الفنان زياد الرحباني: فنان لا يشبه أحد ومرآة المجتمع اللبناني

الفنان زياد الرحباني، فنان يختلف عن كل من سبقه، فهو ليس مجرد ملحن أو كاتب. بل هو حالة فنية متفردة تمزج بين الموسيقى، المسرح، والفكاهة اللاذعة. في هذا المقال، نغوص في عالم هذا المبدع اللبناني، ونستكشف كيف أحدث ثورة في المشهد الفني العربي. تاركاً بصمة لا يمكن محوها. ومن خلال تتبع مسيرة زياد الإبداعية يظهر بوضوح تأثير الإرث الرحباني عليه لكن لفهم الصورة بشكل أدق.

هل زياد الرحباني ابن فيروز؟

رغم الشهرة الواسعة التي يحظى بها الموسيقار والمسرحي اللبناني الفنان زياد الرحباني. لا يزال البعض يتساءل: هل هو فعلًا ابن فيروز؟ هذا السؤال يتكرر بين المهتمين بتاريخ الفن العربي خاصة مع شخصية زياد المستقلة وأسلوبه الفني المختلف. لكن بالعودة إلى المصادر الموثوقة والتصريحات الرسمية نجد أن زياد الرحباني. هو الابن البيولوجي للسيدة فيروز وزوجها الراحل عاصي الرحباني أحد أبرز أعمدة الموسيقى اللبنانية والعربية في القرن العشرين.

ومن الجدير بالذكر أن علاقة زياد بوالدته فيروز قد مرت بمراحل متباينة شابها بعض الخلافات التي ظهرت إلى العلن في فترات معينة. ورغم ذلك لم يتم نفي أو التشكيك رسميًا في نسبه بل إن حضوره ضمن العائلة الرحبانية ظل واضحًا من خلال مشاركته في الأعمال الفنية ومناسبات العائلة.

علاوة على ذلك من المعروف أن زياد لديه ابن يُدعى عاصي ابن زياد الرحباني. وهو ما يثبت استمرار الإرث العائلي الفني. ويؤكد على عمق جذور هذه العائلة في الفن اللبناني.

ولهذا فإن الشكوك التي يطرحها البعض لا تستند إلى أي دليل منطقي أو تاريخي بل تتلاشى أمام الحقائق الموثقة التي تُثبت بشكل قاطع أن زياد هو ابن فيروز وعاصي وامتداد أصيل لإرث الرحابنة الإبداعي.

تعرف أيضًا على: الفنان محمود عبد العزيز: رحلة فنية خالدة في ذاكرة الفن المصري

من هم الأخوين رحباني؟

يعد الفنان زياد الرحباني. من أبرز الأسماء الفنية في العالم العربي لكن لفهم خلفيته الفنية لا بد من التعرّف على من هم “الأخوين رحباني” الأخوان عاصي ومنصور الرحباني هما رمزان كبيران في تاريخ الموسيقى اللبنانية والعربية شكّلا ثنائيًا إبداعيًا غيّر ملامح الأغنية والمسرح الغنائي في الوطن العربي، وارتبط اسمهما ارتباطًا وثيقًا بصوت السيدة فيروز.

من خلال هذا التعاون المثمر أنتج الأخوان رحباني عددًا ضخمًا من الأعمال الغنائية والمسرحية التي أصبحت جزءًا من الذاكرة الثقافية العربية وبعد وفاة عاصي واصل زياد الابن حمل الراية بأسلوبه الخاص والمختلف لكنه تأثر بعمق بتجربة والده وعمه.

تعرف أيضًا على:

فيروز: الحنين المغنّى على مدى العقود 

ويمكن تلخيص تأثير الأخوين رحباني في النقاط التالية

• تطوير شكل الأغنية اللبنانية وجعلها تحمل طابعًا دراميًا وشعريًا.
• تقديم مسرحيات غنائية ناقشت قضايا اجتماعية ووطنية بلغة فنية راقية.
• دعم ظهور فيروز كأيقونة فنية بفضل ألحانهما وكلماتهما.

تعرف أيضًا على: فنان العرب محمد عبده: مسيرة من الإبداع والوفاء للهوية

ومن الطبيعي أن يكون الفنان زياد الرحباني. وهو ابن عاصي قد تأثر بهذا الإرث لكنه قدّم لونًا جديدًا يميل إلى النقد السياسي والاجتماعي بأسلوب ساخر وجريء، وقد ساهمت زياد الرحباني أغاني. في ترسيخ اسمه كفنان مستقل يجمع بين العمق الموسيقي والطرح الفكري المختلف.

وبالتالي فإن فهم الأخوين رحباني يساعدنا على فهم كيف تشكّلت البيئة الفنية التي نشأ فيها زياد، وكيف اختار أن يعبّر عن نفسه بطريقته الخاصة.

تعرف أيضًا على: عمرو دياب: الهضبة التي أعادت تشكيل الغناء العربي

ما صلة القرابة بين زياد الرحباني وفيروز؟

تُعد العلاقة العائلية بين الفنانة الكبيرة فيروز والموسيقار الفنان زياد الرحباني. من أكثر العلاقات التي أثارت اهتمام الجمهور العربي نظرًا لما يجمع بينهما من موهبة فنية وروابط عائلية وثيقة، ومن المعروف أن الفنان زياد الرحباني. هو الابن البكر للسيدة فيروز والراحل عاصي الرحباني أحد الأخوين رحباني الذين أسّسوا مدرسة موسيقية متفردة في العالم العربي.

ومن ثم فإن صلة القرابة بين زياد وفيروز هي علاقة أم بابنها، وهي علاقة لم تقتصر فقط على الروابط العائلية بل امتدت إلى التعاون الفني حيث لحّن لها العديد من الأغاني التي حملت طابعًا مختلفًا عن أعمالها السابقة، وامتازت بجرأة الموضوعات وعمق الموسيقى.

وعلى الرغم من هذا التقارب الفني فإن حياتهما الشخصية شغلت حيزًا واسعًا من اهتمام الجمهور. فقد عاش زياد في دائرة الضوء ليس فقط بسبب موهبته. ولكن أيضًا بسبب مواقفه الجريئة وعلاقاته العائلية، وهنا يتساءل البعض من هي زوجة زياد الرحباني؟ وقد تزوج بالفعل من الكاتبة دلال كرم، ولكن انفصالهما لاحقًا كان محط جدل واسع خاصة بعد تداول أنباء عن ابنهما “عاصي” وعلاقته بفيروز.

وبالتالي فإن العلاقة بين فيروز وزياد تمثّل تداخلاً بين الفن والعائلة بين الإرث والتجديد. وتبقى محورًا غنيًا لفهم مسيرة كلٍ منهما على حدة.[1]

تعرف أيضًا على: ليلى السلمان: وجه درامي مخضرم في الفن الخليجي

ما هو أصل عائلة الرحباني؟

تعود عائلة الرحباني إلى منطقة “أنطلياس” شمال العاصمة اللبنانية بيروت وهي تنحدر من جذور لبنانية مارونية عريقة، وقد برزت هذه العائلة بشكل خاص في مجال الفن والموسيقى من خلال الأخوين عاصي ومنصور الرحباني اللذين أسسا مدرسة فنية مميزة امتدت تأثيراتها إلى العالم العربي بأسره، ومع مرور الوقت برز جيل جديد من هذه العائلة حمل الراية الفنية على رأسهم الفنان زياد الرحباني.

وقد نشأ الفنان زياد الرحباني في بيت فني عريق حيث تأثر بموسيقى والده عاصي وعمّه منصور كما رافق والدته فيروز في مسيرتها الغنائية. ومن ثم استطاع أن يصنع لنفسه لونًا موسيقيًا خاصًا به يمزج بين النقد السياسي والسخرية والواقع اللبناني مما جعله صوتًا فنيًا مختلفًا عن جيله. وقد تساءل الكثيرون عن علاقاته العاطفية، ومن أبرزها علاقته بالفنانة زياد الرحباني وكارمن لبس. التي شغلت الصحافة لفترة طويلة، بسبب طابعها الغامض وغير التقليدي.

ومن جهة أخرى فإن الجمهور لا يزال يتساءل عن العلاقة العائلية التي تربط زياد الرحباني ابن فيروز. وهي بالفعل علاقة أم بابنها. حيث تشكّل هذه الرابطة واحدة من أبرز ثنائيات الفن العربي التي جمعت بين الأصالة والتجديد.

وبالتالي فإن أصل عائلة الرحباني ليس مجرد انتماء جغرافي بل هو انتماء إلى إرث فني ضخم كانت له بصماته الواضحة في المسرح والموسيقى والشعر الغنائي. ولا يزال حتى اليوم يلهِم أجيالًا من الفنانين والمبدعين.[2]

تعرف أيضًا على: يعقوب الفرحان: فنان سعودي يتجاوز الحدود بأدائه

في الختام يمكن القول إن العلاقة بين فيروز و الفنان زياد الرحباني. ليست مجرد رابطة عائلية بل هي أيضًا شراكة فنية أثمرت عن أعمال خالدة في ذاكرة الجمهور العربي. ومن خلال تتبع تفاصيل حياته نجد أن هذه الصلة قد أثرت بشكل واضح في مسيرته الإبداعية، وهكذا فإن فهم هذه العلاقة يساهم في تقدير أعمق لإرث الرحابنة الفني وبالرغم من اختلاف الأساليب فإن التأثير المتبادل بين الأم والابن يبقى دليلًا على عمق الرابط بين الفن والعائلة في هذا السياق الفريد.

• Lorientlejour Ziad and Fairuz: A conflicted bond rooted in absolute love_بتصرف
• The collector A Brief History of the Rahbani Music Family_بتصرف

مشاركة المقال

وسوم