوان.

وفي ضوء ذلك، تبقى أكثر الدول تعرضًا للزلازل مطالبة دائمًا بتحديث بنيتها التحتية وتعزيز أنظمة الرصد والمراقبة، لأن المفاجأة تظل العامل الأخطر في مثل هذه الكوارث.[2]

تعرف أيضًا على: أخطر البراكين النشطة في العالم

كيف تؤثر الزلازل على النشاط البشري والاقتصاد؟

الزلازل تؤثر بشكل مباشر على الأنشطة الاقتصادية والسكانية، فهي قادرة على تدمير مدن بأكملها. وتشريد السكان، وتعطيل شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات. من الأمثلة الحديثة، الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في 2023، والذي تسبب بخسائر اقتصادية تتجاوز 80 مليار دولار.

كما أن وجود مناطق سكنية فوق خطوط الصدع. يُعد خطرًا مضاعفًا. ومن خلال دراسة أقوى 10 زلازل في العالم، نجد أن تأثير هذه الكوارث يتعدى الخسائر البشرية ليصل إلى انهيار بورصات، وتعطيل موانئ، وتراجع السياحة، ما يجعل الزلزال كارثة شاملة متعددة الأبعاد.

لهذا، فإن تحديد أكثر الدول تعرضًا للزلازل لا يكون فقط لغرض المعرفة الجغرافية، بل له تأثير مباشر على خطط التنمية الاقتصادية طويلة المدى في تلك الدول.

تعرف أيضًا على: كيف تتكون البراكين وأسباب ثورانها؟

ما هي أخطر الزلازل التي حدثت في القرن العشرين؟

فيما يلي قائمة بأخطر الزلازل التي هزت العالم خلال القرن العشرين:

• زلزال تشيلي (1960) – بقوة 9.5 درجات، أقوى زلزال مُسجل في التاريخ.
• زلزال ألاسكا (1964) – بقوة 9.2 درجات، تسبب في موجات تسونامي هائلة.
• زلزال سومطرة (2004)– بقوة 9.1 درجات، أدى إلى وفاة أكثر من 230 ألف شخص.
• زلزال الصين (1976) – بقوة 7.5 درجات، أودى بحياة حوالي 240 ألف شخص.
• زلزال إيران (1990) – بقوة 7.4 درجات، أودى بحياة 40 ألفًا.
• زلزال اليابان (1995) – بقوة 6.9 درجات، ضرب مدينة كوبي وخلف آلاف القتلى.

كل هذه الزلازل ساهمت في جعل دول مثل اليابان وإندونيسيا وتشيلي تتصدر قائمة أكثر الدول تعرضًا للزلازل على مدار التاريخ الحديث.

تعرف أيضًا على: الوسائل العلمية للتنبؤ بثوران البراكين

هل هناك صلة بين البراكين والزلازل؟

نعم، هناك صلة وثيقة بين الزلازل والبراكين، حيث تحدث كلا الظاهرتين نتيجة لحركة الصفائح التكتونية. وعادة ما تسبق الانفجارات البركانية زلازل خفيفة إلى متوسطة، تعرف باسم الزلازل البركانية، وهي ناتجة عن حركة الماغما داخل القشرة الأرضية.

توجد العديد من المناطق حول العالم التي يجتمع فيها النشاط الزلزالي والبراكين. خاصة في حلقة النار، ما يجعلها من أخطر المناطق جغرافيًا على الإطلاق. لذلك، فإن الدول الواقعة في تلك المنطقة غالبًا ما تُصنف ضمن أكثر الدول تعرضًا للزلازل والبراكين معًا.

تعرف أيضًا على: تأثير الثورات البركانية على المناخ العالمي

في الختام، تظهر أكثر الدول تعرضًا للزلازل حقيقة جيولوجية معقدة تتطلب فهما عميقا ودائما لطبيعة الأرض. إن موقع هذه الدول على خطوط الصدع النشطة يجعلها في مواجهة مستمرة مع قوى الطبيعة. مما يستدعي تطوير بنى تحتية مرنة، وأنظمة إنذار مبكر فعالة، ووعي مجتمعي عال. يبقى الاستعداد والتكيف هما المفتاح لتقليل الخسائر البشرية والمادية في هذه المناطق المعرضة دائما لخطر اهتزازات الأرض.

• Times life Why These 10 Countries Face the Highest Earthquake Risk? ( بتصرف )
• Prevention web Nobody can predict earthquakes, but we can forecast them. Here’s how ( بتصرف )

مشاركة المقال

وسوم