دور الإعلام العربي في توعية المجتمع

الكاتب : آية زيدان
10 يوليو 2025
عدد المشاهدات : 35
منذ يومين
الإعلام العربي
 ما هو تعريف الإعلام العربي؟
 ما هي أشهر وسائل الإعلام؟
القنوات الفضائية والإذاعات
الصحف والمجلات والمنابر الإعلامية الرقمية
من صنع الإعلام العربي؟
 من أول دولة أستخدمت الإعلام؟

الإعلام العربي هو المرآة التي تعكس نبض الشارع وصوت الشعوب في مختلف الأقطار العربية. فهل استطاع هذا الإعلام أن يواكب تطلعات المجتمعات، ويؤدي دوره بفعالية؟ الإجابة تكمن في تعدد أدواره وتأثيراته، إذ بات الإعلام العربي يلعب دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام، ونقل الأخبار، والتأثير في القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية. ومع تنوع وسائله بين التقليدي والرقمي، أصبح الإعلام أداة لا غنى عنها في فهم الواقع والتفاعل مع المتغيرات اليومية.

 ما هو تعريف الإعلام العربي؟

الإعلام العربي

مفهوم الإعلام العربي بسيط فهو شبكة معقدة ومتداخلة من الأدوات والمنصات الإعلامية التي تعمل على تجميع، دراسة، توزيع، ونقل المعلومات والأخبار ووجهات النظر والمحتوى الترفيهي، ويهدف هذا الإعلام إلى الوصول إلى الجمهور في البلدان العربية، بالإضافة إلى المتحدثين بالعربية في كل أنحاء العالم. ولا يقتصر على كونه نشاطًا صناعيًا فحسب، بل هو بمثابة انعكاس للتبدلات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي تشهدها المنطقة.

يقوم الإعلام العربي على عدة مقاصد جوهرية، ومن بينها: إعلام الجماهير بالأحداث الجارية على الصعيدين المحلي والدولي. نشر المعرفة ورفع مستوى الوعي العام في كافة الميادين (مثل الصحة والتعليم والثقافة والاقتصاد)، تقديم الترفيه، والتأثير في الرأي العام. كما يسعى الإعلام العربي إلى المحافظة على الهوية الثقافية العربية وتعزيزها، وصيانة التراث، بالإضافة إلى دوره كمنبر للحوار والنقاش بشأن القضايا ذات الأهمية. في ظل التحديات الحالية، يتزايد الاهتمام بدور الإعلام في التصدي للأخبار الزائفة والمعلومات المضللة، وهذا يؤثر مباشرة على الإعلام العربي.

يتفرد الإعلام العربي بخصائصه الثقافية واللغوية، فاللغة العربية هي القاسم المشترك الذي يربط بين مختلف وسائل الإعلام العربية وجمهورها. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يتناول الإعلام العربي قضايا تهم المجتمع العربي على وجه التحديد، مع مراعاة الأعراف والتقاليد والقيم الاجتماعية. هذه السمة تميزه عن الإعلام الغربي أو الآسيوي، وتمنحه طابعًا فريدًا. يسهم هذا التميز في تعزيز دور الإعلام في توعية المجتمع بقضاياه المحلية والإقليمية، وهو جزء أساسي من مراحل تطور الإعلام العربي التي مرت بها المنطقة. [1]

تعرف أيضًا على: الفرق بين اللهجات العربية وأثرها على التواصل

 ما هي أشهر وسائل الإعلام؟

الإعلام العربي

تتنوع أبرز المنابر الإعلامية في العالم العربي بين التقليدي والرقمي، وتشمل طيفًا واسعًا من الأنظمة. التي تصل إلى ملايين المشاهدين والسامعين والقراء يوميًا. هذه الوسائل تسهم بشكل كبير في واقع الإعلام العربي وتحدد مساره.

القنوات الفضائية والإذاعات

تعد القنوات التلفزيونية والإذاعات من أكثر وسائل الإعلام شهرة وأعظمها تأثيرًا، خاصة في المجتمعات التي لا يزال فيها الوصول إلى الإنترنت محدودًا أو في الأجيال الأكبر سنًا. قنوات مثل “الجزيرة”، “العربية”، “إم بي سي” (MBC)، و”أبو ظبي” الفضائية، تعرض تغطية إخبارية وبرامج متنوعة تغطي الشؤون السياسية والاجتماعية والثقافية والترفيهية. كما تبث الإذاعات المحلية والوطنية برامج حوارية وأخبارًا وموسيقى تصل إلى شريحة واسعة من المستمعين. كانت ولا تزال هذه المنابر ركيزة أساسية في مراحل تطور الإعلام العربي.

تعرف أيضًا على: أهم الشخصيات النسائية في التاريخ العربي

الصحف والمجلات والمنابر الإعلامية الرقمية

مع تراجع دور الصحف والمجلات الورقية أحيانًا أمام المد الرقمي، إلا أنها لا تزال تشكل جزءًا هامًا من أبرز وسائل الإعلام، وتقدم تحليلات عميقة ومقالات رأي. صحف مثل “الشرق الأوسط”، “الأهرام”، و”النهار”، لا تزال تحظى بمتابعة واسعة. ومع التطور التكنولوجي السريع، أصبحت المواقع الإخبارية والمدونات ومنصات التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر، إنستغرام، تيك توك) وتطبيقات البودكاست من أحدث وسائل الإعلام انتشارًا، هذه الأنظمة الرقمية أحدثت ثورة في طريقة استهلاك الأخبار وتبادل المعلومات، وأسهمت في تغيير واقع الإعلام العربي بصورة جذرية، وفتحت آفاقًا جديدة أمام شروط جائزة الصحافة العربية لتشمل المحتوى الرقمي. [2]

تعرف أيضًا على: أشهر المهرجانات العربية وأثرها الثقافي

من صنع الإعلام العربي؟

الإعلام العربي

لا يبنى الإعلام العربي على يد شخص واحد أو كيان وحيد، بل هو عمل جماعي استمر لعقود، شارك فيه الأوائل والمؤسسون والمهنيون من كل أرجاء الوطن العربي، حيث بدأت بوادر الإعلام العربي مع الصحافة المطبوعة في القرن التاسع عشر، متأثرة بالحركة الفكرية والثقافية. أحمد فارس الشدياق، رائد جريدة “الجوائب” في منتصف القرن التاسع عشر، يعد من رواد الصحافة العربية الأوائل. وفي مصر، أسهم رواد مثل علي يوسف، صاحب “المؤيد”، ومصطفى كامل، مؤسس “اللواء”، في إرساء أسس الصحافة الوطنية. لم يكن هؤلاء مجرد صحفيين، بل كانوا مفكرين وقادة رأي عملوا على نشر الوعي وتشكيل العقلية العربية.

تعرف أيضًا على: أبرز الفنون الشعبية في الثقافة العربية

في القرن العشرين، ومع ظهور الإذاعة والتلفزيون، أخذت الدول العربية زمام المبادرة في تأسيس وسائل إعلام وطنية. كانت مصر من أوائل الدول التي أنشأت إذاعات وتلفزيونات رسمية، وتلتها دول أخرى في المنطقة. ثم جاءت فترة القنوات الفضائية في أواخر القرن العشرين، والتي أحدثت ثورة كبيرة في الإعلام العربي الفعلي، وأدت إلى ظهور قنوات إخبارية وترفيهية عملاقة مثل الجزيرة والعربية، تديرها مؤسسات إعلامية ضخمة. اليوم، تتنافس هذه المؤسسات على تقديم أفضل محتوى، وهذا ما تعكسه أسس جائزة التميز الإعلامي العربي.

تعرف أيضًا على: كيفية تعزيز السياحة الثقافية في الدول العربية

 من أول دولة أستخدمت الإعلام؟

الإعلام العربي

لتحديد الدولة التي أطلقت الإعلام العربي بالمعنى الحديث، يجب علينا أولًا أن نفصل بين مراحل تطور وسائل الإعلام المختلفة. فعندما نتناول الصحافة المطبوعة، نرى صورة مختلفة عما هو عليه الحال في الإذاعة أو التلفزيون، وفي الحقيقة تحتل (مصر) مكانة الصدارة بين الدول العربية في مجال الصحافة المطبوعة المنظمة، فخلال فترة حكم محمد علي باشا، ظهرت جريدة “الوقائع المصرية” عام 1828، التي كانت أول صحيفة عربية رسمية. كانت تصدر باللغتين العربية والتركية، بهدف نشر القرارات الحكومية وتثقيف المواطنين. تلتها دول أخرى في المنطقة، ولكن السبق كان لمصر في هذا المجال.

في مجال الإذاعة، برزت (مصر) أيضًا كدولة رائدة في المنطقة، حيث انطلق البث الإذاعي الرسمي عام 1934. أما التلفزيون، فقد بدأ بثه الرسمي في مصر عام 1960. هذه البدايات المبكرة للإذاعة والتلفزيون في مصر أسهمت بشكل كبير في صياغة مراحل تطور الإعلام العربي، وجعلت منها مركزًا إعلاميًا هامًا في المنطقة لسنوات عديدة، والإجابة على سؤال من هي أول دولة استخدمت الإعلام بشكل شامل، تشير بقوة إلى الدور الأساسي الذي لعبته مصر في تاريخ الإعلام العربي. ثم إنَّ شروط جائزة الصحافة العربية تعكس هذا التاريخ العريق، وتشجع على استمرار التميز في واقع الإعلام العربي.

تعرف أيضًا على: أسباب تراجع استخدام اللغة العربية الفصحى

في الختام، يظل الإعلام العربي عنصرًا أساسيًا في تشكيل الوعي المجتمعي والتأثير في مجريات الأحداث، سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي. ومع تطور التكنولوجيا وتزايد التحديات، تزداد أهمية تطوير هذا الإعلام ليكون أكثر مهنية وشفافية وارتباطًا بقضايا الشعوب. فالإعلام الواعي والمسؤول هو ركيزة من ركائز التقدم في أي مجتمع.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة