استقامة الصحابة والتابعين: كيف بلغوا القمم رغم التحديات؟

عناصر الموضوع

1- تعريف الاستقامة وثمراتها

2- قصص استقامة من الصحابة (أبو بكر، عمر)

3- نماذج من التابعين (الحسن البصري)

4- العوامل الداعمة للاستقامة

5- مواجهة الفتن في عصرهم

6- رسائل للأجيال الحالية حول الثبات

شكل التابعون والصحابة نماذج فريدة في الثبات والاستقامة على الدين الإسلامي رغم الابتلاءات والتحديات التي واجهتهم أثناء نشر الإسلام. علاوة على ذلك أيضا وعاشوا في بيئة تعج بالمخاطر والمصاعب سواء من الفتن التي ظهرت بعد وفاة النبي أو من اضطهاد أهل قريش في بداية نشر الإسلام.  ومع ذلك استطاعوا الصحابة في بلوغ قمم الإيمان بفضل إخلاصهم لله وصحبتهم للنبي.  وتمسكهم بتعاليم الإسلام أو لمن تبعهم بإحسان وكانت سيرتهم مثالًا حيا للاجتهاد والتضحية من أجل الإسلام.  مما يجب دائمًا اتباع نماذج من استقامة الصحابة والتابعين.

1- تعريف الاستقامة وثمراتها

أولًا تعريف الاستقامة:

الاستقامة هي لغة الثبات والاعتدال و قد تعني في الاصطلاح الشرعي التزام المسلمين بطاعة الله  وسلوك الطريق المستقيم الذي أمر الله عز وجل به دون تقصير أو انحراف. اجتنابًا لنواهي الله سبحانه وتعالى وتحقيقًا لأوامره قال الله تعالى:”فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا” مما أوضح النبي صلى الله عليه وسلم معني الاستقامة بقوله:”قل آمنت بالله ثم استقم”.

ثانيًا ثمرات الاستقامة:

• نيل رضا الله تعالى والجنة: قال الله سبحانه وتعالى في كتابه:”إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون”. مما تدل هذه الآية على ثمرات الاستقامة.
• طمأنينة القلب وراحة النفس: الإنسان المستقيم يعيش حياة مطمئنة. بعيدة عن الاضطرابات نتيجة يقين المسلم بالله عز وجل واتباع أوامره  و يجب دائما اتباع نماذج من استقامة الصحابة والتابعين.
• قبول الأعمال: تعد ثمرة الاستقامة هي شرط لقبول الله الأعمال الصالحة. علاوة على ذلك أيضا وتدل على الاستمرار في طاعة الله عز وجل بلا تقطع في عبادته. [1]

2- قصص استقامة من الصحابة (أبو بكر. عمر)

أولًا استقامة أبو بكر الصديق في خلافة المسلمين :

رغم التحديات التي كانت تواجه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وخاصة التي كانت تواجه أثناء حروب الردة لم يتهاون أبو بكر الصديق في الدفاع عن الدين الإسلامي ووحدة الأمة حتى قال كلمته الشهيرة:”والله لو منعوني عقالًا كانوا يؤدونه إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه”.

ثانيًا استقامة عمر بن الخطاب وعدلة في الحكم:

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشرف بنفسه على مصالح المسلمين.  وكان يحاسب ولاته بصرامة إذا تجاوزوا حدود الشرع الإسلامي مما اشتهر بمقولته:”لو عثرت بغلة في العراق لَسُئِلَت ْعنها: لم لم تسو لها الطريق يا عمر”  مما يدل على استقامة عمر بن الخطاب وشعوره العميق بالمسؤولية. [2]

3- نماذج من التابعين (الحسن البصري)

• مواجهة الحكام بالحق: اشتهر الحسن البصري رضي الله عنه بمواقفه الجريئة أمام الحكام وكان يقول الحسن البصري الحق دون مجاملة أو خوف. بالإضافة إلي ذلك ومن أشهر المواقف أنه نصح الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان معروف بظلمه. عندما سأله الحجاج عن رأيه فيه قال الحسن البصري :”يا حجاج إنك ابتليت بسلطان الله في الأرض فأحكم بالعدل وأد الأمانة واعلم أن الله سائلك عن رعيتك”.
• زهده في الدنيا: كان الحسن البصري يرفض المغريات والمناصب الدنيوية. وعرضت عليه مناصب حكومية لكنه رفضها مخافة الانشغال عن طاعة الله عز وجل والانحراف عن الاستقامة وكان يقول الحسن البصري: “الدنيا دار ممر وليست دار مقر. فخذوا من ممركم لمقركم”. [3]

4- العوامل الداعمة للاستقامة

الإيمان بالله وتعظيمه:

الخوف من عقاب الله عز وجل وتقوية الإيمان وحب رضاه. تساعد في التزام المسلم بالاستقامة وقال الله تعال:”إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون”.

الصحبة الصالحة:

قال النبي صلى الله عليه وسلم:”المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل” علاوة على ذلك أيضا تدل هذه الآية على أن الأصدقاء الصالحون يعينون المسلم على الثبات وطاعة لله عز وجل.

الارتباط بالقرآن والسنة:

قد تمسكوا الصحابة والتابعين بتعاليم السنة والقرآن وقد اتخذوهما مرجعًا في كل أمور حياتهم وكان ذلك سببا رئيسيًا في التزامهم بالاستقامة.

الخوف من الفتنة والتواضع:

على الرغم من مكانة الصحابة والتابعين إلا أنهم كانوا دائمًا يحاسبون أنفسهم ويخافون من الانحراف. بالإضافة إلي ذلك ويجعلهم يبتعدون عن مواطن الفتن والشبهات.

الصبر في مواجهة المحن:

قد تحملوا الصحابة والتابعين الاضطهاد والأذي والجهاد في سبيل الله.  وعلى الرغم من ذلك إلا أنهم لم يتراجعوا عن دينهم بل أيضا كانوا يعتبرون المحن وسيلة لاختبار الإخلاص والثبات.

الاستعانة بالله والدعاء:

كانوا الصحابة والتابعين دائمًا يلجؤون إلي الله بالدعاء يسألونه الثبات على الدين الإسلامي. بالإضافة إلي ذلك في حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال:”يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك”.[4]

5- مواجهة الفتن في عصرهم

أولا فتنة الردة بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

ارتد بعض القبائل بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الامتناع  عن دفع الزكاة حيث تصدى لهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه لفتنة الردة بحزم شديد بالإضافة إلي ذلك وقال:”والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة”. وكانت هذه المواجهة الشريفة حاسمة في استمرار تطبيق أحكام الدين الإسلامي وحفظ وحدة الدولة الإسلامية.

ثانيًا فتنة مقتل عثمان بن عفان:

تعد هذه الفتنة من أصعب الفتن التي قد واجهها الصحابة الكرام رضي الله عنهم حيث أدت إلي انقسام الأمة. بالإضافة إلي ذلك برغم الوضع إلا أن على بن أبي طالب تمسك بالحق وسعى لإعادة الاستقرار للأمة الإسلامية مما واجه تمردات داخلية. [5]

6- رسائل للأجيال الحالية حول الثبات

• اجعلوا القرآن رفيق حياتكم: الثبات على القيم والمبادئ في زمن قد تكثر فيه المغريات والتحديات هو أعظم ما يمكن أن يكون تهدوه لأمتكم وأنفسكم. علاوة على ذلك أيضا لقد واجه التابعون والصحابة فتنا عظيمة. وعلى الرغم من ذلك قد ثبتوا لأنهم تمسكوا بالدين الإسلامي. واستناروا بتلاوة القرآن الكريم وهو أعظم معين على الثبات في وجه الشهوات والشبهات.
• تذكروا أن الدنيا دار اختبار: اعلموا أيها الشباب أن الفوز الحقيقي هو رضا الله عز وجل والفوز بالجنة فلا تغرنكم بزينتها. [6]

وفي الختام يبقى استقامة الصحابة والتابعين مثالًا حيا في الثبات على الدين الإسلامي رغم الابتلاءات والتحديات. علاوة على ذلك لقد بلغوا الصحابة الكرام القمم بتمسكهم بالسنة والقرآن الكريم وحسن توكلهم على الله عز وجل وصبرهم على المحن والفتن. وكانت حياتهم نموج علمي للالتزام بالنجاح والمبادئ في الدنيا والآخرة.

• islamwayتعريف الاستقامة وثمراتها - بتصرف
• islamwebقصص استقامة من الصحابة (أبو بكر، عمر) - بتصرف
• kalemtayebنماذج من التابعين (الحسن البصري) - بتصرف
• alukahالعوامل الداعمة للاستقامة - بتصرف
• shaykhwaleedمواجهة الفتن في عصرهم - بتصرف
• islamsyriaرسائل للأجيال الحالية حول الثبات - بتصرف

مشاركة المقال

وسوم