أثر الطلاق على الأبناء وكيفية تجاوزه

تعتبر “تأثيرات الطلاق على الأبناء“ من القضايا الاجتماعية المعقدة التي تحمل في طياتها تحديات نفسية وعاطفية كبيرة. يمثل انفصال الوالدين حدثًا مفصليًا في حياة الطفل. قد يترك بصمات عميقة على شخصيته وسلوكه وتكوينه المستقبلي. لذا، يأتي هذا المقال ليسلط الضوء على الأبعاد المختلفة لهذا الأثر، مقدمًا رؤية شاملة لكيفية تعامل الأبناء مع هذا التحول الجذري.

 ما هي آثار الطلاق على الأبناء؟

وإن أثر الطلاق على الأبناء. قد لا يتوقف عن لحظة الانفصال بل يمتد ليترك بصماته على حياتهم الاجتماعية والنفسية والأسرة قد تمثل مصدر الاستقرار والأمان لدى الأطفال .

• الآثار العاطفية والنفسية

قد يشعر الأبناء بالقلق والخوف من المستقبل بعد فقدان صورة الأسرة الكاملة، كما يدخل بعض الأطفال في حالة من الاكتئاب والحزن وذلك نتيجة الطلاق، وقد يظهر شغعور بالذنب أحيانا لدى الطفل معتقدا أنه سبب الانفصال وضعف الثقة بالنفس وصعوبة التعبير عن مشاعرهم بشكل سليم.

• الآثار التعليمية والدراسية

تراجع المستوى الدراسي. وذلك نتيجة الانشغال النفسي وفقدان التركيز وغياب المتابعة المنتظمة من أحد الوالدين قد يؤدي إلى ضعف التحصيل. وفقدان الحافز للتعليم بسبب الأجواء المشحونة داخل البيت.

أول عنصر

• ارتباط آثار الطلاق بأضرار الطلاق على المرأة

قد لا يمكن الإغفال عن أضرار الطلاق على المرأة. وتؤثر بشكل هائل على الأبناء وإذا واجهت الأم ضغوطا مادية أو نفسية بعد الطلاق فإن انعكاس ذلك يظهر على الأبناء في صورة حرمان عاطفي ، بالإضافة إلى ذلك والأم التي تتحمل مسؤولية مضاعفة قد تجد صعوبة في الموازنة بين تربية الأطفال والعمل. [1]

تعرف أيضًا على: أنواع الغيرة عند الرجال

ماذا يحدث للأطفال بعد الطلاق؟

وبعد وقوع الطلاق قد تبدأ حياة مليئة بالتحديات أمام الأطفال وقد تتغير ملامح حياتهم بشكل تام والأطفال هم الأكثر تأثر بهذه التجربة الصعبة. وإن أثر الطلاق على الأبناء. قد يظهر بشكل واضح في كل مرحلة عمرية وتختلف شدته حسب طريقة تعامل الوالدين مع الموقف .

تعرف أيضًا على: أنواع الضغوط النفسية

 الارتباك النفسي والشعور بعدم الاستقرا

قد يشعر الطفل بعد الطلاق بخلل في عالمه الداخلي إذا لم يعد يرى والديه معا كما اعتاد، وقد تتولد لديه مخاوف هائلة.  على سبيل المثال العيش بعيدا عن أحد الوالدين. وهذا القلق المستمر قد يترك أثرا هائلا على شخصيته كما يزيد من أثر الطلاق على الأبناء على المدى البعيد.

 ضياع الأطفال بعد الطلاق من الناحية العاطفية

قد يكون الطفل بحاجة إلى حنان الأب أو الأم وعند الطلاق قد يجد نقصا في هذا الجانب و يعيش بعض الأطفال في حالة فراغ عاطفي تجعلهم يبحثون عن الاهتمام . بالإضافة إلى ذلك هذه الفجوة العاطفية تعتبر من أخطر أشكال ضياع الأطفال بعد الطلاق. [2]

تعرف أيضًا على: أنواع العلاقات بين الرجل والمرأة

 ما هي إيجابيات الطلاق على الأطفال؟

ورغم أن الطلاق غالبا ما ينظر إليه على أنه تجربة صعبة مليئة بالآثار السلبية إلا أن هناك جانبا آخر قد يكون أكثر إيجابية وخاصة إذا كان الطلاق يتم في أجواء مسؤولة وفي بعض الحالات قد يصبح الانفصال حلا قد يحمي الأبناء من مشكلات نفسية ولذلك يمكن القول إن أثر الطلاق على الأبناء. ليس دائما سببا ويحمل معه بعض الإيجابيات إذا كان طلاق ناجح بلا تأثير على الأطفال.

• الابتعاد عن جو مليء بالصراعات

وعندما يعيش الأطفال في منزل مليء بالمشاحنات اليومية بين الوالدين وقد يتأثرون نفسيا بشكل كبير وفي حالة الطلاق الهادئ قد يتخلص الطفل من هذا التوتر المستمر وقد يشعر براحة، علاوة على ذلك وهنا قد يظهر أثر الطلاق على الأبناء. بشكل إيجابي وينشأ في بيئة أكثر استقرار بعيد عن القلق والتوتر.

• قدوة في اتخاذ القرار الصحيح

قد يرى الأبناء أن والديهم قد فضلوا الانفصال على الاستمرار في علاقة مؤذية، بالإضافة إلى ذلك والقدوة في اتخاذ القرار السليم قد يغرس في نفوس الأبناء قمية مهمة وهي أن البحث عن راحة نفسية أحيانا قد يكون أفضل من التضحية المستمرة، وهذا النوع من طلاق ناجح بلا تاثير على الأطفال. يكون درسا في تحمل المسؤولية.

• تعزيز الصحة النفسية للأطفال

وفي الكثير من الأحيان الأطفال الذين كانوا يعيشون ضغطا نفسيا بسبب الخلافات الأسرية وقد يقل لديهم الخوف اليومي من صراعات الوالدين. وهنا قد يكون أثر الطلاق على الأبناء بمثابة بداية جديدة نحو التوازن النفسي.

تعرف أيضًا على: أهم النقاط في اجتماع أولياء الأمور

 في أي عمر يصبح الطلاق أكثر تأثيرا على الطفل؟

ويعتبر الطلطق من المواقف الحياتية الصعبة التي تترك أثر عميق على الأبناء ولكن درجة التأثير قد تختلف باختلاف المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل،  ويعتبر تحديد العمر الذي يكون فيه أثر الطلاق على الأطفال أكثر وضوحا أمرا مهما لفهم احتياجاتهم بشكل أفضل.

تعرف أيضًا على: أنواع الحب بين الرجل والمرأة

• مرحلة الطفولة المبكرة

وهو من سن 3إلى 5سنوات وهذا العمر قد يعتمد الطفل بشكل رئيسي على وجود كلا الوالدين للشعور بالأمان والانفصال. في هذه المرحلة قد تجعل الطفل يشعر بالقلق والخوف. أثر الطلاق على الأطفال. وهنا قد يظهر في صورة تعلق زائد بالوالدين أو بكاء مستمر.

• مرحلة الطفولة المتوسطة

وهي من سن 6إلى 9سنوات يبدأ فيها الطفل بفهم معنى الأنفصال بشكل أوضح وقد يشعر بالذنب ويظن أنه السبب وراء صراعات والديه، بالإضافة إلى ذلك وقد يظهر هنا في انخفاض التحصيل الدراسي أو صعوبة التركيز نتيجة الاضطراب النفسي.

• مرحلة المراهقة

وهي من سن 13إلى 18سنة ويعد سن المراهقة هو من أكثر المراحل حساسية عند حدوث الطلاق والمراهق قد يكون في مرحلة بحث عن الاستقلال والهوية وأي خلل في العلاقات الأسرية وقد يزيد من مشاعر التمرد والتوتر وأثر الطلاق على الأطفال. في هذه المرحلة قد يتجلى في مشكلات سلوكية.

تعرف أيضًا على: تحدي الرياضة للأسرة لصحة أفضل

وفي الختام. قد يمكن القول إن أثر الطلاق على الأبناء. يختلف من طفل لآخر حسب عمره ومدى الدعم الذي يتلقاه من والديه والمحيطين به، والطلاق قد يترك جروحا نفسية هائلة إذا لم تتم معالجته بشكل واعي ولكنه في الوقت نفسه قد يكون بداية جديدة أكثر استقرارـ وإذا أحسن الوالدان إدارة المرحلة بتفاهم ومرونة وتفاهم وتجاوز آثار الطلاق لا يعتمد فقط على مرور الوقت بل يحتاج إلى تواصل صادق.

• familymeans)بتصرف) What Are the Effects of Divorce on Children?
• government.nlWhat happens to the responsibility for my children if I get divorced? . )بتصرف)

مشاركة المقال

وسوم