أنشطة مونتيسوري للأطفال في المنزل

إن أنشطة مونتيسوري للأطفال أصبحت من أكثر الأساليب التعليمية التي لاقت اهتمامًا عالميًا في السنوات الأخيرة. إذ تقوم على تنمية قدرات الطفل بشكل متوازن من خلال اللعب الهادف والتجربة المباشرة. هذا النظام يركز على جعل الطفل محور العملية التعليمية. حيث ينمو فضوله الطبيعي ويستكشف محيطه بحرية ضمن حدود تربوية مدروسة. وقد أثبتت الدراسات أن تطبيق هذه الأنشطة في المراحل المبكرة من العمر يساهم في تعزيز الاستقلالية.
ما هي أفضل انشطة مونتيسوري للأطفال في عمر السنة؟

عند بلوغ الطفل عامه الأول. تبدأ مرحلة مهمة من النمو الحركي والمعرفي. وهنا تبرز أهمية أنشطة مونتيسوري للأطفال في هذا العمر. فالأنشطة المناسبة لهذه المرحلة تساعد الطفل على تطوير مهارات الإمساك. المشي المتدرج. وتنمية الحواس الأساسية. من أبرز هذه الأنشطة تقديم أدوات بسيطة وآمنة يمسك بها الطفل بيديه. مثل الكرات القماشية أو المكعبات الخشبية الكبيرة. كما أن الأنشطة المرتبطة باللمس. كاستخدام مواد مختلفة الملمس كالقطن أو الخشب أو البلاستيك. تعزز وعيه الحسي. وفي هذه المرحلة يكون الطفل في حاجة ماسة إلى أنشطة تشجعه على الاستقلالية. مثل محاولة الشرب من الكوب أو إدخال المكعبات في فتحات مخصصة. هذه الخطوات الصغيرة قد تبدو بسيطة لكنها تشكل أساسًا قويًا لبناء الثقة بالنفس والتعلم التدريجي.[1]
تعرف أيضًا على: نمو الطفل الطبيعي ومراحله المختلفة
ماذا يفعل الأطفال في مونتيسوري؟
إن ما يميز أنشطة مونتيسوري للأطفال هو أنها لا تعتمد على التلقين المباشر بل على التفاعل والمشاركة الفعلية. في بيئة مونتيسوري. يقوم الأطفال بالانخراط في أنشطة عملية تجعلهم يتعلمون من خلال التجربة. فهم قد يفرزون الأشكال حسب اللون أو الحجم. أو يقومون بتكرار أنشطة الحياة اليومية مثل سكب الماء من إناء إلى آخر. كما أن الأطفال يتعلمون العناية بالذات مثل ارتداء الملابس أو غسل الأيدي. واللافت أن هذه الأنشطة لا تقتصر على الجانب التعليمي فقط. بل تساعد أيضًا في تقوية العضلات الدقيقة وتوسيع مدارك الطفل الاجتماعية. لأنه يعمل أحيانًا بشكل فردي وأحيانًا أخرى ضمن مجموعة. وهكذا يتشكل وعي مبكر بالمسؤولية والقدرة على اتخاذ القرار.
تعرف أيضًا على: التعامل مع الطفل كثير الحركة
ما هي اسماء انشطة مونتيسوري؟
إن الحديث عن أنشطة مونتيسوري للأطفال يقودنا إلى ذكر مجموعة من الأسماء التي اشتهرت عالميًا في تطبيق هذا المنهج. فمن الأنشطة الحسية نجد نشاط “صندوق الأشكال” الذي يتيح للطفل مطابقة القطع مع الفتحات الصحيحة. ونشاط “لوحة الأزرار” الذي يساعد على تنمية مهارة فتح وإغلاق الأزرار. أما في مجال الأنشطة الحركية. فهناك “المشي على الخط” الذي يطور التوازن. و”المكعبات الوردية” التي تعنى بتنمية التمييز البصري للأحجام. كما نجد أنشطة مرتبطة بالرياضيات مثل “المعداد الخشبي”. وأنشطة لغوية مثل “بطاقات الصور والكلمات”. كل هذه الأنشطة لها هدف محدد. لكنها في النهاية تشترك في جعل التعلم تجربة ممتعة وواقعية. حيث يبقى الطفل هو القائد الأساسي لرحلته التعليمية.
تعرف أيضًا على: الرضاعة الصناعية ومتى يحتاجها الطفل
ما هي ألعاب المنتسوري؟
عندما نتحدث عن أنشطة مونتيسوري للأطفال فإن الألعاب تأتي في مقدمة الوسائل التي يعتمد عليها هذا النهج. فالألعاب المنتسوري تختلف عن الألعاب التقليدية لأنها ليست مجرد وسيلة للتسلية. بل وسيلة تعليمية في المقام الأول. من أمثلة هذه الألعاب: المكعبات الخشبية بأحجام مختلفة. ألعاب الفرز والتصنيف. والألعاب التي تعتمد على الفك والتركيب. كما توجد ألعاب موسيقية بسيطة كالأجراس والطبول الصغيرة التي تنمي الحس السمعي والإيقاعي. وتتميز ألعاب المنتسوري بأنها مصنوعة غالبًا من مواد طبيعية كالخشب والقماش. مما يعزز تواصل الطفل مع الطبيعة ويبعده عن الإفراط في استخدام المواد البلاستيكية. الهدف من هذه الألعاب هو تشجيع الطفل على الاكتشاف. تقوية حواسه. وتعليمه الصبر والتركيز بطريقة ممتعة وبعيدة عن الضغط.
أنشطة منتسوري لعمر ٤ – ٦ سنوات
في هذه المرحلة العمرية. تصبح أنشطة مونتيسوري للأطفال أكثر عمقًا وثراءً. حيث يبدأ الطفل في إظهار فضول معرفي أوسع وقدرة أكبر على التركيز. من الأنشطة المفيدة في هذا العمر أنشطة العد والرياضيات البسيطة باستخدام الخرز أو العصيان الخشبية. حيث تساعده على فهم الأرقام والجمع والطرح بشكل عملي. كذلك تقدَّم لهم أنشطة مرتبطة بالقراءة والكتابة. مثل مطابقة الحروف مع الصور أو تتبع الكلمات المكتوبة باللمس. كما يمكن أن نضيف أنشطة مرتبطة بالحياة العملية مثل تنظيف طاولة صغيرة أو ترتيب الألعاب في أماكنها. ويلاحظ أن الأطفال في هذا العمر يميلون إلى التعاون والعمل الجماعي. لذا فإن الأنشطة التي تتطلب العمل مع زملائهم تعتبر وسيلة رائعة لتقوية الجانب الاجتماعي وتعزيز الثقة المتبادلة.
أنشطة منتسوري لعمر ٣ سنوات
عندما يصل الطفل إلى سن الثالثة. تبدأ ملامح شخصيته في التبلور بشكل أوضح. وتصبح أنشطة مونتيسوري للأطفال في هذه المرحلة محورية جدًا لدعم نموه المتوازن. في هذا العمر. يكتسب الطفل قدرة أكبر على الاستقلالية. ويظهر فضولًا متزايدًا لفهم الأشياء من حوله. لذلك ينصح بتقديم أنشطة عملية مرتبطة بحياته اليومية مثل غسل يديه بنفسه. محاولة ارتداء ملابسه. أو حتى المساعدة في ترتيب المائدة. هذه الأعمال الصغيرة تمنحه إحساسًا بالمسؤولية وتشجعه على الاعتماد على ذاته.
كما تلعب الأنشطة الحسية دورًا كبيرًا في عمر الثلاث سنوات. مثل تصنيف الأشياء وفقًا للألوان أو الأحجام. والتمييز بين الروائح المختلفة. أو لمس مواد متنوعة كالخشب. القطن. والرمل. هذه الأنشطة تساهم في صقل حواسه الأساسية وتجعله أكثر وعيًا بالبيئة المحيطة به.
إضافة إلى ذلك. يمكن إدخال أنشطة معرفية مثل الألغاز البسيطة التي تنمي التفكير المنطقي. والبطاقات المصورة التي تساعده على توسيع حصيلته اللغوية. أيضًا لا يمكن إغفال الجانب الفني. حيث يستحسن تقديم أدوات آمنة للرسم والتلوين أو الطين الصناعي. فهذه الأنشطة تفتح له المجال للتعبير عن مشاعره وأفكاره.
الجميل في الأمر أن أنشطة منتسوري في هذا العمر لا تحتاج إلى تجهيزات معقدة. بل يكفي أن يشارك الأهل أطفالهم بعض الأنشطة البسيطة بحب وصبر. ليكتسب الطفل الثقة ويشعر بأهمية ما يفعله. الأمر الذي يعزز نموه العقلي والاجتماعي على حد سواء.
تعرف أيضًا على: الطفح الجلدي عند الأطفال وأسبابه
أنشطة للأطفال عمر سنة ونصف
في عمر السنة والنصف. يكون الطفل في بداية مرحلة الاكتشاف الحقيقي للعالم. وتأتي أنشطة مونتيسوري للأطفال هنا كوسيلة مثالية لدعمه في خطواته الأولى نحو الاستقلالية. في هذه المرحلة لا يزال الطفل صغيرًا جدًا على القيام بأنشطة معقدة. لكنه قادر على التفاعل مع أنشطة بسيطة تحفزه على استخدام حواسه وحركته.
من أبرز الأنشطة المفيدة في هذا العمر
- محاولة إطعام النفس
السماح للطفل باستخدام ملعقة صغيرة أو كوب آمن لتجربة الأكل بنفسه، حتى وإن كان الأمر في البداية فوضويًا، فهو يعزز استقلاليته. - ألعاب التكديس
تقديم ألعاب مثل الأكواب البلاستيكية المتداخلة أو الحلقات الملونة، لتنمية التنسيق الحركي والدقة لدى الطفل. - الألعاب الصوتية
منح الطفل ألعابًا تصدر أصواتًا عند الضغط أو الهز، مما يعزز إدراكه السمعي ويزيد من فضوله للاستكشاف. - المهام البسيطة
إشراك الطفل في مهام صغيرة مثل حمل منشفة خفيفة أو نقل لعبة، لتنمية إحساسه بالمسؤولية والمشاركة.
تعد الأنشطة الحسية من أهم ما يمكن تقديمه في هذا العمر. مثل الكتب المصنوعة من القماش أو الألعاب التي تحتوي على خامات مختلفة. لأنها توسع دائرة إدراكه. كذلك يمكن تعليمه أسماء الأشياء البسيطة من خلال الإشارة إليها وتكرارها. مثل: “هذه كرة”. “هذا كرسي”. وهو ما ينمي لغته تدريجيًا.
الطفل في هذه المرحلة لا يحتاج إلى النجاح الكامل في كل نشاط. بل يحتاج إلى حرية المحاولة. لذلك. يجب أن تكون بيئته آمنة ومشجعة. تسمح له بالخطأ والتجربة دون خوف. وهنا يبرز جوهر فلسفة منتسوري التي تعطي الأولوية لاكتشاف الطفل بنفسه. بدلًا من فرض التعلم عليه بشكل مباشر.[2]
تعرف أيضًا على: تطور الطفل الحركي في السنة الأولى
ألعاب منتسوري لعمر سنة ونصف
عندما نتحدث عن أنشطة مونتيسوري للأطفال في عمر السنة والنصف. فإن الألعاب التعليمية تمثل البوابة الأولى التي يدخل منها الطفل إلى عالم التجربة والاكتشاف. هذه الألعاب ليست مجرد وسيلة للتسلية. بل أدوات تعليمية مصممة بعناية لتتناسب مع مستوى الطفل الحركي والذهني.
من الألعاب الشائعة التي يمكن تقديمها
- الأشكال الهندسية الخشبية: حيث يحاول الطفل إدخال المربع أو الدائرة أو المثلث في مكانه الصحيح. وهو ما يساعد على تنمية مهارة حل المشكلات والتآزر بين العين واليد.
- ألعاب الكرات المتدحرجة: وهي لوحات تحتوي على فتحات صغيرة يضع فيها الطفل الكرة لتتدحرج إلى الأسفل. فيستمتع بالمشاهدة ويبدأ في فهم مفهوم “السبب والنتيجة”.
- المكعبات الملونة: التي يمكن ترتيبها أو هدمها. مما يمنح الطفل فرصة لتجربة البناء والهدم بحرية. وهو نشاط يعزز الإبداع ويطور التنسيق بين اليدين.
- الألعاب الموسيقية: مثل الطبول الصغيرة أو الأجراس اليدوية. حيث يتعلم الطفل أن الحركة تصدر صوتًا. وهو ما يحفز حاسة السمع ويثير فضوله تجاه الإيقاعات.
هذه الألعاب البسيطة تشكل الأساس لنمو مهارات أكثر تعقيدًا في المستقبل. فهي تساعد الطفل على تطوير التوازن. تقوية عضلاته الصغيرة. وتنمية قدرته على التركيز لفترات أطول. والأهم من ذلك أنها تمنحه شعورًا بالإنجاز عندما يتمكن من إتمام النشاط. حتى لو كان بسيطًا للغاية. إن توفير مثل هذه الألعاب في بيئة آمنة وهادئة يجعل التعلم ممتعًا وسهلًا. ويضع حجر الأساس لمسيرة تعليمية تعتمد على الاستقلالية والفضول الطبيعي. وهو جوهر فلسفة مونتيسوري التي تركز على أن التعلم الحقيقي يبدأ من التجربة الذاتية للطفل.
تعرف أيضًا على: طرق تهدئة الطفل العصبي بسرعة
في الختام. يمكن القول إن أنشطة مونتيسوري للأطفال ليست مجرد وسيلة للترفيه أو تقضية الوقت. بل هي فلسفة تعليمية قائمة على احترام قدرات الطفل الطبيعية ومنحه الفرصة للتعلم وفقًا لإيقاعه الخاص. هذه الأنشطة. سواء كانت موجهة لعمر السنة أو الست سنوات. تشترك جميعها في هدف واحد هو تعزيز الاستقلالية. تنمية القدرات الحسية والحركية. وتأسيس قاعدة متينة للتعلم المستقبلي. إن تربية الطفل وفق هذا النهج تجعل منه شخصًا أكثر ثقة بنفسه وأكثر قدرة على مواجهة التحديات. ومن المهم أن يدرك الأهل أن تطبيق أنشطة مونتيسوري لا يتطلب تجهيزات باهظة. بل يكفي وعيهم بأهمية هذه الفلسفة وتقديم بيئة غنية بالحب والدعم والاحترام.
المراجع
- The Montessori notebook Montessori activities for 12 to 15 months (بتصرف)
- Pinterest Montessori 12-15 months (بتصرف)
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

توافق برج الأسد مع الأبراج النارية والهوائية

الأبراج الهوائية وصفاتها المميزة

الأبراج النارية ومميزاتها في الحب والعمل

قيلولة الطفل وفوائدها للنمو والصحة

الفرق بين علم الأبراج والفلك

أفضل تطبيقات لمتابعة نمو الطفل

الأبراج وعلاقتها بعلم النفس

الأبراج الترابية وسماتها الشخصية

أهمية الحوار الأسري بين الواقع والتطبيق

أفضل أنشطة نهاية الأسبوع للعائلات السعودية

أحدث ألوان دهانات تناسب المنازل العصرية

نصائح لتخفيف أعمال المنزل

مميزات برج السرطان وعلاقاته

تقوية مناعة الطفل بطرق طبيعية
