الرماد البركاني وأثره على البيئة

الرماد البركاني. هذا الغبار الدقيق ينتشر بسرعة مع الرياح. فيصل إلى البيوت والحقول وحتى الأجواء العالية التي تمر بها الطائرات. تأثيره كبير على الإنسان والبيئة معًا. ولذلك أصبح موضوعًا مهمًا يثير فضول العلماء واهتمام الناس. منظر البركان عند ثورانه يثير الرهبة والإعجاب في نفس الوقت. أصوات مدوية، حمم ملتهبة تتدفق، وأعمدة دخان تغطي السماء.

ما هو تعريف الرماد البركاني؟

يعرّف العلماء الرماد البركاني بأنه مادة دقيقة للغاية. تتكون من شظايا صغيرة من الصخور والمعادن والزجاج البركاني. وتنتج عند انفجار البراكين وخروج الحمم المنصهرة بشكل مفاجئ وعنيف. هذه الشظايا تكون أصغر من حبات الرمل. وغالبًا ما تحملها الرياح إلى مسافات بعيدة عن فوهة البركان. وبسبب صغر حجمها وخفتها. قد تبقى عالقة في الغلاف الجوي لأسابيع أو حتى أشهر. بالتالى يجعلها ذات تأثير مباشر على البيئة والمناخ وصحة الإنسان.

في المناهج التعليمية  مثل تعريف البركان ثالث متوسط. يوضّح أن البركان هو فتحة في سطح الأرض تخرج منها الحمم والغازات والرماد. عند حدوث نشاط بركاني.

تعرف أيضًا على:أشهر البراكين اليابانية: بركان فوجي

ومن هنا يمكننا فهم أن الرماد ما هو إلا جزء من مكونات هذا النشاط البركاني. يمثل النتيجة النهائية لعملية الانفجار وتفتيت الصخور.

ويتكون الرماد عادةً عند تلامس الحمم مع الماء أو الهواء البارد. بينما تتفتت بشكل سريع وتتحول إلى جزيئات صغيرة جدًا. هذه الجزيئات لا تشكل فقط منظرًا طبيعيًا مهيبًا عند تساقطها. بل قد تكون أيضًا سببًا في حدوث كوارث بيئية. مثل تلوث مصادر المياه أو تلف الأراضي الزراعية عند تراكمها.

بالتالي الرماد يمكن أن يعيق حركة الطيران. لأنه إذا دخل إلى محركات الطائرات يتسبب في تعطيلها.بالتالي جعل مراكز البحوث الجيولوجية تركز على مراقبة تحركاته والتنبؤ بمساره.

إذن، تعريف الرماد البركاني لا يقتصر على كونه مجرد غبار ناتج عن البركان. بل هو عنصر نشط وخطير يمكن أن يغير في لحظة مجرى الحياة الطبيعية في المناطق المتأثرة. [1]

تعرف أيضًا على:ما هي البراكين المخروطية؟ تعريفها وخصائصها وأمثلة عليها

ما هو الرماد في الانفجار البركاني؟

عندما يحدث انفجار بركاني قوي. تنطلق من باطن الأرض كميات هائلة من الغازات والحمم والفتات الصخري في الهواء. ومن أبرز هذه المواد الرماد البركاني؛ هذا الرماد لا يشبه الغبار العادي الذي نراه في حياتنا اليومية. بل هو عبارة عن شظايا دقيقة جدًا من الصخور البركانية والزجاج البركاني. ناتجة عن التفجر العنيف للحمم عندما تتعرض لضغط هائل ثم تنفجر فجأة. وغالبًا ما يكون لونه داكنًا ويتراوح بين الرمادي والأسود. وقد يظل معلقًا في الغلاف الجوي لفترات طويلة بسبب خفة وزنه وصغر حجمه.

تعرف أيضًا على:ما هي البراكين الدرعية؟ تعريفها. خصائصها. وأمثلة على أشهرها

على الجانب الأخر الرماد الذي يتصاعد من الانفجارات البركانية. بالتالي يمكن أن يسافر مئات الكيلومترات بعيدًا عن موقع البركان. اعتمادًا على قوة الانفجار واتجاه الرياح. وهذه الجسيمات لها تأثيرات واسعة. بينما يعيق الرؤية وتلوث الهواء. وتسبب صعوبات في التنفس للإنسان والحيوان. بالتالي فهي قد تدمر المحاصيل الزراعية إذا تراكمت على الحقول.

وإذا نظرنا إلى أنواع البراكين المختلفة نجد أن كل نوع منها قد ينتج رمادًا بخصائص مختلفة.فالبراكين الانفجارية مثل البراكين المركبة. تطلق كميات كبيرة من الرماد الكثيف. بينما الذي ينتشر في السماء لمسافات شاسعة. أما البراكين الدرعية  فغالبًا ما يقتصر انفجارها على تدفق الحمم. مع كميات أقل نسبيًا من الرماد. هذا التفاوت في إنتاج الرماد يجعل دراسة أنماط الانفجار. أمرًا ضروريًا للتنبؤ بخطورته وتأثيراته.

إذن، الرماد البركاني ليس مجرد مادة تتطاير في الهواء. بل هو عنصر بالغ الخطورة يمكن أن يغير ملامح البيئة والطقس في المناطق القريبة. وحتى البعيدة عن مكان البركان. [2]

تعرف أيضًا على:أضرار البراكين وتأثيرها على الإنسان والبيئة والممتلكات

ما هي البراكين الهامده؟

البراكين الهامدة هي تلك التي توقفت عن النشاط نهائيًا. وفقدت قدرتها على الانفجار أو إخراج الحمم والغازات. وعلى عكس البراكين الخامدة. التي قد تعود إلى الثوران بعد فترة طويلة، فإن الهامدة لا يتوقع أن تثور مرة أخرى. ورغم ذلك، فإنها تركت بصمتها الواضحة على البيئة. من خلال التضاريس التي شكّلتها في الماضي، والمواد التي قذفتها مثل الحمم والرماد البركاني.

ولكي نفهم طبيعة هذه البراكين. لا بد أن نتذكر أن كل بركان يتكوّن من عدة عناصر أساسية. مثل أجزاء البركان: الفوهة، والمدخنة، والحجرة الصهارية. بينما هذه الأجزاء كانت يومًا ما نشطة في البراكين الهامدة.تدفع الحمم والغازات إلى الخارج. لكنها اليوم أصبحت صلبة ومغلقة بفعل مرور الزمن.

تعرف أيضًا على:ما هي أسباب حدوث البراكين والزلازل؟ شرح مبسط للعوامل الجيولوجية

ومن بين أشهر البراكين في العالم التي تعد هامدة جبل “كيلمنجارو” في إفريقيا. الذي تحوّل إلى مَعْلم طبيعي وسياحي بارز. بعد أن كان في الماضي مصدرًا لانفجارات ضخمة أثّرت في مناخ المنطقة وخصوبة التربة المحيطة به.

وباختصار، ما يميز البراكين الهامدة، ما يلي:

• توقفت عن النشاط.
• أجزاء البركان أصبحت صلبة.
• شكّلت تضاريس جديدة.

أمثلة عالمية مثل كيلمنجارو.

تعرف أيضًا على:كيف تتكون البراكين وأسباب ثورانها؟

ما هو الفتات البركاني؟

قد يتساءل البعض: ما المقصود بالفتات البركاني؟ ببساطة، هو كل المواد الصلبة التي يقذفها البركان أثناء ثورانه. فالبركان لا يخرج الحمم السائلة فقط بل يقذف أيضًا أجزاءً صغيرة وكبيرة تتطاير في الهواء. ويعَد الرماد البركاني من أكثرها شيوعًا.إذ يكون خفيفًا جدًا وتحمله الرياح لمسافات بعيدة.

بالإضافة إلى هذا الفتات يختلف في حجمه وشكله؛ فقد يكون دقيقًا يشبه الغبار الناعم. وقد يكون على هيئة صخور ضخمة تسقِطها قوة الانفجار. وتسبّب دمارًا كبيرًا في المناطق المحيطة. ولعل ما حدث مع أشهر البراكين في العالم. مثل بركان فيزوف في إيطاليا، خير مثال على ذلك.فقد غطّى المدينة القديمة بومبي بالرماد والصخور حتى اختفت تمامًا تحت الأرض لقرون طويلة.

على الجانب الأخر المثير للاهتمام أنّ العلماء لا يرون الفتات البركاني مجرد بقايا عابرة. بل يعدّونه سجلًا طبيعيًا يروي قصة الانفجار البركاني. شدته، مدته، وتأثيره على البيئة. ومن خلال دراسة هذا الفتات. يمكن فهم الكثير عن طبقات الأرض وتاريخها الجيولوجي.بالتالي يجعله مصدرًا مهمًا للمعرفة، وليس مجرد أثر مدمّر.

تعرف أيضًا على:الوسائل العلمية للتنبؤ بثوران البراكين

في النهاية، يمكن القول إن الرماد البركاني ليس مجرد غبار يتطاير في الهواء. بل هو شاهد حي على قوة الطبيعة وعظمتها. صحيح أنه قد يسبب مشكلات صحية للإنسان ويؤثر على المناخ والزراعة، لكنه أيضًا يحمل بين طياته معلومات ثمينة تكشف لنا عن تاريخ البراكين وبنية الأرض. وهكذا. يبقى التعامل معه بحاجة إلى وعي وحذر. وفي الوقت نفسه إلى دراسة عميقة تسهم في فهم الظواهر الطبيعية بشكل أفضل. فالبراكين تذكرنا دائمًا بأن كوكبنا حيّ. وأننا جزء من منظومته الكبرى التي تستحق التأمل والاحترام.

• USGS – Hawaiian Volcano Observatory (HVO)What is volcanic ash? _بتصرف
• gnsAsh - Earth Sciences New Zealand -بتصرف

مشاركة المقال

وسوم