أين دفن سيدنا إسماعيل

أين دفن سيدنا إسماعيل؟ هو سؤال يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ مكة المكرمة، وسيرة نبي عظيم كان له دور محوري في بناء الكعبة المشرفة مع والده إبراهيم عليهما السلام. ويروى في كتب السيرة والتفسير أن إسماعيل عليه السلام دفن بجوار الكعبة. في منطقة “الحِجر” أو ما يعرف اليوم بـ”حِجر إسماعيل”. وهي الجزء نصف الدائري المحاذي للكعبة المشرفة. والذي له مكانة مميزة لدى المسلمين.
هل إسماعيل دفن في الكعبة؟

يتساءل الكثير من الناس: أين دفن سيدنا إسماعيل؟ والحقيقة أن الروايات التاريخية والآثار النبوية لا تشير إلى أنه دفن داخل الكعبة نفسها. بل تؤكد أغلب المصادر الموثوقة أن دفنه كان بجوارها. تحديدًا في “حِجر إسماعيل” المعروف. والذي يقع في الجزء الشمالي من الكعبة المشرفة. ويحيط به نصف دائرة مميزة من الرخام الأبيض. هذا المكان يعتبر من أقدس الأماكن في الإسلام. وقد صلّى فيه النبي صلى الله عليه وسلم. وقال عنه: “صلّوا في الحِجر فإنه من البيت”.
تعرف ايضًا على: قصة نوح عليه السلام: سفينة النجاة والطوفان العظيم
وقد ذكر أن إسماعيل عليه السلام عاش في مكة. وتولى رفع قواعد الكعبة مع والده إبراهيم عليه السلام. وعاش حياةً طويلة قاربت 137 عامًا. وعند وفاته. دفن في نفس المكان الذي عاش فيه. وهو ما يرجّح الروايات التي تقول إنه مات في مكة. بالقرب من البيت الحرام. وتلك المعلومات تتفق مع بعض الروايات حول كيف مات إسماعيل عليه السلام. حيث تشير إلى أنه توفي بسلام في منزله بمكة. ثم دفن في حجر الكعبة.
أما عن سؤال هل يوجد قبر داخل الكعبة؟ فالإجابة لا. الكعبة لا تحتوي على أي قبر. سواء لنبي أو غيره. وهذا متفق عليه بين أهل العلم. احترامًا لقدسية المكان. وتجنبًا لأي خلط بين العبادة وتقديس القبور. القبر الوحيد القريب منها هو في حجر إسماعيل. بالإضافة إلى ذلك فهو خارج البناء الفعلي للكعبة. [1]
تعرف ايضًا على: ما هي مهن الأنبياء: في خدمة المجتمع والاكتفاء الذاتي
أين دفنا السيدة هاجر وسيدنا إسماعيل عليهما السلام؟
قد يتساءل البعض: أين دفن سيدنا إسماعيل؟، والإجابة التي وردت في عدد من الروايات أن سيدنا إسماعيل دفن مع والدته السيدة هاجر عليها السلام في موضع واحد، وهو ما يعرف اليوم بـ”حِجر إسماعيل” بجوار الكعبة المشرفة. بالإضافة إلى ذلك هذا المكان ليس داخل الكعبة، بل في المنطقة نصف الدائرية الملاصقة لها من الجهة الشمالية، والتي تعد جزءًا من البناء الأصلي للبيت الحرام في عهد إبراهيم عليه السلام.
السيدة هاجر عليها السلام كانت أول من سكن مكة مع ابنها الرضيع بأمر من الله، وهي التي سعت بين الصفا والمروة حتى فاض ماء زمزم تحت قدم إسماعيل. وبعد حياتها المليئة بالصبر والرضا، توفيت ودفنت في ذات المكان الذي أقامت فيه، حيث قِيل إن إسماعيل هو من تولى دفنها بنفسه، وكان حينها شابًا قويًا مهيبًا. وتشير المصادر أن قبر هاجر عليها السلام يقع مباشرة بجانب قبر ابنها في الحِجر.
أما عن الأنبياء المدفونين في حجر إسماعيل، فالمتفق عليه عند كثير من العلماء هو أن إسماعيل فقط هو النبي المدفون هناك، ولا يوجد دليل قاطع على وجود قبور أنبياء آخرين في نفس الموضع. ويعد دفنهما في هذا المكان شرفًا عظيمًا لهما، حيث يتوسّطانه بالقرب من بيت الله الحرام، في مكان يصلّى فيه ويقدّره المسلمون حتى يومنا هذا. [2]
تعرف ايضًا على: دعوة الأنبياء للتوحيد: رسالة السماء الواحدة
من مدفون في الكعبة؟
عند الحديث عن الكعبة المشرفة. يتكرر سؤال مهم بين المسلمين: أين دفن سيدنا إسماعيل؟. ويظن البعض خطأً أنه دفن داخل الكعبة نفسها. لكن الحقيقة أن الكعبة لا تضم بداخلها أي قبر مطلقًا. فالدفن داخلها أمر غير وارد شرعًا ولا تاريخيًا. لأن الإسلام نهى عن إدخال القبور في أماكن العبادة. حفظًا للتوحيد وخلوّ العبادة لله وحده دون أي شبهة.
الكعبة من الداخل خالية تمامًا من القبور. وهي مخصصة للصلاة والدعاء فقط. لذا فالإجابة على سؤال هل يوجد قبر داخل الكعبة؟ هي: لا. لا يوجد. لكن في المقابل. يعتقد أن النبي إسماعيل عليه السلام قد دفن في الجزء الملاصق للكعبة. المعروف بحِجر إسماعيل. بالإضافة إلى ذلك فهو خارج بناء الكعبة الفعلي. لكنه يعد جزءًا من امتدادها الأصلي قبل بناء قريش لها بشكلها الحالي.
تعرف ايضًا على: قصة آدم عليه السلام: بداية الخلق والعبرة
ومن الأخطاء الشائعة عند البعض ظنّهم أن كل من دفن قرب الكعبة فهو مدفون بداخلها. وهذا غير صحيح. في الواقع. ليس هناك أي دليل يثبت أن أحدًا من الأنبياء مدفون في الكعبة. لا من زمن الجاهلية ولا من بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فالمكان الطاهر هذا بقي محفوظًا ومجردًا من أي أثر قبري.
فإذا أردنا الدقة. فإن سيدنا إسماعيل عليه السلام دفن في الحِجر. وليس داخل الكعبة. ولم يدفن فيها أحد قط. وهذا ما يجمع عليه المؤرخون وعلماء الدين.
تعرف ايضًا على: ترتيب الكتب السماوية: مسيرة التشريع الإلهي عبر العصور
هل يوجد أنبياء مدفونين في حجر إسماعيل؟
يتكرّر سؤال كثير بين الناس: أين دفن سيدنا إسماعيل؟. والإجابة المتداولة عند أغلب المؤرخين والمفسّرين أن قبره موجود داخل حِجر الكعبة. في المكان الذي يعرف اليوم بـ”حِجر إسماعيل”. أو كما يسمّيه البعض “الحطيم”. ولكن يظل السؤال: هل يوجد أنبياء آخرون مدفونون هناك بجانبه؟
الروايات المعروفة لا تشير إلى وجود أنبياء آخرين مدفونين في الحِجر سوى سيدنا إسماعيل عليه السلام. والأنبياء المدفونين في حجر إسماعيل حسب ما يقال هم إسماعيل ووالدته فقط. لكن لا يوجد أي دليل صحيح أو حديث نبوي صريح يثبت وجود غيره من الأنبياء في ذلك الموضع. هذا ما أكده عدد من العلماء الذين أشاروا إلى أن مثل هذه الأقوال إما آثار ضعيفة أو مجرد أقوال تاريخية لا يبنى عليها يقين ديني.
ومن التساؤلات المرتبطة بهذا الموضوع أيضًا: لماذا سمي حجر إسماعيل بهذا الاسم؟. والحقيقة أن التسمية جاءت نسبة إلى النبي إسماعيل عليه السلام. لأنه كان يسكن بجوار الكعبة. وقيل إنه مات ودفن في هذا المكان. ومن هنا اكتسب الحِجر مكانته وخصوصيته عند المسلمين.
تعرف ايضًا على: أعمار الأنبياء والرسل: الحقائق والروايات التاريخية
في الختام، فإن معرفة أين دفن سيدنا إسماعيل تعمّق من فهمنا لتاريخه ومكانته. حيث ارتبطت حياته ووفاته بأشرف بقاع الأرض. مكة المكرمة، وببيت الله الحرام الذي شارك في بنائه.
المراجع
- hajjumrah plannerHijr Ismail -بتصرف
- brainlyWhere is hagar and ishmael burried? -بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

أين ولد صلاح الدين الأيوبي

دليلك للأشهر الهجرية والميلادية بالأسماء والتواريخ

الأوبئة في العصور الوسطى: حين زلزل المرض أركان...

الطب في التاريخ القديم: بين الأعشاب والآلهة

آثار الحضارات القديمة: شواهد صامتة تروي التاريخ

العصور الذهبية في الإسلام: علم وحضارة وإنجاز

أهمية الحضارة المصرية القديمة

المدن القديمة: كيف نشأت وتطورت أولى مراكز الحياة...

الحياة الاجتماعية في العصور القديمة: طبقات، أدوار، وتقاليد

ماذا نعرف عن الحياة في الحضارة الرومانية القديمة؟

الحضارة البابلية: من بوابة عشتار إلى حدائق بابل...

الثورة البلشفية: شرارة الشيوعية التي أطاحت بالقيصرية

كيف تأسس الاتحاد الأوروبي وتوسع؟

متى بدأ تاريخ النفط في السعودية وكيف أثر...
