الفرق بين الواجب والفرض في الحج وحكمه الشرعي

عناصر الموضوع
1- تعريف الحج في الإسلام
2- الفرق بين الواجب والفرض
3- متى يجب الحج؟
4- حكم الحج على المرأة
5- الحج للمقتدر ماليًا
6- الحج كعبادة تطوعية
في بداية المقال وقبل أن نتحدث عن الفرق بين الواجب والفرض في الحج وحكمه الشرعي، الفرض والواجب هما مصطلحان يشيران إلى مفهوم واحد، حيث يستحق الفاعل عليه الثواب، بينما يستحق تاركه العقاب. يُطلق عليهما اسم “فرض” و”واجب”. ومع ذلك، يميز بعض العلماء بينهما، حيث يُستخدم مصطلح “فرض” للإشارة إلى ما تدعمه أدلة قوية على وجوبه، بينما يُطلق على ما تكون أدلته أضعف اسم “واجب”. لكن الأصل الذي يتبناه غالبية العلماء هو أن الفرض والواجب هما في الحقيقة شيء واحد، فعلى سبيل المثال، يُقال عن الصلاة إنها فرض.
1- تعريف الحج في الإسلام
الحج في الإسلام هو رحلة المسلمين إلى مدينة مكة في وقت محدد من كل عام، ويتضمن شعائر خاصة تُعرف بمناسك الحج. يعتبر الحج واجبًا على كل مسلم بالغ قادر لمرة واحدة في العمر. وهو الركن الخامس من أركان الإسلام.
كما ورد في حديث النبي محمد ﷺ: «بني الإسلامُ على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا». يعتبر الحج فرضًا على كل مسلم بالغ قادر، كما جاء في القرآن الكريم: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتوكَ رِجَالًا وَعَلَى كلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ٢٧﴾.
الحج هو شعيرة دينية معروفة وموجودة في العديد من الأديان.
كما أن هناك حجًا إلى بيوت كانت منتشرة في مختلف أنحاء الجزيرة العربية. تعرف بالكعبات. ومن أبرزها الكعبة في مكة، المعروفة أيضًا بالبيت الحرام. وقد وُجد الحج إلى الكعبة قبل الإسلام. ويؤمن المسلمون بأنه شعيرة فرضها الله على أمم سابقة، مثل أتباع الحنيفية الذين اتبعوا النبي إبراهيم. ويستشهدون في ذلك بالقرآن الكريم: ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ٢٦﴾. [1]
2- الفرق بين الواجب والفرض
الفرض والواجب هما مصطلحان يشيران إلى مفهوم واحد. حيث يستحق الفاعل الثواب ويستحق تاركه العقاب. يطلق عليهما اسم “فرض” و”واجب”. ومع ذلك، يميز بعض العلماء بينهما. حيث يُستخدم مصطلح “فرض” للإشارة إلى ما تدعمه أدلة قوية على وجوبه، بينما يطلق “واجب” على ما تكون أدلته أضعف. لكن الرأي السائد بين جمهور العلماء هو أن الفرض والواجب هما في الأساس شيء واحد.
على سبيل المثال، يطلق على الصلاة اسم “فرض” و”واجب”، وكذلك الأمر بالنسبة لصلاة الجماعة، والزكاة، وصيام رمضان، والحج لمن استطاع. هذا هو المفهوم المتعارف عليه بين معظم العلماء. حيث يعتبر كل ما قام الدليل على وجوبه أمرًا لازمًا، يستحق تاركه العقاب وفاعله الثواب، ويُطلق عليه اسم “فرض” أو “واجب”.
بعض العلماء، كما تم الإشارة سابقًا. قد يتساهلون في استخدام مصطلح “الفرض” على الأمور التي تتوفر فيها أدلة قوية وتكون واضحة ومعروفة من الدين بشكل ضروري. فيطلقون على الصلاة والزكاة مثلًا اسم “فرض“.
كما يعتبرون التسبيح أثناء الركوع والسجود “واجبًا”، ويصفون التكبيرات التي تلي التكبيرة الأولى بأنها واجبة. نظرًا لأن أدلتها أقل قوة من أدلة وجوب الصلاة. وفيما يتعلق بالحج، يعتبر رمي الجمار واجبًا، وكذلك المبيت في منى ومزدلفة.
أما الطواف فيصنف كركن فرض. بينما الوقوف بعرفة يعتبر فرضًا وركنًا، نظرًا لظهور أدلته وقوتها. وهذه أمثلة عديدة توضح آراء العلماء في هذا الشأن. [2]
3- متى يجب الحج؟
إذا كنت قادرًا على تحمل نفقات الحج وسداد الدين في وقته. فإن الحج يصبح واجبًا عليك، استنادًا إلى قوله تعالى: “وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا” [آل عمران:97].
أما إذا كنت غير قادر على تحمل نفقات الحج مع سداد الدين، فلا يجب عليك الحج. وذلك وفقًا للآية الكريمة وما ورد في معناها من أحاديث النبي ﷺ. [3]
4- حكم الحج على المرأة
تعتبر فريضة الحج أحد أركان الإسلام الأساسية، وقد تناول الفقهاء آراء متنوعة حول حكم أداء المرأة لهذه الفريضة. تختلف الآراء بين وجوب الحج عليها في حال توافرت الشروط، وبين مسألة السفر بدون محرم، وهي قضية كانت محل نقاش طويل. في هذه الفقرة، مع تسليط الضوء على المواقف المختلفة التي طرحها العلماء. ونستعرض أبرز الآراء الفقهية المتعلقة بحكم الحج على المرأة:
- الرأي الأول: يشترط وجود المحرم أو الزوج لوجوب الحج على المرأة. وهو ما يذهب إليه الحنفية والحنابلة. يستند هذا الرأي إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم”، كما رواه الشيخان. وأيضًا. ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم”. وعندما قال أحدهم: “يا رسول الله، إن امرأتي خرجت لحج، وإني قد كتبت في غزوة كذا وكذا”، أجابه النبي: “انطلق فحج مع امرأتك”. وذلك لأن المرأة تحتاج إلى من يساعدها في الركوب والنزول، ولا يتوفر ذلك إلا مع الزوج أو المحرم.
- الرأي الثاني: لا يشترط لوجوب الحج وجود المحرم أو الزوج. وهو ما يراه الشافعية. حيث يكفي وجود نسوة ثقات حتى في حال وجود الزوج أو المحرم القادرين على السفر معها. وهذا هو الرأي المشهور في مذهبهم، لأن الرفقة تقيهن من المخاطر، ولأن الحج هو سفر واجب لا يتطلب وجود المحرم، كما في حالة المسلمة التي تخلصت من أيدي الكفار، أو السفر لحضور مجالس الحاكم.
- الرأي الثالث: رأي المالكية الذين يرون ضرورة وجود الزوج أو المحرم. فإذا لم يتوفر أي منهما. أو وجد لكنهما امتنعا أو عجزا عن مرافقتها، فيجوز لها السفر مع رفقة مأمونة. ويعتمد ذلك على وجود رجال مأمونين أو نساء مأمونات. ويفضل أن تكون الرفقة من الجنسين مع التأكيد على أن تكون المرأة مأمونة في نفسها. كما أشار ابن تيمية إلى جواز سفر المرأة لأداء فريضة الحج دون محرم، إذا لم يتوفر. بشرط أن تكون آمنة على نفسها.
يمكن القول إن وجود المحرم ليس شرطًا لصحة الحج. بل هو شرط للوجوب عند من يراه. [4]
5- الحج للمقتدر ماليًا
لا يوجد مانع من أن يقوم الشخص الميسور بأداء الحج مع آخرين على نفقة غيره، فهذا مقبول. ومع ذلك. إذا قام بالحج من ماله الخاص، فإن ذلك يكون أفضل وأكمل. لكن إذا رأى أن الحج مع الآخرين على نفقة غيره يعود عليه بمصالح دينية.
مثل التفقه في الدين والتعلم. فإن ذلك يعتبر مصلحة كبيرة، حتى وإن كان على حساب الآخرين، فلا بأس في ذلك، لأنه سيفيد من العلم. [5]
6- الحج كعبادة تطوعية
الحج يعتبر من أعظم العبادات وأسمى القربات، وهو أحد أركان الإسلام التي فرضها الله على المسلمين مرة واحدة في العمر، مع تشجيعهم على أداء المزيد من النوافل بعد ذلك.
ومن يرغب في أداء الحج كنافلة، يجب عليه الالتزام بالأنظمة التي وضعتها الدولة. وفقها الله، حرصًا على المصلحة العامة. فزيادة أعداد الحجاج قد تؤدي إلى مشقة وصعوبات. وقد تصل الأمور إلى فقدان بعض الأرواح.
في ختام مقالي، وبعد أن تحدثنا عن الفرق بين الواجب والفرض في الحج وحكمه الشرعي، أسأل الله أن أكون قد وفقت في تناول هذه القضية المهمة التي تمثل أهمية كبيرة لمجتمعنا وللعالم بأسره. فإن كان ما قدمته صوابًا، فذلك بفضل الله، وإن كان هناك خطأ. فالمسؤولية تقع على عاتقي وعلى الشيطان.
المراجع
- ويكبيديا الحج في الإسلام-بتصرف
- ابن يازالفرق بين الفرض والواجب-بتصرف
- ابن يازمتى يجب الحج؟-بتصرف
- اسلام ويبقوال العلماء في حج المرأة بدون محرم-بتصرف
- ابن يازحكم من حج على نفقة غيره-بتصرف
مشاركة المقال
وسوم
هل كان المقال مفيداً
الأكثر مشاهدة
ذات صلة

التكبيرات في الحج متى تقال وما هي صيغتها...

يوم عرفة ماذا يجب أن يفعل الحاج في...

دليل تفصيلي لخطوات الحج من البداية حتى النهاية

كيفية صلاة عيد الأضحى بالتفصيل: عدد الركعات والخطبة

الأحكام الفقهية للحج أهم مقاصده الدينية

تعرف على الفروقات بين الحج والعمرة وأيّهما أفضل

قائمة بأهم واجبات الحج التي يجب الالتزام بها

لماذا تختفي القطط يوم عيد الأضحى؟ حقيقة أم...

في أي عام فرض الحج وماهي دلالاته في...

عدد أشواط الطواف في الحج وكيفية أدائها

حكم حج المرأة بدون محرم وفق المذاهب الفقهية

لماذا سُمي يوم التروية بهذا الاسم وما أهم...

حكم صيام أول يوم عيد الأضحى هل هو...

تعرف على فضل الحج في تكفير الذنوب
