الخديوي توفيق وتاريخه في مصر الحديثة

الخديوي توفيق هو أحد أبرز الحكّام الذين تركوا بصمة في تاريخ مصر الحديث. وقد تولّى الحكم في فترة مضطربة سياسياً واجتماعياً، مما جعل الكثير من المؤرخين يدرسون قراراته وتأثيراته بعين النقد والتحليل. الخديوي توفيق لم يكن مجرد حاكم عابر. بل كان طرفًا فاعلاً في أحداث مصيرية، أبرزها الثورة العرابية والاحتلال البريطاني لمصر، وهو ما جعله محل جدل واسع حتى يومنا هذا.
كيف تولى الخديوي توفيالخديوي توفيقق الحكم؟
تولّى الخديوي توفيق الحكم بعد عزل والده الخديوي إسماعيل. في عام 1879. حيث رأت الدول الأوروبية الكبرى أن استمرار إسماعيل في الحكم يشكل تهديداً لمصالحها الاقتصادية والسياسية، خاصة بعد تدهور الأوضاع المالية في البلاد نتيجة سياسة الاقتراض المفرط.
تعرف أيضًا على: الملك الحسن الثاني: العاهل المغربي الذي واجه التحديات بحنكة
تولى الخديوي توفيق الحكم في ظل الظروف الصعبة

- النشأة والتعليم: ولد الخديوي توفيق في قصر القبة عام 1852، وهو الابن الأكبر للخديوي إسماعيل. تميز بشخصية هادئة ومثقفة، وتلقى تعليمه في مصر وخارجها قبل أن يتدرج في المناصب.
- توليه الحكم: لم يكن طامعًا في الحكم، لكنه أصبح خديويًا لمصر بدعم من القوى الأوروبية. خاصةً بريطانيا وفرنسا، التي رأت في شخصيته الهادئة أداة لتحقيق مصالحها.
- الجدل التاريخي: يرى بعض المؤرخين أن قبوله للحكم في ظل هذه الظروف. كان بمثابة خيانة لطموحات الاستقلال الوطني، حيث سهّل التدخل الأجنبي في شؤون البلاد.
- تحديات الحكم: تولى الحكم في فترة عصيبة، حيث كانت البلاد تعاني من الديون. والجيش في حالة تمرد، والنخب في صراع، مما جعل حكمه يمثل مرحلة خطيرة في تاريخ مصر الحديث.[1]
تعرف أيضًا على: ناريندرا مودي: رئيس الهند ومسيرته في التاريخ الحديث
كيف توفي الخديوي توفيق؟
شهد عهد الخديوي توفيق. نهاية واحدة من أكثر الفترات السياسية حساسية في تاريخ مصر. حيث اندلعت الثورة العرابية بقيادة أحمد عرابي، والتي طالبت بالإصلاح والدستور وإنهاء التدخل الأجنبي. وعلى الرغم من أن توفيق بدا في البداية متفهمًا لمطالب الضباط، إلا أنه سرعان ما تحوّل إلى معارض شرس لهم بدعم من البريطانيين، حتى انتهت الثورة باحتلال بريطانيا لمصر عام 1882.
بالتالي استمر توفيق في الحكم بعد الاحتلال البريطاني، لكنه أصبح حاكمًا شكليًا، حيث كانت السلطة الفعلية في يد البريطانيين. وبخاصة السير اللورد كرومر. بالتالي في هذه الفترة، شعر توفيق بالعزلة السياسية والتقييد الكامل لحركته كخديوٍ حاكم.
تعرف أيضًا على: فرانك-فالتر شتاينماير: رئيس ألمانيا ودوره في الاتحاد الأوروبي
أما عن كيف مات الخديوي توفيق. فقد توفي في 7 يناير 1892 في قصر حلوان بعد صراع مع المرض، وقد تدهورت حالته الصحية تدريجياً بسبب أمراض القلب والإرهاق العصبي والنفسي الناتج عن الضغوط الهائلة التي تعرض لها خلال فترة حكمه. كانت وفاته هادئة لكن محاطة بالحزن من قِبل الأسرة الحاكمة.
وتجدر الإشارة هنا إلى الخديوي توفيق تاريخ ومكان الميلاد. حيث ولد في القاهرة في 20 أبريل 1852، وكان الابن الشرعي الأكبر لإسماعيل باشا، ما جعله الوريث الطبيعي للحكم رغم اعتراض البعض على خلفيته السياسية وميوله المؤيدة للأجانب.[1]
تعرف أيضًا على: خالد بن الوليد بن طلال ومسيرته ودوره في السعودية
ما هي ديانة الخديوي إسماعيل؟
يعد الخديوي إسماعيل. من أبرز رموز الأسرة العلوية، وهو والد الخديوي توفيق. وقد حكم مصر في الفترة من 1863 حتى 1879. كانت ديانته هي الإسلام، وبالتالي كان يعرف بتدينه وحرصه على القيم الإسلامية. رغم تبنّيه للكثير من المظاهر الغربية في مشروعه الحضاري الذي أطلق عليه “أوروبا في مصر”.
عرف عن إسماعيل دعمه للمؤسسات الدينية. مثل الأزهر، وإنشاء عدد من المساجد، إلى جانب تطويره لنظام الوقف الإسلامي، ولكنه في ذات الوقت بالتالي لم يعارض التحديث الذي شمل التعليم المختلط والبنية التحتية على النمط الأوروبي.
علاوة علي ذلك عند عزل إسماعيل، تولى الحكم بعد الخديوي توفيق. ابنه عباس حلمي الثاني. الذي حاول في بداية حكمه أن يتحرر من السيطرة البريطانية. لكنه قوبل بالرفض، واستبدل لاحقًا بالخديوي حسين كامل خلال الحرب العالمية الأولى حين أعلنت بريطانيا الحماية على مصر.
أما عن علاقة هذا العنصر بكلمة مفتاحية أخرى، فإن الخديوي إسماعيل. ظل رمزًا للحداثة والطموح في نظر البعض، لكنه في نظر آخرين كان سبباً في تراكم الديون التي ورّطت مصر في التبعية للغرب.
تعرف أيضًا على: الملك عبدالله الثاني وأبناءه ودورهم في الأردن
هل الخديوي توفيق ابن محمد علي؟
بالرغم من أن الخديوي توفيق ينتمي إلى الأسرة العلوية، إلا أنه ليس ابن محمد علي مباشرة، بل هو حفيده من الجيل الثالث. فمحمد علي هو جدّ إسماعيل باشا، والد توفيق. وبالتالي فإن توفيق هو حفيد محمد علي الكبير، مؤسس الدولة المصرية الحديثة.
علاوة علي ذلك سادت في عصر توفيق شائعات عدة، منها ارتباطه ببعض الجمعيات السرية. وخصوصاً الماسونية، حيث تداول بعض المؤرخين إشارات إلى مشاركته في بعض المحافل الماسونية في القاهرة، وربطوا ذلك بتقاربه مع الإنجليز وتعاونه مع سياساتهم. ومع ذلك، فإن هذه الاتهامات تبقى في إطار التحليل السياسي دون وجود أدلة قطعية موثّقة.
ومن المعلومات الشخصية الجديرة بالذكر أيضًا هي الإجابة على سؤال: من هي والدة الخديوي توفيق؟، وهي شهرت فاطمة هانم، الزوجة الثانية للخديوي إسماعيل، وكانت تنتمي لأسرة ذات نفوذ داخل القصر، مما ساعد في تقوية مركز ابنها توفيق كوريث للعرش.
تعرف أيضًا على: محمد نجيب: أول رئيس لمصر ومسيرته بعد الثورة
في الختام، كان الخديوي توفيق. شخصية محورية في لحظة مفصلية من تاريخ مصر، حيث واجه تحديات كبيرة. مثل الثورة العرابية والاحتلال البريطاني، واتّهم بالتخاذل. بل وخيانة الخديوي توفيق لطموحات شعبه. ورغم أنه لم يكن صاحب سلطة حقيقية بعد الاحتلال، إلا أن اسمه ظل مرتبطًا بهذه المرحلة الحساسة. التي مهّدت لتغيرات جذرية في نظام الحكم المصري. إن دراسة مسيرة الخديوي توفيق تكشف الكثير من تعقيدات التاريخ السياسي والاجتماعي لمصر الحديثة، وتلقي الضوء على دور الأسرة العلوية في تشكيل مصير الأمة.
المراجع
- BritannicaMuḥammad Tawfīq Pasha – بتصرف
- Cairo Top Tours Biography of Tewfik Pasha – بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

أمين الهنيدي: فنان لا يقلّد… مدرسة في خفة...

بدر صالح: كيف غيّر برنامج "إيش اللي" شكل...

السلطان محمد الفاتح

السلطانة صفية وتأثيرها في الدولة العثمانية

محمد شكري والخبز الحافي: اعترافات لا تعرف التجميل

محمد نجيب: أول رئيس لمصر ومسيرته بعد الثورة

معمر القذافي: الرئيس اللليبي الأسبق

الملك عبدالله الثاني وأبناءه ودورهم في الأردن

ابن القيم الجوزية: تلميذ ابن تيمية وناشر العلم...

باسم ياخور: النجم الذي أتقن المزج بين التهريج...

خالد بن الوليد بن طلال ومسيرته ودوره في...

جورج سيدهم: الموهبة الهادئة التي أبهرت جمهور المسرح...

الضيف أحمد: موهبة رحلت مبكرًا… لكنها أضاءت المسرح...

أسماء بنت أبي بكر: ذات النطاقين ومُموِّلة الهجرة...
