اللهم لبيك عمره: دعاء الطواف والسعي

الكاتب : آية زيدان

الإسلاميات

27 مارس 2025

عدد المشاهدات : 40

منذ 3 أيام

عناصر الموضوع

1- شرح دعاء التلبية

2- فضل التلبية في العمرة

فضل التلبية

3- وقت الدعاء

4- شروط الدعاء

5- مواقف استجابة الدعاء

6- آداب التلبية

عناصر الموضوع

1- شرح دعاء التلبية

2- فضل التلبية في العمرة

3- وقت الدعاء

4- شروط الدعاء

5- مواقف استجابة الدعاء

6- آداب التلبية

العمرة هي رحلة روحانية يتقرب فيها المسلم إلى الله، ومن أبرز شعائرها التلبية والدعاء. تعتبر التلبية إعلانًا للاستجابة لأمر الله، والدعاء وسيلة للتواصل المباشر معه. في هذا المقال، تعرف على صيغة دعاء اللهم لبيك عمره ومعانيه وأوقاته المشروعة في مناسك العمرة.

1- شرح دعاء التلبية

دعاء التلبية هو قول المسلم: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”، ويردد هذا الدعاء خلال أداء مناسك الحج والعمرة، ويعتبر إعلانًا للاستجابة لأمر الله وإظهارًا للتوحيد والإخلاص له.

“لبيك اللهم لبيك” تعني الاستجابة المتكررة، حيث تعبر عن دوام الإجابة واستمرارها.
“لبيك اللهم لبيك” تشير إلى انقيادي لك بعد انقياد.
هذه العبارة مأخوذة من “لَبّ بالمكان”، أي أقام فيه وارتبط به، مما يعني أنني مقيم على طاعتك وملازم لها، مما يتضمن الالتزام الدائم بالعبودية.
ومن معاني التلبية أيضاً: حباً لك بعد حب، كما يُقال “امرأة لَبًة” إذا كانت محبة لولدها، ولا تُقال “لبيك” إلا لمن تحبه وتعظمه.
تتضمن التلبية الإخلاص، مأخوذة من “لُبِّ الشيء”، وهو خالصه، ومنه “لُب الرجل” الذي يعني عقله وقلبه.
كما تتضمن الاقتراب، مأخوذة من “الإلباب” الذي يعني الاقتراب، أي اقتراب إليك بعد اقتراب.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر التلبية شعار التوحيد في ملة إبراهيم، وهي روح الحج ومقصده، بل هي روح العبادات جميعها والمقصود منها، ولهذا كانت التلبية مفتاح هذه العبادة التي يُدخل بها.

وتتضمن التلبية ما يلي:

شكر لله، فهو من أعظم الوسائل التي يتقرب بها العبد إلى ربه.
كما تتضمن الاعتراف بجميع النعم التي أنعم الله بها، ولهذا تم التعبير عنها باللام التي تدل على الشمول، مما يعني أن جميع النعم لك، وأنت المتفضل بها.
وتشمل أيضًا الإقرار بأن الملكية الكاملة تعود لله وحده، فلا يوجد ملك حقيقي لغيره.

يشعر الحاج أثناء تلبيته بارتباطه مع سائر المخلوقات، حيث تتجاوب معه في عبادة الله وتوحيده. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ” ما من مسلم يلبي إلا لبى ما عن يمينه وعن شماله من حجر أو شجر أو صدر حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا” يعني عن يمينه وشماله. رواه الترمذي (828) وابن خزيمة والبيهقي بسند صحيح.[1]

2- فضل التلبية في العمرة

التلبية في العمرة والحج تعتبر من الشعائر العظيمة التي تحمل فضلًا كبيرًا وأجرًا عظيمًا للمسلم؛ فهي إعلان للاستجابة لأمر الله وإظهار للتوحيد والإخلاص له.

فضل التلبية

اللهم لبيك عمره: دعاء الطواف والسعي

أ- إحياء شعائر الحج والعمرة: التلبية هي من أبرز شعائر الحج والعمرة، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم برفع الصوت بها، فعن خلاد بن السائب عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أتاني جبريل عليه السلام، فأمرني أن آمرَ أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال والتلبية”؛ (صحيح الجامع: 62).

ب- مغفرة الذنوب: يرجى لمن يلبي أن تغفر له ذنوبه، فقد جاء في الحديث عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلمٍ يلبِّي، إلا لبَّى ما عن يمينه وشماله من حجرٍ، أو شجرٍ، أو مدرٍ، حتى تنقطع الأرضُ من ها هنا، وها هنا”؛ (صحيح الجامع: 5770).

ج- نيل البشارة بالجنة: ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أهَلَّ مُهِلٌ قَطُّ، ولا كَبَّرَ مكبرٌ قط إلا بُشِّرَ، قيل: يا رسول الله بالجنة؟ قال: نعم”؛ (صحيح الترغيب والترهيب: 1137).

د- رفع الصوت بالتلبية: يستحب رفع الصوت بالتلبية للرجال، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الحجِّ، العجُّ والثجُّ”؛ (صحيح الجامع: 1101)، والعجُّ هو رفع الصوت بالتلبية، والثجُّ هو إراقة دماء الهدي.

بهذا، يتضح أن التلبية ليست مجرد كلمات تقال، بل هي شعيرة تحمل في طياتها معاني عظيمة وفضائل جليلة، تقرب المسلم من ربه وتعزز من روحانيته خلال أداء مناسك العمرة والحج.[2]

3- وقت الدعاء

التلبية هي من الشعائر المهمة في مناسك العمرة والحج، وتعرف بأنها إعلان الاستجابة لأمر الله وإظهار التوحيد والإخلاص له. يبدأ المعتمر بالتلبية بعد الإحرام مباشرةً، ويستمر فيها حتى يبدأ الطواف حول الكعبة.

كما يستحب للمسلم أن يبدأ بالتلبية فور دخوله في النسك، أي بعد أن يحرم من الميقات المحدد له، ويتم ذلك بعد الاغتسال وارتداء ملابس الإحرام وصلاة ركعتين سنة الإحرام، لما رواه الترمذي وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم، كان يمسك عن التلبية في العمرة إذا استلم الحجر، أي عند شروعه في الطواف؛ فدل هذا الحديث على أن المعتمر يقطع التلبية عند شروعه في الطواف ولو لم يستلم الحجر لزحمة مثلاً.

أما في الحج، فتستمر التلبية حتى رمي جمرة العقبة يوم النحر، فقد ذكر الشيخ ابن باز رحمه الله: “والتلبية سنة فإذا أحرم الإنسان بالحج أو بالعمرة سواء من أهل مكة أو غير أهل مكة شرع له أن يلبي كما كان النبي ﷺ يلبي، لكن لو ما لبى أو تأخرت التلبية لا يضره ذلك؛ لأن التلبية سنة قولية.” [3]

4- شروط الدعاء

الدعاء هو وسيلة للتواصل المباشر بين العبد وربه، ويستحب للمسلم أن يدعو الله في كل الأوقات، خاصةً خلال أداء مناسك العمرة. ولكي يكون الدعاء مستجابًا ومقبولًا. هناك شروط وآداب ينبغي مراعاتها، سواء في العمرة أو في غيرها من الأوقات. ومن أهم هذه الشروط:

الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون الدعاء خالصًا لوجه الله، بعيدًا عن الرياء أو السمعة. قال الله تعالى: “فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ” (غافر: 14).
حضور القلب واليقين بالإجابة: ينبغي أن يكون الداعي حاضر القلب، موقنًا بأن الله سيستجيب له. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاهٍ” (رواه الترمذي).
الابتعاد عن المحرمات: يشترط أن يكون الداعي متجنبًا للمحرمات، سواء في مأكله أو مشربه أو ملبسه.
الدعاء بما هو خير: يشترط أن يكون الدعاء في أمور الخير والبر، وألا يدعو بإثم أو قطيعة رحم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يزال يُستجاب للعبد ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم” (رواه مسلم).

وأثناء الطواف والسعي في العمرة، يستحب للمسلم أن يكثر من الذكر والدعاء، وليس هناك دعاء محدد لكل شوط، بل يمكنه أن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة. ومن الأدعية المأثورة بين الركن اليماني والحجر الأسود: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار” (البقرة: 201). [4]

5- مواقف استجابة الدعاء

خلال أداء مناسك العمرة، هناك أماكن وأوقات يستحب فيها الدعاء، ويعتقد أن الدعاء فيها يكون أقرب إلى الاستجابة. فيما يلي بعض هذه المواضع:

بين الركن اليماني والحجر الأسود: يستحب الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود أثناء الطواف، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول بينهما: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار” (البقرة: 201).

عند الملتزم: الملتزم هو المنطقة الواقعة بين الحجر الأسود وباب الكعبة. يستحب للمسلم أن يلتزم هذا المكان، أي يضع صدره ووجهه وذراعيه عليه ويدعو الله بما شاء.
عند مقام إبراهيم: بعد الانتهاء من الطواف، يستحب صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم، وقد قال الله تعالى: “واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى” (البقرة: 125). يستحب بعد الصلاة الدعاء بما شاء المسلم.
في حجر إسماعيل: حجر إسماعيل هو الجزء المحيط بالكعبة من الجهة الشمالية. يستحب الدخول فيه والصلاة والدعاء، لأنه يعتبر جزءًا من الكعبة.
عند الصفا والمروة: أثناء السعي بين الصفا والمروة، يستحب الوقوف على الصفا والمروة والدعاء.
عند شرب ماء زمزم: يستحب للمسلم بعد شرب ماء زمزم أن يدعو الله بما شاء من خيري الدنيا والآخرة. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ماء زمزم لما شُرب له” (ابن ماجه: 3062).[5]

6- آداب التلبية

أ- رفع الصوت بها: يستحب للمحرم أن يرفع صوته بالتلبية، خاصةً الرجال، بينما يستحب للنساء أن يخفضن أصواتهن.

ب- الإكثار منها: يستحب الإكثار من التلبية في مختلف الأحوال، مثل عند صعود المرتفعات أو النزول من المنحدرات، وعند التقاء الرفاق، وفي أدبار الصلوات، ومع إقبال الليل والنهار.

ج- استحضار النية والإخلاص: يجب على المحرم أن يستحضر نية الإحرام بقلبه ويتلفظ بالتلبية بلسانه، مع الإخلاص لله تعالى في ذلك.

د- استمرارية التلبية: يستحب للمحرم أن يستمر في التلبية حتى يصل إلى المكان المحدد لقطعها، سواء كان ذلك في العمرة أو الحج. ففي العمرة، تقطع التلبية عند بدء الطواف، وفي الحج يتم قطعها بعد رمي جمرة العقبة.

ه- التلبية بصيغة النبي صلى الله عليه وسلم: يستحب أن تكون التلبية بصيغة النبي صلى الله عليه وسلم: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”.[6]

في الختام، تعد التلبية والدعاء من أعظم الشعائر في العمرة، حيث تجسد معاني التوحيد والخضوع لله، ومن خلال الالتزام بشروط وآداب الدعاء، واستغلال الأوقات والأماكن الفاضلة، ينال المسلم الأجر العظيم ويقترب من ربه أكثر. نسأل الله أن يتقبل من الجميع عمرتهم ويجعلها سببًا لمغفرة الذنوب والفوز بالجنة.