كل ما تحتاجه عن الزكاة: نصاب، أحكام، ومن يستحقّها

الكاتب : آية زيدان
21 يوليو 2025
عدد المشاهدات : 52
منذ 5 ساعات
الزكاة
ما نصاب الزكاة في المال؟
كم تكون نسبة الزكاة؟
من تُعطى الزكاة؟
هل زكاة الذهب تفرض على الحلي؟
الذهب الكثير بغرض الادخار أو التجارة
نسبة الزكاة
مدة الحول
مذهب الحنابلة
التوصية الشرعية

الزكاة هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، وفرض مالي تطهيري يُظهر عدالة الإسلام وتكافله الاجتماعي. شرعها الله لحكمة عظيمة، منها دعم الفقراء والمحتاجين، وتطهير النفس من الشح. في هذا المقال نوضح مفهوم الزكاة، شروطها، ومصارفها كما وردت في القرآن والسنة.

ما نصاب الزكاة في المال؟

الزكاة

الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي عبادة مالية تهدف إلى تطهير المال ومساعدة المحتاجين، لكن لا تجب على كل مال إلا إذا بلغ النصاب.
نصاب الفرض يعني الحد الأدنى من المال الذي يجب أن يمتلكه المسلم حتى يصبح مطالبًا بأداء الفرض، وهو ما يعادل قيمة 85 جرامًا من الذهب الخالص أو 595 جرامًا من الفضة. فإذا امتلك المسلم هذا المقدار أو أكثر، ومر على المال سنة قمرية كاملة وهو في ملكه، وجبت الزكاة عليه.

تعرف أيضًا على: علم الاجتماع وأهميته في الإعلام والاتصالات

ومع تغيّر الأسعار، يتغير تقدير النصاب. لذا، يُنصح دائمًا بالرجوع إلى الجهات المختصة في كل بلد لمعرفة القيمة المحدثة. فمثلًا، يتم تحديد زكاة المال في السعودية بشكل سنوي وفقًا لسعر الذهب، وتعلن عنها الهيئات الرسمية بوضوح لتيسير معرفة النصاب على المواطنين.

وتشمل الزكاة المال النقدي، والحسابات البنكية، والأسهم، وما في حكمها من أموال نامية. لكن لا تُحتسب الديون التي يُتوقع سدادها ضمن النصاب حتى يتم استلامها فعلًا.

من المهم أن يعرف المسلم أن النصاب ليس مجرد رقم، بل هو شرط أساس في وجوب الفرض. فمن كان ماله أقل من هذا الحد، فلا زكاة عليه. أما من بلغ ماله النصاب وبقي لديه سنة كاملة، فعليه إخراج 2.5% من ماله طهرة وبركة. [1]

تعرف أيضًا على: علم الاجتماع والتغيير المجتمعي

كم تكون نسبة الزكاة؟

الزكاة

نسبة الزكاة تختلف باختلاف نوع المال الذي يُزكّى عنه، لكن بالنسبة للأموال النقدية مثل الرواتب، المدخرات، الحسابات البنكية، فإن النسبة الشرعية المعروفة والمجمع عليها هي 2.5%  من إجمالي المبلغ إذا بلغ النصاب وبقي معه حولًا كاملًا.

يعني ببساطة: إذا كان معك مال يعادل أو يزيد عن قيمة 85 جرامًا من الذهب، واحتفظت به سنة قمرية كاملة دون أن ينقص، فحينها تكون مطالبًا بإخراج الزكاة بنسبة 2.5%.
فمثلًا: إذا كنت تملك 100,000 ريال، فتخرج 2,500 ريال كزكاة.
أما لو كان المبلغ أقل من النصاب أو لم يمض عليه عام، فلا تجب عليك الفرض.

تعرف أيضًا على: دور علم الاجتماع في السلوك الاستهلاكي

ويفضل إخراج الفرض في أسرع وقت ممكن بعد اكتمال الشروط، وعدم تأخيرها دون عذر، لأنها عبادة تؤدى في وقت محدد تمامًا كالصلاة والصيام.

من الضروري فهم شروط وجوب الزكاة وأساليبها، لأنها هي التي تحدد إن كانت الفرض واجبة في حالة معينة أم لا. الشروط الأساسية تشمل: أن يكون المال مملوكا بالكامل لصاحبه، أن يكون قابلًا للنماء (أي يزداد أو يتوقع أن يزداد)، وأن يبلغ النصاب، وأن تمر عليه سنة قمرية.

تطبيق هذه الشروط بشكل سليم يساعد المسلم في أداء الزكاة بطريقة صحيحة، دون تهاون أو زيادة غير واجبة. [2]

تعرف أيضًا على: الأساليب الاجتماعية لمواجهة البطالة والفقر

من تُعطى الزكاة؟

الزكاة

عندما يحين وقت إخراج الزكاة، يتساءل الكثيرون: من يستحقها فعلًا؟
الإجابة جاءت واضحة في القرآن الكريم، حيث حدد الله سبحانه وتعالى ثمانية أصناف من الناس يستحقون الزكاة، وهم:
الفقراء، المساكين، العاملون عليها، المؤلفة قلوبهم، في الرقاب، الغارمون، في سبيل الله، وابن السبيل.

الفقراء والمساكين هما الأكثر استحقاقًا، لأنهم في حاجة مباشرة لتأمين حاجاتهم الأساسية من طعام ولباس وسكن. ثم يأتي بعدهم الغارمون، أي من أثقلتهم الديون، ولا يملكون سدادها رغم محاولاتهم.

أما “العاملون عليها”، فهم الأشخاص الذين يتولون جمع الفرض وتوزيعها، ولهم نصيب مقابل جهدهم. و”المؤلفة قلوبهم” هم من يعطون لتقوية إيمانهم أو لكسب مودتهم للإسلام. و”في الرقاب” تشمل تحرير الأسرى والمظلومين. و”في سبيل الله” تدخل فيها كثير من أوجه الجهاد والدعوة، بينما “ابن السبيل” هو المسافر المحتاج المنقطع.

ومع تطور المعاملات المالية، ظهرت تساؤلات جديدة، مثل: هل تجب زكاة الزكاة عما في التجارة؟
والجواب: نعم، تخرج الفرض على المال التجاري إذا بلغ النصاب، ويشمل ذلك قيمة البضائع المتوفرة في نهاية الحول، والمال الناتج عنها.

توزيع الفرض بشكل صحيح يحقق الهدف الأسمى منها: تطهير المال، وسدّ حاجة المحتاج، وتحقيق التوازن في المجتمع.

تعرف أيضًا على: تحديات الأمن الاجتماعي في العصر الرقمي

هل زكاة الذهب تفرض على الحلي؟

الحديث عن الذهب والفرض يثير كثيرا من التساؤلات، خاصة عند النساء، لأن الذهب بالنسبة لهن ليس فقط مالا بل زينة. والسؤال الذي يطرح كثيرًا: هل زكاة الذهب تفرض على الحلي؟ والإجابة ليست موحدة، فالعلماء اختلفوا في هذا الأمر، لكن الرأي الراجح عند جمهور الفقهاء أن الذهب المعد للزينة فقط – أي الذي تلبسه المرأة عادة ولا تقصد به الادخار – لا تجب فيه الزكاة، ما دام في حدود المعقول وليس فيه إسراف.

الزكاة

الذهب الكثير بغرض الادخار أو التجارة

إذا كان الذهب كثيرا بشكل مبالغ فيه أو يستخدم للادخار أو التجارة، فيجب إخراج الفرض منه بلا خلاف.

نسبة الزكاة

تخرج الفرض بنسبة 2.5% إذا بلغ الذهب النصاب، وهو ما يعادل تقريبًا 85 جرامًا من الذهب الخالص.

مدة الحول

يشترط أن يبقى الذهب في حوزة صاحبه سنة قمرية كاملة لوجوب الفرض عليه.

مذهب الحنابلة

يرى الحنابلة أن الفرض واجبة في كل الذهب حتى وإن كان للزينة (الحلي)، ما دام قد بلغ النصاب.

التوصية الشرعية

ينصح دائما بالرجوع للمذهب المعتمد في البلد أو سؤال أهل العلم لضمان أداء الفرض وفق الحكم الشرعي الصحيح.

تعد الفرض في الذهب وسيلة لحفظ التوازن، ولضمان عدم تجميد المال دون فائدة تعود على المجتمع. لذا، من المهم أن يكون المسلم واعيًا بتفاصيل ما يملك، وأن يتعامل مع الذهب ليس فقط كزينة، بل كمال تجب فيه الزكاة في بعض الأحوال.

تعرف أيضًا على: أنواع الغلو

في الختام، تعد الزكاة عبادة عظيمة تجمع بين الجانب الروحي والبعد الاجتماعي، فهي تطهّر المال وتسهم في بناء مجتمع متكافل. والحرص على أدائها دليل على صدق الإيمان وطاعة لله، فلا ينبغي التهاون بها، فهي حق واجب للفقراء في أموال الأغنياء.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة