الاستغفار الفعّال وأثره في حياة المسلم

عناصر الموضوع

1- طريقة الاستغفار الصحيحة وأدلتها الشرعية

2- فضل الاستغفار في القرآن وكيفية تحصيله

3- أثر الاستغفار اليومي على القلب وصلاح النفس

4- أفضل أوقات الاستغفار لنيل المغفرة والبركة

في البداية وقبل حديثنا عن الاستغفار الفعّال وأثره في حياة المسلم.  بالإضافة إلى ذلك الاستغفار هو مفتاح التوبة وباب الرحمة وسر السلام. إنه رجوع العبد إلى الرب. وعلاوة على ذلك الاعتراف بذنوبه وطلب غفرانه. إنه النور الذي يضيء الطريق. والبلسم الذي يشفي القلب. والدواء الذي يزيل المتاعب. إنه ليس مجرد كلمة على اللسان. بل هو ندم وعزم على التغيير، وموقف صادق من الخالق سبحانه وتعالى، كذلك تعرّف في هذا المقال على طريقة الاستغفار الصحيحة وفضل الاستغفار في القرآن. كما ستكتشف أثر الاستغفار اليومي على القلب وأفضل أوقات الاستغفار لنيل المغفرة والطمأنينة.

1- طريقة الاستغفار الصحيحة وأدلتها الشرعية

علاوة على ذلك في رحلة البحث عن طريقة الاستغفار الصحيحة لا نجد طريقة واحدة. فالصواب في الاستغفار أن يستغفر بأي صيغة من صيغ الاستغفار. وأفضل صيغة ما كان مأثورًا عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقولها ثلاثًا عند انصرافه من الصلاة. رواه مسلم.

وهناك أيضا: أستغفر الله العظيم. الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم. وأتوب إليه، ففي سنن أبي داود. وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال: من قال: أستغفر الله العظيم، الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم، وأتوب إليه؛ غفر له، وإن كان فارًّا من الزحف. صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.

وعلاوة على ذلك لا ننسى سيد الاستغفار. كما في صحيح البخاري: سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك، ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ومن قالها من النهار موقنًا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة.

عن ابن عمر قال: إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة: رب اغفر لي، وتب علي؛ إنك أنت التواب الرحيم. رواه أحمد، وأبو داود، وصححه الألباني. [1]

2- فضل الاستغفار في القرآن وكيفية تحصيله

الاستغفار هو من أعظم الأعمال التي حث عليها القرآن الكريم، إذ يعد وسيلة لتهذيب النفس وطهارتها من الذنوب، ويعد الطريق إلى مغفرة الله ورحمته. فقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تشجع على الاستغفار وتبين فوائده العظيمة، مثل زيادة الرزق وتفريج الهموم. وفي هذا السياق، يتناول البحث فضل الاستغفار في القرآن وكيفية تحصيله، من خلال الإكثار من الدعاء والاستغفار في الأوقات المباركة واللجوء إلى الله بصدق وتوبة نصوح.

أ- فضل الاستغفار

• المغفرة

قال تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} (النساء: 110). هذه الآية الكريمة تبين أن الاستغفار سبب لمغفرة الذنوب، ورحمة الله تعالى.

• الرزق

قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}1 (نوح: 10-12). هذه الآيات الكريمة تبين أن الاستغفار سبب لجلب الرزق، وإنزال المطر، وكثرة الأموال والبنين.

• النجاة من العذاب

قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (الأنفال: 33). توضح هذه الآية أثر الاستغفار في النجاة من العذاب.

ب- تحصيل الاستغفار

• الاستغفار باللسان: الإكثار من قول: “أستغفر الله”، “اللهم اغفر لي”، “اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك”، وهذه الأذكار والأدعية هي أفضل أنواع الاستغفار.
• الاستغفار بالقلب: وهو أن يتذكر الإنسان ذنوبه ويندم عليها ويعزم على عدم العودة إليها. فالاستغفار بالقلب وهو جوهر التوبة ودليل على صدقها.
• الاستغفار بالعمل: فعل الحسنات، وترك السيئات، والإحسان إلى الناس، الاستغفار الفعلي هو ترجمة الأقوال والأفعال وهو دليل على صدق التوبة وصحتها.[2]

3- أثر الاستغفار اليومي على القلب وصلاح النفس

بالإضافة إلى ذلك إن أثر الاستغفار اليومي عظيمًا في صلاح العبد وسعادته وعدله وتحرره من الذنوب والشرور والفتن ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يداوم على الاستغفار مائة مرة في اليوم والليلة. والحديث أيضًا عن الاستغفار الفعّال وأثره في حياة المسلم كذلك كما ثبت في الصحيحين. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة)

أ- آثار الاستغفار على القلب

• تنقية القلب: علاوة على ذلك فالاستغفار يزيل صدأ القلب ويعيد إليه نقاءه وطمأنينته، القلب الذي يستغفر الله تعالى هو قلب نقي طاهر ونظيف ومستعد لقبول نور الله تعالى.
• يلين القلب: الاستغفار يلين القلب ويزيل قسوته ويلينه، فالقلب الذي يغفر الذي يستغفر هو القلب اللين الرقيق الذي يتأثر بكلام الله تعالى ويستجيب له.
• راحة البال: الاستغفار يجلب الطمأنينة وراحة البال ويزيل القلق والاضطراب.

ب- آثار الاستغفار على النفس

• تزكية النفس: فالعفو يطهر النفس ويطهرها من الأخلاق الرديئة وينمي الأخلاق الحسنة. فالنفس التي تستغفر الله تعالى هي نفس زكية طاهرة زكية تراعي الأخلاق الإسلامية وتبتعد عن الرذائل.
• صلاح النفس: الاستغفار يصلح النفس ويقومها على الطاعة وتبعدها عن المعصية. فالنفس التي تستغفر الله تعالى نفسٌ صالحةٌ مستقيمةٌ فاضلةٌ تسعى لفعل الخير وتبتعد عن الشر.
• الراحة: الاستغفار يجلب للنفس الطمأنينة والسكينة ويزيل عنها التوتر والقلق.[3]

4- أفضل أوقات الاستغفار لنيل المغفرة والبركة

علاوة على ذلك الاستغفار عبادة عظيمة وهو مشروع في كل وقت. أيضًا هناك أوقات مفضلة ترجى فيها الإجابة وحصول المغفرة والبركة. وعلاوة على ذلك هذه الأوقات لها امتيازات خاصة. و بالإضافة إلى ذلك تعتبر أنسب الأوقات التي يتوجه فيها العبد إلى ربه ويستغفره ويطلب منه المغفرة والرحمة. إليك أفضل أوقات الاستغفار:

• الأسحار: كذلك وهو وقت الثلث الأخير من الليل. وهو أفضل أوقات الاستغفار، حيث ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيقول: “من يدعوني فأستجيبَ لهُ؟ من يسألني فأعطيهِ؟ من يستغفرني فأغفرَ لهُ؟” قال تعالى: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} (آل عمران: 17).
• أدبار الصلوات: بالإضافة إلى ذلك يستحب الاستغفار بعد الصلوات المفروضة. وقبل القيام من المصلى. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة، استغفر ثلاثًا.
• عند النوم: يستحبُ الاستغفار قبل النوم. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه. قالَ: “اللهمَّ باسمِكَ أموتُ وأحيا”، فإذا استيقظَ، قالَ: “الحمدُ للهِ الذي أحياني بعدَ ما أماتني، وإليهِ النشورُ”.
• عند فعل الذنب: يستحب الاستغفار فور فعل الذنب. وعدم التأخير في التوبة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التوَّابونَ”.
• في كل وقت: بالإضافة إلى ذلك الاستغفار مشروع في كل وقت، وفي كل حال، ولكن هذه الأوقات المذكورة، هي أفضل أوقاته، وأكثرها فضلا.[4]

وخلاصة القول أن الاستغفار ليس كلمة على اللسان، بل هو عبادة قلبية وتوبة صادقة وعزم على التغيير. وهو مفتاح الرحمة. ومزيل للمشاكل، وجالب للرزق. ومطهر للقلب. ومزيل للمصائب. كذلك وينبغي للمسلم أن يكثر من الاستغفار في جميع الأوقات. ولكن في الأوقات الفاضلة خاصة في الأسحار، وأدبار الصلوات، وعند النوم، وعند المعاصي. والاستغفار أمر حسن، لأنه يجلب راحة البال، وطمأنينة النفس. والبركة في العمر، والتوفيق في العمل، والمغفرة في الآخرة. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا للاستغفار، وأن يوفقنا للتوبة، وأن يغفر لنا برحمته.

• islamwebالصيغ المأثورة للاستغفار -بتصرف
• alukahفضائل الاستغفار في القرآن الكريم والسنة النبوية -بتصرف
• islamwayأثر الاستغفار في حياة المسلم -بتصرف
• kalemtayeb" وقت الاستغفار " -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم