ماهي القراءات العشر؟

الكاتب : آية زيدان
25 فبراير 2025
عدد المشاهدات : 13
منذ 3 ساعات
ماهي القراءات العشر؟
عناصر الموضوع
1- تعريف القراءات العشر ومفهومها في القرآن
2- أنواع القراءات العشر ومدارسها المتواترة
أ- القراءات السبع المتواترة
ب- القراءات الثلاث المتممة للعشر
3- كيفية نشأة القراءات العشر وتاريخها
أ- نزول القرآن على (سبعة) أحرف
ب- تدوين القراءات وتحديدها
ج- إضافة الثلاثة المتممة للعشر
4- أمثلة توضيحية لآيات بالقراءات العشر
5- أهمية دراسة القراءات العشر في علوم القرآن

عناصر الموضوع

1- تعريف القراءات العشر ومفهومها في القرآن

2- أنواع القراءات العشر ومدارسها المتواترة

3- كيفية نشأة القراءات العشر وتاريخها

4- أمثلة توضيحية لآيات بالقراءات العشر

5- أهمية دراسة القراءات العشر في علوم القرآن

إن كتاب الله الخالد، القرآن الكريم، هو معجزة خالدة نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وقد حفظ الله تعالى هذا الكتاب من التحريف والتبديل، وتكفل بحفظه ونقله من جيل إلى جيل، ومن مظاهر هذا الحفظ أن القرآن الكريم قد نزل بحروف متعددة وقراءات مختلفة، تعرف بالقراءات العشر.

وتعتبر القراءات العشر من أهم مباحث القرآن الكريم، لأنها تسهم في فهم أعمق وأشمل لمعانيه وتكشف عن وجوه إعجازه، وقد توارثها الناس جيلا بعد جيل، واشتهرت بين القراء، واعتمدها العلماء، ونقلوها عن النبي صلى الله عليه وسلم، استكشف في هذا المقال أنواع القراءات العشر في القرآن الكريم وكيف تختلف المدارس في التطبيق.

1- تعريف القراءات العشر ومفهومها في القرآن

هي علم من علوم القرآن الكريم يهتم بدراسة كيفية نطق القرآن كما تلقاه الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم، القراءات العشر هذه هي القراءات العشر المتواترة المتفق عليها المعروفة من كتب القراءات كالشاطبية والدرة والطيبة وغيرها، والمروية عن عشرة من الأئمة المعروفين بالضبط والثقة (نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي, أبو جعفر، ويعقوب، وخلف.

القراءات العشر ليست مجرد اختلافات في طريقة نطق الكلمات، بل هي وجوه مختلفة لقراءة القرآن الكريم، وكلها صحيحة ومتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد أنزل القرآن الكريم على سبعة أحرف، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه”. والمراد بالأحرف هنا: اللغات والوجوه التي كان العرب يتكلمون بها، والتي جاء القرآن الكريم بها جميعاً، لتيسير قراءته على الناس. [1]

2- أنواع القراءات العشر ومدارسها المتواترة

أنواع القراءات العشر ومدارسها المتواترة

أ- القراءات السبع المتواترة

وهي القراءات التي اتصل سندها بالنبي صلى الله عليه وسلم عن طريق جماعة من الصحابة، بحيث يستحيل عقلاً تواطؤهم على الكذب، هي:

  • نافع المدني: وتنسب إليه قراءة نافع، وهي من أشهر القراءات وأكثرها انتشاراً، وروى عنه قالون وورش
  • ابن كثير المكي: وتنسب إليه قراءة ابن كثير، وهي من القراءات القديمة والمشهورة، وروى عنه البَزي وقُنْبل
  • أبو عمرو البصري: وتنسب إليه قراءة أبي عمرو، وهي من القراءات السبع المشهورة، وروى عنه الدوري والسوسي
  • ابن عامر الشامي: وتنسب إليه قراءة ابن عامر، وهي من القراءات الشامية المشهورة، وروى عنه هشام وابن ذكوان
  • عاصم الكوفي: وتنسب إليه قراءة عاصم، وهي من أشهر القراءات وأكثرها انتشاراً في العالم الإسلامي، وروى عنه شعبة وحفص
  • حمزة الكوفي: وتنسب إليه قراءة حمزة، وهي من القراءات الكوفية المشهورة، وروى عنه خَلَف وخلاّد
  • الكسائي الكوفي: وتنسب إليه قراءة الكسائي، وهي من القراءات الكوفية المشهورة، وروى عنه أبو الحارث وحفص الدوري

ب- القراءات الثلاث المتممة للعشر

وهي ثلاث قراءات أضيفت إلى القراءات السبع، وهي أيضاً متواترة وصحيحة، ولكنها لم تبلغ شهرة القراءات السبع، وهي:

  • يعقوب البصري: وتنسب إليه قراءة يعقوب، وهي من القراءات البصرية المشهورة، وروى عنه رُوَيس ورَوح
  • خلف البزار: وتنسب إليه قراءة خلف، وهي من القراءات البغدادية المشهورة، وروى عنه إسحاق وإدريس
  • أبو جعفر المدني: وتنسب إليه قراءة أبي جعفر، وهي من القراءات المدنية المشهورة، وروى عنه ابن وردان وابن جُمَّاز

كل ما نسب لهؤلاء الأمة يسمي بالقراءة وكل مانسب لهؤلاء الرواة عن الإمام تسمي رواية فنقول: قراءة حمزة برواية خلف.[2]

3- كيفية نشأة القراءات العشر وتاريخها

القراءات العشر هي سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي جزء هام من التراث الإسلامي، وقد تطورت هذه القراءات عبر مراحل تاريخية، حتى وصلت إلينا في صورتها الحالية.

أ- نزول القرآن على (سبعة) أحرف

يعود أصل القراءات إلى نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه”. المراد بالأحرف هنا اللغات والوجوه التي كان العرب يتكلمون بها، والتي جاء القرآن الكريم بها جميعاً، لتيسير قراءته على الناس.

ب- تدوين القراءات وتحديدها

في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، جمع القرآن الكريم في مصحف واحد، وتم توحيد القراءة، وإرسال المصاحف إلى الأمصار، مع ذلك، استمر الاختلاف في القراءات بين القراء، حتى ظهر في القرن الرابع الهجري، الإمام أبو بكر أحمد بن مجاهد، فجمع القراءات المشهورة في سبع قراءات، وعرفوا بالقراء السبعة.

ج- إضافة الثلاثة المتممة للعشر

بعد ابن مجاهد، جاء الإمام ابن الجزري، فقام بجمع جميع طرق الرواة من عدد كثير من كتب القراءات، واختار منها ثلاث قراءات، أضافها إلى القراءات السبع، فأصبحوا عشرة، وعرفوا بالقراء العشرة، وهذه القراءات الثلاث هي: قراءة أبي جعفر المدني، وقراءة يعقوب البصري، وقراءة خلف البزار.[3]

4- أمثلة توضيحية لآيات بالقراءات العشر

هناك الكثير من الأمثلة على اختلاف القراءات، مثل قراءة عاصم لقول الله تعالى: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ فهو يقرأها بألف بينما قرأ الباقون بغير ألف: ملك يوم الدين. سورة الفاتحة(4).

وهناك أيضاً في سورة البقرة حيث قرأ ابو عمرو ورس عن نافع “يومنون” بدون همز على الواو، بينما الأخرون يقرأونها “يؤمنون” مع وجود الهمزة.

وفي كلتا الحالتين فإن القراءات صحيحة ولا خلاف عليها.[4]

5- أهمية دراسة القراءات العشر في علوم القرآن

تعتبر دراسة القراءات العشر من أهم العلوم التي تخدم القرآن الكريم، وتساهم في فهمه فهمًا عميقًا وشاملاً. وتتجلى أهمية هذه الدراسة في عدة جوانب، منها:

تُعد القراءات العشر بمثابة شهادات حية على حفظ القرآن الكريم من التحريف والتبديل، حيث أنها نُقلت بالتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم، جيلاً بعد جيل، مما يؤكد أصالة النص القرآني وثباته، كما أن اختلاف القراءات يعد بمثابة دليل على دقة الصحابة في نقل القرآن الكريم، وحرصهم على حفظه كما أنزل، دون تغيير أو تحريف.

تُساعد دراسة القراءات على فهم معاني القرآن الكريم بشكل أعمق وأشمل. حيث أن كل قراءة قد تحمل معنى إضافياً أو تفسيراً مختلفاً للآية، مما يُثري الفهم ويوسع المدارك. فالاختلاف بين القراءات قد يكون في كلمة أو حرف أو حركة، وهذا الاختلاف قد يؤدي إلى اختلاف في المعنى أو التفسير. مما يستوجب على المفسر أن يكون على دراية بالقراءات المختلفة، ليتمكن من ترجيح المعنى الأنسب والأرجح.[5]

في الختام، يتضح لنا أن القراءات العشر ليست مجرد اختلافات في طريقة النطق. بل هي وجوه متعددة لكلام الله تعالى، أنزلها رحمةً وتيسيراً على الأمة. وقد حفظها لنا الأئمة الأعلام، وتناقلوها جيلاً بعد جيل. حتى وصلت إلينا في صورتها البهية، فعلى المسلم أن يهتم بتعلم هذه القراءات، وتدبر معانيها، والعمل بما فيها. ليحظى بفضلها العظيم، وأثرها الطيب في قلبه وحياته. ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن الذين يتلونه حق تلاوته. ويتدبرون معانيه، ويعملون بما فيه، إنه سميع مجيب.

المراجع

مشاركة المقال

وسوم

هل كان المقال مفيداً

نعم
لا

الأكثر مشاهدة