كوكب الشرق أم كلثوم: أيقونة الفن العربي

أم كلثوم،حين يذكر الغناء العربي الأصيل، لا بد أن يذكر اسم تلك السيدة، التي استطاعت أن تربط بين الفن والمكانة، بين الصوت والهوية. لم تكن مجرد مطربة، بل كانت ظاهرة فنية، وإنسانية، صنعت من أغنياتها تاريخًا، ومن حفلاتها أحداثًا، تتوقف لها الساعات. وفي هذا المقال، سوف نقترب أكثر من حياة كوكب الشرق، نكشف بعضًا من أسرارها، ونجيب عن أسئلة طالما حيرت محبيها. مثل، كم مرة تزوجت؟ ما هو سبب وفاتها؟ كم بلغت ثروتها؟ تابع القراءة لتتعرف على الوجه الآخر من سيدة الغناء العربي.

ما هو سبب وفاة أم كلثوم؟

رحيل أم كلثوم، شكل صدمة كبيرة في العالم العربي، فقد كانت أكثر من مجرد مطربة، بل كانت رمزًا للفن والهوية والشخصية المصرية الأصيلة. توفيت كوكب الشرق في يوم 3 فبراير عام 1975، عن عمر يناهز 76 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض التهاب الكلى الحاد، والذي تدهورت حالتها الصحية بسببه في الشهور الأخيرة من حياتها. ورغم محاولات الأطباء لعلاجها داخل وخارج مصر، فإن حالتها لم تتحسن، وفارقت الحياة وسط حزن عام شمل الجماهير، والفنانين، والمثقفين على حد سواء.

الجنازة التي خرجت فيها كانت غير مسبوقة، إذ شيعها الملايين من المصريين، وامتلأت الشوارع بالحشود، وكأن الوطن نفسه يودع صوته. لم يكن سبب وفاة أم كلثوم، مجرد خبر مر في الصحف، بل لحظة تاريخية توقف عندها الزمن. وشهد فيها الشعب على حب حقيقي لفنانة لم يشبهها أحد.

رحلت أم كلثوم بالجسد، لكنها بقيت في الذاكرة والوجدان، تغني بصوتها حتى الآن، وتعلم الأجيال أن الفن الأصيل لا يموت أبدًا.[1]

تعرف أيضاً على : تأثير الموسيقى العربية على المجتمعات العربية

هل أم كلثوم عمياء؟

على الرغم من أنتشار بعض الصور القديمة، أو طريقة جلوسها الهادئة أثناء الغناء التى قد توحى للبعض خطأ بذلك، فإن الحقيقة المؤكدة هى أن أم كلثوم لم تكن عمياء. بل كانت تتمتع ببصر طبيعي طوال حياتها، وكانت تقرأ القصائد، وتتابع الألحان، وتدقق في التفاصيل الفنية بنفسها، وهو ما يثبت إدراكها الكامل بكل ما يحيط بها.

السبب وراء هذه الشائعة ربما يرجع إلى التزامها بالنظارة الشمسية في معظم ظهورها العلني، خاصة في المراحل المتأخرة من عمرها، وذلك بسبب إصابتها بمرض في الغدة الدمعية جعل عينيها حساستين جدًا للضوء، لكنها لم تفقد البصر إطلاقًا.

وبالحديث عن جوانب من حياتها، يجدر بنا الإشارة إلى أن اسم أم كلثوم الحقيقي كان “فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي”. ولدت في قرية طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية في مصر عام 1898، ونشأت في بيئة بسيطة، لكنها حملت في صوتها قوة نادرة، مكنتها من اختراق الحواجز الاجتماعية والوصول إلى قلوب الملايين.

وفي مسيرتها الفنية، لم تكن تعتمد على البصر بقدر ما اعتمدت على البصيرة الموسيقية والذوق الراقي، حيث اختارت كل كلمة غنتها بعناية، وكل لحن رددته بعد تفكير عميق.

بالتالي، فإن القول بأن أم كلثوم كانت عمياء هو محض خطأ، فالحقيقة أن وعيها وبصيرتها الفنية هما ما جعل منها أسطورة لا تنسى.[2]

تعرف أيضاً على : أنواع الموسيقى العربية: أشهر الألوان الموسيقية وتراثها الفني وعناصرها الأساسية

كم بلغت ثروة أم كلثوم؟

تعد أم كلثوم، من أكثر الفنانات تأثيرًا ونفوذًا في تاريخ الفن العربي، ليس فقط بصوتها، ولكن أيضًا بمكانتها الاجتماعية والسياسية والثقافية. ومع هذا الحضور الهائل، كان من الطبيعي أن تتراكم لديها ثروة كبيرة بمرور الزمن، خاصة وأنها كانت تحيي حفلات جماهيرية ضخمة، وتبيع ملايين الأسطوانات، وتبث أعمالها في جميع أرجاء الوطن العربي.

رغم أنه لا توجد أرقام رسمية دقيقة منشورة عن ثروتها، فإن تقديرات الصحافة في السبعينيات، تشير إلى أن ثروة أم كلثوم، بلغت ملايين الجنيهات آنذاك. وهو مبلغ ضخم في زمنه، وقد امتلكت عدة عقارات في القاهرة، إلى جانب حسابات بنكية ضخمة، ومقتنيات ثمينة.

لكنها لم تكن فنانة تعيش حياة الترف الفارغ، بل كانت معروفة بالبساطة والزهد والكرم، وكانت تبرع بجزء كبير من دخلها في الأعمال الخيرية، خصوصًا خلال فترات الحروب والأزمات في مصر. ومن الناحية الفنية، فقد أثرت الساحة الغنائية بعدد هائل من البومات ام كلثوم التي لا تزال تذاع حتى اليوم.

تعرف أيضاً على : أشهر أغاني الحب المستوحاة من جمال العيون

فإن إرثها الفني لا يزال حيًا. ومن بين أعمالها الغنائية الخالدة، نجد قائمة طويلة من أشهر أغاني أم كلثوم ومنها:

• إنت عمري

• الأطلال

• فكروني

• سيرة الحب

ثروة أم كلثوم الحقيقية، رغم كل ما سبق، لا تقاس بالمال فقط، بل في الإرث الفني والثقافي الذي تركته. هي ثروة معنوية عابرة للأزمنة، تغني وتلهم وتمنح الذائقة العربية قيمة لا تقدر بثمن.

تعرف أيضاً على : أنواع الموسيقى الكلاسيكية

كم عدد المرات التي تزوجت فيها أم كلثوم؟

• كانت أم كلثوم

على الرغم من شهرتها الواسعة واهتمام الإعلام بحياتها، حريصة على إبقاء حياتها الشخصية بعيدة عن الأضواء قدر الإمكان. لكن المعروف والمؤكد تاريخيًا أنها تزوجت مرة واحدة فقط في حياتها، وكان ذلك من الدكتور حسن الحفناوي، وهو طبيبها الخاص، وقد تم الزواج في هدوء عام 1954. هذا الزواج أثار الكثير من الجدل في ذلك الوقت، خاصةً وأنه جاء بعد شائعات كثيرة ارتبطت باسمها.

• وعن سؤال كم مرة تزوجت أم كلثوم؟

فالإجابة هي: مرة واحدة فقط، ولم يكن لها أي زيجات أخرى، سواء قبل هذا الزواج أو بعده. وقد استمر زواجها حتى وفاتها. وكان الحفناوي، رفيقها في أصعب مراحل مرضها. لم تكن هذه الزيجة مجرد ارتباط عابر، بل كانت شراكة حقيقية مبنية على الاحترام والثقة المتبادلة.

• أما عن من هو زوج أم كلثوم؟ فهو الدكتور حسن الحفناوي، طبيب أمراض الباطنة، وكان يحظى باحترام كبير، ولم يسع يومًا للشهرة، رغم ارتباطه بأشهر مطربة في الوطن العربي. وكان دائمًا حريصًا على خصوصية حياتهما، وقد حافظ على ذلك حتى بعد وفاتها. لقد كان سندًا حقيقيًا لها، بعيدًا عن أضواء الشهرة والزيف. وربما كان هذا هو السبب الرئيسي في نجاح هذا الزواج واستمراره.

• زواج أم كلثوم جاء متأخرًا بعض الشيء، لكنها كانت ترى فيه استقرارًا إنسانيًا أكثر من كونه حدثًا اجتماعيًا. حياتها كانت ممتلئة بالفن، ولهذا فضلت أن تبقى مركزة على مسيرتها حتى آخر لحظة. لكن هذا الزواج منحها الدعم النفسي الذي كانت تحتاجه، مما ساعدها على الاستمرار في عطائها الفني الاستثنائي حتى آخر أيامها.

تعرف أيضاً على : تعريف الموسيقى: المفهوم العام، المعنى الثقافي، والموسيقى العربية

ختامًا، تظل أم كلثوم واحدة من أبرز الشخصيات في تاريخ الغناء العربي. عرفنا في هذا المقال تفاصيل عن حياتها الشخصية، وزواجها، وثروتها، وأسباب وفاتها، وكلها جوانب تكمل الصورة الحقيقية لفنانة عظيمة ما زال صوتها حيًا في قلوب الناس.

فعلى الرغم من مرور السنين، مازالت أغانيها تسمع وكأنها وليدة الأمس، هذا دليل على أن الفن الحقيقي لا يموت أبدًا. صوتها يتردد عبر الأجيال، حاملًا معه إحساسًا وشجنًا لا يزولان، لتظل أيقونة خالدة في وجدان كل محبي الطرب الأصيل

• mediumUmm Kulthum-بتصرف
• britannicaUmm Kulthum | Biography, Songs, & Facts-بتصرف

مشاركة المقال

وسوم