أم عمارة: فارسة أحد التي واجهت السيوف بثبات

09 أغسطس 2025
عدد المشاهدات : 47
منذ ساعتين
أم عمارة
ما هي قصة أم عمارة؟
لماذا لقبت نسيبة بأم عمارة؟
ما اسم الصحابية أم العمارة؟
أبرز صفات أم عمارة :
ماذا قال الرسول عن نسيبة؟

حين تذكر الشجاعة في الإسلام، ترفع الرايات على اسم “أم عمارة“. لم تكن أم عمارة مجرد امرأة عادية في تاريخ الإسلام، بل كانت نموذجًا نادرًا لفارسة قاتلت في الصفوف الأمامية، وواجهت السيوف بثبات وعزم. عرفت أم عمارة في معركة أحد بدفاعها البطولي عن النبي ﷺ، وكان لها موقف لا ينسى على مرّ العصور. هذه الصحابية الجليلة كانت أكثر من مجرد مقاتلة، فقد كانت مثالًا للصبر والإيمان والإقدام. .

ما هي قصة أم عمارة؟

أم عمارة

قصة أم عمارة هي حكاية بطلة استثنائية في تاريخ الإسلام، اسمها نسيبة بنت كعب المازنية، وكنيتها “أم عمارة”. ولدت في المدينة المنورة، وأسلمت في بدايات الدعوة، وانضمت إلى بيعة العقبة مع أوائل الأنصار. كان لثباتها في الإسلام أثر بالغ، لكنها بلغت ذروة المجد في قصة أم عمارة في غزوة أحد، حيث خرجت مع من خرجوا لسقاية الجرحى، لكنها سرعان ما أمسكت سيفًا وترسًا عندما رأت المشركين يحاولون قتل النبي ﷺ، فدافعت عنه بكل بسالة.

في لحظة فارقة، كانت أم عمارة تقف أمام النبي ﷺ، والسيوف تتساقط من حولها، والدماء تنزف من جسدها. لكنها صمدت، وصدّت العدو، وقاتلت ببسالة قلّ نظيرها. لم تعرف فقط بشجاعتها، بل بعقيدتها الصلبة التي دفعتها للتضحية بحياتها من أجل رسول الله ﷺ. وعندما سئل النبي ﷺ عنها قال: «ما التفت يميني ولا شمالي إلا وأنا أراها تقاتل دوني»، في إشارة واضحة إلى عظَمة موقفها.

تكررت قصة نسيبة أم عمارة في مواقف أخرى، فقد شاركت في عدد من الغزوات مثل خيبر واليمامة، واستمرت في مسيرتها الجهادية رغم فقدان أحد أبنائها وإصابة الآخر. وقد أجمع المؤرخون في كتبهم، مثل سير أعلام النبلاء، على أن أم عمارة كانت إحدى نساء الصحابة اللواتي سطّرن ملحمة بطولية خالدة.

تعرف أيضًا على: الإمام البخاري: أمير المحدثين وصاحب “الجامع الصحيح”

لماذا لقبت نسيبة بأم عمارة؟

أم عمارة

سميت نسيبة بنت كعب بلقب أم عمارة، نسبة إلى ابنها “عمارة”، وهو أسلوب شائع في الثقافة العربية حين تكنى المرأة باسم أكبر أبنائها. لكن هذا اللقب لم يَعُد مجرّد كنية عائلية، بل أصبح علامة على المجد والتاريخ. حين نقول “أم عمارة”، فإننا لا نشير فقط إلى أمٍ لأحد الصحابة، بل إلى امرأة خاضت الحروب، ووقفت أمام الموت، واحتسبت جراحها في سبيل الله.

وفي كتب السيرة النبوية وسير أعلام النبلاء، يشار إلى أن هذا اللقب ارتبط بالشجاعة أكثر من النسب، فقد كانت أم عمارة من النساء القلائل اللواتي خلدن في ذاكرة الأمة الإسلامية لما قدمته من بطولات. كما يتردد سؤال شائع: لماذا سميت أم عمارة بهذا الاسم؟ والإجابة تتجاوز المعنى الحرفي لتدل على مكانة روحية عظيمة اكتسبتها من مواقفها البطولية في المعارك، لا سيما في غزوة أحد، حيث كانت أيقونة للثبات والتضحية.

الرسول ﷺ أثنى على هذه الكنية وأشاد بمكانتها، وهذا ما ورد في بعض الأحاديث الصحيحة، منها ما رواه عبد الله بن زيد (ابنها): «دخل النبي ﷺ علينا، فقال: بارك الله عليكم من أهل بيت، رحمكم الله أهل بيت، رحمكم الله».

تعرف أيضًا على:أهم الشخصيات التاريخية المصرية

ما اسم الصحابية أم العمارة؟

أم عمارة

اسم الصحابية أم عمارة هو “نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف”. وهي من قبيلة بني مازن بن النجار، إحدى القبائل الأنصارية العريقة في المدينة المنورة. عرفت هذه المرأة منذ شبابها بالإيمان الصادق والبأس الشديد. وكانت من أولى النساء اللواتي أسلمن في المدينة. زوّجت من زيد بن عاصم المازني، وبه عرفت عائلتها. وكانت أمًا لاثنين من الشهداء: عبد الله وعمارة، وكان الاثنان من المشاركين في المعارك إلى جانبها.

في كتب التراجم والحديث مثل سير أعلام النبلاء و”الطبقات الكبرى” لابن سعد. ورد ذكر أم عمارة مرات عديدة، وخاصة في الحديث عن الصحابيات المجاهدات. وكانت تعرف في كتب السيرة بلقب “المجاهدة الصابرة”. لأن شجاعتها لم تكن لحظة، بل مسارًا طويلًا من الجهاد والثبات.

وتظل إجابة سؤال “من هو زوج أم عمارة؟” مهمة لفهم بيئتها الأسرية. فقد تزوجت من زيد بن عاصم. وكان هو الآخر من الصحابة الذين دعموا الدعوة النبوية، وشجّع زوجته على المشاركة في الغزوات. وبذلك نشأت أسرة كاملة في ميدان الجهاد والدعوة.

تعرف أيضًا على:أهم الشخصيات التاريخية الإسلامية

أبرز صفات أم عمارة :

أم عمارة

تميزت أم عمارة بعدة صفات جعلتها من ألمع النساء في التاريخ الإسلامي. ومن هذه الصفات:

  1. الشجاعة النادرة: حيث وقفت في وجه عشرات من فرسان قريش أثناء قصة أم عمارة في غزوة أحد.
  2. الثبات العقائدي: لم تتزعزع أمام القتال أو أمام فقدان أحد أبنائها.
  3. الإخلاص: لم يكن قتالها طمعًا في مجد دنيوي، بل حبًا في الدين والرسول ﷺ.
  4. التضحية: ضحّت بيدها، بجسدها، وبأبنائها في سبيل الإسلام.
  5. الصبر: عانت جراحًا كثيرة في جسدها، ومع ذلك لم تتراجع.

ولمن يسأل: في أي معركة قطعت يد أم عمارة؟ فالجواب أنها قطعت في معركة اليمامة. حين كانت تقاتل المرتدين، وأصيب أحد أبنائها إصابة بالغة أيضًا. لكنّها لم تبكِ ولم تنكسر، بل قالت: “الحمد لله الذي أكرمنا بالشهادة أو القتال في سبيله”. [1]

تعرف أيضًا على:رواد المسرح العربي: أشهر الشخصيات ومؤسسو المسرح في مصر والعالم العربي

ماذا قال الرسول عن نسيبة؟

كان للنبي محمد ﷺ مواقف عظيمة في حق أم عمارة، بل يمكن القول إنها نالت مكانة لم تنلها كثير من الصحابيات. حين اشتدت المعركة في أحد، وقف الرسول ﷺ مذهولًا من شجاعتها، وقال عنها: «ما التفتُّ يمينًا ولا شمالًا إلا وأراها تقاتل دوني». هذه العبارة القصيرة تلخص بطولة أم عمارة وتوثق تقدير النبي لها.

وفي حديث صحيح رواه أحمد بسند حسن، قال الرسول ﷺ لأم عمارة: «من يُطيق ما تُطيقين يا أم عمارة؟»، وهو حديث يدل على مدى تفوقها في القوة والصبر والجهاد. وقد راج بين الناس سؤال: صحة حديث من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة؟ والجواب أن الحديث حسن كما صححه بعض العلماء مثل الحافظ ابن حجر.

واللافت أن الرسول ﷺ دعا لها ولأولادها، وذكرهم بخير في أكثر من مناسبة. كان يرى فيها نموذجًا للمرأة المؤمنة المجاهدة التي تستحق أن يضرب بها المثل. وهذا ما جعله لا ينسى تضحياتها أبدًا، بل يكرر الدعاء لها كلما رآها أو ذكرها.

وفي مجلس من المجالس، قال عنها: «اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة»، وهي دعوة لا يمكن أن تقال إلا لمن بلغ منزلة عظيمة في الدين والجهاد.[2]

تعرف أيضًا على:كيف تخلق شخصيات قوية في كتاباتك القصصية؟

وفي الختام فإن الحديث عن أم عمارة لا يمكن اختصاره في صفحات، فهي مدرسة في الشجاعة والتضحية والإيمان. حين نتأملها، ندرك أن المرأة المسلمة قادرة على أن تصنع مجدًا لا يقل عن مجد الرجال، بل قد يفوقه. كان الرسول ﷺ يجلّها، والمؤرخون ينقلون سيرتها بكل فخر، وكتب العلماء تؤكد مكانتها. من المؤثر أن نعلم أنها فقدت يدها في معركة، وقدّمت أبناءها فداءً للإسلام، لكنها لم تندم، بل شكرت الله على تلك المنزلة.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة