الشيوعية في القرن العشرين: من صعود الفكرة إلى انهيار الاتحاد السوفيتي

الكاتب : آية زيدان
15 مايو 2025
عدد المشاهدات : 42
منذ يوم واحد
الشيوعية في القرن العشرين
ما هي الشيوعية؟
الشيوعية في الثورة البلشفية
أية دولة كانت دولة شيوعية خلال القرن العشرين؟
الفرق بين الشيوعية والاشتراكية:
تجربة الاتحاد السوفيتي
الاقتصاد والتصنيع
السياسة والحكم
الدور الدولي والحرب الباردة
الانهيار والتفكك
ما هي الدول الشيوعية حالياً؟
الشيوعية في الصين وكوبا
الصين: من الانقلاب إلى التعديل
كوبا: الثورة والحصار
سقوط الشيوعية وتفكك الكتلة الشرقية
أحداث الشيوعية

الشيوعية في القرن العشرين كانت من أبرز التيارات الأيديولوجية التي أثّرت على المشهد السياسي والاجتماعي في كثير من الدول. وبينما ارتبطت هذه الأيديولوجيا بمفاهيم مثل العدالة الاجتماعية وإلغاء الطبقات، أثارت تساؤلات كثيرة حول الشيوعية والدين، خاصة في المجتمعات الإسلامية. فمع صعودها في دول مختلفة، بدأت تظهر تساؤلات مهمة مثل: هل الشيوعيين مسلمون؟ وهي أسئلة تعكس التحدي الذي واجهته الشيوعية في التوفيق بين مبادئها ومعتقدات الشعوب التي تبنّتها.

ما هي الشيوعية؟

الشيوعية في القرن العشرين

الشيوعية في القرن العشرين شكّلت مرحلة حاسمة في تطور الفكر السياسي والاجتماعي، ويمكن فهم جذورها بشكل أعمق من خلال التمييز بين الفرق بين الشيوعية والاشتراكية، حيث تسعى الاشتراكية للعدالة الاجتماعية عبر تدخل الدولة، بينما تهدف الشيوعية إلى إلغاء الدولة والملكية الخاصة تمامًا.

الشيوعية هي مفهوم يعبر عن مجموعة من الأفكار المتعلقة بالتنظيم السياسي والمجتمعي، تقوم على الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج الاقتصادية. يعتقد منظروها أنها ستؤدي إلى القضاء على التقسيم الطبقي في المجتمع، وتغيير اجتماعي شامل يؤدي إلى إلغاء الحاجة إلى المال والدولة. في مجالي العلوم السياسية والاجتماعية، تمثل الشيوعية أيديولوجية اجتماعية اقتصادية سياسية وحركة تهدف إلى بناء مجتمع شيوعي، نظام اقتصادي اجتماعي يقوم على الملكية المشتركة لوسائل الإنتاج، مع اختفاء الطبقات الاجتماعية والمال والدولة.

الشيوعيون، كأفراد وأحزاب، هم الأشخاص والمجموعات الذين يتبنون هذه النظريات والحركات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ويسعون لتحقيق هذا النظام المجتمعي. خلال فترة الحرب الباردة، كان مصطلح “الكتلة الشيوعية” يشير إلى تحالف جيوسياسي، بقيادة الاتحاد السوفيتي، الذي تميز بالهيمنة الحزبية الواحدة، أو الديكتاتورية، أو الشمولية في الدول الأعضاء. تركت الحركة التي سعت لتحقيق الشيوعية، بتفسيراتها الماركسية اللينينية، أثراً كبيراً على تاريخ وأحداث القرن العشرين، الذي شهد تنافساً حاداً بين الدول التي ادعت اتباعها لهذه النظرية وأعدائها.

ظهرت الشيوعية كنظرية سياسية في أواخر القرن التاسع عشر، ضمن إطار الفكر الاشتراكي. يعتبر الفيلسوف الألماني كارل ماركس (1818-1883) أبرز منظريها.

وفي النظرية الماركسية، تُعتبر الشيوعية مرحلة محددة في مسار التطور التاريخي، تنشأ بالضرورة عن تطور القوى المنتجة، الذي يؤدي إلى وفرة في الثروة المادية تسمح بالتوزيع بناءً على الحاجات، وعلاقات اجتماعية تعتمد على حرية الأفراد.

معنى شيوعي باختصار: هو شخص يتبنى فكرة الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج ويؤمن بإلغاء الطبقات الاجتماعية والدولة لتحقيق العدالة المطلقة. [1]

تعرف أيضًا على: الدولة العثمانية في القرن 19: إصلاحات وسط الضغوط الأوروبية

الشيوعية في الثورة البلشفية

الشيوعية في القرن العشرين

الشيوعية في القرن العشرين تجسدت بقوة في الثورة البلشفية، أو ثورة أكتوبر في 25 أكتوبر (حسب التقويم القديم)، أو 7 نوفمبر (بالتقويم الجديد)، في عام 1917 كجزء ثانٍ من الثورة الروسية. قاد هذه الثورة البلاشفة، تحت قيادة فلاديمير لينين وليون تروتسكي، قائد الجيش الأحمر، وحزب البلاشفة بأكمله، بالإضافة إلى الجماهير العمالية، مستلهمين أفكار كارل ماركس وإسهامات لينين، بهدف تأسيس دولة اشتراكية وإسقاط الحكومة المؤقتة. تعتبر هذه الثورة أول ثورة شيوعية في القرن العشرين، وأدت إلى قيام الاتحاد السوفيتي، الذي أصبح قوة عظمى على مستوى العالم إلى جانب الولايات المتحدة.

دفعت سياسات الحكومة الروسية المؤقتة بالبلاد إلى حافة الهاوية. تفاقمت الاضطرابات في قطاع الصناعة والنقل، وتزايدت صعوبة الحصول على الإمدادات، وانخفض الإنتاج الصناعي الإجمالي بنسبة تجاوزت 36٪ في عام 1917 مقارنة بعام 1916. خلال الخريف، أُغلقت ما يقرب من 50٪ من الشركات في جبال الأورال ودونباس والمراكز الصناعية الأخرى، مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة. وفي الوقت نفسه، شهدت تكاليف المعيشة ارتفاعًا حادًا. وتراجعت الأجور الحقيقية للعمال بنحو 50٪ مقارنة بعام 1913. ووصلت ديون روسيا في أكتوبر 1917 إلى 50 مليار روبل، منها أكثر من 11 مليار روبل مستحقة للحكومات الأجنبية، مما عرض البلاد لخطر الإفلاس.

في أكتوبر 1917، تمكن البلاشفة من الإطاحة بالحكومة المؤقتة من خلال هجوم منظم على قصر الشتاء في بتروغراد، وأعلنوا قيام حكومة جديدة بقيادة مجلس مفوضي الشعب. اتخذت هذه الحكومة قرارات جذرية، شملت تأميم البنوك، وإلغاء الملكية الخاصة للأراضي، وتسليم السيطرة على المصانع للعمال، بالإضافة إلى الانسحاب من الحرب العالمية الأولى بتوقيع معاهدة بريست-ليتوفسك مع ألمانيا.

تعرف أيضًا على: كيف بنت الشعوب مجدها الأول؟

أية دولة كانت دولة شيوعية خلال القرن العشرين؟

الاتحاد السوفيتي هو أبرز مثال على دولة شيوعية خلال القرن العشرين، وقد نشأ مباشرة بعد الثورة البلشفية.

الفرق بين الشيوعية والاشتراكية:

إن الفرق بين الشيوعية والاشتراكية يتمثل في أن الشيوعية تسعى إلى إلغاء الدولة والطبقات والملكية الخاصة بالكامل، بينما تحتفظ الاشتراكية بشكل من أشكال الدولة والملكية العامة دون إلغاء كامل للملكية الخاصة.

تعرف أيضًا على: الثورة الصناعية: بداية الآلة ونهاية عصر الحِرَف

تجربة الاتحاد السوفيتي

الشيوعية في القرن العشرين

تجربة الاتحاد السوفيتي، إحدى التجارب البارزة في تطبيق الشيوعية في القرن العشرين، بدأت عام 1922 بتوحيد الجمهوريات تحت قيادة الحزب الشيوعي. اتسمت هذه الفترة بتحولات اقتصادية وسياسية وعسكرية ضخمة، لكنها واجهت صعوبات جمة أسفرت في النهاية عن زوالها. تُعد هذه التجربة مرجعًا أساسيًا في فهم أسس الشيوعية في القرن العشرين، بما في ذلك السياسات الاقتصادية المركزية والنظام السياسي المغلق الذي طبع هذه المرحلة التاريخية.

الاقتصاد والتصنيع

عقب الثورة البلشفية، باشر الاتحاد السوفيتي في تنفيذ خطط خمسية بهدف تحويل الاقتصاد الزراعي إلى اقتصاد صناعي متطور. أممت المصانع والأراضي، وسيطرت الدولة سيطرة تامة على وسائل الإنتاج. شهدت البلاد نموًا صناعيًا متسارعًا، خصوصًا في قطاعات الصلب والطاقة الثقيلة، مما جعل الاتحاد قوة صناعية رئيسية بحلول الخمسينيات. ومن أبرز معالم تلك الحقبة، تبني الدولة لمبدأ الملكية العامة الكاملة، ما شكّل فارقًا جوهريًا في الفرق بين الشيوعية والاشتراكية؛ إذ كانت الشيوعية تطمح إلى إلغاء كامل للملكية الخاصة، بينما تسمح الاشتراكية بدرجات متفاوتة منها.

السياسة والحكم

في عهد جوزيف ستالين، تحول الاتحاد السوفيتي إلى نظام استبدادي، حيث قُمعت المعارضة السياسية من خلال حملات التطهير والاعتقالات الجماعية. وأنشئت معسكرات العمل القسري (غولاغ) التي احتجز فيها الملايين. بعد وفاة ستالين، شهدت البلاد فترة من “الانفتاح” تحت قيادة نيكيتا خروتشوف، حيث أطلق سراح العديد من السجناء السياسيين، وخُففت القيود على حرية التعبير.

الدور الدولي والحرب الباردة

بعد الحرب العالمية الثانية، برز الاتحاد السوفيتي كقوة عظمى، ودخل في صراع أيديولوجي وسياسي مع الولايات المتحدة عُرف بالحرب الباردة. تشكل حلف وارسو كتحالف عسكري مناوئ لحلف الناتو، وشارك الاتحاد في سباق التسلح والفضاء، حيث أطلق أول قمر صناعي (سبوتنيك) وأرسل أول إنسان إلى الفضاء.

الانهيار والتفكك

في الثمانينيات، سعى ميخائيل غورباتشوف إلى إصلاح النظام من خلال سياسات “البيريسترويكا” (إعادة الهيكلة) و”الغلاسنوست” (الشفافية)، لكن هذه الإصلاحات قوضت استقرار النظام. تصاعدت الحركات القومية في الجمهوريات السوفيتية، وفي عام 1991، انهار الاتحاد السوفيتي إلى 15 دولة مستقلة، منهياً بذلك تجربة استمرت زهاء 70 عامًا.

ما هي الدول الشيوعية حالياً؟

حالياً، هناك عدد قليل فقط من الدول التي لا تزال تُعرّف نفسها بأنها شيوعية، وأشهرها الصين، وكوبا، وفيتنام، وكوريا الشمالية، ولاوس، رغم أن الكثير من هذه الدول قد أدخل إصلاحات اقتصادية تقلل من سيطرة الدولة الكاملة على الاقتصاد.

تعرف أيضًا على: تقسيم ألمانيا: من الحرب إلى جدار برلين وتوحيد متأخر

الشيوعية في الصين وكوبا

الشيوعية في القرن العشرين

تتصدر الصين وكوبا قائمة الدول التي اعتمدت الشيوعية في القرن العشرين، حيث خاضتا تجارب متباينة في سبيل تطبيق الأسس الشيوعية، ما أسفر عن نتائج مختلفة على المستويين السياسي والاقتصادي. وقد أثارت تجارب هذه الدول تساؤلات كثيرة مثل: “ما هي الدول الشيوعية العربية؟”  لا توجد دول عربية تطبق الشيوعية كنظام حكم رسمي، لكن بعض الحركات والأحزاب تبنت الفكر الشيوعي في مراحل تاريخية محددة.

الصين: من الانقلاب إلى التعديل

أعلنت جمهورية الصين الشعبية في عام 1949 بقيادة ماو تسي تونغ، عقب انتصار الحزب الشيوعي الصيني في الحرب الأهلية ضد القوميين. سعى ماو إلى تغيير الصين لتصبح دولة شيوعية عن طريق سياسات مثل “القفزة العظيمة إلى الأمام” و”الثورة الثقافية”، والتي استهدفت الإسراع بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية. إلا أن هذه السياسات أفضت إلى عواقب وخيمة، من بينها مجاعات على نطاق واسع واضطرابات مجتمعية كبرى.

وبعد وفاة ماو في عام 1976، تبنى دنغ شياو بينغ سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية التي عُرفت باسم “الاشتراكية ذات الخصائص الصينية”، التي سمحت بقدر من اقتصاد السوق مع الحفاظ على سيطرة الحزب الشيوعي على السلطة. أدت هذه الإصلاحات إلى نمو اقتصادي متسارع وتحسين مستويات المعيشة، مما جعل الصين إحدى أكبر الاقتصادات على مستوى العالم، وهو ما يعكس صورة معاصرة عن الدول الشيوعية التي اختارت المرونة الاقتصادية دون التخلي عن الهوية السياسية الشيوعية.

كوبا: الثورة والحصار

في عام 1959، قاد فيدل كاسترو ثورة أطاحت بحكومة فولغينسيو باتيستا المدعومة من الولايات المتحدة، وأسس نظامًا شيوعيًا في كوبا. قام كاسترو بتأميم الصناعات والممتلكات، مما أدى إلى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة وفرض حصار اقتصادي على الجزيرة. بالرغم من الدعم السوفيتي، واجهت كوبا تحديات اقتصادية كبرى، خصوصًا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في التسعينيات.

وفي السنوات الأخيرة، شرعت كوبا في تطبيق إصلاحات اقتصادية محدودة، مثل السماح ببعض أشكال الملكية الخاصة وتشجيع السياحة، بهدف تحسين الوضع الاقتصادي دون التخلي عن المبادئ الشيوعية. وعلى الرغم من ذلك، ما زالت الدولة تواجه صعوبات اقتصادية، من بينها نقص المواد الأساسية والاعتماد على المساعدات الخارجية.

وعلى الرغم أن كلا البلدين يتبعان النظام الشيوعي، إلا أن الصين تمكنت من تحقيق نمو اقتصادي كبير عن طريق تبني إصلاحات سوقية، بينما ما زالت كوبا تعاني من تحديات اقتصادية كبرى.

تعرف أيضًا على: الحرب الباردة: صراع النفوذ بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي

سقوط الشيوعية وتفكك الكتلة الشرقية

الشيوعية في القرن العشرين
بدأت الشرارة في بولندا عام 1989، وامتدت إلى دول أخرى كالمجر، وألمانيا الشرقية، وبلغاريا، وتشيكوسلوفاكيا، ورومانيا. من أبرز سمات هذه التغيرات هو الانتشار الواسع لحركات المقاومة المدنية التي عكست رفض الشعوب لاستمرار الحكم الأحادي للحزب الشيوعي، ومارست ضغوطًا من أجل التغيير. كانت رومانيا الدولة الوحيدة ضمن الكتلة الشرقية التي شهدت سقوطًا عنيفًا للنظام الشيوعي. على النقيض، لم تنجح احتجاجات ساحة تيانانمن في الصين في إحداث تحولات سياسية جوهرية. مع ذلك، ساهمت صور البطولة والفداء التي ظهرت خلال تلك الاحتجاجات في إلهام حركات أخرى في أنحاء مختلفة من العالم، مما يبرز أهمية متى انتهت الشيوعية؟ — الشيوعية كأيديولوجيا لم تنتهِ تمامًا، لكنها فقدت الكثير من نفوذها السياسي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، وانحسار الأنظمة التي تطبقها بشكل صارم.من بين أبرز الأحداث المعادية للشيوعية، كان سقوط جدار برلين عام 1990، والذي مثل رمزًا لبداية عملية توحيد ألمانيا في العام ذاته، وهو ما يُعدّ أحد أبرز أحداث الشيوعية في القرن الأخير، لما شكّله من لحظة فاصلة بين الماضي العقائدي وبدايات الديمقراطية في أوروبا الشرقية.وبحلول نهاية عام 1991، تفكك الاتحاد السوفيتي، مما أدى إلى ظهور 14 دولة جديدة أعلنت استقلالها (أرمينيا، أذربيجان، روسيا البيضاء، إستونيا، جورجيا، كازاخستان، لاتفيا، ليتوانيا، مولدوفا، طاجيكستان، تركمانستان، أوكرانيا، أوزباكستان، وقيرغيزستان)، ورثت روسيا الاتحادية أغلبها.وبين عامي 1990 و1992، انتهى الحكم الشيوعي في ألبانيا ويوغسلافيا، التي انقسمت بدورها إلى خمس دول أخرى بحلول عام 1992: سلوفينيا، كرواتيا، مقدونيا، البوسنة والهرسك، وجمهورية يوغسلافيا المتحدة (التي أصبحت صربيا والجبل الأسود، وانقسمت لاحقًا إلى صربيا والجبل الأسود).

كانت ثورات 1989 (المعروفة أيضًا باسم سقوط الشيوعية وانهيار الشيوعية وثورات أوروبا الشرقية وخريف الدول) هي الثورات أطاحت بالدول الشيوعية في مناطق مختلفة في دول أوروبا الوسطى والشرقية، لتشكل لحظة محورية في الشيوعية في القرن العشرين، إذ شهدت نهاية عقود من الأنظمة ذات الحزب الواحد، التي هيمنت على مصير الشعوب في تلك المنطقة.

بدأت الشرارة في بولندا عام 1989، وامتدت إلى دول أخرى كالمجر، وألمانيا الشرقية، وبلغاريا، وتشيكوسلوفاكيا، ورومانيا. من أبرز سمات هذه التغيرات هو الانتشار الواسع لحركات المقاومة المدنية التي عكست رفض الشعوب لاستمرار الحكم الأحادي للحزب الشيوعي، ومارست ضغوطًا من أجل التغيير. كانت رومانيا الدولة الوحيدة ضمن الكتلة الشرقية التي شهدت سقوطًا عنيفًا للنظام الشيوعي. على النقيض، لم تنجح احتجاجات ساحة تيانانمن في الصين في إحداث تحولات سياسية جوهرية. مع ذلك، ساهمت صور البطولة والفداء التي ظهرت خلال تلك الاحتجاجات في إلهام حركات أخرى في أنحاء مختلفة من العالم، مما يبرز أهمية متى انتهت الشيوعية؟  الشيوعية كأيديولوجيا لم تنتهِ تمامًا، لكنها فقدت الكثير من نفوذها السياسي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، وانحسار الأنظمة التي تطبقها بشكل صارم.

تعرف أيضًا على: النهضة الأوروبية: شرارة التقدم التي غيّرت وجه العالم

أحداث الشيوعية

من بين أبرز الأحداث المعادية للشيوعية، كان سقوط جدار برلين عام 1990، والذي مثل رمزًا لبداية عملية توحيد ألمانيا في العام ذاته، وهو ما يُعدّ أحد أبرز أحداث الشيوعية في القرن الأخير، لما شكّله من لحظة فاصلة بين الماضي العقائدي وبدايات الديمقراطية في أوروبا الشرقية.

وبحلول نهاية عام 1991، تفكك الاتحاد السوفيتي، مما أدى إلى ظهور 14 دولة جديدة أعلنت استقلالها (أرمينيا، أذربيجان، روسيا البيضاء، إستونيا، جورجيا، كازاخستان، لاتفيا، ليتوانيا، مولدوفا، طاجيكستان، تركمانستان، أوكرانيا، أوزباكستان، وقيرغيزستان)، ورثت روسيا الاتحادية أغلبها.

وبين عامي 1990 و1992، انتهى الحكم الشيوعي في ألبانيا ويوغسلافيا، التي انقسمت بدورها إلى خمس دول أخرى بحلول عام 1992: سلوفينيا، كرواتيا، مقدونيا، البوسنة والهرسك، وجمهورية يوغسلافيا المتحدة (التي أصبحت صربيا والجبل الأسود، وانقسمت لاحقًا إلى صربيا والجبل الأسود).

كما شهدت صربيا مزيدًا من الانقسام بانفصال كوسوفو ذات الحكم شبه الذاتي. بعد ثلاث سنوات من انتهاء الحكم الشيوعي، انقسمت تشيكوسلوفاكيا سلميًا إلى جمهورية التشيك وسلوفاكيا عام 1992. [2]

تعرف أيضًا على: الاستعمار الأوروبي: حين فرضت القوى العظمى سيطرتها على العالم

خلال القرن العشرين، أثّرت الشيوعية على توجهات العديد من الدول، وخلقت نقاشات واسعة حول أسس الشيوعية في القرن العشرين، وعلاقتها بالمعتقدات. ومع تنوع التجارب، فإن الفرق بين الشيوعية والاشتراكية بقي محل جدل، خاصة عندما ارتبط الأمر بالدين والهوية الوطنية. وفي النهاية، تبقى الشيوعية تجربة تاريخية معقدة أثّرت بعمق على عالمنا الحديث.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة