ابن قتيبة يسائل النصوص ناقدٌ يسبق زمنه

الكاتب : روان نصر
14 أغسطس 2025
عدد المشاهدات : 46
منذ ساعتين
ابن قتيبة
من هو ابن قتيبة؟
نسب ابن قتيبة والمولد:
النشأة والتعليم:
المذهب الديني والفكري:
أهم مناصبه:
مؤلفاته:
مكانته العلمية:
 وفاته:
كيف عرف ابن قتيبة الشعر؟
تعريف ابن قتيبة للشعر:
يمكن تلخيص نظرة ابن قتيبة للشعر كما يلي:
وقد قال في مقدمة كتابه الشعر والشعراء:
تعريفه للشعر:
الشعر تعبير عن المعنى والتجربة:
ضرورة فهم بيئة العرب ولغتهم:
الشعر موهبة وملكة:
هل ابن قتيبة ناقد؟
 ماذا نعني بالنقد عند ابن قتيبة؟
قال في مقدمة الشعر والشعراء:
 لماذا نعتبره ناقدًا أدبيًا كبيرًا؟
هل كان ابن قتيبة ثقة؟

منذ أن بدأ العرب تدوين تراثهم الأدبي، ظهرت أسماء خالدة كان لها أثر بالغ في توجيه الذائقة الأدبية وتقويم النصوص. ومن بين أولئك النقاد الأوائل، برز عبد الله بن مسلم ابن قتيبة ، الذي قال قولته الشهيرة في مقدمة كتابه الشعر والشعراء. “وإنما يعرف فضلَ الشعر مَن عرف مذاهب العرب. وعللَ كلامها، واستخرج معانيه.”وتُعد هذه العبارة مفتاحًا مهمًّا لفهم النظرة النقدية في العصر العباسي. حيث لم يكن الشعر مجرد ألفاظ موزونة. بل كان فنًا يحمل في طياته تراث الأمة، وتجاربها، وأحكام ذوقها.

من هو ابن قتيبة؟

ابن قتيبة هو أحد أعلام الفكر والأدب في العصر العباسي، وبالتالي يعد من أبرز النقاد والمصنفين في التراث العربي الإسلامي. اسمه الكامل:

أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (213هـ – 276هـ / 828م – 889م)

نسب ابن قتيبة والمولد:

وُلد ابن قتيبة في بغداد سنة 213هـ.

يعود أصله إلى الدينور، وهي بلدة في إقليم الجبل (غرب إيران حاليًا)، ولذلك يُنسب إليها بـ”الدينوري”.كان فارسي الأصل لكنه تعلم ونبغ في اللغة العربية وعلومها.

النشأة والتعليم:

نشأ في بغداد، مركز الحضارة الإسلامية آنذاك، فدرس العلوم الشرعية واللغوية. ونهل من علوم القرآن والحديث واللغة والأدب. وتتلمذ على يد علماء كبار منهم:أبو حاتم السجستاني في اللغة،أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي في الفلسفة.

المذهب الديني والفكري:

كان سني العقيدة، وله ميول إلى أهل الحديث.وقف في وجه المعتزلة، وانتقد آراءهم الكلامية والعقلية. ودافع عن النقل والتقليد.عُرف بتأييده للخلافة العباسية ورفضه للخروج عليها.

تعرف أيضاَ على:أنواع النصوص الأدبية

أهم مناصبه:

تولّى القضاء في الدينور، ولذلك يُعرف بالقاضي ابن قتيبة.اشتغل بالتدريس والتأليف. وكان له دور بارز في حركة الترجمة والنهضة الثقافية في عصره.

مؤلفاته:

له مؤلفات كثيرة في علوم متعددة مثل الأدب، اللغة، التفسير، الحديث، الفقه، التاريخ، والنقد. الشعر والشعراء: من أوائل كتب النقد الأدبي. جمع فيه تراجم الشعراء الجاهليين والإسلاميين، وقدم آراء نقدية مهمة.أدب الكاتب: كتب ابن قتيبة في أصول الكتابة وفنون التعبير. مهم لدارسي اللغة. عيون الأخبار: موسوعة أدبية وأخلاقية تتضمن أخبار الملوك والحكم والأمثال والوصايا.المعارف: كتاب في التاريخ العام، يُعد من أقدم الموسوعات التاريخية.تأويل مشكل القرآن: دافع فيه عن إعجاز القرآن وردّ على شبهات المعتزلة والزنادقة.تأويل مختلف الحديث: يعالج فيه ما يظنه البعض من تعارض في الحديث النبوي.

مكانته العلمية:

ابن قتيبة سير أعلام النبلاء جمع بين علوم الدين واللغة والأدب، وامتاز بالمنهج النقدي والتحليلي.عتبر أول من مهد لطريق النقد الأدبي المنهجي في الإسلام.أثّر تأثيرًا كبيرًا في النقاد الذين جاؤوا بعده، مثل الجاحظ وابن رشيق والآمدي.

 وفاته:

توفي ابن قتيبة في بغداد سنة 276هـ / 889م، بعد أن ترك تراثًا ضخمًا من الكتب والمواقف الفكرية المؤثرة. [1]

تعرف أيضاَ على:أنواع الخيال في الأدب

ابن قتيبة

كيف عرف ابن قتيبة الشعر؟

ابن قتيبة قدم تعريفًا للشعر يعبّر عن رؤيته النقدية والبلاغية في كتابه الشهير “الشعر والشعراء”، وهو من أوائل المؤلفات التي تناولت الشعر العربي نقدًا وتصنيفًا وتحليلاً.

تعريف ابن قتيبة للشعر:

لم يقدِّم ابن قتيبة تعريفًا مباشِرًا على هيئة جملة واحدة كما في التعريفات المدرسية الحديثة، لكنه عرَّف الشعر ضمنًا من خلال حديثه عن خصائصه، ووسائل تذوقه، وأهدافه، ومن خلال هذا، يمكن استخلاص تعريفه.

يمكن تلخيص نظرة ابن قتيبة للشعر كما يلي:

“الشعر كلام منظوم، يدل على معنى، ويثير في النفس إحساسًا، وعلاوة على ذلك يعتمد على التصوير والبراعة في التعبير، ولا يعرف فضله إلا من عرف مذاهب العرب وعلل كلامهم.”

وقد قال في مقدمة كتابه الشعر والشعراء:

“وإنما يعرف فضل الشعر مَن عرف مذاهب العرب، وعللَ كلامها، واستخرج معانيه، وفهم أغراضه.”

تعرف أيضاَ على:كيف ساهم الأدب العربي الإسلامي في تشكيل الثقافة؟

تعريفه للشعر:

ابن قتيبة يرى أن الشعر لا يكون شعرًا إلا إذا كان موزونًا ومقفى، على وزن الخليل بن أحمد، خلافًا لبعض فلاسفة اليونان أو المعتزلة الذين حاولوا إدخال النثر الفني ضمن مفهوم الشعر.

الشعر تعبير عن المعنى والتجربة:

يرى أن الشعر الجيد ليس مجرد ألفاظ، بينما لا بد أن يحمل معنى قويًا ومؤثرًا.

ضرورة فهم بيئة العرب ولغتهم:

يؤكد أن من لا يعرف ألفاظ العرب وأساليبهم وتاريخهم وثقافتهم، لا يستطيع تذوق الشعر أو الحكم عليه.

الشعر موهبة وملكة:

في كتابه، يتحدث عن أن الشعر لا يتعلم كالعلم، بل هو ملكة فطرية يصقلها التعلم.

يُقيّم الشعر من خلال المعنى واللفظ معًا فهو يوازن بين جمال اللفظ وعمق المعنى، ويقول:

“فالشعرُ يحتاج إلى فَهمٍ ثاقب، وطبعٍ سليم، وعقلٍ راجح” [2]

تعرف أيضاَ على:تأثير الأدب العربي على الأدب العالمي

ابن قتيبة

هل ابن قتيبة ناقد؟

ابن قتيبة يعد ناقدًا أدبيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بينما يعتبر من أوائل النقاد المنهجيين في التراث العربي الإسلامي. وقد قدم رؤية نقدية واضحة ومتميزة في زمن كانت فيه المناهج لا تزال في طور التشكل. صفته النقدية ومكانته:

 ماذا نعني بالنقد عند ابن قتيبة؟

النقد عنده لا يقتصر على مجرد الإعجاب أو الذم، بل هو: تمييز بين الجيد والرديء في الشعر. تحليل للألفاظ والمعاني. ربط الشعر بالثقافة العربية وذوق العرب. اعتماد على الفطرة السليمة والعقل المتزن.

قال في مقدمة الشعر والشعراء:

“فإن بعض من قصر علمه عن معرفة الشعر، وقعد به فهمه عن دركه، يظن أن ما استحسنه هو جيد، وما استقبحه هو رديء، وهذا مذهب فاسد.”

أي أنه ينقد ذوق العامة غير المتخصص، ويدعو إلى نقد علمي يستند إلى قواعد.

 لماذا نعتبره ناقدًا أدبيًا كبيرًا؟

في كتابه الشعر والشعراء، وضع أساسًا لنقد يعتمد على:

تقييم المعنى أولًا،ثم اللفظ والتراكيب،والنظر في أهداف الشاعر وظروفه.نقده لم يكن انطباعيًّا فقط، بينما حاول أن يؤسس لذوق نقدي عقلاني ومنهجي.ميز بين الشعراء وصنفهم طبقات:لم يضع الجميع في كفة واحدة.فصّل بين شعراء الجاهلية، والإسلام، والمحدثين.اعتمد في حكمه على جودة المعنى، والقدرة على التصوير، ومتانة الأسلوب.

رفض التقليد الأعمى واعتبر المحدثين شعراء حقيقيين إذا أتقنوا:على عكس نقاد آخرين تمسكوا بالشعر الجاهلي فقط، ابن قتيبة لم يقص شعراء العصر العباسي، بل قال:

“وقد يُستجاد في المحدث ما لا يستجاد في القديم، ويستجاد في القديم ما لا يستجاد في المحدث.”بالتالي أن المعيار ليس العصر، بل جودة الشعر نفسه.

تعرف أيضاَ على:كيف يؤثر الأدب على المجتمع ويغير الفكر

ابن قتيبة

هل كان ابن قتيبة ثقة؟

في العلم الحديث، كلمة “ثقة” تعني:أن الراوي ضابطٌ عدل، بالتالي يمكن الاعتماد على روايته، وأنه لا يكذب ولا يخطئ كثيرًا. ماذا قال علماء الحديث عن تفسير ابن قتيبة ؟ا لم يعد من كبار المحدثين أو أئمة الرواية، بل كان أديبًا ومفسرًا ومؤرخًا.

ومع ذلك له باع في الحديث، خصوصًا في الدفاع عنه.قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: “كان ثقة، دَينًا، فاضلًا، له معرفة باللغة والنحو وأيام الناس.”وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: الإمام، العلامة، الأخباري، النحوي، اللغوي، صاحب التصانيف. وكان صاحب سنة.”لكنه لم يُكثر الرواية بالأسانيد، ولذلك لم يُكثر العلماء من توثيقه في طبقات الرواة.

ابن قتيبة

تعرف أيضاَ على:النثر التجريبي: كيف يخرج الأدباء عن المألوف؟

وفى الختام يتبين لنا أن ابن قتيبة لم يكن مجرد ناقل أو مصنف، بل كان ناقدًا ذا رؤية، وأديبًا موسوعيًا مزج بين العلم والذوق، وبين النقل والعقل، علاوة ذلك ترك لنا تراثًا خالدًا ما زال يدرس ويحتفى به. وقد لخص رؤيته العميقة للشعر والفهم الأدبي في عبارته البليغة: “وبالتالي يعرف فضلَ الشعر من عرف مذاهب العرب، وعللَ كلامها، واستخرج معانيه.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة