كيف كان العرب يؤدون الحج قبل الإسلام؟

الكاتب : آية زيدان
26 مارس 2025
عدد المشاهدات : 36
منذ 3 أيام
كيف كان العرب يؤدون الحج قبل الإسلام؟
عناصر الموضوع
1- طقوس الحج الجاهلي
ومن طقوس الحج الجاهلي ما يلي:
السعي بين الصفا والمروة
الطواف بالبيت
الحلق والتقصير
الوقوف بعرفة
الهدي
2- أصنام الكعبة
3- الطواف عراة
4- تغيير المناسك بعد الإسلام
5- موقف النبي ﷺ من الحج الجاهلي
6- كيف تطور الحج بعد الإسلام؟

عناصر الموضوع

1- طقوس الحج الجاهلي

2- أصنام الكعبة

3- الطواف عراة

4- تغيير المناسك بعد الإسلام

5- موقف النبي ﷺ من الحج الجاهلي

6- كيف تطور الحج بعد الإسلام؟

“لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك” بهذه الكلمات يتجمع المسلمون من مختلف أنحاء العالم لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو الحج، وتبدأ هذه الشعائر بالطواف حول الكعبة المشرفة، قبلة المسلمين التي شيدها النبي إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام مصداقا لقوله تعالى: “وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”.. [البقرة : 127].

1- طقوس الحج الجاهلي

لم تكن الكعبة الوحيدة التي يقصدها العرب لأداء مناسك الحج، بل كانت هناك كعاب أخرى منتشرة في أرجاء شبه جزيرة العرب، حيث وُجد في بلاد العرب بيوت تعرف ببيوت الله، غير الكعبة، يتوجه إليها الناس في مواسم محددة، حيث تتعاون القبائل على الالتزام بالسلام في جوارها، ومن بين هذه البيوت، كانت هناك أماكن مشهورة في الجزيرة العربية.

ومن الأماكن المعروفة التي كانت بعض العرب يقصدونها للحج: “بيت اللات” في الطائف، واللات كان في البداية شخصاً من ثقيف يخلط العجين للزوار، وعندما مات قال لهم عمرو بن لحيّ: لم يمت بل دخل في الصخرة، فاتخذوا الصخرة صنماً، وشيدوا عليها بيتاً يقصدونه للحج، وأيضاً “بيت الأقيصر” في مشارف الشام، وكان وجهة لقبائل من قضاعة ولخم وجذام وعاملة، يحجّون إليه ويحلقون رؤوسهم بالقرب منه، كما جاء في كتاب “مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول” لأحمد إبراهيم الشريف.

ومن طقوس الحج الجاهلي ما يلي:

طقوس الحج الجاهلي

  • السعي بين الصفا والمروة

كان السعي بين الصفا والمروة من شعائر الحج في الجاهلية.

  • الطواف بالبيت

كان العرب قديما يدورون حول البيت سبع مرات بالتحديد، ولكن بعضهم كان يطوف عارياً، لأنهم كانوا يرون أن من غير اللائق أن يطوفوا بثيابهم التي ارتكبوا بها المعاصي، باستثناء “الحمس” وهم أهل الحرم. لذلك، كان الكثير من الحجاج يستعيرون أو يشترون ملابس من الحمسيين ليطوفوا بها حول البيت.

  • الحلق والتقصير

الحجاج في الجاهلية بعد أن ينهوا مناسك الحج كانوا يحلقون أو يقصرون تماما  .

  • الوقوف بعرفة

كان مشركو مكة ينهون حجهم بالوقوف بعرفة في منى، وكانت لهم مجالس للمفاخرة بعد انقضاء تلك الشعيرة.

  • الهدي

العرب في الجاهلية كانوا يقدمون أضحياتهم للأصنام والأحجار في ساحة الكعبة، ويتركونها بعد الذبح، وأصبحت تقاليد الهدى تعين صاحب منصب”الرفادة” في القيام بمهمته، فقد كان فقراء الحجاج يأكلون من لحوم الهدى. [1]

2- أصنام الكعبة

أدخل عبادة الأصنام إلى مكة عمرو بن لحي الخزاعي، وكان أميراً عليها، وفي ذلك الوقت ضعف التدين لدى العرب وابتعدوا عن الدين الحنيف الذي جاء به إبراهيم وإسماعيل، والذي كان شائعًا في مكة، ورغم ذلك بقي عدد قليل من قريش على دين إبراهيم، ومن بينهم ورقة بن نوفل، ابن عم السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها.

كما كانت الكعبة مصدرًا للرزق لأهل مكة، وبما أن الأصنام هي التي تجذب القبائل العربية إلى مكة، فقد اهتم القرشيون بها، وأقاموا أماكن للسقاية ووفّروا الطعام. [2]

3- الطواف عراة

كان الطواف هو الركن الأساسي للحج قبل الإسلام، واعتاد بعض العرب سواء رجالاً ونساءً، أن يطوفوا حول الكعبة عراة، حيث كانوا يرون أنهم لا يجب أن يطوفوا بملابس ارتكبوا فيها المعاصي.

وبعد الانتهاء من الطواف، يعودون لارتداء ملابسهم، بينما أعدت قريش ملابس خاصة بالحجاج، وهي أزر غير مخيطة، ومن لم يتمكن من شراء هذه الأزر، كان يطوف عارياً، واستمر هذا التقليد حتى فتح مكة وتحريم النبي صلى الله عليه وسلم.

ويقول ابن كثير عن طواف بعض القبائل عراة حول الكعبة: “كانت العرب عدا قريش لا يطوفون بالبيت فى ثيابهم، يتأولون فى ذلك بأنهم لا يطوفون فى ثياب عصوا الله فيها، وكانت قريش وهم “الحمس” يطوفون في ثيابهم ومن أعاره أحمسي ثوبًا طاف فيه ومن معه ثوب جديد طاف فيه ثم يلقيه فلا يتملكه أحد ومن لم يجد ثوب جديد ولا أعاره أحمسي ثوبًا طاف عريانًا”.

وذكر بعض العلماء فى أسباب نزول آية “يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد” لإدانة تصرفات العرب في الطواف عراةً حول الكعبة، ووجوب ارتداء الملابس والاحتشام عند زيارة المساجد. [3]

4- تغيير المناسك بعد الإسلام

جاء الإسلام فأجاز هذه الطقوس كاملةً، بل زادها تعظيمًا وتخصيصًا، وأزال الأصنام التي كانت تُذبح عندها القرابين.

وفريضة الحج من أجلّ العبادات وأعظم القربات، فرضها الله إكمالًا لدينه، وشرع معها العمرة، المذكورة في القرآن الكريم إلى جانب فريضة الحج، في قوله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله} (البقرة:196). [4]

5- موقف النبي ﷺ من الحج الجاهلي

عندما أُرسل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالإسلام، كانت طقوس الحج قد اختلطت بها العديد من العادات الوثنية والتشويهات التي أضافها العرب في فترة الجاهلية، وقد اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم موقفًا قويًا لإرجاع هذه الطقوس إلى جوهرها التوحيدي الصافي.

وكانت أول خطوة اتخذها النبي ﷺ هي تطهير الكعبة من الأصنام التي كانت تُعبد من دون الله. فبعد فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة. دخل النبي ﷺ المسجد الحرام وقام بتحطيم الأصنام المحيطة بالكعبة، قائلاً: “جاء الحق وزهق الباطل”. وبذلك أعاد الكعبة إلى مكانتها كبيتٍ للتوحيد الخالص.​

كما كانت بعض القبائل العربية مثل قريش، تبتدع طقوس خاصة بها في الحج. حيث كانوا يقفون في مزدلفة بدلاً من عرفة. معتقدين أن ذلك يُظهر مكانتهم، وقد أمرهم الله بالوقوف مع الناس في عرفة. كما جاء في قوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: 199]. وقد طبق النبي محمد ﷺ ذلك في حجة الوداع. حيث وقف في عرفة مع جميع المسلمين. مؤكدًا وحدة الشعائر والمساواة بين المسلمين. [5]

6- كيف تطور الحج بعد الإسلام؟

لم تتغير شعائر الحج في الإسلام عما كانت عليه في عهد إبراهيم عليه السلام. لكن الجاهليين أضافوا إليها ما ليس فيها، فمنهم من كان يطوف بالبيت عراة. ومنهم من كان يذبح القرابين ويغطي جدران الكعبة بها! ولما جاء الإسلام عادت مناسك الحج إلى ما كانت عليه عندما أمره الله إبراهيم عليه السلام بأن يدعو الناس جميعًا للحج: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [الحج: 27].

ولا تزال مناسك الحج في يومنا هذا كما أقامها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قبل 1400 سنة. فهي مقررة في القرآن الكريم والسنة النبوية. وعلى الرغم من أن مناسك الحج ثابتة لم يلحق بها أي تحريف أو تبديل منذ زمن النبي عليه الصلاة والسلام. فقد ظلت بالنسبة للعالم الغربي لأكثر من 700 عام أمرًا مجهولًا لا يعرفون عنه إلا القليل، وأغلب ما يعرفونه أقرب للشك منه إلى التأكيد. فلم يكن هنالك شاهد عيان منهم يذهب إلى مكة ليشاهد المناسك بعينيه. وذلك لأن مكة المكرمة بحسب نص القرآن الكريم يحرم دخولها على غير المسلمين.

لكن هذا تحول في القرن الخامس عشر الميلادي، عندما أصبح الأرستقراطي الإيطالي لودوفيكو دي فارتيما أول رحالة أوروبي غير مسلم تطأ قدماه مكة عام 1503 م. وذلك بعد أن تظاهر بالإسلام وأطلق على نفسه اسم “الحاج يونس”. ثم قام فارتيما بتدوين وصف شامل ودقيق ومعاصر للمدينة المقدسة. وهكذا صار فارتيما بمثابة الشاهد الذي قدم لأوروبا رواية موثوقة عن الحج من داخل مكة المكرمة. لا مجرد قصص أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع.

واليوم، أصبحت رواية فارتيما مثالًا أوليًا لنظرة الغرب إلى الإسلام وشعائره. كما أضحت مرجعًا أساسيًا للباحثين الذين يدرسون تاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة خلال القرن السادس عشر الميلادي. [6]

في الختام، يمكن القول أن الحج رحلة روحية عظيمة تتيح للمسلم فرصة لمغفرة خطاياه وتجديد الصلة مع الله. والأكثر أهمية من ذلك هو الاستمرار على الالتزام بعد الرجوع. نسأل الله أن يتقبل من الحجاج حجهم. وأن يرزقنا جميعًا حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا وذنبًا مغفورًا. وأن يثبتنا على طاعته حتى نلقاه وهو راضٍ عنا.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة