الذكاء الاصطناعي والقانون التجاري: دراسة تحليلية

عناصر الموضوع

1- تأثير الذكاء الاصطناعي على العقود التجارية

2- الملكية الفكرية والذكاء الاصطناعي

3- الذكاء الاصطناعي في التحكيم التجاري

4- القوانين المنظمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الأعمال

5- الذكاء الاصطناعي والأخلاقيات التجارية

لقد ظهر الذكاء الاصطناعي كقوة تحولية في متنوع جوانب التجارة الدولية. حيث أحدث ثورة في نماذج الأعمال التقليدية، وسلاسل التوريد. وتجارب المستهلكين. ويشمل الذكاء الاصطناعي والقانون التجاري عدة واسعة من التقنيات التي تمكن الآلات من نسخ الوظائف الإدراكية البشرية.

1- تأثير الذكاء الاصطناعي على العقود التجارية

تمتاز تِقْنِيَّة البلوك تشين بأن لها تأثير هائل في حماية العقود الذكية واستقرارها. وذلك لعدة أسباب:

• تِقْنِيَّة البلوك تشين تستند إلى الشبكة الموزعة واللامركزية، حيث تحفظ كل العمليات على الشبكة، وترسل على كل أجهزة المشاركين في الشبكة، ومن ثم فمن الصعب تزوير البيانات أو تعديلها دون موافقة الأطراف المرادة وبما أن البيانات تخزن بصورة آمنة ومشفرة، فإنها تظل محمية من التلاعب والاختراق.
• تستعمل تِقْنِيَّات التشفير الحديثة في تِقْنِيَّة البلوك تشين لحماية البيانات والمعاملات، تتشكل البيانات في كتل مشفرة وموصولة ببعضها البعض، ويتحقق من صحة البيانات قبل تزويدها إلى قائمة الكتل هذا يجعل من الصعب تغيير البيانات بصورة غير مشروعة.
• يتم التيقن من هوية المشاركين في الشبكة بصورة دقيقة وموثوقة باستعمال أدوات التشفير والمفاتيح العامة والخصوصية، وهذا يحوي ثقة الأطراف المتعاقدة في العمليات والمعاملات التي يتم عقدها.
• تِقْنِيَّة البلوك تشين تتيح بتحقيق العقود الذكية بصورة آلية من دون الداعي إلى وسيط أو طرف ثالث، عند التيقن من الشروط المنعقدة في العقد، تنفذ العملية بصورة تلقائية من دون تأخير أو تدخل بشري، مما يضاعف من كفاءة العمليات، ويخفض من فرص الخطأ أو التلاعب.
• تِقْنِيَّة البلوك تشين بحث عن الذكاء الاصطناعي والقانون التجاري تتيح بتتبع كل المعاملات والتعديلات التي تتم في العقود الذكية بصورة شفافة ومفتوحة لكل المشاركين في الشبكة، هذا يجعل من السلس التيقن من صحة العقود والمعاملات وضمان عدم وجود تلاعب أو اختراق. [1]

2- الملكية الفكرية والذكاء الاصطناعي

الجوانب الإيجابية لتأثير الذكاء الاصطناعي والقانون التجاري على حقوق الملكية الفكرية:

تطوير كفاءة عمليات الملكية الفكرية من عدة نواحي مثل براءة الاختراع والعلامات التجارية:

• مساعدة المخترعين:

يمكن للذكاء الاصطناعي مساهمة المخترعين، وتقييم إمكانية براءة الاختراع للأفكار الحديثة. وتحسين نماذج أولية ووصف بيانات براءات الاختراع.

• البحث عن براءات الاختراع:

 ويمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة الكثير من المهام المرتبطة بحقوق الملكية الفكرية. كالبحث عن براءات الاختراع.

• العلامات التجارية:

يمكن للذكاء الاصطناعي مراقبة استعمال العلامات التجارية عبر الإنترنت. وفي العالم الواقعي.

• تعزيز الإبداع والابتكار

ويمكن للذكاء الاصطناعي مساهمة المبدعين على ابتكار أفكار حديثة وتحسين المنتجات والخدمات بوساطة تحليل البيانات وتوليد أفكار حديثة وتعيين الاتجاهات الناشئة مما يوفر الوقت والجهد.

• مكافحة القرصنة والتزوير

يمكن للذكاء الاصطناعي معرفة المحتوى المقلد المنسوخ وحفظ حقوق المؤلفين بصورة أسرع وأكثر دقة وحفظ حقوق المبدعين بصورة أفضل، بوساطة تحليل الصور والنصوص والفيديو.

• حماية الأسرار التجارية

تحليل البيانات:

يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات ضخمة من البيانات الداخلية للشركات لتعيين الأخطار المرتقبة للكشف عن الأسرار التجارية، وتعيين نقاط الضعف في أنظمة الأمان، وصون المعلومات السرية.

• حقوق النشر والتأليف

اكتشاف المحتوى المنسوخ:

يمكن للذكاء الاصطناعي التشعب في الإنترنت ومسح المواقع وتعيين المحتوى المنسوخ من النصوص والصور والفيديوهات، وصون حقوق المؤلفين. [2]

3- الذكاء الاصطناعي في التحكيم التجاري

• أدّى التقدم التكنولوجي وما صاحبه من تقدم وسائل الاتصال إلى ظهور الذكاء الاصطناعي و القانون التجاري، كإحدى مصادر ثورة المعلومات، حيث صارت شبكة الإنترنت تصور العمود الفقري للمعاملات الاقتصادية والعلاقات المالية، ووسيلة مثمرة في انعقاد عقود وصفقات إلكترونية، فقصدت التجارة التقليدية إلى التجارة الإلكترونية. لما تمتاز به من سرعة في عقد العقود وتحقيقها، عِلَاوَة على ذلك كونها تتم بوساطة بيئة إلكترونية. بينما تستند إلى وسائل اتصال تِقْنِيَّة متقدمة على قمتها شبكة الإنترنت، ومع تضاعف المعاملات التجارية المنعقدة خلال شبكة الإنترنت، تضاعف معها حجم النزاعات.
• كان الذهاب إلى القضاء العادي يصور عبئا هائلًا على المتعاقدين والمتعاملين خلال الإنترنت. بينت أهمية التحكيم الإلكتروني في حل هذه المنازعات، لما يقدمه من سرعة وسلاسة وسهولة لا تتوفر في القضاء العادي.
• تمتاز نزاعات التجارة الإلكترونية بأنها تتم بين أطراف من جنسيات متنوعة وخارج الإقليم الواحد. لذلك كثيرًا ما ترفض الأطراف في هذا النوع من المنازعة إلى الذهاب لقانون دولة ما، مما أثار الكثير من التساؤلات عن طريقة حل هذه النزاعات، وما هي أفضل الوسائل وأكثرها ملاءمة لحلها. هذا ما أحدث التحكيم الإلكتروني، الذي يعد من أبرز الموضوعات في الوقت الحالي، لما له من دور مثمر في مجال التجارة الإلكترونية. والحسم السريع لمنازعات التجارة الإلكترونية، الناتجة عن التقدم الاقتصادي الضخم واستعمال التقنية الإلكترونية في إحكام العقود والمعاملات التجارية.
• وكان ينبغي من ظهور طرق حماية سن قوانين وتشريعات واتفاقيات تصون التعاملات الإلكترونية. علاوة على ذلك إذ أنشئ طبق على ذلك الكثير من المواقع.للمساهمة على حل النزاعات بوساطة التحكيم. بينما قصدت مواقع البيع الإلكتروني وأهمها مركز المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) إلى الاتفاق معها لحل المنازعات التي قد تخلق بينها وبين المتعاملين معها. [3]

4- القوانين المنظمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الأعمال

• الذكاء الاصطناعي والقانون التجاري أثره الهائل على قانون العمل بالأخص على الحق في العمل، وأيضا تنظيم العمل ووسائله. على سبيل المثال : التعيين، وإدارة شؤون العمال. والمهام الموزعة بوساطة أنظمة الذكاء الاصطناعي، وما إلى ذلك.
• ويمكن لصاحب العمل استعمال تِقْنِيَّات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في مراقبة العمال. وهي ما تعلم بالمراقبة الإلكترونية، كما يتم بوساطة هذه المراقبة تجميع الكثير من المعلومات عن العمال مما قد يصبح لذلك أثر كبير في بعض الحقوق الرئيسة مثل الحق في الخصوصية والحق في حماية البيانات الشخصية.
• ويوضح كذلك تأثير الذكاء الاصطناعي على أحكام المسؤولية المدنية وقانون العمل. وعلى سلامة العمال في بيئة العمل. [4]

5- الذكاء الاصطناعي والأخلاقيات التجارية

• تعد الاعتبارات الأخلاقية ذات أهمية بالغة في نشر تِقْنِيَّات الذكاء الاصطناعي والقانون التجاري في الشركات، إذ إنَّه مع كفاءة أنظمة الذكاء الاصطناعي، إلا أنه محتملا أن تعمل في أغلب الأوقات بمنزلة الصناديق السوداء مع عمليات اعتماد القرار التي لا تتصف بالشفافية، مما يسبب مخاوف أخلاقية. وبالأخص في حالات خصوصية المستهلك، وأمن البيانات، وتنفيذ العدالة في عملية اعتماد القرار، ومن ثم ينبغي وضع مبادئ إرشادية أخلاقية للشركات لاستعمال الذكاء الاصطناعي بما يتوافق مع أفضل الممارسات العالمية.
• تؤدي حوكمة الشركات دورًا بارزا في إدارة هذه التحديات الأخلاقية. وينبغي للشركات جعل أطر أخلاقية لاستعمال الذكاء الاصطناعي، وتأكيد إعداد أنظمة الذكاء الاصطناعي ونشرها بصورة مُحكمة ومسؤول، مع احترام حقوق الإنسان، وكذلك الثقافة والمعايير الأخلاقية. [5]

ختامًا، مع تطور تِقْنِيَّات الذكاء الاصطناعي والقانون التجاري. بينما تزداد الداعي إلى تقدم وتطوير الإطار القانوني والتنظيمي بصورة مستمرة، مما يلزم تدقيق القوانين الحالية ووضع لوائح حديثة تتناول القضايا التي تشيد من استعمال تِقْنِيَّات الذكاء الاصطناعي.

• iraqoajتأثير الذكاء الاصطناعي على العقود التجارية _ بتصرف
• kenanaonlineالملكية الفكرية والذكاء الاصطناعي _ بتصرف
• wattanالذكاء الاصطناعي في التحكيم التجاري _ بتصرف
• mjle.journalsالقوانين المنظمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الأعمال _ بتصرف
• smtcenterالذكاء الاصطناعي والأخلاقيات التجارية _ بتصرف

مشاركة المقال

وسوم