إدارة مخاطر سلسلة التوريد

إدارة مخاطر سلسلة التوريد لم تعد مجرد نشاط جانبي في المؤسسات. بل أصبحت عنصرًا استراتيجيًا لضمان استمرارية الأعمال وحماية سلاسل الإمداد من الانقطاعات والأزمات. وتشير هذه الإدارة إلى جميع العمليات التي تهدف إلى التعرف على التهديدات المحتملة في مسار تدفق المواد والمعلومات بين الموردين والمصنعين والموزعين والعملاء. ثم تحليلها ووضع الحلول الاستباقية لمواجهتها. في ظل التحديات العالمية مثل الجوائح والكوارث الطبيعية والاضطرابات السياسية. أصبحت القدرة على توقع المخاطر والتعامل معها بفعالية ضرورة لا غنى عنها لأي مؤسسة تبحث عن المرونة والنجاح في بيئة متغيرة.

ما هي إدارة المخاطر في إدارة سلسلة التوريد؟

تعرف إدارة المخاطر في سلاسل التوريد بأنها العملية التي تعنى بتحديد وتحليل والتعامل مع المخاطر التي قد تؤثر على تدفق السلع والخدمات من المورد إلى المستهلك. تهدف هذه الإدارة إلى تقليل التعطلات المحتملة وتخفيف آثارها على الأنشطة التشغيلية والمالية. وتتضمن المخاطر في هذا السياق عدة جوانب، مثل تأخّر الموردين، والتقلبات الاقتصادية، والتغيرات في القوانين، والكوارث البيئية.

تعرف أيضًا على: إدارة الخدمات اللوجستية

يبدأ العمل في هذا المجال من خلال رسم خريطة سلسلة التوريد لتحديد جميع الأطراف الفاعلة فيها. وتحديد نقاط الضعف التي يمكن أن تتسبب في انقطاع الإمدادات. ثم يتم تصنيف المخاطر حسب شدتها واحتمالية وقوعها، ويبنى على ذلك خطط الاستجابة المناسبة مثل تنويع الموردين، أو إنشاء مخزون احتياطي، أو توقيع عقود طويلة الأجل.

وقد أصبحت إدارة مخاطر سلسلة التوريد أولوية قصوى في عصر العولمة وسرعة التغيرات. حيث إن غياب التخطيط المسبق يمكن أن يؤدي إلى خسائر فادحة وتعطل تام في العمليات. الشركات التي تملك خططًا واضحة لإدارة هذه المخاطر تكون أكثر قدرة على التكيف مع الأزمات والاستمرار في تلبية طلبات العملاء بكفاءة. [1]

ما هي إدارة مخاطر سلاسل الإمداد؟

تتمثل إدارة مخاطر سلاسل الإمداد في وضع نظام رقابي متكامل يسمح برصد التهديدات من بداياتها وحتى نتائجها المحتملة، مع بناء آليات للتعامل الفوري معها. تتنوع مصادر الخطر في سلاسل الإمداد بين داخلية وخارجية. حيث تشمل المخاطر الداخلية مثلًا مشكلات الإنتاج أو فشل في نظام المعلومات.، بينما تشمل المخاطر الخارجية تأخّر الشحنات أو تغيّر القوانين الجمركية أو حتى الكوارث الطبيعية.

تعرف أيضًا على: الإدارة الموقفية ودورها في تعزيز مرونة القادة وفعالية الفريق

تعتبر الخطوة الأولى في مواجهة هذه المخاطر هي جمع البيانات وتحليل الأداء التاريخي للموردين ووسائل النقل وغيرها من العناصر المؤثرة. وذلك من أجل تكوين رؤية شاملة. يلي ذلك استخدام أدوات مثل تحليل السيناريوهات أو نماذج الاحتمالات لتقييم تأثير كل خطر محتمل.

وعلى سبيل المثال، ساعدت تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية في تقديم أدوات دقيقة تسمح بمراقبة المتغيرات في الوقت الحقيقي واتخاذ قرارات سريعة. إن التوسع في استخدام التكنولوجيا يعزز من قدرة المؤسسات على التحكم بالمخاطر وتقليل الخسائر الناتجة عنها.

وبهذا الشكل، فإن إدارة مخاطر سلسلة التوريد تعد من الأعمدة الأساسية لبناء سلسلة إمداد مرنة وقادرة على الاستجابة للمتغيرات بشكل فوري وفعّال. بالتالي يمنح المؤسسات ميزة تنافسية في الأسواق العالمية.

تعرف أيضًا على: ما هي مكونات الإدارة المالية؟ نظرة شاملة لفهم البنية المالية للمؤسسات

ما الفرق بين ادارة الخدمات اللوجستية وادارة سلسلة التوريد؟

رغم التشابه بين المصطلحين، إلا أن هناك فرقًا واضحًا بين إدارة الخدمات اللوجستية وإدارة سلسلة التوريد من حيث النطاق والتركيز. فالأولى تركز بشكل رئيسي على حركة البضائع داخل وخارج الشركة، مثل التخزين، والنقل، والتوزيع، وإدارة المخزون. بينما الثانية تشمل رؤية أشمل وأوسع تغطي جميع العلاقات والعمليات بين الموردين، والمصنعين، والموزعين، والعملاء النهائيين.

بمعنى آخر، إدارة سلسلة التوريد هي الإطار العام الذي تقع تحته الإدارة اللوجستية. وتضم بجانب عمليات النقل والتوزيع، مهامًا مثل تطوير المنتجات، وتخطيط الطلب، وتقييم الموردين، والتحكم في الجودة، وإدارة علاقات العملاء.

تعرف أيضًا على: إدارة الأزمة المالية: استراتيجيات فعالة لتجاوز التحديات الاقتصادية بثبات

وعليه، فإن إدارة مخاطر سلسلة التوريد تشمل الجوانب اللوجستية وغير اللوجستية على حد سواء. وتعمل على تحليل الروابط بين المراحل المختلفة لاكتشاف نقاط الضعف المحتملة. فعلى سبيل المثال، إذا كان هناك اعتماد كبير على مورد واحد في بلد معين، فإن المخاطر هنا ليست فقط في تأخر النقل. بل في إمكانية توقف الإنتاج بأكمله بسبب أزمة سياسية أو كارثة طبيعية في ذلك البلد.

من هنا، لا يمكن للمؤسسة أن تكتفي بإدارة فعالة للخدمات اللوجستية دون أن تضع في اعتبارها النطاق الأوسع للمخاطر التي تهدد سلسلة الإمداد بالكامل. [2]

ماذا يعني إدارة سلسلة التوريد؟

يقصد بـ إدارة سلسلة التوريد العملية التي تشمل جميع الأنشطة المرتبطة بتدفق المنتجات والخدمات من نقطة البداية (مثل الموردين والمصنعين) إلى المستهلك النهائي. وهي تتضمن عمليات التخطيط، والتوريد، والتصنيع، والتخزين، والتوزيع، وخدمة ما بعد البيع.

تعرف أيضًا على: الإدارة الذكية للأزمات: قرارات استراتيجية في وقت التحدي

تعتمد هذه الإدارة على تنسيق وتكامل الجهود بين الأطراف المختلفة داخل المؤسسة وخارجها. بما في ذلك الموردين، وشركات الشحن، والموزعين، وتجار التجزئة. ويهدف هذا التكامل إلى تقديم المنتجات في الوقت المناسب، وبالجودة المطلوبة، وبأقل تكلفة ممكنة. وتكمن أهمية إدارة سلسلة التوريد في:

• تقليل التكاليف التشغيلية من خلال تحسين الكفاءة.
• تسريع زمن التوصيل وزيادة رضا العملاء.
• تحسين التنبؤ بالطلب وإدارة المخزون بفعالية.
• خلق قيمة تنافسية للمؤسسة.

تعرف أيضًا على: الإدارة الصحية في المستشفيات: الأسس والتحديات لرفع جودة الرعاية الصحية

إن إدارة مخاطر سلسلة التوريد تمثل جانبًا حيويًا داخل هذا الإطار. حيث تساعد على بناء سلاسل إمداد قوية ومرنة وقادرة على التعامل مع الضغوط المفاجئة. فهي لا تضمن فقط استمرارية التدفق، بل تعزز الثقة في قدرات المؤسسة وتمنحها ميزة استراتيجية في السوق.

في خضمّ التحديات المتسارعة التي تواجه بيئة الأعمال اليوم. تبرز إدارة مخاطر سلسلة التوريد كعنصر حاسم في بناء المرونة التشغيلية وتعزيز قدرة المؤسسات على التكيّف والتعافي. فمن خلال التنبؤ بالمخاطر، وتحديد نقاط الضعف، ووضع خطط بديلة، تستطيع الشركات حماية مواردها، وضمان استمرارية الإمدادات، وتقديم قيمة مضافة لعملائها حتى في أوقات الأزمات. إن المؤسسات التي تضع إدارة المخاطر في صلب قراراتها التشغيلية هي وحدها التي تستطيع الاستمرار، والنمو. بل وقيادة السوق. فكل خطوة محسوبة في سلسلة التوريد تُترجم في النهاية إلى ثقة لدى العملاء، وتفوّق على المنافسين، واستقرار مالي مستدام.

• Ibm What is supply chain risk management (SCRM)? - بتصرف
• Netsuite Supply Chain Management vs Logistics_بتصرف

مشاركة المقال

وسوم