ابو فراس الحمداني

ابو فراس الحمداني شاعر عربي بارز في القرن الرابع الهجري، جمع بين الفروسية والإبداع الأدبي، فكان فارسًا مقدامًا وشاعرًا مرهف الحس. عُرف بديوانه الشهير الذي تضمن قصائد العزة والكرامة، خاصة خلال فترة أسره على يد الروم، حيث كتب أروع أبياته التي عبّرت عن الحنين للوطن والشجاعة في مواجهة المحن. تميز شعره بالجزالة والصدق العاطفي، مما جعله من أعلام الأدب العربي الكبار. وقد خلّد التاريخ اسمه كرمز للفخر والإباء. ولا يزال ابو فراس الحمداني يمثل نموذجًا يجمع بين البطولة والبلاغة في ذاكرة الأدب العربي.

من هو أبو فراس الحمداني؟

أبو فراس الحمداني وهو شاعر عربي وفارس شجاع أسمه الكامل الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي. وقد ولد عام 932ميلاديا في مدينة الموصل، وقد ينتمي إلى أسرة بني حمدان الحاكمة، وتعتبر أسرة عربية شيعية تولت حكم أجزاء من شمال العراق، وسوريا خلال العصر العباسي. علاوة على ذلك قد اشتهر ابو فراس الحمداني ببلاغته وصدق عاطفته.

وبرز اسمه في الشعر العربي الكلاسيكي وخصوصا من خلال قصيدة أبو فراس الحمداني في الأسر التي كتبها أثناء أسره لدى الروم. والتي غرفت باسم الروميات، ومنها قصيدته الشهيرة. وهي “أراك عصي الدمع” التي أصبحت رمزا للحنين والكرامة والشوق.  جمع أبو فراس بين السيف، والقلم وكان قائد عسكريا وشاعرا حساسا وامتاز شعره بعمق العاطفة وصدق التجربة. وهو من أبرز شعراء العرب في القرن الرابع الهجري، وتوفي سنة 968 كيف مات أبو فراس الحمداني قد قتل في معركة نتيجة صراع سياسي لتنتهي حياته. كما عاشها بطولية وعزيزة النفس. [1]

تعرف أيضًا على: الخليل بن أحمد الفراهيدي يرسم الأوزان: من بحر الشعر إلى علم العَروض

من أشهر قصائد أبو فراس الحمداني؟

قد عرف ابو فراس الحمداني ببلاغته العالية وصدق عاطفته. وكان من الشعراء القلائل الذين جمعوا بين الشعر والفروسية. وقد تجلت في قصائده مشاعر الفخر، والكرامة، وخاصة في فترة أسره لدى الروم، وكتب أروع من جادت به قريحته ويعرف أبو فراس الحمداني شيعي بين الباحثين بسبب خليفته العائلية.

• “أراك عصي الدمع”

وهي أيقونة الشعر العربي وهذه القصيدة وتعتبر أبو فراس الحمداني أراك عصي الدمع واحدة من أشهر قصائد أبو فراس الحمداني بل هي واحدة من أعظم القصائد في تاريخ الأدب العربي كله، وقد ذاع صيتها حتى يومنا هذا وجرى على لسان كبار المغنين، وفي هذه القصيدة عبر الشاعر عن كبرياء الجريح مستخدما لغة شفافة شعرية آسرة”أراك عصي الدمع شيمتك الصبر أما للهوى نهي عليك ولا أمرن بلى أنا مشتاق. وعندي لوعة ولكن مثلي لا يذاع له سر”. بالإضافة إلى ذلك، وتظهر في هذه الأبيات شخصية الشاعر التي لا ترضى بالذل حتى في الحب وهو يعاني بصمت ولا يفقد توازنه العاطفي.

• “إذا الليل أضواني”

وقد تكون قصيدة مؤثرة كتبها ابو فراس الحمداني أثناء سجنه، وفيها يعتبر عن الوحدة، والغربة إلى الوطن والأم ما يميزها أن الشاعر يستحضر فيها الألم الإنساني أكثر من السياسي، ويخاطب الله بخشوع، وتوسل “إذا الليل أضواني بسطت يدي إلى السماء. واشتد دعائي وضجت نفسي بالأمل والبكاء وذكرت أمي ففاض الدمع من عيني رجاء وناديت ربي ردني إليها يارب السماء” وفي هذه البيات نرى القوة في الضعف والأمل في الشدة، كما يجعلها من أكثر قصائده شهرة وتأثيرا. [2]

تعرف أيضًا على: أبو الأسود الدؤلي يضع النقطة: نحويٌّ أطلق العقال للغة

هل أبو فراس الحمداني شيعي؟

يعد انتماء ابو فراس الحمداني المذهبي من النقاط. التي أثارت اهتمام الباحثين في الأدب والتاريخ. وقد ولد في بيئة سياسية تتبع المذهب الشيعي، ونشأ في كنف الدولة الحمدانية التي غرفت بولائها لآل البيت. وتشير المصادر التاريخية إلى أن أبو فراس كان شيعيا معتدلا، وقد انعكس هذا الانتماء بشكل غير مباشر في بعض مضامين شعره وخاصة ما عبر فيه عن حبه لآل البيت، وتعاطفه مع قضاياهم دون أن يحمل طابعا طائفيا.

أولا المذهبية والبيئة السياسية

الأسرة الحمدانية، وعلى رأسها الأمير سيف الدولة الحمداني ابن عم ابو فراس الحمداني. وكانت تدعم المذهب الشيعي، وكانوا مناصرين لآل البيت رغم أنهم خدموا في إطار الدولة العباسية السنية.

تعرف أيضًا على: جرير بين الهجاء والغزل: لسانٌ لا يعرف المهادنة

ثانيا مضامين شعره

قد ورد في أشهر قصائد أبو فراس الحمداني تمجيد لأهل البيت، وذكر لمآثرهم. كما يظهر فيه تعاطف واضح مع قضاياهم السياسية وهي مضامين تشير إلى انتماء عقائدي شيعي.

ثالثا الانتماء السياسي والقبلي

وهي قبيلة تغلب التي ينتمي إليها كانت قريبة من شيعة الشام، والعراق. وكان الارتباط الوثيق بين الشعراء الحمدانيين وأهل الكوفة، والنجف، والموصل. وهم من مناطق الثقل الشيعي هذا يظهر شعر أبو فراس الحمداني وخاصة في أشهر قصائد أبو فراس الحمداني.

تعرف أيضًا على: علاء الأسواني إلى المعري رحلة عبر عقول غيّرت الأدب العربي

هل عاصر المتنبي أبو فراس الحمداني؟

والإجابة هي نعم عاصر الشاعر أبو الطيب المتنبي الفارس ابو فراس الحمداني بل أنهما التقيا فعليا في بلاط سيف الدولة الحمداني في مدينة حلب، من خلال النصف الأول من القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي. ويشير التاريخ إلى أبو فراس الحمداني تاريخ ومكان الميلاد وقد ولد في عام 932 ميلاديا في مدينة الموصل.

1- اللقاء في بلاط سيف الدولة

وكان المتنبي شاعرا رسميا لدى سيف الدولة ومقربا منه يمدحه في قصائد عظيمة وقد نال شهرة عن طريق هذه العلاقة، وفي المقابل كان ابو فراس الحمداني ابن عم سيف الدولة، وأحد أبرز رجالاته السياسيين، والعسكريين. كما كان شاعرا يتمتع بمكانة خاصة ليس فقط بسبب شعره. بل أيضا بسبب قرابته من الأمير. وهذا التقاطع جعل كلا من المتنبي وأبي فراس في موقع المقارنة الدائمة داخل البلاط وبين النخبة الثقفة.

تعرف أيضًا على: سهيل إدريس ورحلة الكلمات من الرواية إلى القاموس

2- العلاقة بين المتنبي وأبي فراس

وعلى الرغم من أن التاريخ لا يذكر بينهما خلافا شعريا مباشرا إلا أن كثيرا من الدراسين يرجحون وجود نوع من التنافس أو العيرة الأدبي بين الطرفين، وخاصة من جهة ابو فراس الحمداني تجاه المتنبي الذي استأثر بمديح سيف الدولة واحتل مساحة واسعة من اهتمامه.

تعرف أيضًا على: جبرا إبراهيم جبرا ومفاهيم الحداثة في السرد العربي

وفي الختام. يعتبر ابو فراس الحمداني من أعظم أعلام الشعر في العصر العباسي وقد جمع في شخصيته بين الفروسية، والشعر والكرامة والعاطفة ليخلد اسمه في صفحات الأدب العربي، ولد عام 932في مدينة الموصل وسط أسرة حاكمة، وبيئة مشبعة بالسياسة. وقد كانت حياته مليئة بالمواقف الصعبة وأبرزها أسره لدى الروم وكتب خلاله قصائد خالدة في ديوانه المعروف بالروميات، ومنها قصيدة ابو فراس الحمداني في الأسر. التي جسدت معاناته واعتزازه بنفسه. ومن أشهر ما كتبه في تلك الفترة قصيدته العظيمة “أراك عصي الدمع”، والتي أصبحت من أشهر قصائد أبو فراس الحمداني. وقد عرف بانتمائه إلى المذهب الشيعي شأتع شأن أسرته الحمدانية. التي كانت تناصر آل البيت وتؤمن بمبادئهم ولكن لك لم يؤثر على شعره الإنساني الشامل الذي خاطب القلوب جميعها. علاوة على ذلك أما عن كيف مات أبو فراس الحمداني قد قتل في عام 968نتيجة صراع سياسي.

• messageinternationalAbu Firas Al-Hamdani – The Last Great Arab )Poet- بتصرف
• iqraonlineThe Poet-Knight Abu Firas al-Hamadani and his Famous Poem Lampooning the Abbasids- بتصرف

مشاركة المقال

وسوم