التأثير الاجتماعي للأوبئة وكيفية التعامل معها من منظور اجتماعي

الكاتب : آية زيدان
22 فبراير 2025
عدد المشاهدات : 13
منذ 8 ساعات
التأثير الاجتماعي للأوبئة وكيفية التعامل معها من منظور اجتماعي
 عناصر الموضوع
1- دراسة سلوكيات الأفراد في حالات الطوارئ
2- هل تشارك في حملات توعوية لمعالجة الهلع
3- تنسيق الجهود مع الجهات الصحية والمجتمع المدني
4- رصد تداعيات العزلة الاجتماعية على الإنتاج
5- تصميم خطط تعافٍ اقتصادية واجتماعية

 عناصر الموضوع

1- دراسة سلوكيات الأفراد في حالات الطوارئ

2- هل تشارك في حملات توعوية لمعالجة الهلع

3- تنسيق الجهود مع الجهات الصحية والمجتمع المدني

4- رصد تداعيات العزلة الاجتماعية على الإنتاج

5- تصميم خطط تعافٍ اقتصادية واجتماعية

 في البداية وقبل الحديث عن التأثير الاجتماعي للأوبئة وكيفية التعامل معها من منظور اجتماعي، واجهت المجتمعات البشرية على مر التاريخ أوبئة انتشرت على نطاق واسع وأصابت أعدادًا هائلة من البشر وتسببت في وفاة الملايين من الناس في فترة زمنية قصيرة، وقد أثرت هذه الأزمات على الأفراد الذين عاشوا هذه التجربة الاستثنائية وغيّرت بعض توجهاتهم القيمية وأثارت العديد من الأسئلة الوجودية العالقة، وفي بعض الحالات أثرت على البنى النفسية لأجيال كاملة استطاعت النجاة جسديًا من الوباء لكنها لم تستطع التعافي من آثاره النفسية والاجتماعية الآثار التي خلفها الوباء.

1- دراسة سلوكيات الأفراد في حالات الطوارئ

خلال انتشار الأوبئة، لا يواجه الفرد فقط مخاطر انعدام اليقين المرتبطة باحتمالية إصابته بالمرض، بل يواجه أيضًا عبئًا أكبر يتمثل في حالة كاملة من المجهول. هذا الأمر يؤدي إلى زيادة مشاعر الخوف والقلق بشكل أكبر مقارنة بالأمراض العادية، التي قد تكون أكثر خطورة على حياة الفرد في حال الإصابة بها. لذا، فإن هذه الحالة لا تقتصر على المصابين فحسب، بل تشمل المجتمع بأسره بدرجات متفاوتة؛ فهي مرتبطة بسرعة انتشار الوباء، وعدم القدرة على التنبؤ بموعد وكيفية انتهائه، بالإضافة إلى غياب أي ضمان واضح بظهور علاج فعال.

بالإضافة إلى ذلك، يبرز الخوف من الوقوع في دوامة الوباء، سواء من خلال الإصابة الشخصية أو فقدان أحد المقربين، ومع استمرار تفشي الوباء، يزداد الضغط النفسي على الأفراد، ورغم أن الوضع الحالي يُعتبر أفضل من فترات سابقة. إلا أن حداثة الوباء تمنع توفر كمية ونوعية المعلومات التي قد تساهم في نشر الطمأنينة. بل على العكس، فإن المعلومات المتاحة حول الوباء وسهولة انتشاره تعزز المخاوف في المجتمعات.

وقد يرتبط بذلك عامل ثقة الشعوب في مؤسسات دولها، فكلما كان لدى الشعوب درجة عالية في مؤسسات الدولة وخدماتها كانت هناك قدرة على الاحتواء وتقليل حدة القلق العام وتحجيمه قبل التحوّل لسلوكيات غير منطقية بدافع الخوف.

بالإضافة إلى ذلك، في حالات الطوارئ، يختلف سلوك الناس بناءً على عوامل متعددة، بما في ذلك الخلفية الثقافية والتجارب السابقة وطبيعة الحدث نفسه. ويركز علم النفس في حالات الطوارئ على فهم هذه السلوكيات من أجل تقديم الدعم المناسب.

 ومن المثير للاهتمام، تُظهر الأبحاث أن حالات الطوارئ غالبًا ما تؤدي إلى ظهور هوية جماعية بين الأفراد، مما يعزز التعاون والتضامن.

بالإضافة إلى ذلك، قد يواجه بعض الأفراد تحديات خاصة؛ على سبيل المثال، الأشخاص ذوو الإعاقة الحركية قد يشعرون بالقلق من السقوط عند نقلهم. بينما قد يواجه ذوو الإعاقة الذهنية صعوبة في فهم الموقف والتصرف بشكل مناسب. لذا، من الضروري توفير خطط طوارئ تراعي احتياجات الجميع.

لذلك من المهم  فهم سلوكيات الأفراد في الأزمات لأنه قد يساعد في تطوير استراتيجيات استجابة فعّالة تدعم المجتمع ككل.[1]

2- هل تشارك في حملات توعوية لمعالجة الهلع

تؤثر الأوبئة بشكل عميق على المجتمعات، مما يؤدي إلى تغييرات جذرية في أنماط الحياة اليومية وظهور تحديات اجتماعية واقتصادية جديدة. وأيضًا الحديث عن التأثير الاجتماعي للأوبئة وكيفية التعامل معها من منظور اجتماعي.

من الناحية الاجتماعية، تلعب حملات التوعية دورًا حيويًا في تخفيف الهلع والقلق بين الأفراد خلال فترات تفشي الأوبئة،،تهدف هذه الحملات إلى تقديم معلومات دقيقة وموثوقة حول المرض.، وسبل الوقاية، والإجراءات اللازمة. مما يساعد في تقليل الشائعات والمعلومات الخاطئة التي قد تؤدي إلى تفاقم حالة الهلع.

علاوة على ذلك، تقدم الجهات الصحية نصائح وإرشادات للتعامل مع الآثار النفسية الناتجة عن الأوبئة. مثل كيفية إدارة القلق والتوتر.

كما أنه من المهم الإشارة إلى أن الأوبئة تكشف عن أوجه عدم المساواة الاجتماعية والسياسية. حيث تتأثر الفئات المهمشة بشكل أكبر. لذلك، يجب أن تكون حملات التوعية شاملة وتستهدف جميع فئات المجتمع لضمان استجابة فعالة وعادلة. وكذلك الحديث عن التأثير الاجتماعي للأوبئة وكيفية التعامل معها من منظور اجتماعي.

3- تنسيق الجهود مع الجهات الصحية والمجتمع المدني

يُعتبر تنسيق الجهود بين الجهات الصحية ومنظمات المجتمع المدني أمرًا أساسيًا لتعزيز الصحة العامة وتقديم خدمات صحية فعّالة للمجتمع. يتيح هذا التعاون دمج الموارد والخبرات. مما يسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية وتيسير الوصول إليها.

على سبيل المثال، أظهرت دراسة في اليمن أن الجهات الصحية المحلية ومنظمات المجتمع المدني كانت لها دور محوري كحلقة وصل بين مؤسسات الدولة والمجتمع، مما ساعد في تعزيز الاستجابة المحلية للأزمات الصحية.

علاوة على ذلك، أكدت وزيرة الصحة البحرينية أن الإنجازات التي تحققت في القطاع الصحي جاءت نتيجة للتعاون والتنسيق بين الوزارات والهيئات ومنظمات المجتمع المدني. مما ساهم في الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين.

ومن المهم الإشارة إلى أن المدن توفر بيئة مثالية لتنسيق جهود مختلف الأطراف. بما في ذلك القطاع الخاص والحكومات والجهات المانحة وأرباب العمل ومنظمات المجتمع المدني. بهدف تحسين الصحة العامة. و كذلك التأثير الاجتماعي للأوبئة وكيفية التعامل معها من منظور اجتماعي[2]

4- رصد تداعيات العزلة الاجتماعية على الإنتاج

تشير الدراسات إلى أن العزلة الاجتماعية لها تأثير سلبي على الإنتاجية في مكان العمل. يشعر الموظفون المنعزلون بالوحدة، وينسحبون من الأنشطة الاجتماعية والتواصل مع الزملاء، وتتدهور علاقاتهم.

هذا الانسحاب يقلل من المشاركة الفعالة في العمل وله تأثير سلبي على الصحة النفسية، ويزيد من مستويات التوتر والاكتئاب، علاوة على ذلك، تؤدي الوحدة إلى انخفاض الحافز في العمل، مما يؤثر سلبًا على الأداء والإنتاجية. والحديث عن التأثير الاجتماعي للأوبئة وكيفية التعامل معها من منظور اجتماعي.

بالإضافة إلى ذاك، يمكن أن تؤدي الوحدة في إلى الانسحاب والعزلة الاجتماعية، فعندما يشعر الناس بالوحدة. فإنهم ينسحبون من الأنشطة الاجتماعية. ويتوقفون عن التواصل والتفاعل مع الزملاء ويتوقفون عن المشاركة في الأنشطة الجماعية؛ ونتيجة لذلك، قد يتوقف الموظفون الآخرون أيضًا عن المشاركة في الأنشطة وعمليات صنع القرار. مما قد يؤدي إلى انهيار علاقات الموظفين والصراعات الداخلية.[3]

5- تصميم خطط تعافٍ اقتصادية واجتماعية

وفقًا للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا). يجب اتخاذ الخطوات التالية لوضع خطة التعافي وتنفيذها:

تصميم خطط تعافٍ اقتصادية واجتماعية

أ- التشخيص والتقييم

تحليل الوضع الحالي لتحديد نقاط القوة والضعف. والفرص والتحديات التي تواجه الاقتصاد والمجتمع، كما يشمل ذلك تقييم تأثير الأزمات على مختلف القطاعات والفئات السكانية.

ب- تحديد الأولويات

بناءً على نتائج التقييم، تم تحديد الأولويات الاستراتيجية للتعافي. بما في ذلك تعزيز الحماية الاجتماعية ودعم القطاع الخاص وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام.

ج- تصميم السياسات والبرامج

وضع سياسات وبرامج تستجيب للاحتياجات المحددة. مع التركيز على التكامل بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، كما يجب أن تكون هذه السياسات مرنة وقابلة للتكيف مع التغيرات المستقبلية.

د- التنسيق والتعاون

تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية. القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني لضمان تنفيذ فعال للخطط. يتطلب ذلك إنشاء آليات تنسيق ومتابعة فعّالة.

ه- المتابعة والتقييم

وضع نظام لمراقبة وتقييم تنفيذ الخطط. بهدف قياس التقدم المحرز وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تعديل أو تحسين.

على سبيل المثال، أعلنت الحكومة الأردنية عن خطة تهدف إلى التعافي الاقتصادي من آثار جائحة كورونا. حيث تركز على استمرارية أنشطة الأعمال. والحفاظ على المؤسسات. ودعم القطاع الخاص وقطاعات الصناعة والتجارة، كما تتضمن هذه الخطة ثلاث مراحل لتنفيذ الإجراءات والبرامج والمبادرات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف. والتأثير الاجتماعي للأوبئة وكيفية التعامل معها من منظور اجتماعي

من جهة أخرى، أكدت مملكة البحرين على أهمية التوازن المالي وخطة التعافي الاقتصادي. مع التركيز على تعزيز نمو المملكة ورفاهية شعبها. بما يتماشى مع أهداف برنامج التوازن المالي وخطة التعافي.[4] 

وأخيرًا وليس أخرًا، وبعد حديثنا عن التأثير الاجتماعي للأوبئة وكيفية التعامل معها من منظور اجتماعي تُظهر التجارب التاريخية أن الأوبئة ليست مجرد أزمات صحية مؤقتة. بل تمثل نقاط تحول حاسمة تعيد تشكيل المجتمعات وتؤثر بشكل كبير على سلوك الأفراد وأنماط حياتهم والاقتصاد العالمي.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة