اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD): أعراضه، كيفية التشخيص، وتأثيره على الأطفال والبالغين

في الواقع، إن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لا يقتصر على الأطفال فقط، بل قد يستمر تأثيره إلى مرحلة البلوغ، ويؤثر على جودة حياة البالغين أيضًا. وتزداد صعوبة التعرف عليه بسبب تشابه أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه مع أعراض حالات أخرى. لذلك، من الضروري أن نتعمق في فهم هذا الاضطراب، ونتعرف على طبيعته لدى مختلف الفئات العمرية، خاصة فيما يتعلق بــ اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال، بالإضافة إلى التعرف علي طرق التشخيص المتبعة والعلاجات المتوفرة.

ما هو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)؟

اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هو اضطراب عصبي نمائي يؤثر في تطوّر الدماغ وآلية عمله، ويظهر عادةً في سن مبكرة قبل بلوغ الطفل عمر 12 عامًا، إلا أنه قد يستمر مع الفرد إلى ما بعد مرحلة البلوغ. غالبًا ما يواجه الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب صعوبة في تنظيم الانتباه، كما يجدون مشقة في البقاء ساكنين أو في التحكم في اندفاعاتهم، مما ينعكس سلبًا على حياتهم اليومية سواء في المدرسة أو المنزل أو بيئة العمل. كما يكونون أكثر عرضة للمشكلات السلوكية، وضعف التحصيل الدراسي، والتحديات في العلاقات الاجتماعية. [1]

ومن المهم أن ندرك أن هذا الاضطراب ليس مجرد سلوك شقي أو كسل في الأداء، بل هو حالة طبية معترف بها علميًّا، وتتطلب تشخيصًا دقيقًا وتدخلاً مبكرًا يشمل العلاج السلوكي، أو الأدوية المناسبة، بالإضافة إلى الدعم الأسري والمدرسي.

تعرف أيضًا على: اضطراب القلق العام

أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه عند البالغين والأطفال

أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه تظهر بشكل مختلف بين الأطفال والبالغين، لكنها دائمًا بتأثر على جودة الحياة.

• أعراض عند الأطفال:صعوبة الجلوس لفترة طويلة، التحرك باستمرار حتى في المواقف اللي تتطلب هدوء، التشتت بسهولة ونسيان المهام
• أعراض عند البالغين: التأخر المستمر في المواعيد، الشعور بالملل بسرعة، صعوبة التنظيم وإنهاء الأعمال

التشخيص المبكر يساعد في تقليل حدة الأعراض وتحسين التفاعل مع البيئة.

تعرف أيضًا على: اضطراب الهلع

كيف أعرف أني مصاب ب ADHD؟ خطوات التشخيص الذاتي

يسأل الكثير من الأشخاص هذا السؤال: كيف أعرف أني مصاب ب ADHD؟، خاصة عند ملاحظتهم لمشكلات مستمرة في التركيز، أو ضعف في إنجاز المهام، أو الشعور المتكرر بالتشتت الذهني. تبدأ أولى خطوات التشخيص الذاتي من خلال مراقبة السلوك الشخصي. على سبيل المثال: هل تشعر بأنك تفقد تركيزك بسهولة أثناء الاجتماعات؟ هل تواجه صعوبة في إتمام المهام ضمن الوقت المحدد؟ هل تجد صعوبة في تنظيم يومك، أو تنسى الأمور المهمة باستمرار؟ إذا كانت إجاباتك نعم، فقد تكون هذه علامات تستحق الانتباه.

ورغم أهمية الملاحظة الذاتية، إلا أنها غير كافية بمفردها. لا بد من إدراك أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يتطلب تقييمًا دقيقًا من مختص في الصحة النفسية. وتشمل الخطوات الرسمية للتشخيص عادةً ملء استبيانات معتمدة لتقييم الأعراض، يليها جلسات مع طبيب أو أخصائي نفسي لفهم مدى تأثير هذه الأعراض على حياتك اليومية. كما ينبغي أن تستمر الأعراض لمدة لا تقل عن ستة أشهر، وأن تظهر في أكثر من بيئة، مثل المنزل والعمل. فالتشخيص الطبي لا يؤكد الحالة فحسب، بل يفتح أيضًا الباب أمام العلاج المناسب، ويمنح المريض راحة نفسية وشعورًا بأنه ليس وحده، وأن هناك حلولًا فعّالة يمكن أن تساعده على تجاوز هذه الصعوبات.

تعرف أيضًا على: اضطراب مابعد الصدمة

ما هو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال؟

اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال هو حالة مزمنة تظهر عادة قبل سن 12 سنة، وتؤثر على الأداء الأكاديمي والاجتماعي للطفل. من أبرز صفاته أنه يجعل الطفل غير قادر علي التركيز، يتكلم كثيرًا، يتحرك دائمًا سواء هذا يناسب المكان ام لا.

الطفل المصاب غالبًا: ليس لديه القدرة علي ﺇتباع التعليمات، ينشغل بأفكاره، يتكلم أو يتصرف قبل التفكير.

كيف أعرف أن ابني عنده فرط حركة وتشتت انتباه؟ علامات واضحة

يُعد هذا تساؤلًا شائعًا لدى كثير من الأمهات والآباء: كيف أعرف أن ابني عنده فرط حركة وتشتت انتباه؟ والإجابة تبدأ من الملاحظة اليومية الدقيقة لسلوك الطفل في مواقف مختلفة.

من أبرز العلامات التي قد تشير إلى وجود اضطراب: أن يُظهر الطفل تشتتًا سريعًا أثناء الدراسة أو اللعب، ويواجه صعوبة في انتظار دوره في الألعاب أو أثناء الوقوف في الطابور، كما قد ينسى أغراضه باستمرار، أو يتحدث ويقاطع الآخرين دون تفكير مسبق. وإذا كانت هذه السلوكيات تتكرر في أكثر من بيئة، كأن تظهر في المدرسة والمنزل معًا، فمن الأفضل التوجه إلى أخصائي نفسي للأطفال لإجراء تقييم شامل والتأكد من الحالة.

تعرف أيضًا على: الصحة النفسية اليوم العالمي: احتفال برعاية العقل والروح

الأسباب والعوامل المؤثرة في اضطراب ADHD

اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال ليس له سبب واحد، لكنه نتيجة تفاعل بين عوامل مختلفة:

• الوراثة: لو هناك تاريخ عائلي مع الاضطراب، مشاكل في تطور الدماغ أثناء الحمل أو الولادة.
• عوامل بيئية: التعرض للمواد السامة أو التدخين أثناء الحمل.
• مؤثرات نفسية: القلق أو التوتر الأسري.

فهم الأسباب بيساعد في اختيار العلاج الأنسب والمتابعة الفعالة.

تعرف أيضًا على: أسباب الأمراض النفسية: لماذا نصاب بها وكيف نتعامل مع جذورها؟

التشخيص الطبي والتقييم النفسي لاضطراب ADHD

حتى تتأكد من إصابتك أو إصابة ابنك باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، التشخيص يجب أن يتم من خلال متخصصين. ويشمل:

• مقابلات شخصية مع الأهل والطفل
• استبيانات تقييم سلوكي
• تحليل السلوك في أكثر من بيئة (مدرسة،منزل)
• فحص طبي شامل لاستبعاد أي أسباب عضوية
• تقييم الذاكرة والانتباه والتركيز
• ملاحظة الأعراض لمدة لا تقل عن 6 شهور

كيف أعرف أن ابني عنده فرط حركة وتشتت انتباه؟ من خلال هذه الخطوات يمكنك البدء بأول خطوة في التشخيص السليم.

تعرف أيضًا على: ما هو الوسواس القهري؟ تعريف شامل بالأعراض والأسباب وطرق التعامل مع المرض

العلاجات المتاحة لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

يختلف العلاج من شخص لآخر وفقًا لطبيعة الحالة ودرجة الأعراض، ولكن الأهم أن تعلم أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يمكن التحكم فيه بنجاح من خلال خطة علاجية مناسبة.

تشمل الخيارات العلاجية المتاحة:

• الأدوية المنشطة مثل الريتالين والأديرال، والتي تُساعد على تحسين التركيز والانتباه.
• العلاج المعرفي السلوكي، وهو مفيد للغاية لكل من الأطفال والبالغين في تعديل أنماط التفكير والسلوك.
• تنظيم الروتين اليومي من خلال جداول واضحة وهيكل منتظم يساعد في تقليل الفوضى وزيادة الإنتاجية.
• العلاجات البديلة مثل التأمل، واليوغا، وبعض المكملات الطبيعية التي تدعم التركيز والاسترخاء.

إذا لاحظت ظهور أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه بشكل متكرر، فلا تتردد في استشارة مختص نفسي أو طبيب متخصص للبدء في العلاج المناسب في الوقت المناسب.

تعرف أيضًا على: ما هو اضطراب ثنائي القطب؟ أعراضه وكيفية التشخيص والاختبار الذاتي

نصائح للتعامل مع اضطراب ADHD في المنزل والمدرسة

سواء كنت والدًا لطفل تظهر عليه بعض الأعراض، أو كنت شخصًا يتساءل: كيف أعرف أني مصاب ب ADHD؟، فإن التعامل مع الحالة يبدأ من البيئة المحيطة. ففي المنزل، من المهم جدًا توفير روتين يومي ثابت وواضح، إذ يحتاج المصابون بـ اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه إلى نظام يساعدهم على التركيز والاستقرار. وينصح بتهيئة بيئة هادئة ومنظمة، مع تقليل مصادر الإلهاء مثل التلفاز أو الضوضاء، كما يُفضل دائمًا تعزيز السلوك الإيجابي بالكلمات المشجعة أو بمكافآت بسيطة بدلًا من استخدام العقاب، إذ إن التحفيز الإيجابي له تأثير فعّال في تعديل السلوك.

أما في البيئة المدرسية، فإن الدعم التربوي يُعد عنصرًا أساسيًا في مساعدة الطالب على التكيف والنجاح. من أبرز النصائح التي يُوصى بها للمعلمين تقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة وواضحة، وتوفير فترات استراحة قصيرة بين الأنشطة. كما أن التعاون المستمر مع الأخصائي النفسي داخل المدرسة يسهم في وضع خطة مناسبة لكل طالب، ومتابعة تقدمه. فالأشخاص المصابون بـ اضطراب فرط الحركة بحاجة إلى تعامل يراعي طبيعتهم الخاصة، ويمنحهم الدعم والاحتواء، سواء في المنزل أو في المدرسة، مما ينعكس بشكل إيجابي على سلوكهم وتحصيلهم الأكاديمي والاجتماعي.[2]

تعرف أيضًا على: أنواع الأمراض النفسية وأعراضها الشائعة وكيفية التعرف عليها بدقة

في الختام، سواء كنت تبحث عن إجابة لسؤال: كيف أعرف أني مصاب ب ADHD؟ أو تحاول فهم سلوكيات ابنك وتتساءل: كيف أعرف أن ابني عنده فرط حركة وتشتت انتباه؟ فإن الخطوة الأولى نحو العلاج تبدأ دائمًا بفهم طبيعة اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

إن زيادة التوعية بــ أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه، والاطلاع على خصائص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال، يساهمان بشكل كبير في تحسين جودة حياة المصاب، ويخففان من الأعباء النفسية والسلوكية المرتبطة به. فكلما زاد الوعي، كان التدخل أسرع، والدعم أعمق، والنتائج أفضل على المدى الطويل.

• NIMHAttention-Deficit/Hyperactivity Disorder (ADHD) (بتصرف)
• CDCADHD in the Classroom: Helping Children Succeed in School (بتصرف)

مشاركة المقال

وسوم