هكذا وصفوا رسول الله: أجمل الشهادات النبوية على لسان الصحابة

الكاتب : بسمة وليد
09 مارس 2025
عدد المشاهدات : 14
منذ 10 ساعات
هكذا وصفوا رسول الله: أجمل الشهادات النبوية على لسان الصحابة
عناصر الموضوع
1- لمحة عن مكانة النبي عند الصحابة
2- أوصافه الجسدية (كما رآه عليَّ وأنس)
ملامح النور والهيبة: أوصاف الصحابة لجمال النبي ﷺ
3- أوصافه الخُلقية (الكرم، الحلم)
4- أمثلة من الروايات الصحيحة
5- أثر هذه الشهادات على تعظيم النبي
6- دعوة لمحبة الرسول والاقتداء به

عناصر الموضوع

1- لمحة عن مكانة النبي عند الصحابة

2- أوصافه الجسدية (كما رآه عليَّ وأنس)

3- أوصافه الخُلقية (الكرم، الحلم)

4- أمثلة من الروايات الصحيحة

5- أثر هذه الشهادات على تعظيم النبي

6- دعوة لمحبة الرسول والاقتداء به

بدايةً إن مكانة محبة رسولنا محمد ﷺ تتفوق على جميع الخلق، فهو أفضلهم على الإطلاق، وسيد أهل الجنة، وسيد الأنبياء في الدنيا والآخرة. يجب علينا الإيمان بذلك، فالأدلة على عظمته كثيرة لا تُحصى. ومن بين هذه الأدلة قوله صلى الله عليه وسلم: “أنا سيد ولد آدم يوم القيامة”، وهو حديث متفق عليه. فنقل إلينا الصحابة وصف النبي صلى الله عليه وسلم

1- لمحة عن مكانة النبي عند الصحابة

لقد كان حب الصحابة رضوان الله عليهم لرسول الله ﷺ عميقاً وعظيماً، يتجاوز كل حب وتعظيم آخر. وتناقل الصحابة وصف النبي ﷺ. وعندما سُئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن مدى حبهم للنبي ﷺ، أجاب: “والله إنه أحب إلينا من أموالنا وأولادنا، وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد عند الظمأ”. كما عبّر عروة بن مسعود الثقفي، قبل إسلامه، عن عظمة حب الصحابة للنبي ﷺ عندما عاد إلى قريش بعد مفاوضاته معه في صلح الحديبية، فقال: “أي قوم! والله لقد وفدت على الملوك، وزرت قيصر وكسرى والنجاشي، ولم أرَ ملكاً يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمدٍ محمداً. والله إن تنخم نخامةً إلا وقعت في كف أحدهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يتقاتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدّون النظر إليه تعظيماً له”. رواه البخاري. [1]

2- أوصافه الجسدية (كما رآه عليَّ وأنس)

 ذَلِكَ الإجلالُ والتَّعظِيمُ الذي يَصِفَهُ أَنَسُ بنُ مالِكِ -رضي الله عنه- قَالَ: “كَانَ رَسُولُ اللهِ -ﷺ- إذا دَخَلَ المَسجِدَ لَمْ يَرْفَعْ أَحَدٌ مِنَّا إِليهِ رَأْسَهُ غَيرَ أَبِي بَكْرِ وَعُمَرَ -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا-، فَإِنَّهُمَا كَانَا يَبْتَسِمَانِ إِليه، وَيَبْتَسِمُ إِليهِمَا! بَلْ لَم يَكُنْ أحَدٌ مِنهُم يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِحَضْرَتِهِ وَمَنْ كَانَ جَهْوَرِيَّ الصَّوتِ جَاهَدَ نَفْسَهُ على خَفْضِهِ خَشْيَةَ حُبُوطِ عَمَلِهِ! كَمَا كَانَ مِنْ عُمَرَ وَثَابِتِ بنَ قَيْسٍ -رضي الله عنهما-.
كان مما ورد في كتب الشمائل الذي اعتمد كيف الصحابة يصفون النبي صلى الله عليه وسلم ما يلي:

  •  جسمه: الصحابة يصفون النبي ﷺ كان جسده فخمًا ومهيبًا، فمن رآه لأول مرة هابه، ومن عرفه أحبّه. كان رجلًا متوسط الطول، أقرب إلى الطول، لا يرافق أحدًا إلا وكان أطول منه، ولا يجلس في مجلس إلا وكان كتفه أعلى من الآخرين. كان معتدل القامة، حسن الهيئة، متماسك البدن، مشرق الوجه.
  • لونه: الصحابة يصفون النبي ﷺ كان لونه أزهر، ليس بالأبيض الشديد البياض ولا بالأسمر.
  •  رأسه وشعره: الصحابة يصفون النبي ﷺ كان رأسه كبيرًا وعظيم الهامة. كان شعره شديد السواد، ولم يكن جعدًا شديد الجعودة ولا مفرودًا، بل كان جعده قليلًا. كان شعره يصل أحيانًا إلى منتصف أذنيه، وأحيانًا أخرى إلى شحمة أذنيه أو بين أذنيه وعاتقه، وإذا طال شعره بعد الحلق كان يصل إلى كتفيه. لم يحلق رأسه بالكامل خلال سنوات الهجرة إلا في عام الحديبية، ثم في عام عمرة القضاء، وأخيرًا في عام حجة الوداع. كان يترك شعره طويلاً ثم بدأ يفرقه من وسط الرأس. توفي ولم يكن في رأسه ولحيته أكثر من عشرين شعرة بيضاء.
  •  عنقه: الصحابة يصفون النبي ﷺ كانت عنقه كأنها جيد دمية في صفاء الفضة.
  •  ذراعاه ويداه: كان لديه ذراعان طويلان وكثيرا الشعر، وكفاه عريضتان مع أصابع غليظة. كانت أطرافه طويلة وغير معقدة.
  •  إبطاه: الصحابة يصفون النبي ﷺ كان إبطاه أبيضين، وهي علامة من علامات النبوة.
  •  منكباه وصدره وبطنه: الصحابة يصفون النبي ﷺ كان منكباه واسعين وكثيري الشعر، وكذلك أعالي صدره. كان صدره عريضًا، وبطنه متساويًا مع صدره. كان لديه مسربة طويلة تربط بين اللبة والسرة، مغطاة بشعر رقيق.
  •  مفاصله: كانت مفاصله ضخمة.

ملامح النور والهيبة: أوصاف الصحابة لجمال النبي ﷺ

  • خاتم النبوة: الصحابة يصفون النبي ﷺ كان لديه غدة حمراء تشبه بيضة الحمامة أو الهلال، تحتوي على شعرات متجمعة بين كتفيه، وهي أيضًا من علامات النبوة.
  • وجهه: الصحابة يصفون النبي ﷺ كان وجهه مستويًا وسهل الخدين، ولم يكن دائريًا بشكل كامل، بل كان بين الاستدارة والانسيابية.
  •  جبينه: الصحابة يصفون النبي ﷺ كان جبينه واسعًا وممتدًا في الطول والعرض، ومستويًا.
  • حاجباه: الصحابة يصفون النبي ﷺ كان حاجباه قويين ومقوسين، متصلين بشكل خفيف، ولا يُلاحظ اتصالهما إلا في حالة السفر بسبب الغبار. وكان هناك عرق بينهما يظهر عند الغضب.
  •  عيناه: كان لديه عيون جميلة، طويلة وشديدة السواد، مع لمسة من الحمرة في بياضها، مما يعد من علامات نبوته. كانت عينيه واسعتين وجميلتين، ورموشه طويلة وكثيفة لدرجة أنها تكاد تتداخل مع بعضها. إذا نظر إليه شخص، قد يظن أنه أكحل، رغم أنه ليس كذلك.
  •  أنفه: من يراه للمرة الأولى قد يعتقد أنه أشم، لكنه لم يكن كذلك. كان أنفه مستقيمًا وأقنى، مع دقة في أرنبته.
    فمه وأسنانه: كان فمه واسعًا، وأجمل الشفاه، مع ختم لطيف لفمه. كانت أسنانه رقيقة ومفلجة، وعندما يتحدث، يبدو كأن النور يخرج من بين ثناياه.
  •  لحيته: كانت لحيته جميلة وكثيفة، مع عنقه البارزة، محاطة ببياض يشبه اللؤلؤ. وكان هناك شعر منقاد في أسفل عنقه يصل إلى اللحية.
  •  قدماه: كانت قدماه ضخمتين، وكان يمشي على الأرض بكامل قدميه، دون أن يكون له أخمص، وكان لديه عَقِب نحيف قليل اللحم. هكذا كان الصحابة يصفون النبي ﷺ. [2]

3- أوصافه الخُلقية (الكرم، الحلم)

  •  الصدق يُعتبر من الصفات الجوهرية في شخصية رسول الله -ﷺ-،كما كان الصحابة يصفون النبي ﷺ حيث كان يُعرف في مكة قبل الإسلام
  • بلقب الصادق الأمين.
  •  التواضع تجلّى في شخصية رسول الله -عليه الصلاة والسلام- بأروع صور التواضع، فقد كان -ﷺ- مثالاً يحتذى به في التواضع.
  •  الشجاعة تُعدّ من القيم النبيلة التي يتحلّى بها الرجال الأقوياء، الذين لا يعرفون الخوف ولا يقبلون العجز.
  •  الرحمة كان رسول الله -ﷺ- أرحم الناس، كما جاء في قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لَلْعَالَمَيْنَ).
  •  العدل، العفو، والكرم هي أيضاً من الصفات التي تميز بها رسول الله -ﷺ-.

4- أمثلة من الروايات الصحيحة

  • قال أنس بن مالك رضي الله عنه: (ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئا إلا أعطاه، قال: فجاءه رجل فأعطاه غنما بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم أسلموا، فإن محمدا يعطي عطاء لا يخشى الفاقة).

  • وروي أن امرأة أهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم شملة منسوجة، فلبسها النبي صلى الله عليه وسلم وهو محتاج إليها، وبينما هو جالس مع أصحابه رضي الله عنهم، رآها رجل منهم،

  • فقال: (يا رسول الله، ما أحسن هذه، فاكسنيها، فقال: نعم، وبعدما ذهب النبي عليه الصلاة والسلام، لامه أصحابه، قالوا: ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجا إليها، ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يسأل شيئا فيمنعه، فقال: رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم، لعلي أكفن فيها).[3]

5- أثر هذه الشهادات على تعظيم النبي

  • وكما كان الصحابة يصفون النبي ﷺ كان الصحابة رضي الله عنهم، كانوا يعظمون سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبّله وقال: إني أعلمُ أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيتُ النبي ﷺ يُقبلك ما قبلتك [أخرجه البخاري].

6- دعوة لمحبة الرسول والاقتداء به

  • إن حقوق رسول الله ﷺ، ومنها محبته وتعظيمه، وتوقيره والأدب معه، واتباعه وطاعته وعدم معصيته، وإنزاله مكانته بلا غلو ولا تقصير، أجل وأعظم، وألزم لنا وأوجب علينا من حقوق الآباء على أولادهم. فحق علينا أن نحبه ونعظمه ونوقره، وفي ذلك الفلاح و السعادة في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: “فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون” (الأعراف: 157).

    قال ابن كثير: “وقوله: “فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه” أي عظموه ووقروه، “واتبعوا النور الذي أنزل معه” أي القرآن والوحي الذي جاء به مبلغا إلى الناس، “أولئك هم المفلحون” أي في الدنيا والآخرة”. [4]

في ختام هذا الحديث عن أجمل الشهادات النبوية على لسان الصحابة، نجد أن وصف الصحابة للنبي ﷺ لم يكن مجرد كلمات، بل كان انعكاسًا لما عاشوه معه من أخلاق عظيمة ورحمة لا نظير لها. فقد رأوا فيه القدوة والمعلّم، ورأوا في وجهه النور، وفي كلماته الحكمة، وفي أفعاله الرحمة. ستظل شهاداتهم نبراسًا نهتدي به، وتأكيدًا على عظمة النبي ﷺ الذي كان خير البشر وخير قائد وأعظم معلم للبشرية.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة