الأمطار الجليدية والمناطق المتأثرة بها

الأمطار الجليدية من الظواهر الطبيعية المدهشة التي تلفت انتباه العلماء والمراقبين الجويين، فهي تختلف تمامًا عن الأمطار العادية في طبيعتها وشكلها وتأثيرها على البيئة والمجتمع. تعتبر هذه الأمطار من الظواهر النادرة التي تحدث في ظروف جوية معينة، وتؤدي أحيانًا إلى تأثيرات كبيرة على الطرق، والمحاصيل، والبنية التحتية. بل قد تؤدي إلى توقف حركة المرور وتعطل النشاطات اليومية. ويبحث الكثير عن سبب حدوث هذه الأمطار وكيفية التعامل معها، وما هي المناطق الأكثر تعرضًا لها، وما هي الفروقات بينها وبين الظواهر المشابهة مثل المطر المتجمد.
ما هو المطر الجليدي؟
المطر الجليدي هو إحدى الظواهر الجوية المميزة التي تحدث عندما تتكاثف قطرات الماء في الغلاف الجوي وتتحول إلى كرات صغيرة من الجليد قبل وصولها إلى سطح الأرض. تختلف الأمطار الجليدية عن المطر العادي في كون قطراتها صلبة وليست سائلة. وقد تتسبب في أضرار كبيرة إذا كانت غزيرة. يحدث هذا النوع من الأمطار عادة خلال الطقس البارد. خصوصًا في المناطق التي تتعرض لتيارات هوائية باردة فوق طبقات الغيوم الرطبة. بالتالي يؤدي إلى تجمّد الماء أثناء هبوطه.
تاريخيًا. سجلت المناطق الشمالية والمرتفعات الجبلية الأكثر تعرضًا لهذه الظاهرة. حيث تتكرر خلال فصل الشتاء خاصة عند دخول منخفضات جوية شديدة البرودة. وتستخدم الأقمار الصناعية والتقنيات الحديثة لتوقع حدوث الأمطار الجليدية. بالتالي يساعد على تقليل الأضرار عن طريق إصدار التحذيرات المبكرة للسكان والجهات المسؤولة.
تعرف أيضًا على: السهول الفيضية وأهميتها الزراعية
كما أن فهم طبيعة الأمطار الجليدية يساعد على التمييز بينها وبين أنواع أخرى من الهطولات مثل المطر الثلجي أو المطر المتجمد. وهو أمر مهم للخبراء في الأرصاد الجوية. كما أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن زيادة التغيرات المناخية قد تؤثر على كثافة وتكرار هذه الظاهرة في بعض المناطق. مما يجعل المعرفة بها أمرًا ضروريًا للتخطيط الوقائي.
وعند تحليل الظاهرة من منظور علمي، نجد أن الأمطار الجليدية تتشكل نتيجة وجود نوى تكاثف صغيرة في الغيوم الباردة، حيث تتجمع قطرات الماء حول هذه النوى، وتكبر تدريجيًا حتى تصل إلى حجم معين قبل أن تسقط على الأرض ككرات جليدية. وتختلف هذه الكرات في حجمها من حبة صغيرة إلى كبيرة، وقد يصل بعضها إلى حجم كرة الجولف، ما يزيد من خطورتها على الأبنية والممتلكات العامة. [1]

ما هو المطر المتجمد؟
المطر المتجمد هو نوع آخر من أنواع الهطولات المطرية التي تختلف عن الأمطار الجليدية في طبيعتها وتكوينها. فعند هطول المطر المتجمد. تسقط قطرات الماء في الجو وهي سائلة لكنها بمجرد ملامستها لسطح متجمد أو درجات حرارة منخفضة جدًا تتجمد فورًا. مكونة طبقة جليدية رقيقة على الأرض أو الأشجار أو السيارات. هذه الظاهرة تجعل الطرق زلقة للغاية. وتزيد من احتمالات وقوع الحوادث المرورية. كما تؤثر على حركة الطيران والسكك الحديدية في المناطق الباردة.
تعرف أيضًا على: شلالات فيكتوريا الأكبر في إفريقيا
المطر المتجمد هو حالة جوية خطيرة تتطلب تحذيرات مسبقة. حيث أن الطبقات الجليدية الناتجة عنه قد تكون شفافة وغير مرئية في بعض الأحيان. ما يزيد من مخاطر الانزلاق. يحدث المطر المتجمد عادة عند وجود هواء دافئ نسبيًا فوق طبقة باردة جدًا في الجو. بحيث تمر قطرات المطر عبر هذه الطبقة الباردة قبل الوصول إلى الأرض فتتجمد على الفور. ويعتبر هذا النوع من المطر من الظواهر النادرة مقارنة بالمطر العادي أو الثلوج. لكنه أكثر خطورة بسبب تأثيره المباشر على حركة المرور والبنية التحتية.
الخبراء في الأرصاد الجوية يشددون على أهمية متابعة التنبؤات الجوية، حيث يمكن للتقنيات الحديثة مثل الرادارات وأقمار الأرصاد الصناعية أن تتنبأ بحدوث المطر المتجمد قبل وقوعه بعدة ساعات، ما يمنح السكان والجهات المعنية الوقت الكافي لاتخاذ الإجراءات الوقائية. هذه الإجراءات تشمل رش مواد مضادة للتجمد على الطرق، وتوفير تحذيرات مرورية، وحماية المحاصيل الزراعية في المناطق الريفية.
من الناحية العلمية، فإن المطر المتجمد هو نتيجة تفاعل بين طبقات جوية مختلفة الحرارة، وتكوين الغيوم الباردة التي تحتوي على قطرات ماء دقيقة. وعند سقوط هذه القطرات عبر طبقة هواء شديدة البرودة، تتجمد مباشرة، مكونة بذلك طبقة من الجليد على أي سطح تصل إليه. وتختلف كثافة وحجم هذه الطبقة حسب شدة المطر ودرجة حرارة الهواء أثناء الهطول، وتكون أكثر خطورة إذا تزامنت مع رياح قوية.
ماذا يسمى المطر الجليدي؟
المطر الجليدي هو أحد أشكال الهطول المميز الذي يختلف في تسميته حسب حجمه وظروف تكوينه. ففي اللغة العلمية يطلق عليه أحيانًا hail. بينما في بعض المصادر العربية يعرف باسم “البرد”. خاصة إذا كانت كراته كبيرة الحجم. ويختلف هذا النوع عن الأمطار الجليدية في كونه صلبًا بالكامل وليس مجرد تجمّد عند ملامسة الأرض كما يحدث في المطر المتجمد. تظهر الدراسات المناخية أن حجم كرات المطر الجليدي قد يكون صغيرًا مثل حبات البازلاء. أو كبيرًا يصل أحيانًا إلى حجم كرة التنس. مما يزيد من خطورة سقوطها على المباني والسيارات والأشجار.
تعرف أيضًا على: الفيضانات وأثرها على المدن
يعتبر الأمطار الجليدية أحد الظواهر الجوية التي أثرت على حياة الإنسان منذ قديم الزمن، ولهذا كان هناك اهتمام ديني وثقافي بها. فقد جاء في السنة النبوية ذكر الأدعية المستحبة عند هطول المطر، ومن أهمها: دعاء المطر، الذي يردده المسلمون طالبين به الخير والبركة، وحماية الممتلكات والمحاصيل الزراعية من الأضرار. ويظهر التاريخ كيف ارتبط المطر عامة، بما فيه المطر الجليدي، بمظاهر الخصب والرزق، وفي الوقت نفسه بالحذر من مخاطره الطبيعية إذا كان غزيرًا.
تأثير الأمطار الجليدية على المجتمعات المختلفة يكون متنوعًا، فقد تؤدي إلى توقف الحركة المرورية، وتعطل شبكات الكهرباء، والتسبب في أضرار على المحاصيل الزراعية، خاصة إذا حدثت في موسم الحصاد. ومن هنا جاءت أهمية تسمية هذه الظاهرة بدقة ودراسة خصائصها لتقليل مخاطرها. [2]
ما هو السبب وراء المطر الجليدي؟
تتشكل الأمطار الجليدية نتيجة مجموعة من العوامل الجوية والفيزيائية المعقدة التي تتفاعل معًا لتكوين هذا النوع من الهطول. أحد أهم هذه العوامل هو وجود غيوم ركامية عالية في الغلاف الجوي تحتوي على كميات كبيرة من قطرات الماء الدقيقة. وعند تصاعد الهواء الدافئ الرطب داخل هذه الغيوم، يرتفع إلى طبقات أكثر برودة فتتجمد قطرات الماء حول نوى تكاثف صغيرة، مكونة كرات جليدية صلبة. ومع استمرار التصاعد والهبوط داخل الغيمة، تكبر هذه الكرات تدريجيًا قبل أن تسقط على سطح الأرض.
تلعب الأمطار الجليدية دورًا مهمًا في النظام المناخي المحلي، حيث تشير الدراسات إلى أن كثافتها وتكرارها يتأثران بدرجة حرارة الهواء ووجود تيارات هوائية صاعدة قوية. كلما زادت قوة هذه التيارات، ازدادت فرصة تكوين كرات جليدية أكبر وأكثر خطورة. كما أن وجود الرطوبة العالية في الغلاف الجوي يسهم في زيادة حجم الكرات وتكثفها، بينما يمكن للرياح القوية أن توجهها إلى مناطق أوسع، مسببة أضرارًا على نطاق أكبر.
تعرف أيضًا على: نهر بردى في دمشق تاريخ وحضارة عريقة
العوامل الأخرى التي تساهم في حدوث الأمطار الجليدية تشمل:
- التقاء كتل هوائية دافئة ورطبة مع كتل هوائية باردة، ما يؤدي إلى نشوء عدم استقرار جوي شديد.
- ارتفاع الغيوم الركامية فوق مستويات التجمد، ما يسمح بتكوين طبقات متعددة من الجليد.
- وجود تيارات هوائية صاعدة ضمن السحابة، تحافظ على بقاء الحبات في الجو فترة أطول فتزداد في الحجم.
- الظروف الموسمية، حيث يكثر حدوث الأمطار الجليدية في فترات انتقال الفصول أو أثناء الشتاء البارد في المناطق المعتدلة.
ويشير العلماء إلى أن زيادة التغيرات المناخية العالمية قد تؤدي إلى تغير نمط الهطول وارتفاع احتمالية وقوع الأمطار الجليدية في مناطق لم تكن معتادة على هذا النوع من الطقس. ولهذا. أصبح من الضروري مراقبة الغلاف الجوي وتحليل البيانات المناخية لتوقع حدوث الأمطار الجليدية واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة. سواء في المدن أو في المناطق الزراعية. لتقليل الخسائر.
وفي النهاية تشكل الأمطار الجليدية واحدة من الظواهر الطبيعية التي تجمع بين الجمال والخطر في آن واحد. فهي تؤثر على البيئة والمجتمعات بشكل مباشر، وتحتاج إلى فهم دقيق لأسبابها وطبيعتها لضمان السلامة العامة وتقليل الخسائر المحتملة. من خلال دراسة تكوينها، والتمييز بينها وبين المطر المتجمد، ومعرفة التسميات المختلفة لها، يمكن التنبؤ بها واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة.
تعرف أيضًا على: نهر التايمز لندن أبرز معالم بريطانيا المائية
تجدر الإشارة إلى أن مواجهة الأمطار الجليدية تتطلب استعدادًا مسبقًا من قبل السكان والسلطات على حد سواء. فمن الناحية المنزلية، ينصح بتأمين الأسطح وحماية النوافذ من سقوط الحبات الكبيرة، وتغطية المحاصيل الزراعية الحساسة، وكذلك توخي الحذر عند التنقل على الطرق الزلقة. أما الجهات الحكومية، فيجب عليها مراقبة النماذج الجوية الدقيقة، وإصدار التحذيرات مبكرًا. بالإضافة إلى تجهيز فرق الطوارئ للتعامل مع الأعطال الكهربائية وحوادث المرور الناتجة عن الهطول.
المراجع
- Weather Freezing rain - بتصرف
- Fox weather Snow, sleet, freezing rain and hail: What's the difference? _بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

كرة القدم في البرازيل شغف الجماهير

موقع سويسرا الجغرافي قلب أوروبا

الأمطار الغزيرة والمخاطر الناتجة عنها

اكبر دولة في العالم روسيا بمساحتها الشاسعة

انفصال الجبال الجليدية في القطبين

جزر البحر الأحمر وجهة مثالية لعشاق الغوص

أشهر البراكين في إندونيسيا وأنشطتها

أعرض نهر في العالم قوة المياه وعظمتها

اصغر دولة في العالم الفاتيكان في روما

خليج العقبة ومكانته

شلالات نياجرا أعجوبة الطبيعة

وكالة الفضاء السعودية ومشاريعها

بركان نيرامور كينيا والنشاط البركاني

ذوبان الجليد وتغير المناخ
