إدارة ضغوط العمل فنّ لا يتقنه كثيرون

الكاتب : سهام أحمد
09 أغسطس 2025
عدد المشاهدات : 44
منذ 4 ساعات
إدارة ضغوط
ماهو مفهوم إدارة الضغوط؟
ماهو مفهوم إدارة ضغوط العمل؟
ماهي أنواع ضغوط العمل؟
كيف يمكنني إدارة الضغوط؟

إدارة ضغوط تعد مهارة أساسية للحفاظ على الصحة النفسية وتحقيق التوازن بين العمل والحياة. فهي تشمل استخدام أساليب واستراتيجيات تساعد على مواجهة المواقف المسببة للتوتر بطريقة إيجابية، مثل تنظيم الوقت، وتحديد الأولويات، وممارسة الأنشطة المهدئة. كما تساهم إدارة ضغوط في تحسين التركيز واتخاذ القرارات السليمة، وتقليل الآثار السلبية للتوتر على الجسم والعقل. ومع ازدياد التحديات الحياتية والمهنية، أصبحت القدرة على إدارة ضغوط أمرًا ضروريًا لكل فرد يسعى للنجاح والاستقرار، مما يجعلها عنصرًا مهمًا في تنمية الشخصية وتعزيز الأداء.

ماهو مفهوم إدارة الضغوط؟

إدارة ضغوط

إدارة الضغوط هي عملية منظمة تهدف إلى التحكم في التوتر، والضغوط التي يتعرض لها الفرد في حياته اليومية. سواء كانت في العمل أو الحياة الشخصية. فهذه العملية لا تعني التخلص من الضغوط نهائي. بل تعني تعلم كيفية التعامل معها بفعالية، وتقليل تأثيرها السلبي على الصحة الجسدية، والنفسية. وتتضمن إدارة ضغوط العمل مجموعة من التقنيات، والاستراتيجيات التي تساعد الفرد على فهم مصادر الضغط وتحديد استجاباته لها.

ثم تطوير آليات للتكيف معها. فالهدف الأساسي هو تحويل الضغط من قوة مدمرة إلى دافع إيجابي نحو تحقيق الأهداف. على سبيل المثال بدلا من أن يجعلك ضغط المواعيد النهائية تشعر بالإرهاق. فيمكنك استخدامه كحافز لإنجاز المهام بكفاءة أكبر يتطلب هذا الفهم العميق للذات، وقدرتها على التعامل مع المواقف الصعبة.

وتتعدد المدارس الفكرية في تعريف هذا المفهوم فبعضها يرى أن إدارة الضغوط النفسية هي مجرد استجابة فسيولوجية، ونفسية طبيعية لمواقف التحدي. بينما يرى آخرون أنها مهارة مكتسبة يمكن صقلها مع مرور الوقت. فالأهم هو إدراك أن عدم إدارة هذه الضغوط يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة مثل الإرهاق الوظيفي، والاكتئاب والأمراض الجسدية.

لذلك. فإن تعلم كيفية إدارة ضغوط العمل يصبح ضرورة قصوى للحفاظ على التوازن النفسي، والمهني. وتتضمن هذه العملية بناء شبكات دعم اجتماعي، وممارسة الأنشطة الترفيهية وتحديد الأولويات بوضوح، فإنها رحلة مستمرة من الوعي الذاتي، والتطور الشخصي.

تعرف أيضًا على: اتخاذ القرار وقت الأزمات: فن التوازن بين المخاطر والفرص

ماهو مفهوم إدارة ضغوط العمل؟

إدارة ضغوط

إدارة ضغوط العمل هي فرع متخصص من مفهوم إدارة الضغوط الأوسع ويركز على التحديات، والضغوط التي تنشأ خصيصا في بيئة العمل، فهذه الضغوط قد تكون ناتجة عن عوامل مختلفة. مثل عبء العمل الزائد، المواعيد النهائية الصارمة، العلاقات المتوترة مع الزملاء أو المديرين، أو حتى الخوف من فقدان الوظيفة. فالهدف من هذه الإدارة هو مساعدة الأفراد على التعامل مع هذه العوامل بشكل فعال، مما يعزز من إنتاجيتهم، ويحسن من صحتهم العقلية.

وتتضمن الاستراتيجيات المتبعة هنا تحديد المصادر الرئيسية للضغوط، مثل نقص الموارد أو عدم وضوح الأدوار. ثم العمل على إيجاد حلول عملية لها. على سبيل المثال يمكن لموظف يعاني من كثرة المهام أن يتحدث مع مديره حول إعادة توزيع العمل أو طلب دعم إضافي، فهذه العملية لا تقتصر على الفرد فقط. بل تتطلب  دعم من المؤسسة نفسها من خلال توفير بيئة عمل صحية.

تعرف أيضًا على: إدارة الأزمات: آليات التنبؤ والاستجابة والتعافي

في سياق إدارة الضغوط في العمل تلعب الثقافة التنظيمية دور محوري، فبيئة العمل التي تشجع على التواصل المفتوح. وتوفر فرص للتطوير، وتقدر جهود الموظفين تكون أقل عرضة لتراكم الضغوط.

على الجانب الآخر بيئة العمل، التي تفرض ضغوط غير واقعية. وتتجاهل رفاهية الموظفين غالبا ما تؤدي إلى ارتفاع معدلات الغياب، والإرهاق الوظيفي.

لذلك فإن إدارة ضغوط العمل تتطلب جهد مشترك بين الموظف والمنظمة. فيمكن للموظف أن يتبنى تقنيات، مثل إدارة الوقت، وتحديد الأولويات. بينما يمكن للمؤسسة أن تقدم برامج دعم نفسي أو ورش عمل حول إدارة ضغوط العمل، فهذا التعاون يضمن تحقيق أقصى استفادة من الموارد البشرية مع الحفاظ على صحتهم النفسية، والجسدية.[1]

تعرف أيضًا على: استراتيجيات إدارة الأزمات أدوات فعّالة لاتخاذ القرار تحت الضغط

ماهي أنواع ضغوط العمل؟

إدارة ضغوط

تنقسم ضغوط العمل إلى أنواع متعددة يمكن تصنيفها بناء على مصدرها، وتأثيرها على الفرد. ففهم هذه الأنواع يعد خطوة أساسية نحو إدارة ضغوط العمل بشكل فعال:

  • الضغوط المادية: ترتبط بالبيئة المادية في مكان العمل. مثل الضوضاء، ودرجة الحرارة غير المناسبة أو الإضاءة السيئة فهذه العوامل يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على تركيز الموظف وإنتاجيته.
  • الضغوط النفسية: تنشأ من العوامل المتعلقة بطبيعة العمل نفسه، مثل عبء العمل المفرط، والمواعيد النهائية الصارمة، ونقص الاستقلالية، أو التوقعات غير الواضحة إدارة ضغوط العمل النفسية هي تحدي كبير يتطلب أدوات خاصة.
  • الضغوط الاجتماعية: تتعلق بالعلاقات بين الأفراد في مكان العمل فيمكن أن تنجم عن الصراعات مع الزملاء أو العلاقة المتوترة مع المدير أو الشعور بالعزلة الاجتماعية.
  • الضغوط المرتبطة بالدور الوظيفي: تنشأ عندما لا تتضح المهام، والمسؤوليات الموكلة إلى الموظف أو عندما يكون هناك تضارب في الأدوار، فهذا الغموض يمكن أن يؤدي إلى الشعور بعدم الكفاءة.
  • ضغوط التطوير المهني: تتعلق بالقلق بشأن المستقبل الوظيفي، مثل الخوف من الركود المهني أو عدم وجود فرص للترقية أو عدم الحصول على التقدير الكافي، فإدارة ضغوط العمل هنا تركز على بناء خطة وظيفية واضحة.
  • ضغوط التوازن بين العمل والحياة: تنشأ عندما يتداخل العمل مع الحياة الشخصية. مما يؤدي إلى صعوبة في تحقيق التوازن، وهذا النوع من الضغط يمكن أن يؤثر على العلاقات الأسرية والاجتماعية.

فهم هذه الأنواع المختلفة من ضغوط العمل يتيح للفرد، والمؤسسة على حد سواء اتخاذ خطوات استباقية للتعامل معها. على سبيل المثال قد تحتاج المؤسسة إلى تحسين بيئة العمل المادية، بينما قد يحتاج الموظف إلى تعلم تقنيات أفضل لإدارة، وقته للتعامل مع إدارة ضغوط العمل.

تعرف أيضًا على: كيفية التعامل مع الأزمات: خطوات عملية للسيطرة والخروج بأقل الخسائر

كيف يمكنني إدارة الضغوط؟

إدارة ضغوط

تتعدد الطرق والأساليب التي يمكن من خلالها إدارة ضغوط العمل، وهي تتطلب مزيج من الوعي الذاتي وتغيير السلوك وبناء عادات صحية فأول خطوة هي تحديد مصادر الضغط بوضوح

هل الضغط يأتي من عبء العمل الزائد أم من العلاقة مع المدير؟ بمجرد تحديد المصدر. يمكنك البدء في تطبيق استراتيجيات محددة، ومن أهم هذه الاستراتيجيات هي إدارة الوقت بفعالية، وذلك عبر تحديد الأولويات، واستخدام تقنيات مثل “تقنية بومودورو” التي تقسم العمل إلى فترات زمنية قصيرة.

تعرف أيضًا على: إدارة الأزمات في الشركات: حماية السمعة وضمان استمرارية الأعمال

كما أن تعلم قول “لا” للمهام الإضافية عندما تكون طاقتك محدودة هو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على توازنك النفسي، فإن إدارة ضغوط العمل تبدأ من فهم حدودك الشخصية والمهنية.

هناك أيضا جوانب أخرى لا تقل أهمية، مثل الاهتمام بالصحة الجسدية كممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافي من النوم. واتباع نظام غذائي صحي كلها عوامل تساهم في تعزيز قدرتك على مواجهة الضغوط. بالإضافة إلى ذلك لا تستهن بقوة الدعم الاجتماعي.

فالتحدث مع الأصدقاء أو العائلة أو حتى مع زملاء موثوق بهم عن ما تواجهه يمكن أن يخفف من حدة الضغوط، ويساعدك على إيجاد حلول. ومن المهم  أن تتعلم تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو تمارين التنفس العميق، التي يمكن أن تساعدك على تهدئة عقلك، وجسدك في المواقف العصيبة، وتذكر أن إدارة ضغوط العمل هي رحلة مستمرة تتطلب المثابرة، والصبر. [2]

تعرف أيضًا على: تحليل الأزمات: الخطوة الأولى لفهم الخطر وصناعة القرار الذكي

في الختام إن ضغوط العمل ليست مجرد عبء يجب تحمله، بل هي تحدي  يمكن تحويله إلى فرصة للنمو والتطور فإن إدارة ضغوط العمل ليست مجرد مجموعة من الحيل، بل هي مهارة أساسية للحفاظ على الصحة النفسية، والجسدية، وزيادة الإنتاجية من خلال فهم مفهوم الضغط، وتحديد أنواعه وتطبيق استراتيجيات فعالة لإدارته يمكننا أن نتحول من مجرد ناجين في بيئة العمل إلى محترفين يتقنون فن السيطرة على حياتهم المهنية.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة