العقيدة والشريعة: التكامل بين الإيمان والعمل

عناصر الموضوع

1- تعريف العقيدة والشريعة

2- العلاقة بين الإيمان والعمل

3- دور الشريعة في تطبيق مبادئ العقيدة

4- محاور الاتفاق والاختلاف

5- أمثلة من حياة الصحابة

6- أثر الالتزام بالعقيدة والشريعة

تعد العقيدة والشريعة من المكونات الأساسية للدين الإسلامي. ويشكلوا منظومة متكاملة تربط بين الإيمان والسلوك العملي. بالإضافة إلى أن العقيدة تمثل الجانب النظري الذي يؤسس الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله. وتعطي الإنسان القيم والمبادئ التي تساعد على توجيه في الحياة أما الشريعة فهي الجانب العملي الذي ينظم حياة المسلم والتكامل بين العقيدة والشريعة يحققوا توازن فعال بين القلب والعقل. والعلاقة التكاملية تؤكد أن المسلم الحقيقي هو الذي يجمع بين صدق الإيمان وحسن العمل وفي هذا المقال سنتناول مفهوم العقيدة وعلاقتها بالإيمان. ودور الشريعة في تطبيق مبادئ العقيدة.

1- تعريف العقيدة والشريعة

أولًا تعريف العقيدة:

هي الإيمان الصادق واليقين العميق بوجود الله. والإيمان بملائكته. وكتبه. ورسله. واليوم الآخر. والقدر خيره وشره. والعقيدة هي الأساس العلمي الذي يبني عليه المسلم فهمه للعالم وعلاقته بربه.

ثانيًا تعريف الشريعة:

تشير إلى مجموعة من القوانين والأحكام التي أمر الله بها لكي تنظم حياة المسلم. سواء كانت في العبادات أو المعاملات أو الأخلاق والشريعة تهدف إلى توجيه السلوك العملي للمسلم وتنظيم علاقاته بربه وبالآخرين بما يحقق السعادة والعدالة في الدنيا والآخرة. [1]

2- العلاقة بين الإيمان والعمل

يعد الإيمان والعمل الصالح عنصرين مرتبطين لا ينفصلوا. والعلاقة بين الإيمان والعمل الصالح علاقة متلازمة فلا يكتمل أحدهم من دون الآخر. والإيمان الصادق يدفع المؤمن إلى أداء الأعمال الصالحة وهذه الأعمال بدورها تقوي وتزيد الإيمان بالله. وجاء في القرآن الكثير من الآيات التي تجمع بين الإيمان والعمل الصالح. وكما في قوله: “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا” (سورة مريم: 96).

• الإيمان: التصديق واليقين العميق بأركان الإيمان الستة: الإيمان بالله. وملائكته. وكتبه. ورسله. واليوم الآخر. والقدر خيره وشره.
• العمل الصالح: يشمل جميع الأفعال والأعمال التي يرضاها الله. سواء كانت عبادة الصلاة والصيام أو الأخلاق تجاه الآخرين. [2]

3- دور الشريعة في تطبيق مبادئ العقيدة

الشريعة الإسلامية تلعب دور مهم في تجسيد قيم العقيدة. حيث تحول الإيمان إلى ممارسات عملية تنظم حياة المسلم في مختلف جوانبها. وفيما يلي تطبيق مبادئ العقيدة خلال الشريعة:

• العبادات: تظهر العبادات كالصيام والصلاة والإيمان بالله وتوحيده وتقوي العلاقة بين العبد وربه. مما يثبت مبادئ العقيدة في النفس.
• المعاملات: الشريعة توجه سلوك المسلم في التعامل مع الآخرين. معتمدة على مبادئ العقيدة التي تدعو إلى الصدق والأمانة. علاوة على ذلك تحقق هذه القيم في المجتمع.
• الأخلاق: الشريعة تعزز الصفات الأخلاقية كالتواضع الرحمة والصبر. مأخوذة من العقيدة التي تشجع على التحلي بالأخلاق. [3]

4- محاور الاتفاق والاختلاف

 العقيدة والشريعة هما ركن أساسيين في الدين الإسلامي. وبرغم تكاملهم إلا يوجد بعض النقاط والاختلاف بينهم.

أولًا محاور الاتفاق:

• المصدر الإلهي: كلاهما مستمدة من وحي الله سواء كان من القرآن الكريم أو السنة النبوية.
• الهدف المشترك: يسعى لكي يحقق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة وعن طريق توجيهه اتجاه الإيمان والسلوك القويم.

ثانيًا محاور الاختلاف:

• المجال: العقيدة ترتبط بالمسألة الاعتقادية والإيمانية. على سبيل المثال الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله. أما الشريعة فهي الأحكام العملية التي تتعلق بالعبادات والمعاملات والأخلاق.
• الثبات والتغير: مبادئ العقيدة لا تتغير مع الزمان والمكان. بينما تتغير أحد الأحكام الشرعية بغير الأحوال والظروف. علاوة على ذلك الاحتفاظ بالأهداف الشرعية. [4]

5- أمثلة من حياة الصحابة

لقد ظهر الصحابة رضوان الله عليهم أعظم الأمثلة في التكامل بين العمل والإيمان. وظهر إيمانهم في سلوكيتهم وأفعالهم. وفيما يلي أحد المواقف التي تظهر هذا التكامل:

• استجابة الصحابة لأوامر الله ورسوله: كانوا الصحابة يتسارعوا في تنفيذ أوامر الله دون أن يتردد. وعندما نزلت الآية التي تحرم الخمر تسارعوا إلى إلقاء الخمر في الشوارع. وهذا يظهر طاعتهم واستجابتهم السريعة للقوانين الشرعية.
• التضحية في سبيل الله: يعتبر موقف على بن أبي طالب في ليلة الهجرة مثال مهم للتضحية عندما نام في فراش النبي صلى الله عليه وسلم معرض نفسه للخطر. لكي يوفر النبي فرصة الهجرة بأمان.
• الشجاعة في إعلان الإيمان: كان عبدالله بن مسعود أول من جهر بالقرآن في مكة بعد رسول الله. وهذا عرضه للأذى من قريش. واستمر في قراءة القرآن جهرًا وظهر شجاعته وثباته على الإيمان. [5]

6- أثر الالتزام بالعقيدة والشريعة

يساعد الالتزام بالعقيدة والشريعة الإسلامية في تحقيق الآثار الإيجابية على كل من الفرد والمجتمع. وفيما يلي أحد الآثار الالتزام بالعقيدة والشريعة على الفرد والمجتمع:

• السكينة والطمأنينة: يعطي الإيمان بالله واتباع أوامره الفرد الشعور بالراحة النفسية والرضا. علاوة على ذلك يبعده عن اليأس والقلق.
• الثبات على الحق: الالتزام بالعقيدة الفرد تكشف القوة الداخلية الثبات على المبادئ. ويجعله قادر على أن يواجهه التحديات وأن يتمسك بالحق.
• تحقيق العدالة الاجتماعية: تساعد الشريعة على إنشاء مجتمع مبني على المساواة والعدل. وتنظم العلاقة بين الفرد وتضمن لهم حقوقهم.
• تحقيق الأمن والاستقرار: عندما يلتزم أحد أفراد المجتمع بالعقيدة والشريعة ينتشر الأمن والاستقرار. مما يساعد على تقليل الفساد والجرائم.
• نشر الأخلاق النبيلة: تحقق العقيدة والشريعة القيم الأخلاقية الحميدة. على سبيل المثال الصدق والأمانة مما قد يؤدي إلى إنشاء مجتمع مترابط. [6]

وفي الختام فإن العقيدة والشريعة من أهم المبادئ التي تبني عليها الإسلام شخصية المسلم وحياة المجتمع والعقيدة تثبت الإيمان بالله وتحسن القيم الروحية. بينما الشريعة تنظم شؤون الحياة. وعن طريق هذا التكامل بين الإيمان والعمل يتحقق بناء فرد صالح ومجتمع مبني على العدالة والأخلاق. حيث أن الالتزام ليس اختيارًا بل هو ضروري لكي تحقق التوازن بين الدنيا والآخرة. عندما يحرص المسلمين على تحقيق التوازن لأنهم يساهموا في نشر قيم الاستقرار والسلام.

• alloschoolتعريف العقيدة والشريعة - بتصرف
• islamwebالعلاقة بين الإيمان والعمل - بتصرف
• alukahدور الشريعة في تطبيق مبادئ العقيدة - بتصرف
• dorarمحاور الاتفاق والاختلاف - بتصرف
• ar.islamwayأمثلة من حياة الصحابة - بتصرف
• ksaencyأثر الالتزام بالعقيدة والشريعة - بتصرف

مشاركة المقال