الأحياء البحرية النادرة والمهددة

الكاتب : آية زيدان
02 سبتمبر 2025
عدد المشاهدات : 14
منذ 6 ساعات
الأحياء البحرية النادرة
ما هي أغرب الكائنات البحرية؟
كم عدد الأحياء البحرية؟
ما هو تخصص الأحياء البحرية؟
ما هي المخلوقات البحرية؟
العوالق  (Plankton)
السباحون  (Nekton)
القاعيات  (Benthos)

الأحياء البحرية النادرة. تحت سطح مياه البحار والمحيطات يعيش عالمٌ منفصل يتّسع في صمته لاختلافه. فبينما تبدو الظواهر البحرية جليّة، تنمو في الأعماق كائنات قلّة من نراها ونسمع عنها، تقفز إلى حياتنا الألم والفهم العميق عبر جمالها. وندرتها فهي ليست مجرد تسميات في سجلات علمية. بل هي جواهر إيكولوجية تعكس تاريخ الطبيعة ودرب بقاءه. في فصول هذا المقال سنغوص في عالم هذه الكائنات،

ما هي أغرب الكائنات البحرية؟

في أعماق المحيطات، تنتشر الأحياء البحرية النادرة. بشكل مدهش، بعضها يبدو كأنه خرج من عالم آخر، لتذكّرنا بالغموض والجمال المختبئ في الركن الأقل استكشافًا من كوكبنا. على سبيل المثال:

الأحياء البحرية النادرة

  • القرش الساطع البرتقالي بعيون بيضاء. اكتشف مؤخرًا قبالة سواحل كوستاريكا، وهو حالة طفرة جينيّة فريدة أعطت هذا القرش لونًا غير اعتيادي وأضواءً بيضاء في عينيه، وهو أمر نادر جدًا في عالم القرش العادي.
  • القنفذ البحري الشفاف الوردي. المعروف بـ “البحش الوردي الشفاف” (Pink See-Through Fantasia). شكله الزجاجي يكشف ملامح جسده خلال تحركه في أعماق المحيط، وهو أمر خيالي يشبه ما نقرأه في روايات الخيال العلمي.
  • أخطبوط الأشباح (Casper Octopus) والـ قرش الميت Zombie Squid. الذان تم اكتشافهما في سلسلة جبال تحت البحر في النازكا بمنطقة المحيط الهادئ الجنوبي. أعطى اسمهما الشخصي انطباعًا بالخوض في عالم الأحلام أو حتى الكوابيس البحرية.
  • الأخطبوط المقلّد (Mimic Octopus) من أستراليا، الذي يعدّ عبقريًّا تطوّريًا: بإمكانه تشبيه نفسها بسمك الأسد أو البلدغ أو حتى ثعبان البحر بمجرد تغيير وضعية جسمه ولونه—وسيلة دفاع تبهر العلماء.

نعرف أيضًا على: “دليل أسماء البحار في الوطن العربي ومواقعها الجغرافية وأهميتها الاستراتيجية”

هذه الأمثلة هي سحر يتجسد على شاشة الواقع والتراث البحري. وجود هذه الكائنات المدهشة يظهر لنا كم أنّ عالم البحار مليء بالأسرار. وكل ما نحتاجه هو الرغبة في الاستمرار بالحفظ والبحث، لأن كل هذه الكائنات الأحياء البحرية النادرة تستحق أن ترى النور، أن تشير إلى قيمة الطبيعة ودورها في إلهامنا العلمي والثقافي.[1]

نعرف أيضًا على: أين يقع المحيط الهادي؟ موقعه الجغرافي وأهم خصائصه وتأثيره على المناخ العالمي

كم عدد الأحياء البحرية؟

الأحياء البحرية النادرة

حين نتحدث عن الأحياء البحرية النادرة. يصبح السؤال عن “كم عدد الأحياء البحرية؟” أكثر من مجرد أرقام، إنه غوص عميق في أسرار المحيطات الخفية. حسب السجل الدولي للأنواع البحرية  (WoRMS)، هناك الآن حوالي 242,000 نوع بحري موثّق، وهو الرقم المعتمد حتى عام 2023.

لكن الأرقام المكتشفة تمثل فقط رأس جبل جليد من حيث التنوع البيولوجي. تقديرات العلماء تشير إلى أن عدد أنواع الكائنات البحرية الفعلية قد يصل إلى 2.2 مليون نوع، ما يعني أن نسبة ما اكتشفناه لا تتعدى 11٪ من الإجمالي المحتمل.

نعرف أيضًا على: أسباب حدوث الأعاصير: كيف تتكون الأعاصير وما العوامل التي تؤدي لظهورها؟

المثير للدهشة هو أننا ما زلنا نكتشف ما يقارب 2,300  نوع بحري جديد سنويًا. من الكائنات الصغيرة التي لا تُرى بالعين إلى مخلوقات أعماق بحرية لم يُسبق أن شاهدها إنسان.

علاوة علي ذلك هذا الاختلاف الكبير بين العدد المعروف والتقديرات يعكس مدى محدودية استكشافنا ومحدودية المعدات والدراسات. لكن بفضل التقدم في التقنيات مثل التصنيف الجيني والرحلات الاستكشافية الحديثة، نحن نقترب كل يوم من فهم أفضل لهذا التنوع البحري الهائل.[2]

نعرف أيضًا على: أسباب تلوث البحار: أهم العوامل وتأثيرها على البيئة البحرية والصحة العالمية

ما هو تخصص الأحياء البحرية؟

الأحياء البحرية النادرة

يعدُّ تخصص الأحياء البحرية مجالًا علميًّا غنيًّا ومُتشّعِّبًا، يحرص فيه الباحثون على دراسة الكائنات التي تعيش في المياه المالحة ومحيطات العالم. سواء النباتية أو الحيوانية أو الميكروبية، واستكشاف كيفية تفاعلها مع بيئاتها المحيطة. هذا المجال لا يقتصر على تصنيف الكائنات البحرية فقط. بل يتعمّق في فهم علاقاتها مع العناصر الفيزيائية والكيميائية التي تحيط بها.

تخصصات الأحياء البحرية متعددة ومتنوعة، مما يجعل هذا المجال واسعًا وديناميكيًا، ومنها ما يلي:

  • دراسة الفطريات والنباتات البحرية مثل الطحالب  (Phycology).
  • دراسة الأسماك تحت مجال إختصاص الـ Ichthyology، والتي تندرج ضمن تخصصات متفرّعة تحت تخصص الأحياء البحرية العامة.
  • دراسة الثدييات البحرية، مثل الحيتان والدلافين والفقمات  (Marine Mammalogy).
  • تخصص في أحياء دقيقة، يركز على دراسة البكتيريا والفيروسات البحرية (Marine Microbiology).
  • تخصص في الحفاظ على البيئة البحرية وإعادة تأهيل الأنظمة الإيكولوجية المهددة (Marine Conservation).
  • تطبيقات تقنية حيوية بحريّة في مجالي الطب والزراعة والتقنيات المتقدمة (Marine Biotechnology).

بالتالي بفضل هذه التخصصات المتنوعة، يمكن للباحث أن يتناول كائنًا محددًا، مثل أنواع معينة من الأسماك، أو أن يستكشف بنى بيئية بأكملها كالشعاب المرجانية أو أعماق المحيطات. يتيح هذا التنوع الواسع إمكانية التركيز في مجال معين أو التوسع نحو مجالات بيئية أو تقنية جديدة، مما يعزز أثر الأحياء البحرية النادرة في فهمنا للعالم تحت الماء وحمايته.

نعرف أيضًا على: ما هي البحار المغلقة في العالم؟ قائمة شاملة بأهم البحار المغلقة وخصائصها الجغرافية

ما هي المخلوقات البحرية؟

الأحياء البحرية النادرة

عالم الأحياء البحرية النادرة يكشف لنا كيف تتنوع المخلوقات التي تعيش تحت سطح الماء. ليس فقط بعددها، ولكن بتعدد وظائفها وأشكالها. وللفهم، يمكن تصنيف الكائنات البحرية إلى ثلاث مجموعات رئيسية:

العوالق  (Plankton)

هي الكائنات الصغيرة التي تطفو بلا مقاومة للتيارات البحرية، تشمل كلاً من النباتية. مثل الطحالب (Phytoplankton)  والحيوانية مثل بعض القشريات الدقيقة  (Zooplankton) ورغم صغر حجمها، إلا أن تأثيرها عظيم؛ فهي أساس السلسلة الغذائية البحرية ومساهم قوي في إنتاج الأكسجين العالمي.

السباحون  (Nekton)

هم المخلوقات القادرة على السباحة ضد التيارات بحرية مستقلة، وينتمون عادة إلى فئات مثل الأسماك والحيتان والسلاحف البحرية وحتى بعض القشريات كالجمبري. تحكمهم العضلات والقوة الحركية، يُثبِتون أنهم محور الحركة والتفاعل في النظم البحرية.

القاعيات  (Benthos)

هؤلاء يعيشون على أو تحت قاع البحر، مثل بلح البحر والنجوم البحرية والشعاب المرجانية. تظهر هذه الكائنات تنوعًا هائلًا في التشكل والوظيفة. فبعضها يثبت نفسه في مكانه (sessile)، وبعضها الآخر يتحرك ببطء (mobile) ، ويُقدّر أن عدد أنواع القاعيات يتجاوز مليون نوع.

بكل فئاتها الثلاث: العوالق، السباحون، والقاعيات، يتبلور عالم بحري مليء بالحياة والحساسية البيئية. من أصغر العوالق التي تعيد تدوير الطاقات، إلى السباحين الذين يشقون المحيطات، والقاعيات التي تقيّم استدامة النظم المحيطية، كل منهم يمثل حجر زاوية في الفهم الحقيقي لـ الأحياء البحرية النادرة ودورها الحيوي.

نعرف أيضًا على: أين يقع مرج البحرين؟ دليل شامل لموقع المرج وأهميته البيئية والبحرية

في الختام، يمكن القول إن الكائنات البحرية النادرة. لا تقل أهميّة عن أضخم الشعاب المرجانية أو أعمق الأخاديد البحرية — بل هي رموز متناقلة للحياة نفسها، حاملة لنمط الحياة عبر الزمن. من القرش البرتقالي الفريد إلى الأخطبوط المقلّد، ومرورًا بالأنواع المهددة التي رحّبت بها برامج الحماية، فإن وجود الأحياء البحرية النادرة .يخاطب ضمير الأرض وذاكرتنا. في ظلّ الانقراض والتلوث والصيد الجائر، تصبح حماية هذه الكائنات واجبًا أخلاقيًا وبيئيًا. لنتعامل معها ككنوز طبيعية، لا ننتظر فقدانها حتى نندم.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة