إدارة الكوارث والأزمات: استجابة سريعة لحماية الأرواح وضمان استمرارية العمل

إدارة الكوارث والأزمات هي عملية منظمة تهدف إلى الاستعداد المسبق لمواجهة الأزمات المفاجئة والكوارث الطبيعية أو البشرية، والتعامل معها بأسرع وأسلم الطرق الممكنة، بهدف تقليل الخسائر وحماية الأرواح والممتلكات، وتشمل هذه الإدارة وضع خطط وقائية، تدريب فرق متخصصة، وتنسيق الجهود بين المؤسسات المختلفة لضمان استمرارية العمل وعودة الحياة إلى طبيعتها في أسرع وقت.

ما هي إدارة الأزمات والكوارث؟

تعرف إدارة الكوارث والأزمات بأنها مجموعة من الإجراءات والتدابير ، التي تهدف إلى التعامل مع الكوارث الطبيعية والبشرية، والاستجابة السريعة أثناء حدوثها، والعمل على التعافي وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها بعد انتهائها. وتشمل هذه الإدارة مراحل أساسية مثل: التقييم والتخطيط والوقاية والإنذار المبكر والإغاثة وإعادة الإعمار.

ما هي وظائف إدارة الأزمات والكوارث؟

• التخطيط المسبق والوقاية

وضع خطط لمواجهة الأزمات ، بما في ذلك إعداد خرائط المخاطر، وتحديد الأولويات، وتوفير الإمكانات والموارد اللازمة للوقاية من الكوارث أو الحد من آثارها.

• الرصد والإنذار المبكر

عن طريق متابعة المؤشرات والظواهر الطبيعية أو الاجتماعية التي قد تنذر بحدوث أزمة، وإنشاء أنظمة إنذار مبكر لتحذير المجتمع والجهات المختصة قبل وقوع الكارثة بوقت كافٍ.

• تنظيم الموارد والفرق

تجهيز وتنسيق فرق الطوارئ، وتوزيع الأدوار، وتوفير المعدات والإمدادات الطبية والغذائية اللازمة لمواجهة أي طارئ بكفاءة.

• الاستجابة السريعة

اتخاذ إجراءات فورية ومناسبة أثناء وقوع الأزمة أو الكارثة، بهدف حماية الأرواح، وتقليل الخسائر المادية، وضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية.

• الاتصال والتنسيق

ضمان تدفق المعلومات الصحيحة بين الجهات الحكومية، ومنظمات الإغاثة، ووسائل الإعلام، والجمهور، لتوحيد الجهود وتحقيق استجابة منسقة.

• التعافي وإعادة الإعمار

إصلاح ما تضرر بفعل الأزمة، ومساعدة المتضررين على العودة إلى حياتهم الطبيعية، وإعادة بناء البنية التحتية، ودعم الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية.

• التقييم والتطوير

دراسة وتحليل الاستجابة بعد انتهاء الأزمة، واستخلاص الدروس المستفادة لتحسين الخطط والإجراءات المستقبلية.[1]

تعرف أيضًا على: اتخاذ القرارات في علم النفس المعرفي: كيف نفكر قبل أن نختار؟

ما هي أنواع إدارة الكوارث الأربعة؟

تنقسم إدارة الكوارث والأزمات عادة إلى أربعة أنواع رئيسية، هذه الأنواع الأربعة تمثل إطار عمل شامل تعتمد عليه لتحقيق الاستجابة الفعالة وبناء مجتمع أكثر مرونة في مواجهة المخاطر،و.تمثل المراحل الأساسية التي تمر بها عملية التعامل مع الكوارث، وهي:

• الوقاية (Prevention/Mitigation)

وهي الإجراءات والخطط التي تهدف إلى منع وقوع الكارثة أو تقليل آثارها إلى أدنى حد ممكن، مثل تحسين البنية التحتية، والتشجير لمكافحة التصحر، وبناء السدود لمنع الفيضانات.

• الاستعداد (Preparedness)

عملية تجهيز المجتمع والمؤسسات لمواجهة الكوارث قبل حدوثها، من خلال إعداد خطط الطوارئ، وإجراء تدريبات ومناورات، وتوعية السكان بطرق التصرف السليم أثناء الكوارث.

• الاستجابة (Response)

تُتخذ فور وقوع الكارثة لإنقاذ الأرواح وتقليل الأضرار، مثل عمليات الإنقاذ، وتقديم المساعدات الطبية والغذائية، وتأمين المأوى للمتضررين.

• التعافي (Recovery)

عن طريق الجهود المبذولة بعد انتهاء الكارثة لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها، وإصلاح ما دمرته الكارثة، ودعم المتضررين على الصعيد النفسي والاجتماعي والاقتصادي.[2]

تعرف أيضًا على: أبرز استراتيجيات اتخاذ القرار في بيئات العمل الحديثة

مركز إدارة الأزمات والكوارث السعودية

هي أول مراكز متخصص في إدارة الكوارث والأزمات بالشرق الأوسط،وقد تم  اعتماده رسميًا في أكتوبر 2021 من قبل منظمة الصحة العالمية، ويقع مقره في الرياض.

ويعمل كمنصة مركزية للربط والتنسيق بين أكثر من 20 مركزًا إقليميًا في أرجاء المملكة.

مهامه الرئيسية:

• سيق جهود الطوارئ

عن طريق الجمع بين الجهات الصحية، والدفاع المدني، والهلال الأحمر، والشرطة، والإدارات المحلية، لتشكيل استجابة متكاملة .

• تبادل الخبرات الدولية

يساعد على نقل خبراته إلى الدول الشقيقة، مثل اليمن، بتعاون مباشر مع منظمة الصحة العالمية .

• التخطيط الإقليمي

تم إنشاء مراكز أزمات إقليمية، مثل مركز نجران، ضمن رؤية السعودية لسلسلة مركزية تغطي كافة مناطق المملكة.

• إدارة بيانات الأزمات

هو نظام إنذار ومراقبة متطور (Ta’ahop)، ويعتمد على ذكاء الأعمال في توليد تقارير دقيقة ودعم اتخاذ القرار

أهمية المركز:

• مركز تحكم رئيسي

هو نقطة انطلاق ومركز قيادة وعمليات لتنفيذ برامج الوقاية والاستجابة في كل أنحاء المملكة .

• ضمان استمرارية الخدمات

 تقديم خدمات صحية مستمرة، حتى أثناء الأزمات، مع دعم السلاسل اللوجستية الحيوية .

• رفع الجاهزية الوطنية

عبر التدريب، والمحاكاة، ومنظومة بيانات آنية، وتواصل فاعل بين مختلف المؤسسات والجهات.

تعرف أيضًا على: أهمية إدارة الأزمات: حماية المؤسسات واستمرارية العمل في مواجهة التحديات

ما هو تخصص إدارة الأزمات والكوارث؟

قد عرفت إدارة الكوارث والأزمات بأنها أحد التخصصات الإدارية والإنسانية التي تهدف إلى إعداد كوادر مؤهلة علميًا وعمليًا على التعامل مع الأزمات والكوارث بكفاءة وفعالية.

ما الذي يدرسه الطالب في هذا التخصص؟

• مفاهيم وأنواع الكوارث والأزمات الطبيعية والبشرية.
• استراتيجيات إدارة المخاطر والحد من تأثيراتها.
• نظم الإنذار المبكر والرصد والمتابعة.
• القيادة واتخاذ القرار في الظروف الحرجة.
• القوانين والسياسات الوطنية والدولية المتعلقة بالكوارث.
• تقنيات الإغاثة والإنقاذ والإخلاء والتنسيق الميداني.

فرص العمل في مجال إدارة الكوارث والأزمات:

• الدفاع المدني والهلال الأحمر.
• الوزارات والهيئات الحكومية.
• المنظمات الدولية الإنسانية.
• شركات الاستشارات والتدريب في إدارة المخاطر.
• مراكز البحث العلمي والتخطيط الاستراتيجي.

المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث الصحية:

هي مراكز تاسست في عام 1441هـ/2019م (نحو 2019م) بأمر من وزارة الصحة، استجابةً لجائحة كرونة(كوفيد-19 )، ليكون أول مركز وطني مختص بإدارة الأزمات الصحية والكوارث في المملكة.

من مهامه:

• رصد وإنذار مبكر عبر نظام “تأهب” لمراقبة الأحداث الصحية .
• تحكم وتشغيل يتواصل مع 20 فرعًا في مناطق المملكة، ويعمل 24/7 بإشراف أكثر من 50 كادرًا
• تنسيق جهات الاستجابة مثل الهلال الأحمر، الدفاع المدني، القطاعات الحكومية .
• دعم استمرارية الخدمات الصحية ،وإنشاء مراكز ميدانية عند الحاجة .

تعرف أيضًا على: خطوات وطرق اتخاذ القرار في الإدارة الحديثة

ما هي العناصر الأربعة لإدارة الأزمات؟

ترتكز إدارة الكوارث والأزمات على أربعة عناصر ، تمثل المراحل الرئيسة للتعامل مع أي أزمة أو كارثة،  وتعمل بشكل متكامل، لضمان التعامل الفعال مع الأزمات على مدار مراحلها المختلفة، والحد من آثارها السلبية على المجتمع.

• التخفيف (Mitigation)

هو جميع الإجراءات والتدابير التي تهدف إلى تقليل احتمالية وقوع الأزمة أو تقليل آثارها إلى أدنى حد ممكن، مثل: تحسين معايير البناء، التخطيط العمراني السليم، التوعية بالمخاطر، ووضع أنظمة إنذار مبكر.

• الاستعداد (Preparedness)

ويشمل التخطيط المسبق ووضع البرامج والتدريبات والسيناريوهات التي تضمن جاهزية المؤسسات والمجتمع لمواجهة الكوارث، بما في ذلك إعداد خطط الطوارئ، وتدريب فرق الإنقاذ، وتجهيز الموارد.

• الاستجابة (Response)

الإجراءات العاجلة والفورية التي تُتخذ أثناء وقوع الأزمة أو الكارثة بهدف حماية الأرواح والممتلكات، مثل عمليات الإنقاذ والإخلاء، تقديم الإسعافات والإمدادات الطارئة، والسيطرة على الوضع.

• التعافي (Recovery)

وهو العنصر الأخير الذي يركز على إعادة الأوضاع إلى طبيعتها بعد انتهاء الأزمة، وإصلاح الأضرار، وإعادة الخدمات.

أهمية إدارة الأزمات والكوارث الطبيعية:

• التقليل من الأضرار البشرية والاقتصادية والبيئية.
• رفع جاهزية المجتمع والمؤسسات لمواجهة الكوارث.
• ضمان استمرارية الخدمات الحيوية أثناء وبعد الكوارث.
• دعم المتضررين ومساعدتهم على التعافي والعودة إلى حياتهم الطبيعية.

تعرف أيضًا على: مفهوم التغيير والتطوير الذاتي: طريقك نحو الأفضل

في الختام، تظل إدارة الكوارث والأزمات من أهم الركائز التي تعتمد عليها المجتمعات الحديثة لحماية الأرواح والممتلكات وضمان استمرارية الحياة في مواجهة التحديات غير المتوقعة، فهي ليست مجرد إجراءات وقتية، بل منظومة شاملة تتطلب التخطيط المسبق، والجاهزية العالية، والتنسيق الفاعل بين جميع الجهات.

• geeksforgeeksCrisis Management : Meaning, Components and Causes (بتصرف)
• nextiasDisaster Management: Types, Steps & Measures (بتصرف)

مشاركة المقال