أول كاميرا في العالم

أول كاميرا في العالم لم تكن رقمية ولا تحتوي على عدسات متعددة أو شاشات لمس. بل كانت اختراعًا بسيطًا غيّر طريقة تفاعل البشر مع الذكريات والتوثيق البصري. فقد بدأت الفكرة من مبدأ “الغرفة المظلمة” الذي استخدمه العلماء العرب قديمًا. حتى طوّر المخترع الفرنسي جوزيف نيسيفور نييبس أول آلة تصوير حقيقية عام 1826، وسجّل بها أول صورة في التاريخ.

متى صنعت أول كاميرا في التاريخ؟

عندما نتناول الحديث عن أول كاميرا في العالم، يستوجب علينا السفر عبر الزمن إلى حقب سابقة. حيث لم تكن الكاميرا كما نراها اليوم، بل كانت مجرد تصور بصري بدائي، يستند إلى أساس علمي بسيط.

أ- الكاميرا المظلمة

تعود جذور فكرة الكاميرا إلى ما يعرف بـ “الغرفة المظلمة” أو “الكاميرا أوبسكورا”. هذا المبدأ كان معروفًا منذ آلاف السنين، وذكره علماء إغريق وصينيون، حيث تقوم الفكرة على أن الضوء الذي يمر من خلال ثقب ضئيل في حائط غرفة مظلمة. يسقط صورة معكوسة للعالم الخارجي على الجدار المقابل، وهذا التصور البصري كان حجر الزاوية لتطوير الكاميرات اللاحقة. ولقد أضاف العالم العربي الجليل (ابن الهيثم) إسهامات عظيمة في فهم مبادئ البصريات والكاميرا المظلمة في القرن العاشر الميلادي. مما يؤهله حقًا ليكون أول من اخترع الكاميرا ابن الهيثم في تصورها البصري الأول.

ب- أول صورة فوتوغرافية دائمة

على الرغم من أن مبدأ الكاميرا المظلمة كان معروفًا لقرون. إلا أن أول صورة فوتوغرافية ثابتة لم تظهر إلا في عام 1826 أو 1827. التقط هذه الصورة العالم الفرنسي جوزيف نيسفور نيبس من نافذة منزله في لو غرا بفرنسا. استغرقت الصورة. التي سميت “منظر من النافذة في لو غرا”، حوالي ثماني ساعات لتظهر على لوح من القصدير مغطى بالبيتومين. ويمثل هذا الإنجاز تحولًا كبيرًا في تاريخ الكاميرا وبداية عصر التصوير الفوتوغرافي الحقيقي. [1]

تعرف أيضًا على: كيفية صنع محرك كهربائي بسيط من مواد متاحة

ما هي أول ماركة كاميرا في العالم؟

لم تظهر علامات تجارية للكاميرات بالمفهوم التجاري الذي نعرفه اليوم مع بداية ظهور أجهزة التصوير الأولى. بل تطورت الشركات مع انتشار التصوير الفوتوغرافي. ولكن، يمكننا تحديد الشركات التي كانت سباقة في إنتاج وتوزيع الكاميرات على نطاق واسع.

• شركة داجيريوتايب ودورها

بعد وفاة نيسفور نيبس، واصل لويس داجير العمل على تطوير عملية التصوير الفوتوغرافي. في عام 1839. قدم للعالم عملية “الداجيريوتايب”، وهي أول عملية تصوير ناجحة تجاريًا. أدت هذه العملية إلى ظهور أول أجهزة تصوير تُباع للجمهور. وكانت تُعرف غالبًا باسم “كاميرات داجيريوتايب”. على الرغم من أنها لم تكن “علامة تجارية” بالمعنى الحديث. إلا أن اسم داجير ارتبط ارتباطًا وثيقًا بأولى الكاميرات المتاحة تجاريًا، كان هذا بمثابة انطلاقة لأول كاميرا في العالم متاحة للجمهور. وبداية حقيقية لتاريخ الكاميرا التجاري.

• ظهور شركات التصوير الفوتوغرافي الرائدة

مع مرور الوقت، بدأت تظهر شركات متخصصة في صناعة وتطوير الكاميرات ومواد التصوير. ومن بين هذه الشركات البارزة شركة كوداك التي أسسها جورج إيستمان عام 1888. أحدثت كوداك ثورة في عالم التصوير الفوتوغرافي بتقديمها كاميرات سهلة الاستخدام وبأسعار معقولة. مثل كاميرا “براوني”، مما جعل التصوير الفوتوغرافي في متناول الجميع، وعلى الرغم من أن داجيريوتايب كانت أول عملية ناجحة. إلا أن كوداك هي التي أرست مفهوم “العلامة التجارية” في عالم الكاميرات، ودفعت بمراحل تطور الكاميرا إلى الأمام. [2]

تعرف أيضًا على: الجرائم المعلوماتية: تعريفها وأمثلة عليها

متى تم إصدار أول جهاز كاميرا؟

لفهم متى ظهرت أول كاميرا في العالم كجهاز عملي متاح. يتوجب علينا التمييز بين التجارب الأولية التي أثبتت المبدأ، والأجهزة التي تم طرحها للجمهور بشكل تجاري.

أولاً: الداجيروتايب: في عام 1839، بعد عمل دؤوب، أعلن لويس داجير عن إنجازه لعملية الداجيروتايب في الأكاديمية الفرنسية للعلوم. وبعد ذلك بوقت قصير، بدأ بيع أول كاميرات تعتمد على هذه العملية للجمهور، وكانت هذه الكاميرات ضخمة. وتطلب التصوير فيها وقتًا طويلاً للتعرض للضوء، وكانت الصور تظهر على صفائح معدنية. ورغم ذلك، كانت هذه الكاميرات أول أجهزة تصوير فوتوغرافي عملية يمكن للناس شراؤها واستخدامها. مما يمثل بداية حقيقية لتاريخ التصوير الفوتوغرافي كمنتج متاح للجميع.

ثانياً: التطورات التالية وتبسيط الاستخدام: بعد الداجيروتايب. شهدت مراحل تطور الكاميرا تسارعًا، ففي عام 1888. أحدث جورج إيستمان ثورة حقيقية بإصداره كاميرا كوداك، التي استخدمت لفائف الفيلم. مما ألغى الحاجة إلى الصفائح الزجاجية أو المعدنية. كان شعار كوداك “اضغط على الزر، و نحن نفعل الباقي”، مما جعل التصوير متاحًا للعامة. دون الحاجة إلى تعلم العمليات الكيميائية المعقدة. هذا التطور الهائل جعل أول كاميرا في العالم حقيقة عملية في كل منزل. وأوضح الفرق بين الكاميرات القديمة والحديثة في سهولة الاستخدام والإتاحة.

تعرف أيضًا على: الاتصال وأنواعه في العصر الحديث

ما هي أول كاميرا فيديو في العالم؟

تعود جذور التصوير السينمائي إلى أواخر القرن التاسع عشر. في عام 1888. ابتكر لويس لو برنس أول كاميرا لتسجيل الحركة، وتمكن من تصوير مقطع قصير حمل عنوان “مشهد حديقة راوندهاي” (Roundhay Garden Scene). والذي يعد أقدم فيلم موثق في تاريخ الكاميرا السينمائية، وعلى الرغم من أنه لم يكن جهازاً تجارياً متداولاً على نطاق واسع، فقد أثبت جدوى تسجيل الحركة. حسث كان هذا الإنجاز بمثابة حجر الأساس لظهور أول كاميرا في العالم قادرة على تسجيل الحركة. ومهد الطريق لسلسلة من التطورات اللاحقة في تاريخ الكاميرا.

ثم في عام 1891، قام توماس إديسون بالتعاون مع مساعده ويليام ديكسون بتطوير جهاز عرف باسم “الكينتوسكوب” Kinetoscope كان هذا الجهاز عبارة عن جهاز عرض فردي. يسمح لشخص واحد بمشاهدة الصور المتحركة من خلال عدسة مكبرة. على الرغم من أن الكينتوسكوب لم يكن كاميرا فيديو بالمعنى الحديث، إلا أن الكاميرا المستخدمة لتسجيل الأفلام الخاصة به Kinetograph كانت أول كاميرا فيديو عملية وفعالة، مما مثل قفزة نوعية في مراحل تطور الكاميرا السينمائية. وكانت هذه الكاميرا كبيرة وثقيلة. لكنها سمحت بتسجيل الأفلام وعرضها، مما مهد الطريق لظهور صناعة السينما، صحيح أن مؤسس علم البصريات هو ابن الهيثم، إلا أن مخترع الكاميرا السينمائية كان نتاج تراكم الخبرات والجهود.

ومع ظهور الكاميرات السينمائية، استمر التطور ليشمل البث التلفزيوني والكاميرات الرقمية. ففي أواخر السبعينيات. بدأت كاميرات الفيديو المنزلية في الظهور، مما مكن الأفراد من تسجيل لحظاتهم الشخصية بسهولة. اليوم، أصبح الفرق بين الكاميرات القديمة والحديثة هائلاً. حيث أصبحت كاميرات الفيديو مدمجة في الهواتف الذكية، مما يجعلها متاحة للجميع في أي وقت ومكان.

تعرف أيضًا على: من هو مؤسس شركة جوجل وأهم إنجازاته؟

ختامًا، فإن أول كاميرا في العالم كانت نقطة انطلاق لعصر جديد من التوثيق والتعبير البصري. ورغم بساطتها. فإنها مهدت الطريق لما نراه اليوم من تقنيات تصوير متطورة في كل هاتف وجهاز.

• historycooperativeThe First Camera Ever Made: A History of Cameras -بتصرف
• adoramaHistory of the Camera: When was Photography Invented? -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم