الألعاب الإلكترونية وتأثيرها على صناعة الأفلام

عناصر الموضوع

1- تحويل الألعاب الناجحة إلى أفلام سينمائية

2- استخدام تقنيات الألعاب في إنتاج المؤثرات البصرية للأفلام

3- تأثير قصص الألعاب على سيناريوهات الأفلام

4- تعاون استوديوهات الألعاب والسينما في مشاريع مشتركة

5- تأثير شعبية الألعاب على إيرادات الأفلام المقتبسة منها

تعتبر الألعاب الإلكترونية من أبرز المنتجات الترفيهية التي تثير اهتمام العالم، وقد كان لها تأثير كبير على صناعة الأفلام خلال العقود القليلة الماضي، فقد قرر المنتجون والمخرجون إنتاج أفلام تستند بشكل أساسي إلى ألعاب فيديو مميزة، في هذا السياق، سنستعرض الألعاب الإلكترونية وتأثيرها على صناعة الأفلام، وأهم الأفلام التي استلهمت من الألعاب الإلكترونية، بالإضافة إلى الألعاب الإلكترونية التي استوحت أفكارها من أفلام الرسوم المتحركة.

1- تحويل الألعاب الناجحة إلى أفلام سينمائية

في الماضي، كانت التعديلات الأكثر شيوعًا تتركز بشكل أساسي على تحويل النصوص الأدبية إلى أفلام، بينما كانت التعديلات على ألعاب الفيديو تأتي في المرتبة الثانية، ومع ذلك، بدأ هذا النموذج في التغير مؤخرًا، حيث نشهد زيادة ملحوظة في تحويل ألعاب الفيديو إلى أفلام، هذا التطور ليس مفاجئًا إذا أخذنا في الاعتبار الأرباح المتزايدة لصناعة الألعاب، التي غالبًا ما تنافس أو تتفوق على أرباح صناعة الأفلام في بعض الحالات.

ليس كل الألعاب مؤهلة للتحول إلى أفلام، لذا قد لا يكون قرار الاستثمار في نجاح لعبة معين دائمًا صائبًا، ومع ذلك، تم إنتاج العديد من الأفلام المستندة إلى ألعاب حققت نجاحات كبيرة وترسخت في ذاكرة المشاهدين.

• مورتال كومبات

صدر هذا العمل لأول مرة في عام 1995، وحققت النسخة التي صدرت في عام 2021 نجاحًا غير مسبوق، حيث بلغت عائداتها 83 مليون دولار. وقد نالت الحبكة والتشويق والمؤثرات وعناصر الحركة، وخاصة الضربة القاتلة أو “فاتاليتي” التي اشتهرت بها اللعبة، إعجاب الجمهور.

• تومب رايدر

صدرت اللعبة التي تركز على حل الألغاز، والتي تتمحور بطولتها حول امرأة، لأول مرة على جهاز البلايستيشن والكمبيوتر في عام 1996. وبعد خمس سنوات، تم إصدار أول اقتباس سينمائي لها تحت عنوان “لارا كروفت”. تلاه اقتباس ثانٍ في عام 2003، ثم الإصدار الأخير في عام 2015. وقد حققت السلسلة نجاحًا كبيرًا، حيث بلغت إيرادات كل فيلم منها 250 مليون دولار.

•  سونيك ذي هيدجهوغ

سونيك هو أسرع قنفذ وأكثر شخصيات “سيغا” شهرة، على الرغم من الانتقادات العديدة التي وُجهت للجزء الأول بسبب الطريقة التي تم بها تصوير سونيك، إلا أن الشكل المحدث للشخصية وحبكة الفيلم التي تركز على اللعبة وهدفها، وهو منع دكتور روبوتنيك، الذي يجسده الممثل الأسطوري جيم كاري، من السيطرة على العالم، حققت انتشارًا واسعًا بين الجمهور.[1]

2- استخدام تقنيات الألعاب في إنتاج المؤثرات البصرية للأفلام

تجذب المؤثرات البصرية المذهلة المستخدمة في الألعاب الإلكترونية الحديثة الشهيرة انتباه صناع الأفلام أثناء تخطيطهم لفيلمهم الناجح المقبل، وهناك سبب رئيسي وراء ذلك، فبالنظر للجمهور العالمي الذي تجذبه الألعاب في الوقت الحالي، والنجاح التجاري الذي حققته الألعاب التي تعتمد على المؤثرات البصرية مثل Red Dead Redemption 2 وGhost of Tsushima، هناك رغبة حقيقية في تجارب المؤثرات البصرية الغامرة، وهو ما يدركه صانعو الأفلام بسرعة.

أظهرت التجارب الرائدة في المؤثرات البصرية وظهور تقنيات الألعاب أنها تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على مكانة السينما،لأنه لم يعد صناع الأفلام يتنافسون فقط مع أفلام أخرى لجذب الجمهور، بل أصبحوا يتنافسون أيضًا مع منصات وقطاعات ترفيهية متنوعة للحصول على حصة من المشاهدين، هذا التزايد في المنافسة يتطلب منهم إنتاج محتوى جذاب في فترات زمنية أقصر، وتقديم أسباب أكثر للجمهور لمشاهدة أفلامهم بدلًا من الخيارات الترفيهية الأخرى المتاحة.

في كثير من الأحيان، يتطلب هذا النوع من المحتوى استثمار ميزانية كبيرة وموارد ضخمة في المؤثرات البصرية لجذب انتباه الجمهور، مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف من حيث الوقت والعمالة الماهرة، لذلك نلجأ لتقنيات الألعاب الإلكترونية حيث تساهم تكنولوجيا الألعاب والأدوات ثلاثية الأبعاد في الوقت الفعلي في التغلب على هذه التحديات، حيث تجعل عملية صناعة الأفلام أكثر سلاسة وسرعة، وتوفر أيضًا فرصًا هائلة لصانعي الأفلام لتحسين قدراتهم في مجال المؤثرات البصرية بشكل جذري، علاوة على ذلك، يمكن للمخرجين الاستفادة من كاميرا افتراضية تعرض عناصر من الحياة الواقعية، مما يتيح لهم رؤية شكل المشهد والبيئة المحيطة أثناء عملية التصوير.[2]

3- تأثير قصص الألعاب على سيناريوهات الأفلام

عندما نتحدث عن فن سرد القصص. تتمتع كل من الألعاب الإلكترونية والأفلام بقدرة فريدة على نقل الجمهور إلى عوالم جديدة وإشراكهم في تجارب سردية مثيرة. ومع ذلك، فإن لكل من هاتين الوسيلتين مزايا وعيوب خاصة تؤثر على فعاليتهما في تقديم القصص.

لقد حققت الألعاب الإلكترونية تقدمًا كبيرًا، حيث أصبحت الألعاب الحديثة قادرة على منافسة الأفلام في مجال السرد القصصي. وتقدم العديد من الميزات التي لا تستطيع الأفلام مجاراتها، ومن بين هذه الميزات

• التفاعل

تتيح ألعاب الفيديو للاعبين فرصة التفاعل مع العالم والشخصيات بطرق لا يمكن تحقيقها في مجال صناعة الأفلام. يمكن للاعبين استكشاف البيئات واتخاذ قرارات تؤثر على السرد. بل وحتى تغيير مجرى القصة.

• الانغماس

تتميز ألعاب الفيديو بقدرتها على خلق مستوى عالٍ من الانغماس يصعب الوصول إليه في الأفلام. حيث يمكن للاعبين الانغماس تمامًا في العالم الافتراضي. مما يجعلهم يشعرون بأنهم جزء من القصة بدلًا من أن يكونوا مجرد مشاهدين.

• إمكانية إعادة اللعب

على عكس الأفلام، توفر الألعاب الإلكترونية إمكانية إعادة اللعب. يمكن للاعبين العودة واختيار خيارات مختلفة. واستكشاف مسارات متنوعة، وتجربة القصة بطرق جديدة. وهذا يجعل ألعاب الفيديو وسيلة أكثر جاذبية لسرد القصص.

على الرغم من مزايا الأفلام، إلا أن كل ما سبق تُعد قيودًا تؤثر على فعاليتها كوسيلة لسرد القصص عند القيام بتحول لعبة ما إلى عمل سينمائي.[3]

4- تعاون استوديوهات الألعاب والسينما في مشاريع مشتركة

يمثل دمج الأفلام و الألعاب الإلكترونية علامة على مستقبل مشرق في عالم الترفيه. ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم الذي يواجه استوديوهات الأفلام وألعاب الفيديو هو: ماذا يعني ذلك بالنسبة للعاملين في كلا الصناعتين؟ حيث يتطلب الأمر تعاونًا وثيقًا لتوحيد الخبرات من الجانبين. ومن أشهر الأمثلة الحديثة على تعاون استوديوهات الألعاب والسينما في مشاريع مشتركة هو التعاون بين Netflix وRiot Games.

يمثل المسلسل أولى تجارب Riot Games في عالم التلفزيون، وهو مستوحى من لعبة League of Legends الشهيرة عالميًا، التي تُعتبر ملكية فكرية لشركة Riot حيث قامت Riot Games بتطوير مسلسل الرسوم المتحركة “آركين” وإنتاجه بالتعاون مع Fortiche Productions ، تدور أحداث المسلسل في منطقة “بيلتوفر” الأسطورية ومنطقة “زون” المضطهدة والمغمورة، حيث تستعرض القصة أصول بطلين معروفين من أبطال “ليغ” والصراع الذي سيؤدي إلى تفككهما.[4]

5- تأثير شعبية الألعاب على إيرادات الأفلام المقتبسة منها

شاهدنا العديد من الأفلام المستوحاة من ألعاب الفيديو التي أسرت قلوب عشاق الألعاب وحققت نجاحًا كبيرًا في دور العرض السينمائية. ويرجع ذلك لشعبية الألعاب الإلكترونية الكبيرة. حيث أن محبي ألعاب الفيديو يحملون توقعات مرتفعة. يتطلعون إلى رؤية ألعابهم المفضلة تتجسد على الشاشة الكبيرة بطريقة تعكس جوهر المادة الأصلية،لذلك نجد إقبالاً كبيرًا على الأفلام المقتبسة من الألعاب سواء من الجمهور السينمائي أو جمهور  اللعبة الأصلي. مما يزيد من حجم الإيرادات وفرص نجاح العمل.[5]

وفي الختام أتمنى أن أكون قد وضحت كل ما يخص موضوع” الألعاب الإلكترونية وتأثيرها على صناعة الأفلام” أملاً أن يكون ذات نفع على المدي البعيد.

• umniahألعاب تحولت إلى أفلام.. من يكسب السّباق؟ -بتصرف
• broadcastnowThe growing influence of gaming VFX on the film and TV industry -بتصرف
• linkedinExploring the Battle of Storytelling: Video Games vs Movies -بتصرف
• about.netflixNetflix وRiot Games ينقلان عالم لعبة League of Legends إلى التلفزيون -بتصرف
• tamatemأفلام ألعاب الفيديو التي نجحت -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم