العنف الأسري وأثره المدمر على العائلة

الكاتب : سهام أحمد
04 سبتمبر 2025
عدد المشاهدات : 9
منذ ساعتين
العنف الأسري
ما هو العنف الأسري؟
كيف يتم الإبلاغ عن العنف الأسري؟
تتضمن إجراءات الإبلاغ عن العنف الأسري ما يلي
ما هي عقوبة العنف الأسري في السعودية؟
كيف يتم اثبات العنف الأسري؟
كما يمكن إثبات العنف من خلال الأدلة الأخرى مثل

يعد العنف الأسري ظاهرة اجتماعية خطيرة ومدمرة. تتجاوز آثارها الجروح الجسدية لتترك ندوب عميقة في نفوس الأفراد. إنه سلوك يمارس داخل الأسرة ويحولها من ملاذ آمن إلى بيئة من الخوف والتهديد فلا يقتصر العنف على الضرب أو الاعتداء الجسدي، بل يشمل أيضا الإيذاء النفسي واللفظي والإهمال، وكلها أشكال تفقد الفرد شعوره بالأمان والكرامة. إن هذه الظاهرة لا تؤثر على الضحايا المباشرين فحسب بل تدمر النسيج الاجتماعي للأسرة بأكملها. وتلقي بظلالها على الأجيال القادمة مما يجعلها قضية مجتمعية ملحة تستدعي مواجهة حاسمة.

ما هو العنف الأسري؟

العنف الأسري

يعرف العنف الأسري. بأنه أي سلوك يمارس عمد داخل إطار العائلة ويتسبب في إلحاق الأذى الجسدي أو النفسي أو الجنسي أو الإهمال بأحد أفرادها، وعند النظر إلى تعريف العنف الأسري لغة واصطلاحا. نجد أن الكلمة تشير لغوياً إلى القسوة والشدة. بينما اصطلاحاً تعرف بأنها أي فعل يهدف إلى السيطرة على فرد آخر في العائلة وإخضاعه بغض النظر عن الوسيلة. هذا التعريف لا يقتصر على الضرب أو الشتم ،بل يشمل أشكال أخرى خفية ولكنها مدمرة مثل الإهمال العاطفي للأطفال أو السيطرة المالية على الزوجة أو التهديد المستمر.

تعرف أيضًا على: الأسرة السعيدة وأسرارها اليومية

إن فهم أسباب العنف الأسري. يعد خطوة مهمة نحو علاجه. فتتنوع هذه الأسباب وتشمل عوامل نفسية. مثل اضطرابات الشخصية أو عدم القدرة على إدارة الغضب وعوامل اجتماعية كالتنشئة في بيئة عائلية عنيفة أو عوامل اقتصادية كالبطالة والفقر التي تزيد من التوتر والضغط، كما تلعب بعض المعتقدات الثقافية الخاطئة دور في تبرير العنف أو السكوت عنه فإن معالجة هذه الأسباب الجذرية. يعد ضروري للقضاء على هذه الظاهرة فالعنف ليس مجرد مشكلة سلوكية فردية. بل هو نتيجة لتفاعلات معقدة بين العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية.[1]

تعرف أيضًا على: الصحة النفسية للأسرة ودورها في الاستقرار

كيف يتم الإبلاغ عن العنف الأسري؟

العنف الأسري

يعد الإبلاغ عن العنف الأسري خطوة حاسمة لإنقاذ الضحية وتوفير الحماية لها. كما أنه يشكل جزء أساسي من ماهي إجراءات العنف الأسري. فيجب على الضحية أو أي شخص يشهد حالة عنف ألا يتردد في طلب المساعدة فالصمت يشجع المعتدي على الاستمرار في سلوكه و تتعدد قنوات الإبلاغ عن العنف الأسري. وتوفرها العديد من الجهات الحكومية والجمعيات الأهلية، بهدف تسهيل الوصول إلى المساعدة وتقديم الدعم اللازم للضحايا.

تعرف أيضًا على: أهمية احترام كبار السن في الأسرة

تتضمن إجراءات الإبلاغ عن العنف الأسري ما يلي

العنف الأسري

  • الاتصال بالجهات المختصة: يمكن الاتصال بخطوط المساعدة الساخنة التي تخصصها الحكومات لحماية الأسرة ففي السعودية على سبيل المثال يمكن الاتصال بمركز بلاغات العنف الأسري. على رقم 1919.
  • التوجه إلى أقرب مركز شرطة: يعد الإبلاغ المباشر في مركز الشرطة من أسرع الطرق لتوثيق الحادث وطلب الحماية الفورية فيمكن للضحية طلب أمر حماية من المحكمة يمنع المعتدي من الاقتراب.
  • زيارة المستشفيات والمراكز الصحية: إذا تعرضت الضحية لأذى جسدي يجب عليها التوجه إلى المستشفى لطلب العلاج وتوثيق الإصابات في تقرير طبي فيعد هذا التقرير دليل قوي في المحكمة.
  • طلب المساعدة من الجمعيات الأهلية: توجد العديد من الجمعيات المتخصصة في دعم ضحايا العنف الأسري. والتي تقدم لهم الاستشارات القانونية والنفسية وتوفر لهم ملاذا آمن.[2]

تعرف أيضًا على: أهمية الاستماع الفعّال داخل الأسرة

ما هي عقوبة العنف الأسري في السعودية؟

العنف الأسري

تولي المملكة العربية السعودية اهتمام كبير بمكافحة العنف الأسري. وقد سنت قوانين صارمة لحماية الأفراد من أي شكل من أشكال الإيذاء. تعرف هذه القوانين باسم “نظام الحماية من الإيذاء” الذي يجرم أي فعل يسبب ضرر جسدي أو نفسي أو جنسي أو يهدد سلامة الفرد، تنص المادة الثانية من النظام على أن الإيذاء هو كل شكل من أشكال الاستغلال أو إساءة المعاملة الجسدية أو النفسية أو الجنسية أو التهديد بها أو الإهمال. ووفق للمادة السادسة عشرة يعاقب مرتكب العنف بالسجن لمدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على سنة أو بغرامة لا تقل عن خمسة آلاف ريال ولا تزيد على خمسين ألف ريال أو بكلتا العقوبتين معاً وتتضاعف العقوبة في حال العود إلى ارتكاب الجريمة مما يرسل رسالة واضحة بأن التسامح مع العنف غير مقبول.

إن هذه العقوبات الصارمة لا تقتصر على السجن والغرامة فقط بل تشمل أيضا إجراءات قضائية إضافية تعزز حماية الضحايا. فبالإضافة إلى العقوبة الجنائية يمكن أن تصدر المحكمة أوامر حماية تجبر المعتدي على الابتعاد عن الضحية وتمنعه من التعرض لها بأي شكل من الأشكال مما يوفر للضحية الأمان اللازم لتبدأ حياة جديدة كما أن هذه الأوامر قد تلزم المعتدي بالخضوع لبرامج تأهيل نفسي واجتماعي فإن وجود هذه القوانين وتطبيقها الفعال من قبل جهات الاختصاص مثل النيابة العامة ووزارة الموارد البشرية يعد ركيزة أساسية لردع المعتدين وضمان أمن العائلة ويظهر التزام المملكة بحماية حقوق أفرادها ومواجهة العنف الأسري. بكل حزم.

تعرف أيضًا على: أهمية العلاقات الأسرية في بناء مجتمع متماسك

كيف يتم اثبات العنف الأسري؟

العنف الأسري

يعد إثبات العنف الأسري في المحكمة عملية معقدة وتتطلب جمع أدلة قوية تدين المعتدي فنظرا للطبيعة الخاصة لجرائم العنف التي غالبا ما تحدث خلف الأبواب المغلقة فإن الأدلة المباشرة قد تكون قليلة مما يجعل الاعتماد على الأدلة غير المباشرة أمر ضروري. يعد التقرير الطبي الذي يوثق الإصابات الجسدية من أقوى الأدلة المادية في قضايا العنف الأسري. لذا ينصح الضحية دائما بالتوجه إلى المستشفى مباشرة بعد أي حادث عنف.

كما يمكن إثبات العنف من خلال الأدلة الأخرى مثل

  • شهادة الشهود: شهادة الأشخاص الذين شاهدوا العنف سواء كانوا أفرادا من العائلة أو الجيران تعد دليل هام.
  • الأدلة الرقمية: الرسائل النصية أو رسائل البريد الإلكتروني أو التسجيلات الصوتية والمرئية التي تحتوي على تهديدات أو إثباتات للواقعة.
  • التقارير الأمنية: يعد محضر الشرطة الذي يوثق بلاغ العنف بالإضافة إلى تقارير التحقيق دليل رسمي يمكن تقديمه للمحكمة.
  • التقارير النفسية: تقارير الأطباء النفسيين التي توثق الأضرار النفسية والعاطفية التي لحقت بالضحية نتيجة العنف.

إن وجود هذه الأدلة يسهل من عمل الجهات القضائية ويضمن تطبيق العدالة على المعتدي مما يساهم في ردع هذا السلوك وتوفير الحماية للضحايا.

تعرف أيضًا على: تعزيز الثقة بين أفراد الأسرة لتحقيق الانسجام

في الختام يظل العنف الأسري. ظاهرة خطيرة تتطلب تضافر جهود المجتمع بأسره لمواجهتها. إن الوعي بتعريفه ومعرفة كيفية الإبلاغ عنه وفهم العقوبات القانونية المترتبة عليه وكيفية إثباته هي خطوات أساسية نحو بناء مجتمع أكثر أمان فإن حماية الأسرة ليست مسؤولية قانونية فحسب بل هي واجب أخلاقي ومجتمعي يضمن لكل فرد فيها الحق في العيش بكرامة وحب وأمان.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة