أكل الطفل وقت التسنين وما يجب تجنبه

أكل الطفل وقت التسنين يمثل تحدي حقيقي لكل أم وأب، فتلك المرحلة التي ينتظرها الأهل بفارغ الصبر. تتحول فجأة إلى مصدر قلق وإرهاق. فبمجرد أن يبدأ الطفل في الشعور بآلام اللثة. يتغير مزاجه وتتأثر شهيته بشكل كبير و يصبح الطعام الذي كان يأكله بسعادة مرفوض بشكل قاطع. و تبدأ الأسئلة في الظهور: هل يجب أن أجبره على الأكل؟ وما هي الأطعمة التي تريحه وتخفف من ألمه؟ ففي هذا المقال سنغوص في أعماق هذه المشكلة ونقدم حلول واقعية ومريحة تساعدك على تخطي هذه المرحلة بنجاح ،مع التركيز على الأطعمة التي تخفف الألم وتغذي الطفل في نفس الوقت لنضمن أن يظل نموه طبيعي وسليم.
ما هو الطعام المناسب أثناء فترة التسنين؟

عندما يبدأ الطفل في التسنين يصبح اختياره للطعام أمر حساس للغاية فلثته الملتهبة تجعل مضغ الأطعمة الصلبة مؤلم مما يدفعه لرفض الأكل. لذا فإن الهدف الأساسي هو تقديم أطعمة باردة وناعمة الملمس تعمل على تبريد وتخدير اللثة، وتخفيف الألم.
فالأطعمة المهروسة هي اختيار ممتاز. مثل هريس الموز أو الأفوكادو أو البطاطا الحلوة فهذه الأطعمة غنية بالعناصر الغذائية وسهلة البلع، مما يقلل من أي إزعاج.
كما أن الزبادي الطبيعي الكامل الدسم هو اختيار رائع؛ فهو بارد ومغذي ويحتوي على الكالسيوم الضروري لنمو العظام والأسنان و لا تنسي أن الأطعمة المهروسة. لا يجب أن تكون حلوة المذاق فقط.بل يمكن تقديم هريس الخضروات مثل الجزر أو الكوسة بعد تبريدها.
أطعمة يجب تجنبها
من المهم جدا تجنب الأطعمة الصلبة والمقرمشة التي قد تزيد من ألم اللثة أو تسبب الاختناق. فالبسكويت الصلب أو قطع الخضروات النيئة قد تكون مغرية للطفل للعض عليها. لكنها غالبا ما تسبب الألم بشكل اكبر.
فبدلا من ذلك يمكنك تقديم أطعمة باردة يمكن للطفل العض عليها بأمان مثل حلقة التسنين المبردة أو قطعة قماش نظيفة ومبللة بالماء البارد. فهذه الأشياء تعطي إحساس بالضغط والبرودة الذي يساعد على تخدير اللثة وتخفيف شعور الحكة.
فإن أكل الطفل وقت التسنين يجب أن يكون مريح له قدر الإمكان و يجب أن نتجنب إجباره على تناول الطعام. بل نقدم له خيارات مغذية وسهلة التناول.
نماذج أخرى للأطعمة المناسبة للطفل
كذلك يمكن أن يكون عصير الفاكهة الطازج مناسب جدا ولكن بكميات قليلة ويجب أن يكون طبيعي، ومخفف بالماء لتجنب زيادة السكريات.
كما يمكن تقديم حساء الخضروات الدافئ أو المبرد فهو يوفر التغذية الضرورية والسوائل التي قد يكون الطفل في حاجة إليها وفي كل الأحوال يجب ملاحظة رد فعل الطفل تجاه كل نوع من الطعام. فكل طفل يختلف عن الآخر في استجابته، فإن تقديم أكل الطفل وقت التسنين بحكمة وصبر هو مفتاح الحفاظ على صحته وراحته.فيجب التركيز على الأطعمة التي تمنحه الراحة وتوفر له التغذية في نفس الوقت.[1]
تعرف أيضًا على: متي يقف الطفل وأهم النصائح للأمهات
هل ينقص وزن الرضيع عند التسنين؟
أكل الطفل وقت التسنين قد يكون صعب ونتيجة لذلك يتساءل الكثير من الآباء والأمهات:
هل ينقص وزن الرضيع عند التسنين؟
الإجابة المختصرة هي نعم من الطبيعي أن يلاحظ الأهل انخفاض أو تباطؤا في زيادة وزن الرضيع.خلال هذه الفترة، و السبب الرئيسي لذلك هو الألم وعدم الراحة الذي يشعر به الطفل في لثته مما يجعله يرفض الطعام أو يقلل من كمياته المعتادة.
فهذا الانخفاض في الوزن غالبا ما يكون مؤقت ولا يستدعي للقلق ما دام الطفل. لا يظهر عليه علامات الجفاف أو الخمول الشديد. فبمجرد أن يختفي الألم أو تخف حدته تعود شهية الطفل إلى طبيعتها ويبدأ في استعادة وزنه بشكل تدريجي.
ولتتأكد من أن طفلك لا يعاني من أي مشكلات صحية أخرى من المهم مراقبة العلامات الحيوية. مثل عدد الحفاضات المبللة التي تعتبر مؤشر على حصوله على كمية كافية من السوائل. فإذا كان الطفل يرفض الأكل تماماً لأكثر من يومين، أو كان كسلان جدا أو يظهر عليه علامات الجفاف مثل قلة التبول وجفاف الفم، يجب استشارة الطبيب.
ففي معظم الحالات يكون هذا النقص في الوزن مجرد مرحلة عابرة و يمكن أن يكون التركيز على فيتامينات تساعد الطفل على التسنين هو الأنسب مثل فيتامين د، والكالسيوم التي يمكن الحصول عليها. من خلال الأطعمة الغنية بها أو المكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب. فهذه الفيتامينات ضرورية لنمو الأسنان بشكل سليم.
إن تغذية الطفل في مرحلة التسنين لا تنحصر على تقديم الطعام فقط. بل تشمل أيضا تقديم الدعم العاطفي والجسدي له. فمجرد احتضانه وتدليك لثته بلطف يمكن أن يخفف من ألمه، ويجعله أكثر تقبل للطعام.
و تذكر أن هذه المرحلة صعبة على الطفل أيضا وهو يحتاج إلى صبرك وتفهمك فلا تقلق بشأن انخفاض الوزن البسيط، وركز على تقديم أطعمة مغذية ومريحة للثة وسيعود طفلك إلى وزنه الطبيعي بمجرد انتهاء هذه الفترة.[2]
تعرف أيضًا على: كيف يمكن تحقيق استحمام الطفل بطريقة فعّالة؟
كيف أجعل طفلي يأكل أثناء التسنين؟
لكي نجعل الطفل يأكل أثناء التسنين نحتاج استراتيجية ذكية وصبور فلا يمكنك الاعتماد على الإجبار، لأنه سيزيد من توتر الطفل ورفضه للطعام.فبدلا من ذلك عليك خلق بيئة هادئة ومريحة لتناول الطعام .
إليك بعض النصائح الفعالة
- تقديم الأطعمة المبردة: يمكن تبريد بعض الأطعمة مثل الزبادي هريس الفاكهة، أو حتى قطع الخيار في الثلاجة (وليس الفريزر) وتقديمها للطفل. فالبرودة تساعد على تخدير اللثة وتخفيف الألم مما يجعل الطفل أكثر استعداد للأكل.
- المرونة في الأوقات: لا تلتزم بمواعيد محددة لتناول الطعام. إذا كان الطفل يرفض ذلك فقدم له وجبات صغيرة ومتعددة على مدار اليوم، في الأوقات التي يبدو فيها هادئ ومستعد للأكل.
- التحلي بالصبر: قد يستغرق الأمر عدة محاولات لإقناع الطفل بتناول الطعام فلا تيأس إذا رفض في المرة الأولى فحاول مرة أخرى بعد ساعة أو ساعتين.
- تقديم السوائل: إذا كان الطفل يرفض الأطعمة الصلبة تمام يمكنك التركيز على السوائل المغذية مثل حليب الأم أو الحليب الصناعي أو حتى الماء. فهذه السوائل تضمن حصوله على الترطيب اللازم وبعض العناصر الغذائية الأساسية.
- استخدام الأدوات الصحيحة: استخدم ملاعق بلاستيكية ناعمة أو سيليكون وتجنب الملاعق المعدنية الباردة التي قد تزيد من ألم لثة الطفل.
بالإضافة إلى ذلك يمكن استخدام مسكنات الألم الموضعية أو الأدوية التي يصفها الطبيب لتخفيف الألم. قبل وقت الوجبات، ولكن لا تستخدمها بدون استشارة طبية.
فإن أفضل مسكن لآلام التسنين عند الأطفال هو الذي يصفه الطبيب بناء على حالة الطفل وعمره. وتذكر أن أكل الطفل وقت التسنين يعتمد بشكل كبير على راحته النفسية والجسدية. فإذا كان مرتاح سيكون متقبل للطعام.
تعرف أيضًا على: متى يبدأ الطفل في الزحف والمشي؟ مراحل الحركة
ما الذي يساعد الطفل على التسنين؟
عندما نتحدث عن ما يساعد الطفل على التسنين فإننا لا نتحدث عن الطعام فقط.بل عن مجموعة من العوامل التي تخفف من الألم وتجعل العملية أكثر سلاسة. فإن أكل الطفل وقت التسنين هو جزء من الحل
لكن هناك جوانب أخرى لا تقل أهمية
أولًا : اللعب المخصص للتسنين فهناك الكثير من الألعاب المصممة مخصوص لهذه المرحلة والتي يمكن وضعها في الثلاجة لتقدم برودة مريحة للثة. كما يجب أن تكون هذه الألعاب مصنوعة من مواد آمنة وخالية من البيسفينول-أ.
ثانيًا: التدليك اللطيف للثة فيمكن للأم أو الأب أن يغسل يديه جيدا ثم يستخدم طرف إصبعه لتدليك لثة الطفل بلطف، فهذا الضغط الخفيف يمكن أن يريح الطفل بشكل كبير ويخفف من شعوره بالحكة والألم.
ثالثًا: يمكن أن يكون هناك مساعدة من العلاجات الطبيعية على سبيل المثال يمكن استخدام قطعة قماش نظيفة ومبللة بالماء البارد ،و يقوم الطفل بالعض عليها مما يوفر له إحساس بالبرودة والضغط. هناك أيضا جل التسنين الذي يحتوي على مواد طبيعية لتخدير اللثة، ولكن يجب استخدامه بحذر وبعد استشارة الطبيب.
رابعًا: الأدوية المسكنة للألم فيمكن استخدام الأدوية التي تحتوي على الباراسيتامول أو الإيبوبروفين بعد استشارة الطبيب. فهي تساعد على تقليل الالتهاب والألم مما يسمح للطفل بالنوم بشكل أفضل والعودة إلى شهيته الطبيعية.
أخيرًا :لا تنسي أهمية الصبر فهذه مرحلة مؤقتة وستمر و الطفل يحتاج إلى حبك ودعمك أكثر من أي شيء آخر فإن أكل الطفل وقت التسنين قد يكون متقلب، ولكن بتقديم الدعم الجسدي والعاطفي ستكون قادر على مساعدة طفلك على تجاوز هذه المرحلة الصعبة.
تعرف أيضًا على: متى يبدأ الطفل بالأكل: خطوات يومية لرعاية أفضل
في نهاية المطاف مرحلة التسنين هي اختبار للصبر والحب لكل عائل فإن أكل الطفل وقت التسنين يحتاج مرونة وفهم عميق لحالة طفلك. فلا يجب أن يكون الهدف هو إجباره على تناول الطعام. بل توفير الراحة والتغذية اللازمة بطريقة تخفف من ألمه وتطمئن قلبه. وبتطبيق النصائح المذكورة من الأطعمة المبردة إلى التدليك اللطيف ستتمكن من تجاوز هذه المرحلة بنجاح ،وستعود شهية طفلك إلى طبيعتها بمجرد ظهور أسنانه الصغيرة الأولى.
المراجع
- nhsTips for helping your teething baby-بتصرف
- onceuponafarmorganicsTips to Win Mealtime When Your Baby is Teething-بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

العناية بأسنان الطفل منذ ظهورها الأول

كيف أتعامل مع المراهقين داخل البيت بحكمة

فعاليات عائلية تعزز الترابط والمرح

طرق تقليل وقت الشاشة للأطفال

اليوغا للتنحيف وفوائدها للجسم والعقل

صلة الرحم وأثرها على استقرار الأسرة

هدايا عائلية بأفكار اقتصادية مبتكرة

أنشطة روحانية للأسرة في مكة المكرمة

أطعمة غنية بالفيتامينات لتعزيز المناعة

عمرة مع الأطفال ونصائح لتجربة ميسرة

أهمية الثقة في الحياة الزوجية

تسنين الأطفال وأهم النصائح لتخفيف الألم

أسرع طرق رجيم سريع للتخسيس الآمن

تربية الأبناء على تحمل المسؤولية
