أهم مؤلفات وليد سيف: أعمال صنعت مجد الدراما التاريخية

الكاتب : هبه وليد
07 مارس 2025
عدد المشاهدات : 10
منذ 3 ساعات
أهم مؤلفات وليد سيف: أعمال صنعت مجد الدراما التاريخية
عناصر الموضوع
1- وليد سيف ورواية التاريخ: التخييل والتوثيق والتشويق
2- في حضرة البطل الجمعيّ
3-الدراما التاريخية
4-من الأعمال الدرامية إلى الروائية

عناصر الموضوع

1- وليد سيف ورواية التاريخ: التخييل والتوثيق والتشويق

2- في حضرة البطل الجمعيّ

3- الدراما التاريخية

4- من الأعمال الدرامية إلى الروائية

وليد سيف هو كاتب درامي وشاعر وكاتب قصص قصيرة ومؤلف مسرحي وناقد وباحث أكاديمي يحمل الجنسية الأردنية والأصل الفلسطيني. وُلد في مدينة طولكرم بالضفة الغربية عام 1948م. درس في الجامعة الأردنية حيث حصل على درجة البكالوريوس في اللغة والأدب العربيين. ثم نال شهادة الدكتوراه في اللغويات من مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن عام 1975م. بعد ذلك، عمل كمحاضر في الجامعة الأردنية لمدة ثلاث سنوات. ثم انتقل إلى مجال الكتابة الدرامية التلفزيونية، حيث شارك في إنتاج الدراما التلفزيونية السورية.

1- وليد سيف ورواية التاريخ: التخييل والتوثيق والتشويق

يتميز وليد سيف بغزارة وتنوع إنتاجه الفكري والإبداعي. حيث تتعدد إصداراته الأدبية بين الشعر والنثر. فقد أصدر ثلاثة دواوين شعرية. كان أولها “قصائد في زمن الفتح” عام 1969. حين كان لا يزال طالبًا في السنة الثالثة بالجامعة الأردنية. تلاه ديوان “وشم على ذراع خضرة” عام 1971. ثم “تغريبة بني فلسطين” عام 1979. بالإضافة إلى ذلك، صدرت له رواية “ملتقى البحرين” عن دار الأهلية عام 2019. ورواية “مواعيد قرطبة” عام 2021. التي استندت إلى مسلسله التلفزيوني “ربيع قرطبة” الذي عُرض عام 2003. وقد صدرت مؤخرًا ضمن مشروع جديد يسعى من خلاله وليد سيف إلى تحويل بعض مسلسلاته التلفزيونية إلى أعمال روائية.

بهذا الشكل، استطاع وليد سيف أن يستثمر خلفيته الأكاديمية والفكرية. بالإضافة إلى أبرز محطات حياته وتجربته الشخصية. ليخلق مساحة إبداعية واسعة تمتد من “الخاص الذاتي إلى العام الإنساني، ثم تعود بالعام إلى الذاتي”. وقد اتبع نهجًا مثيرًا في كتابة سيناريوهات أعماله الدرامية. حيث استطاع من خلاله تحفيز مشاعر المشاهدين وجعلهم يشعرون بأنهم جزء من مآزق التاريخ القديم كما لو كانت واقعًا معاصرًا. ومع ذلك، لم تكن رؤيته بعيدة عن مواجهة التحديات الفكرية والتاريخية الكبرى. إذ إن التاريخ الإنساني بطبيعته مادة معقدة ومراوغة. تتطلب أساليب مبتكرة لمعالجتها وتقديمها.[1]

2- في حضرة البطل الجمعيّ

وُلِد وليد سيف في عام 1948. ليكون شاهدًا على مخيّم اللاجئين القريب من منزله الذي نشأ فيه. حيث ترسّخت في ذاكرته منذ صغره مشاهد البؤس والمعاناة. كانت جولاته في المخيم ومغامراته في سهول المدينة وتلالها تصطدم بتلك الحدود الفاصلة بينه وبين الأرض المحتلة. مما ترك في نفسه انطباعات حزينة لن تُنسى. وبعد سنوات طويلة، عاد ليجسد تلك المشاهد في عملين تلفزيونيين: الأول هو «الدرب الطويل» الذي أخرجه صلاح أبو هنّود عام 2000. والثاني هو النسخة المطوّرة منه «التغريبة الفلسطينية» التي أخرجها المبدع الراحل حاتم علي عام 2004.

ورث وليد سيف جزءًا من إرث جدته. مما أثرى خياله بالقصص الشفوية التي لم تكن كافية -كما يقول- لتعويض ما اكتسبه من قراءات في مجالات الأدب والتاريخ والفلسفة خلال نشأته في طولكرم. ومع ذلك، ظلت تلك الحكايات والخرافات الشعبية تشع بوهج سحري يضيء خياله. وعن أولى محاولاته البسيطة في صناعة الأفلام في صغره، يقول: «عندما لم يكن بإمكاننا الذهاب إلى السينما لمشاهدة أحد الأفلام. كنا نصنع أفلامنا بأنفسنا! كنت أخرج مع بعض أصدقائي إلى سهل طولكرم. وهناك كنا نشارك في تمثيل قصة مرتجلة. نجمع فيها من المعارك ما نأمل أن نراه في أي فيلم حقيقي نشاهده».

لقد كان لروابط وليد سيف العائلية وصداقاته في أرجاء المخيم تأثير واضح في كتابة مسلسل “التغريبة الفلسطينية”. فلم تكن مشاهد المخيم لتكتمل دون العنصر الإنساني. الذي أبدع في تصويره من خلال تركيزه على حياته الشخصية. إذ أن اعتماده على تلك التفاصيل الدقيقة وملاحظته العميقة لطبائع الناس وعاداتهم في المخيم أضفى على شخصياته الدرامية بعدًا واقعيًا مؤثرًا. مما يعكس مهارة استثنائية في التخيّل والتبصّر.[2]

أهم مؤلفات وليد سيف: أعمال صنعت مجد الدراما التاريخية

3-الدراما التاريخية

في عام 1978، تم عرض فرصة على وليد سيف لدخول عالم الدراما، مما اعتبره بمثابة انعتاق له، كما وصف ذلك. كلما كانت الحياة الأكاديمية في الجامعة تضيق عليه، قام بإنجاز أول مسلسلاته التاريخية “الخنساء” تحت إخراج صلاح أبو هنود. بعد ذلك، استمر في كتابة مجموعة من الأعمال التاريخية مثل “شجرة الدر” عام 1979، و”طرفة بن العبد” عام 1982، و”بيوت في مكة” عام 1984، وغيرها. والجدير بالذكر أن وليد سيف لم يتجه إلى كتابة التاريخ من أجل تمجيد الماضي أو التباكي على أمجاده كما يعتقد البعض، بل كان يسعى لاكتشاف “المعاني الفكرية والفنية للمادة التاريخية، بهدف مخاطبة الذائقة وشحذ الوعي بالشرط الإنساني بشكل عام، وأسئلة الواقع بشكل خاص”.

تتداخل الجوانب الفكرية والفنية والتوثيقية في رواية وليد سيف للتاريخ من خلال استخدامه العنصر التخييلي. ولا يقتصر هذا على الأحداث الخارجية، مثل تفاصيل المعارك والفتوحات وما يكتنف بناء الممالك وسقوطها من أسرار، بل يمتد ليشمل عملية التخييل الاستبطاني، التي تستكشف أعماق الشخصيات ذهنيًا وتكشف عن تفاصيل حياتهم اليومية، وهواجسهم وطموحاتهم، مما يتناغم مع توثيق الأحداث التاريخية الكبرى. ومن هنا، نرى الجانب الإنساني لأبطال التاريخ الإسلامي، مثل صلاح الدين الأيوبي وعبد الرحمن الداخل والمنصور وغيرهم، وهم يتصارعون مع أنفسهم من أجل السلطة، ويواجهون الطمع وعصبية القبيلة، مما يذكّر بأن معاناة الإنسان تبقى متشابهة، بغض النظر عن الزمان والمكان.[3]

4-من الأعمال الدرامية إلى الروائية

صدرت رواية وليد سيف “مواعيد قرطبة”، لتكون أولى تجاربه الدرامية في شكل رواية. ومن المؤسف أن يتزامن صدورها مع رحيل المخرج المبدع حاتم علي، الذي نعى وليد سيف وفاته بأسلوبه الخاص في مقال نشره مؤخرًا، حيث أشار إلى أن أفضل وسيلة لتكريم المبدع هي استذكار ما تركه من آثار. ومن خلال تلك الآثار المشتركة، يؤكد وليد سيف أن علاقته مع حاتم علي كانت مبنية على التكامل والتفاهم والنزاهة في العمل، موضحًا أن “النص الضعيف لا يمكن إنقاذه حتى من قبل مخرج موهوب، بينما يمكن للإخراج الضعيف أن يقلل من قيمة نص ممتاز مهما كانت جودته. لذا، عندما يجتمع النص القوي مع الإخراج المتميز، يصل العمل إلى ذروته”.

لا شك أن براعة اللغة وقوة الحوارات وعمقها تُعتبران عنصرين جذابين في أعمال وليد سيف الدرامية، مما قد يُشغل الانتباه أحيانًا عن بعض القصور في تنفيذ مشاهد القتال وركاكتها، أو يخفف من الملل الناتج عن تكرار بعض المشاهد، خاصة تلك التي تُضاف لملء الفراغات وإطالة المشهد، مثل رقص الجواري ومبالغة بعض الأمراء في السهر وشرب الخمر. بالإضافة إلى ذلك، هناك ضعف في أداء بعض الممثلين لأدوارهم. والسؤال المطروح هنا هو: ما الذي يدفع وليد سيف إلى تحويل العمل الدرامي إلى رواية؟ وهل يدعونا ذلك إلى النظر إلى النص بعيدًا عن المؤثرات الخارجية، والاعتماد على الخيال الفردي بعيدًا عن الصورة النمطية؟

تتأثر كتابة الدراما التاريخية بعدة عوامل، ورغم تأثير الإخراج والإنتاج والتمثيل، تبقى هناك تساؤلات حول كيفية التعامل مع المادة التاريخية وسردها. عند النظر إلى رواية “مواعيد قرطبة”، نلاحظ أن صوت الراوي العليم يتصدر السرد، مستخدمًا أسلوبًا توثيقيًا مباشرًا في معظم الأحيان.

تتناول أحداث مسلسل “التغريبة الفلسطينية” تاريخ نشوء الوطنية الفلسطينية منذ عشرينيات القرن الماضي، مروراً بالثورة الفلسطينية الكبرى، وصولًا إلى الحدث الأهم الذي يشكل محور العمل الدرامي، وهو النكبة عام 1948. يستمر المسلسل في سرد قصص اللاجئين الفلسطينيين الذين يطمحون للعودة، ويعرض التناقضات التي برزت بعد النكبة، مثل الحدود التي تفصل بين الداخل والخارج، وبين المدينة والمخيم.[4]

وفي الختام, فإن هناك أعمال أخرى تشمل ربيع قرطبة، وعمر بن الخطاب، وصلاح الدين الأيوبي، وشجرة الدر، والخنساء، وعروة بن الورد، بالإضافة إلى الصعود إلى القمة، وملحمة الحب والرحيل، وطرفة بن العبد، وجبل الصوان، وبيوت في مكة.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة