الذكاء الاصطناعي ومستقبل الأمن والمراقبة
عناصر الموضوع
1- مميزات وعيوب الذكاء الاصطناعي
2- تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الأمن المعلوماتي للدول
3- ما المقصود بأمن الذكاء الاصطناعي؟
4- الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في المجال الأمني
مستقبل الأمن والمراقبة تستخدم فرق الأمان تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديد وتصنيف البيانات الحساسة في جميع أنحاء البيئة، سواء كانت موجودة في البنية التحتية للمؤسسة أو في التطبيقات السحابية. كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في اكتشاف محاولات نقل البيانات خارج الشركة، مما يتيح إمكانية منع هذا الإجراء أو إحالة المشكلة إلى فريق الأمان.
1- مميزات وعيوب الذكاء الاصطناعي
تعتبر التكنولوجيا عنصرًا حيويًا في مجال التنمية والازدهار البشري. ومن بين هذه التكنولوجيا، يبرز الذكاء الاصطناعي ومستقبل الأمن والمراقبة كموضوع مثير للجدل. ومع تزايد اعتمادنا على التكنولوجيا في حياتنا اليومية، أصبح الذكاء الاصطناعي محور نقاشات حادة، حيث يرى البعض أنه يمثل ميزة كبيرة، بينما يعتبره آخرون تهديدًا.
لا يمكننا إنكار أن منح بعض السلطات للآلات قد يسهل الأمور في بعض الحالات، لكنه في الوقت نفسه قد يخلق تحديات جديدة. دعونا نستعرض بعض مزايا ومخاطر الذكاء الاصطناعي.
مزايا الذكاء الاصطناعي
تقليل فرص الخطأ
بفضل اعتماد الأجهزة على سجلات البيانات السابقة ومجموعة من الخوارزميات، تقل احتمالية حدوث الأخطاء. وهذا يعد إنجازًا بحد ذاته، حيث يمكن معالجة المشكلات المعقدة التي تتطلب حسابات دقيقة دون أي مجال للخطأ.
اتخاذ قرارات صحيحة
غياب المشاعر البشرية في الآلات يجعلها أكثر كفاءة، حيث تستطيع اتخاذ القرارات الصحيحة في وقت قصير. مثال بارز على ذلك هو استخدامها في مجال الرعاية الصحية، حيث ساهم دمج أدوات الذكاء الاصطناعي و مستقبل الأمن والمراقبة في تحسين فعالية العلاجات وتقليل مخاطر التشخيص الخاطئ.
تطبيق الذكاء الاصطناعي في المواقف الخطرة
في بعض الحالات التي تتعرض فيها سلامة الإنسان للخطر، يمكن استخدام الآلات المزودة بخوارزميات مخصصة. في الوقت الحالي، يستخدم العلماء آلات متطورة لاستكشاف قاع المحيط، حيث يصعب على البشر الوصول.
القدرة على العمل المستمر
على عكس البشر، لا تتعب الآلات، حتى عند العمل تحت ضغط لفترات طويلة. هذه الميزة تمثل فائدة كبيرة مقارنة بالبشر الذين يحتاجون إلى فترات راحة ليظلوا فعالين. أما الآلات، فهي لا تتأثر بكفاءتها بأي عوامل خارجية، مما يسمح لها بالعمل بشكل مستمر دون انقطاع.
عيوب الذكاء الاصطناعي:
ارتفاع تكلفة التنفيذ
عند النظر إلى تكاليف التركيب والصيانة والإصلاح، يتضح أن الذكاء الاصطناعي يمثل خيارًا مكلفًا. يمكن للأشخاص الذين يمتلكون تمويلًا وميزانية كبيرة تنفيذ هذه التكنولوجيا. ومع ذلك، تواجه الشركات والصناعات التي تفتقر إلى الموارد صعوبة في دمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ومستقبل الأمن والمراقبة في عملياتها أو إستراتيجياتها.
الاعتماد على الآلات
مع تزايد اعتماد البشر على الآلات، نتجه نحو زمن قد يصبح فيه العمل بدون مساعدة الآلات أمرًا صعبًا. لقد شهدنا ذلك في الماضي، ومن المؤكد أننا سنستمر في ملاحظته في المستقبل، حيث سيزداد اعتمادنا على الأجهزة. نتيجة لذلك، قد تنخفض القدرات العقلية والتفكير لدى الأفراد مع مرور الوقت.
استبدال الوظائف منخفضة المهارة
تظل هذه القضية مصدر قلق رئيسي حتى الآن. فهناك احتمال أن يحل الذكاء الاصطناعي ومستقبل الأمن والمراقبة محل العديد من الوظائف منخفضة المهارة، حيث يمكن للآلات العمل على مدار الساعة دون انقطاع. تميل الصناعات إلى الاستثمار في الآلات بدلاً من البشر. ومع انتقالنا نحو عالم أوتوماتيكي، سيتم تنفيذ معظم المهام تقريبًا بواسطة الآلات، مما قد يؤدي إلى زيادة احتمالية البطالة على نطاق واسع. مثال حي على ذلك هو مفهوم السيارات ذاتية القيادة. [1]
2- تأثيرات الذكاء الإصطناعي على الأمن المعلوماتي للدول
ساهمت الزيادة في استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجموعة واسعة من المجالات التجارية والصناعية والمعلوماتية والأمنية وغيرها، في ظهور حالة من الازدواجية التي تثيرها هذه الاستخدامات. يعتبر الذكاء الاصطناعي سلاحًا ذا حدين؛ فهو من جهة يعزز من قدرات تقديم الخدمات في مختلف المجالات، ومن جهة أخرى يمكن أن يُستخدم لتعزيز قدرات الأسلحة المضادة التي تستهدف تلك الاستخدامات.
في هذا السياق، تأتي هذه الورقة التي أعدها “جون فيلاسينور”، كاتب متخصص في دراسات الحوكمة في مركز الابتكار التكنولوجي التابع لمعهد بروكنجز.
تم نشرها ضمن مجلد تم تحريره بالتعاون بين معهد بروكنجز والمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية (ISPI) بعنوان “السباق العالمي للتفوق التكنولوجي: استكشاف الآثار الأمنية”. تركز الورقة بشكل أساسي على استكشاف أبعاد العلاقة بين ثلاثة متغيرات رئيسية: الذكاء الاصطناعي، وتأثيره على سلامة وتكامل المعلومات، وانعكاس ذلك على السياق الجيوسياسي.
محددات التأثير
تتناول الورقة ثلاثة محددات رئيسية تحدد كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على البيئة المعلوماتية خلال العقد المقبل. وتتمثل هذه المحددات في النقاط التالية:
أولًا التطور السريع في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي:
الذي يُعزى إلى مستويات غير مسبوقة من الاستثمارات العامة والخاصة. وفقًا لمؤسسة (CB Insights)، ارتفع حجم رأس المال الاستثماري المخصص من قبل الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة من 4.1 مليارات دولار في عام 2016 إلى 5.4 مليارات دولار في عام 2017، ثم إلى 9.3 مليارات دولار في عام 2018.
كما زادت الحكومة الأمريكية من دعمها للأبحاث في هذا المجال، حيث أعلنت وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (DARPA) في خريف عام 2018 عن حملة استثمارية بقيمة ملياري دولار لتطوير جيل جديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وينطبق ذلك أيضًا على الصين، التي استثمرت مليارات الدولارات في الذكاء الاصطناعي، معتبرةً إياه ركيزة أساسية لتحقيق هدفها في أن تصبح قوة تكنولوجية عظمى. كما تسير كل من إسرائيل والدول الأوروبية على نفس النهج. [2]
ثانيًا الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في البيئة الرقمية:
يشير هذا إلى مدى تداخل الذكاء الاصطناعي ومستقبل الأمن والمراقبة بشكل متزايد مع النظام الإيكولوجي للمعلومات الرقمية. فقد لوحظ أن أبرز التغييرات التي شهدتها تكنولوجيا المعلومات في الربع الأخير من القرن الماضي لم تكن مرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، يُتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا كبيرًا في تطوير المشهد الرقمي المعلوماتي خلال العقد المقبل.
وقد بدأت ملامح هذا الدور تتضح خلال السنوات الخمس الماضية، حيث زاد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في القطاع التجاري، من خلال توقع احتياجات المستهلكين واستخدام هذه التوقعات لتحسين الخدمات في مجالات مثل النقل والتسوق الإلكتروني والإعلام وغيرها.
ثالثًا حماة المعلومات (Information Gatekeepers):
يتمثل هؤلاء بشكل أساسي في شركات مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تجار التجزئة عبر الإنترنت ومقدمي خدمات الإنترنت والهاتف المحمول.
تعتبر هذه الشركات طرفًا ثالثًا يتحكم بشكل أو بآخر في كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على البيئة المعلوماتية، حيث تتعامل مع كميات هائلة من البيانات.
3- ما المقصود بأمن الذكاء الاصطناعي؟
تأمين الذكاء الاصطناعي من الهجمات الإلكترونية
يعرف الأمن المدعوم بالذكاء الاصطناعي أيضًا بأنه عملية حماية الذكاء الاصطناعي من التهديدات الإلكترونية. بناءً على هذا المفهوم، يركز خبراء الأمن السيبراني على كيفية استغلال مصادر تهديدات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الهجمات الإلكترونية الحالية أو استغلال جميع نقاط الضعف الجديدة.
على سبيل المثال، يمكن أن تسهم النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) في تمكين المهاجمين من تنفيذ هجمات تصيد احتيالي أكثر تخصيصًا وتعقيدًا. وبما أن هذه التقنية لا تزال جديدة نسبيًا، فإنها تفتح أيضًا آفاقًا جديدة للهجمات الإلكترونية، مثل هجمات سلسلة التوريد والهجمات العدائية (انظر “الثغرات الأمنية والمخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي [3]
تتناول هذه النظرة العامة تعريف أمن الذكاء الاصطناعي الذي يتضمن استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمن السيبراني. ومع ذلك، فإنها تشمل أيضًا معلومات حول نقاط الضعف المحتملة في أنظمة الذكاء الاصطناعي وأفضل الممارسات لحمايتها.
4- الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في المجال الأمني
على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في المجال الأمني لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أنه يمكن اعتباره اليوم إضافة قيمة للبشر في هذا المجال. فهو يقدم دعماً كبيراً للعاملين في الأمن، مما يتيح لهم التركيز على مهام أخرى لا يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتهم فيها بعد.
على سبيل المثال، يسهم الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في المجالات التالية:
تعزيز أنظمة المراقبة:
تستطيع خوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل كميات ضخمة من بيانات كاميرات المراقبة وأجهزة الاستشعار عن بُعد، بهدف تحديد الأنماط واكتشاف الحالات الشاذة، مما ينبه أفراد الأمن حول التهديدات المحتملة. وهذا يسهم في تحسين فعالية أنظمة الأمان وتقليل عبء العمل على رجال الأمن.
التحليلات التنبؤية:
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الواردة من أنظمة الأمان. ثم تحديد الاتجاهات والأنماط التي قد تشير إلى تهديد أمني محتمل. وهذا يساعد أفراد الأمن في اتخاذ تدابير استباقية للتعامل مع تلك التهديدات، سواء من خلال منعها أو تقليل آثارها.
تعزيز الأمن السيبراني:
يمكن للذكاء الاصطناعي التعرف على التهديدات السيبرانية والتصدي لها. على سبيل المثال البرمجيات الضارة وهجمات التصيد الاحتيالي وأنواع أخرى من الهجمات السيبرانية. حيث تتمتع خوارزميات الذكاء الاصطناعي بقدرة تحليل حركة مرور الشبكة. واكتشاف الأنماط التي تشير إلى وجود تهديد فعلي. مما يمنح فرق الأمن فرصة للاستجابة بسرعة وفعالية.[4]
بالإضافة إلى ما ذكر. يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا في مكافحة الجرائم. على سبيل المثال، يعتمد قسم شرطة نيويورك على نظام CompStat منذ عام 1995. وهو نهج منظم يجمع بين الفلسفة والإدارة التنظيمية. لكنه يعتمد على أدوات برمجية أساسية. وقد حققت التحليلات التنبؤية وغيرها من أدوات تحليل الجرائم المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تقدمًا كبيرًا منذ ذلك الحين. اليوم، تستخدم شركة Avata Intelligence، التي تتخذ من كاليفورنيا مقرًا لها. الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالأوقات التي قد يستهدف فيها الإرهابيون أهدافًا معينة.
مع الأهمية المتزايدة للذكاء الاصطناعي، قد يكون الوقت قد حان لتطوير استراتيجيات جديدة.
وفي الختام يعتبر الذكاء الاصطناعي العسكري سلاحًا مستقلًا بحد ذاته. حيث يمكن للدول من خلاله تعزيز قدراتها العسكرية وتطوير أسلحتها. في الوقت الراهن. هناك العديد من المركبات الأرضية المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. مما يمكّنها من تنفيذ عمليات مستقلة تشمل مجموعة متنوعة من المهام مثل الخدمات اللوجستية والاستطلاع وغيرها. بشكل عام، أصبحت فكرة الحرب المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحظى بأهمية متزايدة على مستوى العالم. وتشمل مجموعة واسعة من التقنيات. على سبيل المثال الأنظمة المستقلة والطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى خوارزميات التعلم الآلي المستخدمة في التحليل التنبؤي.
المراجع
- CardoOمميزات وعيوب الذكاء الإصطناعي _ بتصرف
- المستقبلتأثيرات الذكاء الإصطناعي على الأمن المعلوماتي للدول _ بتصرف
- IBMما المقصود بأمن الذكاء الاصطناعي؟ _ بتصرف
- incarabia.comالذكاء الإصطناعي وتطبيقاته في المجال الأمني _ بتصرف