أهمية الشعر في المجتمع العربي القديم والحديث

الكاتب : آية زيدان
22 يوليو 2025
عدد المشاهدات : 54
منذ 7 ساعات
الشعر في المجتمع
ما هو دور الشعر العربي في المجتمع؟
من هو أعظم شاعر في تاريخ العرب؟
ما هي مكانة الشعر عند العرب؟
ماذا قال العرب عن الشعر؟
 ماذا قال العرب عن الشعر

لطالما لعب الشعر في المجتمع دورًا بارزًا في التعبير عن المشاعر الجماعية والهوية الثقافية. فقد شكّل وسيلة للتواصل والتأثير، وعبّر عن قضايا الناس وهمومهم، ورافقهم في الفرح والحزن. إن الشعر في المجتمع ليس مجرد فن لغوي، بل هو مرآة تعكس القيم والعادات، وسجل يوثّق تحولات الزمن. ومن خلاله، نلمس روح الأمة ونقرأ تاريخها العاطفي والروحي بطريقة فنية راقية تجمع بين الجمال والمعنى.

ما هو دور الشعر العربي في المجتمع؟

الشعر في المجتمع

منذ بداياته، لعب الشعر العربي دورًا محوريًا في تشكيل وعي المجتمع العربي وتوثيق تجاربه، سواء في السلم أو الحرب، في الحب أو الفخر، في الحنين أو الحكمة. لم يكن الشعر مجرد فن جمالي، بل كان وسيلة للتعبير عن القيم، والمبادئ، والعادات، بل وحتى المواقف السياسية والاجتماعية. فقد كانت القصائد تقال في الأسواق الكبرى كـ”سوق عكاظ”، وينصت لها الناس كما لو كانت خطابات مصيرية.

لفهم هذا الدور، يكفي أن ننظر إلى تعريف الشعر العربي عند القدماء؛ فقد اعتبروه “ديوان العرب”، أي السجل الذي دونوا فيه تاريخهم، أنسابهم، ومواقفهم. ولذا كان الشعراء يكرمون، بل ويهابون، لأن الكلمة لديهم كانت أشبه بالسيف، تعلي من شأن قبيلة أو تسقطها في لحظة.

يمثل الشعر في المجتمع العربي قديمًا الوسيلة الأهم لنقل المعرفة وتوجيه الرأي العام، خاصة في غياب الوسائل الإعلامية الحديثة. وحتى في العصر الحديث، لم يفقد الشعر مكانته تمامًا، بل تطور ليعكس نبض الشارع، وصوت الإنسان، وتحوّلات الهوية. لا عجب أن الشعراء اليوم لا يزالون يحيون أمسياتهم في العواصم الكبرى، ويُطبع شعرهم في كتب تُقرأ وتتداول.

الشعر، إذًا، لم يكن مجرد هواية أو ترف، بل كان وما زال مرآة لروح الأمة، وشاهدًا على تقلبات وجدانها عبر القرون. [1]

التعرف ايضًا على: شعر أشعل حربًا بين قبيلتين في الجاهلية: قصة حقيقية

من هو أعظم شاعر في تاريخ العرب؟

الشعر في المجتمع

عند الحديث عن أعظم شاعر في تاريخ العرب، يصعب تجاوز اسم المتنبي، الشاعر الذي وصف بأنه “مالئ الدنيا وشاغل الناس”. لم يكن المتنبي مجرد شاعر عادي، بل كان رجلًا سابقًا لعصره، استخدم الشعر كأداة لتأكيد الذات، وبناء مجد شخصي قلّ نظيره. كلماته كانت حادة، فخورة، قوية، وتحمل ثقة بالنفس تصل أحيانًا إلى حد الغرور، لكنه الغرور القائم على موهبة حقيقية.

وُلد المتنبي في الكوفة، وعاش في فترة كانت مليئة بالاضطرابات السياسية، لكنه استخدم الشعر كمنبر للحديث عن القوة، والطموح، والكرامة. ولعل أبرز ما يميزه هو استخدامه الذكي للغة، وقدرته على صياغة المعاني العميقة بألفاظ موجزة مؤثرة. حتى اليوم، لا تزال أبياته تردد، مثل قوله:
“إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ … فلا تقنعْ بما دونَ النجومِ”
وهو بيت يلخص كثيرًا من فلسفته في الحياة.

ومع تطور العصور، تغير شكل الشعر العربي الحديث، وأصبح أكثر قربًا من مشاعر الناس اليومية، لكنه ظل يحتفظ بتأثيره، وهذا يظهر كيف حافظ الشعر في المجتمع العربي على مكانته رغم تحولات الزمن.

المتنبي، إذًا، لم يكن مجرد شاعر، بل رمز لقوة الكلمة العربية، وصورة حية عن علاقة العرب العميقة بالشعر، التي تمتد من البادية إلى العصر الحديث، مرورًا بمراحل غنية ومؤثرة في تاريخ الأمة. [2]

التعرف ايضًا على: أهمية الشعر العربي في الثقافة العربية

ما هي مكانة الشعر عند العرب؟

الشعر في المجتمع

مكانة الشعر عند العرب قديمة وعريقة، لا تضاهيها مكانة أي فن آخر. فقد كان الشعر هو الوسيلة الأساسية للتعبير، والتاريخ، والفخر، والتعليم. في الجاهلية، كان يقال إن الشاعر هو ديوان القبيلة، لأنه يحفظ أنسابها، ويفاخر بمجدها، ويردّ على خصومها. لم يكن العرب يكتبون الشعر لمجرد المتعة، بل كانوا يرونه واجبًا اجتماعيًا وأخلاقيًا.

وقد ارتبط الشعر بالمناسبات الكبرى في حياة العرب: في الموالد والمآتم، في الحروب والسلم، في العشق والهجاء، كان الشعر حاضرًا. ومن شدة تعلقهم به، كانوا ينصبون خيامًا للشعر في الأسواق مثل سوق عكاظ، حيث يتبارى الشعراء أمام الجمهور، في مشهد يشبه المسارح اليوم.

ومع ظهور الإسلام، لم تلغَ مكانة الشعر، بل تغيرت أهدافه، فدخلت إليه القيم الإسلامية، وبرز شعراء مثل حسان بن ثابت، الذي دافع عن النبي صلى الله عليه وسلم بالشعر، كما استخدمه في نشر الدعوة.

أما في العصر الحديث، فقد تطور الشعر في شكله ومضمونه، وظهرت موضوعات الشعر العربي الحديث مثل الحرية، والقضية الفلسطينية، والهوية، والاغتراب، إلى جانب الغزل والتأملات الشخصية. هذه الموضوعات جعلت من الشعر أداة تعبير حيّة عن الإنسان العربي ومجتمعه.

رغم مرور العصور، لا يزال الشعر في المجتمع العربي حاضرًا بقوة. في الخطابات، وفي المهرجانات، وحتى في وسائل التواصل الاجتماعي، تجد بيت شعر يلخّص فكرة أو يحرّك مشاعر الآلاف. وهذا يدلّ على أن الشعر لم يفقد مكانته، بل تغيّر شكله وبقي جوهره حاضرًا: الكلمة الصادقة التي تمسّ القلب وتحرك الفكر.

التعرف ايضًا على: أبرز الفنون الشعبية في الثقافة العربية

ماذا قال العرب عن الشعر؟

منذ القدم، كان للشعر في حياة العرب مكانة لا تضاهى، حتى قيل إن الشعر ديوان العرب وسِجلّهم الحيّ. وإذا أردنا أن نبدأ بـ مقدمة عن الشعر العربي، فإننا نقول: هو فنّ تعبيري فريد، ظهر قبل التدوين، وانتقل شفويًا من جيل إلى جيل، معبّرًا عن أحاسيس الإنسان العربي، وتجاربه اليومية، ومعتقداته، وأمجاده.

وقد تنوّعت أقوال العرب في الشعر، فاعتبروه وسيلة للحكمة، وسلاحًا في السلم والحرب، ومرآة تعكس واقعهم الثقافي والاجتماعي. قال عنه الجاحظ: “الشعر أعلى طبقات الكلام”، وقال الأصمعي: “إذا لم يكن الشاعر حكيمًا طبيبًا لم يرجَ منه خير”. فالشعر لم يكن مجرد تسلية، بل كان يحمل معاني عميقة تؤثر في السامع وتُلهب مشاعره.

أما عن تعريف الشعر العربي، فهو كلامٌ موزونٌ ومقفّى، يعبر فيه الشاعر عن فكرة أو شعور بلغةٍ جماليةٍ راقية، ملتزمًا ببحور الشعر المعروفة. لكن التعريف الأوسع يتجاوز الشكل إلى الروح، فهو فنّ يرتكز على الصدق العاطفي والتجربة الإنسانية.

ورغم تغيّر العصور، لا تزال أهمية الشعر في المجتمع العربي قائمة حتى اليوم، وإن اختلفت طرق التعبير وتنوّعت الأساليب. فالشعر يبقى صوتًا صادقًا، يحمل مشاعر الأمة، ويوثق نبضها في لحظات الفرح والحزن، ويمنح اللغة العربية بريقها وخلودها.

التعرف ايضًا على: أحسن الطرق للتعامل مع الضغط النفسي

 ماذا قال العرب عن الشعر

الشعر في المجتمع

  • “الشعر ديوان العرب” — يعبّر عن تاريخهم وأخلاقهم وأمجادهم.
  • “إذا لم يكن الشاعر حكيمًا طبيبًا لم يرجَ منه خير” — الأصمعي.
  • “الشعر أعلى طبقات الكلام” — الجاحظ.
  • “إن من الشعر لحكمة” — حديث نبوي شريف.
  • “الشعراء لسان القبائل، وصوتها في الحروب والسلم.”
  • “الشعر وجدان الأمة وأرشيف مشاعرها وتاريخها المنطوق.”

التعرف ايضًا على: الفرق بين اللهجات العربية وأثرها على التواصل

وفي الختام يمكننا القول أنه لا يزال الشعر في المجتمع العربي ينبض بالحياة، رغم مرور القرون وتغيّر الأزمان. لقد شكّل جزءًا من الهوية الثقافية، وظل شاهدًا على قضايا الأمة ومشاعر الإنسان. ومن خلال تعريف الشعر العربي وقراءة تطوّره، ندرك كم كان له من أثر في صياغة الفكر العربي. فسواء في الجاهلية أو في موضوعات الشعر العربي الحديث، يبقى الشعر لغةً خالدة، تعبّر عن الإنسان بكل ما فيه من أحاسيس وتاريخ ووجدان.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة