الاشتراك في ثمن الأضحية

الكاتب : آية زيدان
23 يوليو 2025
عدد المشاهدات : 63
منذ 8 ساعات
الاشتراك في ثمن الأضحية
هل يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية؟
هل يجوز الاشتراك في الأضحية بن عثيمين؟
هل يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية إذا كانت من الجمل؟
كيف يتم الاشتراك في الأضحية؟

الاشتراك في ثمن الأضحية هو خيار يلجأ إليه كثير من الناس في موسم الأضاحي. سواء لتيسير التكلفة أو لاتباع السنة بما يتوافق مع القدرة. وقد أتاح هذا النوع من المشاركة فرصة لعدد أكبر من المسلمين لنيل أجر الأضحية. دون أن يتحمل أحدهم العبء كاملاً، ما يعكس روح التعاون والتكافل في الإسلام.

هل يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية؟

الاشتراك في ثمن الأضحية

يعد الاشتراك في ثمن الأضحية أمرًا مشروعًا في بعض الحالات. وغير جائز في حالات أخرى. ويتوقف الحكم على نوع الأضحية وعدد المشتركين فيها. فالاشتراك جائز في الأنعام الكبيرة مثل البقر والإبل بشرط ألا يتجاوز عدد المشتركين سبعة أشخاص. وأن تكون نيتهم جميعًا الأضحية، لا مجرد اللحم أو الصدقة.

فمن الأسئلة الشائعة: هل يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية إذا كانت من البقر؟ نعم. يجوز ذلك عند جمهور العلماء، بشرط أن يكون كل مشترك ينوي بها الأضحية أو العقيقة أو الهدي، وألا تكون النية لغرض دنيوي فقط.

أما عن المالكية، فقد ورد التساؤل: هل يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية إذا كانت من البقر عند المالكية؟ وهنا يتضح أنهم لا يجيزون الاشتراك في الأضحية إلا إن كانت على سبيل الهدي أو العقيقة. وليس الأضحية التطوعية في العيد، حيث يشترط عندهم وحدة المالك والنية.

ومن الجوانب الاجتماعية المهمة أيضًا، يطرح البعض سؤالًا مثل: هل يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية مع الأب؟ وهنا نقول: يجوز الاشتراك بين الأب وابنه إن كانا في بيت واحد. وتكفي عنهما أضحية واحدة بشرط النية المشتركة، وهذا من باب الاشتراك في الأجر وليس في الثمن فقط.

بالتالي، فإن جواز الاشتراك في ثمن الأضحية يتوقف على عدة اعتبارات. أبرزها نوع الذبيحة، وعدد المشتركين، والنية، والمذهب الفقهي المعتمد. [1]

تعرف أيضًا على: أحكام شرعية لسورة الكهف

هل يجوز الاشتراك في الأضحية بن عثيمين؟

الاشتراك في ثمن الأضحية

بيّن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن الاشتراك في ثمن الأضحية جائز إذا كانت الأضحية من الإبل أو البقر. وبشرط ألا يزيد عدد المشتركين عن سبعة. وأن تكون نية الجميع الأضحية أو ما في معناها من النُسُك. أما إن كان الاشتراك في الغنم أو في أقل من هذا العدد لأجل اللحم فقط. فلا يعد ذلك أضحية شرعية.

تعرف أيضًا على: ماهي أركان الإيمان

ومن هنا يبرز سؤال مهم: هل يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية إذا كانت من الغنم؟ والجواب أنه لا يجوز. لأن الغنم لا تجزئ فيها الأضحية إلا عن شخص واحد فقط، كما جاء في السنة النبوية. فلا يقبل الاشتراك فيها لا في الثمن ولا في النية.

ومن المسائل التي تثار عند المالكية: هل يجوز الاشتراك في الأضحية عند المالكية؟ والراجح عندهم هو عدم جواز الاشتراك في الأضحية إلا في حالات نادرة، كأن يكون المقصود بها الهدي في الحج. أما في أضحية العيد، فيشترط أن تكون من شخص واحد، وبنية واحدة. ولا يجزئ فيها الاشتراك بين أفراد متعددين.

رؤية الشيخ ابن عثيمين تُراعي التيسير مع الالتزام بالضوابط الشرعية. ويؤخذ بها في كثير من البلدان الإسلامية. خصوصًا في الحالات التي تقتضي الاشتراك بسبب ضيق الحال أو ارتفاع الأسعار. [2]

تعرف أيضًا على: حكم عن الغدر والخيانة في الصداقة

هل يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية إذا كانت من الجمل؟

الاشتراك في ثمن الأضحية

من المعروف شرعًا أن الإبل تجزئ عن سبعة أشخاص في الأضحية. ولهذا فإن الاشتراك في ثمن الأضحية إذا كانت من الجمل جائز باتفاق جمهور العلماء. بشرط اتحاد النية، وأن تكون الأضحية لله. سواء كان الغرض منها الأضحية أو الهدي أو العقيقة. ما دام العدد لا يتجاوز السبعة.

في هذا السياق، يتكرر سؤال: هل يجوز اشتراك أربعة في الأضحية؟ نعم، يجوز ذلك في الإبل أو البقر. طالما لم يتجاوز العدد سبعة. فلو اشترك أربعة أشخاص في جمل. بنية الأضحية جميعًا. أجزأت عنهم بإذن الله، وهذا من رحمة الشريعة وتيسيرها على الناس.

لكن ماذا لو كانت حصة أحدهم في الأضحية أقل من السُّبع؟ هنا يقال: لا تجزئ عنه. لأن الشروط واضحة في أن أقل نصيب يحتسب أضحية هو السُّبع، سواء في الجمل أو البقرة. فإن قلّ عن ذلك. لم يُعتد به أضحية، بل يعتبر لحمًا مشتركًا فقط.

هذا يعني أن من أراد الاشتراك في جمل بنية الأضحية. فعليه أن يحصل على سبع كامل على الأقل. ويفضل توثيق النية والاتفاق بين المشتركين لتفادي أي لبس شرعي.

تعرف أيضًا على: حكم قراءة الأبراج

كيف يتم الاشتراك في الأضحية؟

الاشتراك في ثمن الأضحية

عملية الاشتراك في ثمن الأضحية تحتاج إلى التزام بشروط واضحة حتى تكون الأضحية صحيحة ومقبولة شرعًا. إليك أهم النقاط التي توضح طريقة الاشتراك:

  • تحديد نوع الذبيحة: الاشتراك لا يكون إلا في الأنعام الكبيرة مثل الإبل والبقر فقط. أما الغنم فلا يجزئ فيها الاشتراك إطلاقًا.
  • عدد المشتركين: يجب ألا يزيد عدد المشتركين عن سبعة، سواء في الجمل أو البقرة. وكل واحد منهم يجب أن ينوي الأضحية.
  • الاتفاق المسبق على النية: من الضروري أن ينوي الجميع الأضحية. فلا يصح أن يشترك بعضهم بنية اللحم فقط. فذلك يبطل أجر الأضحية لمن نوى غير القربة.
  • تقسيم الثمن بالتراضي: يتم تقسيم ثمن الأضحية بين المشتركين بشكل عادل ومتفق عليه مسبقًا. مع مراعاة أن كل واحد يتحمّل على الأقل قيمة السُّبع من ثمن الذبيحة.
  • اختيار من ينوب بالذبح: يُفضّل أن يوكّل المشتركون شخصًا واحدًا يشرف على الذبح ويوزع اللحم حسب الاتفاق. مع مراعاة شروط الذكاة الإسلامية.
  • كتابة اتفاق بسيط (اختياري): ليس واجبًا شرعًا. لكنه يعتبر وسيلة جيدة لضمان وضوح الأمور وتفادي أي سوء فهم لاحق.

تعرف أيضًا على: حكم كفارة اليمين

وفي كل الأحوال، ينبغي أن يكون الاشتراك مبنيًا على نية خالصة. وأن يراعى فيه رأي الفقهاء، خاصة في مسائل مثل: هل يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية إذا كانت من الغنم؟ فكما بيّن العلماء. لا يجوز الاشتراك في الغنم. وتجزئ فقط عن شخص واحد.

في النهاية، وبذلك فإن الاشتراك في ثمن الأضحية يمثل حلاً شرعيًا وواقعيًا يجمع بين تيسير العبادة وتحقيق التكافل الاجتماعي. هذه المشاركة تظهر سماحة الشريعة في مراعاة ظروف الناس. وتبقي على روح الشعيرة وأجرها لكل من يسهم فيها بنيّة صادقة وحرص على الخير.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة