تأثير السوشيال ميديا وفق علم الاجتماع

عناصر الموضوع

1- رصد أنماط استخدام المنصات الاجتماعية

2- تحليل تأثيرها على القيم والعادات

3- توظيفها في بناء العلامة الشخصية والتسويق

4- مخاطر الإدمان الرقمي وآثاره النفسية

5- دورها في تشكيل الرأي العام واتجاهاته

على مدار العقدين الماضيين. أحدثت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تغييرات جذرية في المجتمع والتكنولوجيا. ومن بين التغيرات البارزة المرتبطة بثورة المعلومات. تبرز وسائل الإعلام الرقمية التي تأثرت بالابتكارات والتطورات في التقنيات الرقمية، مما أثر بشكل عميق على حياة الأفراد والمجتمع.

لقد غيرت هذه الوسائط الاجتماعية أنماط الحياة وطرق العمل والعلاقات والتواصل. بالإضافة إلى مصادر المعلومات والمعرفة المتاحة للناس. اكتشف كيف يحلل علم الاجتماع دور السوشيال ميديا في تشكيل الرأي العام.

1- رصد أنماط استخدام المنصات الاجتماعية

يتضمن رصد منصات التواصل الاجتماعي استخدام أدوات فعالة لمتابعة ما يُقال عبر الإنترنت. سواء على منصات النشر التقليدية أو وسائل التواصل الاجتماعي. كما يمكن أن تقدم هذه الأدوات رؤى قيمة حول تفاعل المستخدمين على هذه المنصات.

توجد طرق متعددة لقياس ومراقبة النشاط على وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن إذا كان مدير الوسائط الاجتماعية غير مدرك للاختلافات، فقد يتسبب ذلك في إرباك الآخرين.

أحد الأمثلة على هذا الالتباس هو مصطلح “رصد وسائل التواصل الاجتماعي”، الذي يُستخدم غالباً بالتبادل مع “الاستماع الاجتماعي”. ومع ذلك، فإن هذين المصطلحين يهدفان إلى تحقيق أغراض مختلفة.

تتيح لك رصد أنماط استخدام المنصات الاجتماعية اكتشاف المحادثات والرؤى المتعلقة بعلامتك التجارية التي قد تكون غافلاً عنها. من خلال استخدام الأدوات المناسبة، يمكنك الحصول على هذه الرؤى بشكل فوري، مما يساعدك في إدارة الأزمات، واكتشاف مؤثرين جدد ومخلصين، وفهم عملائك بشكل أعمق. كل ذلك يسهم في زيادة معدل التحويل وتحسين أداء عملك في النهاية.[1]

2- تحليل تأثيرها على القيم والعادات

تعتبر السوشيال ميديا من أبرز وأخطر الأدوات التي تؤثر في ثقافة وسلوكيات المجتمع، فهي وسيلة فعّالة لتغيير الاهتمامات، وتشكيل الأفراد، وخلق رأي عام حول القضايا المجتمعية المحيطة. كما أنها تلعب دورًا كبيرًا في توجيه النزعات الاستهلاكية، بالإضافة إلى ذلك، تتمتع السوشيال ميديا بالعديد من الإيجابيات والسلبيات، ومن بين هذه الإيجابيات ما يلي:

أ- التعبير الشخصي والإبداع

في عالم اليوم، تقدم وسائل التواصل الاجتماعي ثروة من العروض في مجالات الفن والابتكار والإبداع، ومن بين الروابط المعقدة التي توفرها وسائل التواصل الاجتماعي فرص لتبادل المعرفة حول أي موضوع تقريباً، والمشاريع التعاونية والمساعي الإبداعية. فمن خلال المنتديات عبر الإنترنت ومشاركة المستندات والدردشات الجماعية ومقاطع الفيديو التعليمية، يمكن للأفراد التعاون مع الآخرين لتحقيق أهداف مشتركة وإنشاء محتوى مفيد وحل المشاكل الجماعية.

ب- فرص للتواصل المهني

تتيح منصات التواصل الاجتماعي للأفراد فرصة لتوسيع شبكاتهم الاجتماعية وبناء علاقات جديدة مع أشخاص من مختلف أنحاء العالم، وهو ما لم يكن ليحدث لولا هذه المنصات. فمن خلال توسيع دوائرهم المهنية. يمكن للناس الوصول إلى وجهات نظر وتجارب وموارد متنوعة. مما يساهم في إثراء حياتهم وتعزيز رأس مالهم الاجتماعي.

ج- الفرص التعليمية والتوعية الاجتماعية

توفر المواقع الإلكترونية موارد تعليمية. مثل الدورات التدريبية عبر الإنترنت. مما يتيح للأشخاص من جميع أنحاء العالم التعلم، وغالبًا ما يكون ذلك مجانًا، بغض النظر عن موقع المستخدم أو وضعه الاجتماعي والاقتصادي.

يمكن أحيانًا استخدام قوة السوشيال ميديا بطريقة خاطئة لإيذاء الآخرين. ومن بين الآثار السلبية لاستخدامها ما يلي:

 أ- التنمر الإلكتروني

تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي بيئة ملائمة لانتشار ظاهرة التنمر الإلكتروني، ويعرف مركز أبحاث التنمر الإلكتروني هذه الظاهرة بأنها “قيام شخص ما بشكل متكرر ومتعمد بمضايقة أو إساءة معاملة أو السخرية من شخص آخر عبر الإنترنت أو من خلال الهواتف المحمولة أو الأجهزة الإلكترونية الأخرى”.

ب- التأثير على الأطفال

الجانب المظلم من الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي هو استغلال الأطفال، فالانتشار العالمي للاتصالات الرقمية وسرعة انتشارها يسمح لمصوري المواد الإباحية واللصوصية للأطفال بالازدهار خلف القناع الرقمي وفي مجموعات غامضة.[2]

3- توظيفها في بناء العلامة الشخصية والتسويق

توفر منصات السوشيال ميديا للشركات والأفراد القدرة على الوصول إلى جمهور واسع في جميع أنحاء العالم، كما يمكن أن يصل المحتوى إلى ملايين الأشخاص في وقت قصير، مما يجعلها أداة تسويق وإعلان فعالة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للشركات الصغيرة منافسة الشركات الكبيرة بفضل هذه الميزة، حيث يمكنها استهداف جمهور محدد بتكلفة أقل، كما تتيح وسائل التواصل الاجتماعي للشركات التفاعل المباشر مع قرائها.

العلامة الشخصية هي الانطباع الذي تتركه لدى الآخرين، وهي مزيج من مهاراتك وقيمك وشخصيتك وخبراتك، كما تُساعدك وسائل التواصل الاجتماعي في بناء علامة شخصية قوية من خلال:

أ- تحديد الهدف والجمهور المستهدف

قبل أن تبدأ، حدد بوضوح ما تريد تحقيقه ومن تريد الوصول إليه من خلال بناء علامتك التجارية الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي.

ب- اختيار المنصات المناسبة

ليس من الضروري استخدام جميع المنصات. اختر المنصات التي يستخدمها جمهورك المستهدف. فعلى سبيل المثال، LinkedIn جيد للتواصل المهني، في حين أن Instagram و TikTok جيدان للمحتوى المرئي.

ج- مشاركة محتوى قيم

شارك محتوى مفيدًا لقرائك ويوضح خبرتك في مجال معين. كن متسقًا في نشر المحتوى لإبقائه متجددًا في ذاكرة متابعيك.[3]

4- مخاطر الإدمان الرقمي وآثاره النفسية

تعد مخاطر الإدمان الرقمي وآثاره النفسية موضوعًا مهمًا في عصر أصبح فيه استخدام التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، يشير الإدمان الرقمي، والمعروف أيضًا باسم إدمان الإنترنت أو إدمان الأجهزة الإلكترونية، إلى الاستخدام المفرط للتكنولوجيا الذي يؤثر سلبًا على مختلف جوانب حياة الفرد، بما في ذلك الصحة النفسية والجسدية والعلاقات الاجتماعية، وفيما يلي بعض الآثار النفسية للإدمان الرقمي:

أولًا: القلق والتوتر

يمكن أن يؤدي انقطاع الاتصال بالإنترنت أو الهاتف إلى القلق والتوتر والانزعاج، كما يمكن أن يؤدي الخوف من تفويت الفرصة  إلى القلق المستمر بشأن تفويت الأحداث والأخبار المهمة على وسائل التواصل الاجتماعي.

ثانيًا: الاكتئاب

إن قضاء الكثير من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى مقارنات سلبية للذات مع الآخرين، وتدني احترام الذات والشعور بالحزن واليأس، كما يمكن أن تؤدي العزلة الاجتماعية بسبب الإدمان الرقمي إلى تفاقم أعراض الاكتئاب.

ثالثًا: اضطرابات النوم

يمكن أن يؤدي استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم إلى صعوبة النوم بسبب الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية، مما يؤثر على جودة النوم ويؤدي إلى مشاكل صحية ونفسية.

رابعًا: انخفاض التركيز والانتباه

يمكن أن يؤدي النظر المستمر إلى التطبيقات والتنقل بينها باستمرار إلى تشتيت الانتباه، مما يجعل من الصعب التركيز على المهام المهمة.[4]

5- دورها في تشكيل الرأي العام واتجاهاته

لا يمكن إنكار دور وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام وتوجهاته في الوقت الراهن، كما أن هذه المنصات قد أحدثت تحولًا كبيرًا في طريقة تواصلنا وتفاعلنا مع المعلومات والأخبار والأحداث، وأصبحت قوة مؤثرة في تشكيل الآراء حول مجموعة متنوعة من القضايا، دعني أوضحها لك:

حيث تتيح وسائل التواصل الاجتماعي انتشار الأخبار والمعلومات بشكل سريع عبر شبكة واسعة من المستخدمين، كما يمكن أن ينتشر حدث معين كالنار في الهشيم خلال دقائق أو ساعات، مما يؤثر على وعي الجمهور ويشكل آرائهم حوله، كما توفر وسائل التواصل الاجتماعي مساحة للأفراد للتعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم بحرية، سواء من خلال المنشورات أو التعليقات أو المشاركة في النقاشات.

بالإضافة إلى ذلك، تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا مهمًا في تعزيز الوعي حول مختلف القضايا، سواء كانت محلية أو عالمية؛ فهي قادرة على تسليط الضوء على قضايا لم تكن تحظى باهتمام كبير من وسائل الإعلام التقليدية، ولا ننسى تشكيل الاتجاهات السياسية، تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع في الحملات الانتخابية وتأثيرها على الرأي العام، كما يمكن للأحزاب السياسية والمرشحين الاستفادة من هذه المنصات للتواصل مع الناخبين ونشر أفكارهم وبرامجهم.[5]

وفي الختام، من الواضح أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا محوريًا في المجتمع المعاصر؛ فهي لم تعد مجرد أداة للتواصل الاجتماعي فحسب، بل أصبحت مؤثرة في تشكيل الرأي العام، والتأثير على القيم والعادات، وتأسيس العلامات التجارية والشخصيات، ونشر المعلومات، والتأثير على سلوك المستهلك، بل وتشكيل الاتجاهات السياسية.

• sproutsocialرصد أنماط استخدام المنصات الاجتماعية _ بتصرف
• apuتحليل تأثيرها على القيم والعادات _ بتصرف
• thecyphersagencyتوظيفها في بناء العلامة الشخصية والتسويق _ بتصرف
• npistanbulمخاطر الإدمان الرقمي وآثاره النفسية _ بتصرف
• asjpدورها في تشكيل الرأي العام واتجاهاته _ بتصرف

مشاركة المقال

وسوم